03-05-2024 01:00 AM بتوقيت القدس المحتلة

انخفاض أسعار النفط: الرابحون أكثر من الخاسرين

انخفاض أسعار النفط: الرابحون أكثر من الخاسرين

هل هناك عدد أكبر من الرابحين أم الخاسرين بسبب انخفاض أسعار النفط؟ وهل سيدفع ذلك منطقة اليورو إلى الانكماش ماهو رأي رئيس البنك المركزي الاوروبي؟

هل هناك عدد أكبر من الرابحين أم الخاسرين بسبب انخفاض أسعار النفط؟ وهل سيدفع ذلك منطقة اليورو إلى الانكماش ماهو رأي رئيس البنك المركزي الاوروبي؟ أسئلة كثيرة يثيرها تدهور الاسعار.
   

من هم الرابحون؟

انخفاض اسعار النفط ينجم عنه انتقال للثروة من البلدان المنتجة إلى البلدان المستهلكة متمثلة بكبرى الاقتصادات العالمية مثل الولايات المتحدة ومنطقة اليورو واليابان والصين. الشركات كذلك تحصل على هامش أكبر وتتحسن القدرة الشرائية للمستهلكين. أسعار الوقود في محطات الوقود الفرنسية على سبيل المثال هي في ادنى مستوى منذ اربع سنوات.

يقول باتريك ارتوس، الاقتصادي لدى كاتيكسيس، إن منطقة اليورو يمكنها بفضل تراجع أسعار النفط "أن تستفيد من الأثر الايجابي لتراجع اليورو على صادراتها من دون أن
تتأثر بسبب ارتفاع اسعار الواردات"،  وأن تأمل كسب نصف نقطة في اجمالي ناتجها الداخلي خلال سنتين.

ويشير معهد كو-ركومنس الى انخفاض فاتورة الطاقة الفرنسية بخمسة مليارات يورو على الأقل خلال 2014، موضحاً أن "الصناعة هي الرابح الرئيسي ويتوقع أن تكسب ملياري يورو، أي أكثر من التسهيلات الضريبية من أجل تشجيع تنافسية التوظيف"، التي تعتمدها الحكومة الفرنسية أساساً للانعاش الاقتصادي.

ويقدر الاقتصادي نيك كونيس المحلل لدى "اي بي ان امرو" ان ما ستكسبه الدول المستوردة سيرفع نمو اجمالي الناتج العالمي بمعدل 0.7%.
   

من هم الخاسرون؟

الدول المنتجة بالطبع.

كتبت وكالة ستاندرد اند بورز في تقرير عن منطقة الخليج إنّ "التراجع الاخير في سعر المحروقات، وفي حال استمراره لفترة طويلة، سيكون له تأثير كبير". وتشكل
العائدات النفطية لدول مجلس التعاون الخليجي الست في المعدل 46% من اجمالي ناتجها الداخلي. واعتبرت ستاندرد اند بورز سلطنة عمان والبحرين الاكثر تأثراً.

ويقول كريستيان ديزيغليز الاختصاصي في الأسواق الناشئة لدى مصرف "اتش اس بي سي" إنّ نصف الدول الناشئة ستتأثر سلباً بتراجع اسعار النفط.

فالبرازيل استثمرت بكثافة في المنشآت والبنى التحتية النفطية التي سيكون من الصعب عليها استعادتها. كما حددت روسيا ميزانيتها على اساس سعر 100 دولار للبرميل
مقابل 66 دولارا سعر اقفال الجمعة في السوق الاميركية.

ولكنه يضيف أن "التراجع الكبير في سعر الروبل سيخفف الضغوط على الميزانية". وتبدو المؤشرات كلها سلبية في فنزيولا التي تعاني أساساً من اختناق مالي ويشكل النفط 96% من مصادرها من العملة الصعبة.

كما يؤثر تراجع النفط على استخراج الوقود الصخري في الولايات المتحدة الذي يحتاج لاستثمارات ضخمة للحفاظ على وتيرة الانتاج. ويعتبر المحللون أن الاستثمار في
الوقود الصخري ليس مجديا عندما يكون سعر برميل النفط بين 65 و70 دولارا.
   

خطر الانكماش

الانكماش هو دوامة من انخفاض الاسعار والعائدات تؤدي الى شلل اقتصادي. وهذا الخطر جاثم تحديداً على منطقة اليورو حيث تراجع التضخم الى 0.3% في تشرين
الثاني/نوفمبر. ولكن دوني فران، المدير العام لكو-ريكسكود يقول إن "لانخفاض سعر النفط تاثيرا ايجابيا على القدرة الشرائية وعائدات الشركات اكثر منه تأثير باتجاه
الى الانكماش".

والسؤال المطروح. "هل ستحتفظ الشركات بهذا التأثير الإيجابي باعتباره هامشا للتحرك. ام ستستفيد منه لمزيد من خفض الاسعار". وهذا سيدخلها في دوامة خطرة.
   

وماذا عن البنك المركزي الاوروبي

يمكن أن يتم الالتفاف على تاثيرات انخفاض اسعار النفط على الاقتصاد العالمي من خلال البنك المركزي الاوروبي الذي يفترض ان يحول دون دخول منطقة اليورو في الانكماش.

كتب مايكل هيوسون المحلل لدى "سي ام سي ماركتس" البريطانية "انا واثق من ان (رئيس البنك المركزي الاوروبي ماريو) دراغي كان يأمل سرا في أن تساعده اوبك
بالاعلان عن خفض كبير في الانتاج" يؤدي الى زيادة اسعار النفط ورفع التضخم في واردات منطقة اليورو.

ويقول المحللون انه "بابقائه على سقف الانتاج كما هو، على العكس من ذلك زاد الكارتل من احتمالية اتخاذ البنك المركزي الاوروبي تدابير جديدة مهمة".