05-05-2024 06:25 PM بتوقيت القدس المحتلة

بعد ذكرى 11 أيلول، هل سيكون لبنان مسرحاً لمأساة جديدة لأميركا؟ (1/2)

بعد ذكرى 11 أيلول، هل سيكون لبنان مسرحاً لمأساة جديدة لأميركا؟ (1/2)

وفق الخارطة الجيوبوليتيكية التآمرية الصهيونية للمنطقة لا يمكن عزل أي دولة من المغرب وصولاً إلى ن كونها منطقة تنفيذ عمليات تقوم بها إما القوات الأطلسية بشكل مباشر مدعومة بغطاء سياسي عربي ودولي أو أذرع

نادر عزالدين

في كل مرّة نريد فيها التحدث عن المرحلة الراهنة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والدور الأميركي فيها، نعود بشكل عفوي إلى حدث شغل العالم منذ سنوات ورسم علامات استفهام كبيرة، خاصة وأن النقاش والتحليل حول أسبابه وتداعياته ونتائجه توصل أي مراقب لسؤال أساسي: لولا ذريعة أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001 هل كان باستطاعة الولايات المتحدة احتلال بلاد العرب والمسلمين على الصعيدين العسكري والمخابراتي والاقتصادي؟

هذه العودة العفوية إلى الماضي القريب ليست صدفة، فمنذ هذا الحدث الدموي الضخم وحتى اليوم تكشفت العديد من الحقائق ولكن سرعان ما تم محوها أو تحجيمها عبر مخطط إعلامي غربي وعربي لم يرد صانعوه أن يفكر الناس ولو لمرّة عن علاقة أجهزة المخابرات الدولية وتحديداً الأميركية والإسرائيلية بما يمكن اعتباره الحدث الذي شكّل نقطة البداية  لما يسمى "محاربة الإرهاب". وليس هذا السبب الوحيد، إنما مسار الأحداث التي جرت في العالم وخاصة في منطقتنا بعد انهيار برجي التجارة في نيويورك، تولد شكوكاً كبيرة حول هوية المخطط الحقيقي للهجمات.

 لذلك وبعد عملية "11 أيلول" تفتحت عيون العالم على الدور الذي تلعبه الأجهزة السرية في حياتنا اليومية، فهذه المجموعات غير المرتبطة فقط بالولايات المتحدة إنما بأوروبا والحلف الأطلسي (stay behind) وغيرها من البلدان المسيطرة على القرار العالمي، قامت بتنفيذ الكثير من عمليات التفجير في بولونيا في ثمانينات القرن المنصرم واسبانيا وايطاليا وعدة دول أوروبية وذلك كله خدمة لأهداف اقتصادية، ومن هذه الزاوية يمكن الإعتبار أن "11 أيلول" هو إعلان حرب عالمية تنظمها الشركات العابرة للقارات التي تحكم العالم تحت عدة مسميات وتتحكم بالاقتصاد العالمي، فتنفذ مجموعة من التفجيرات والإغتيالات خدمة لأهدافها الاقتصادية والتوسعية الاستعمارية.

 

وفي مرحلة تقييم للسنوات العشر الماضية نرى بأن هذه الفترة الزمنية كانت كفيلة بإحداث أكبر مأساة بشرية بعد الحرب العالمية الثانية، ونلاحظ هنا بوضوح أن الدمار والإجرام الذي جرى في أوروبا في الحربين العالميتين الأولى والثانية لم يكن سببه الإسلام مثلاً أو الحرب العالمية على "الإرهاب"! إنما كانت الأسباب تتمحور بين الإقتصادية والنفوذ السياسي لمجموعة من الأوروبيين المختلين عقلياً (النازية والفاشية) الذين أدخلوا العالم بمأساة ما زلنا نعاني من ذيولها حتى اليوم.

لذلك بعد 11 أيلول 2001 بدأت المنطقة تعيش فترة من الحرب السرية التي تخوضها هذه "الحكومة الخفية" -مجموعة بلومبورغ- التي تقود التغيير في العالم، وبالتالي يمكن الإعتبار أن الإعتداءات الكثيرة التي نفذتها المجموعة الصهيونية - الأميركية والتي لم تكن معلنة، مرتبطة بمشروع المحافظين الجدد الذين وصلوا إلى الحكم مع الرئيس ريغين في ثمانينات القرن المنصرم، حتى انكشف الغطاء عن هذه العمليات في عهد جورج بوش الإبن، الرجل الفاشل والمريض العقلي، حسبما صنفه معظم علماء النفس والعديد من الدراسات في الولايات المتحدة. ولا يمكننا أن ننسى دور ديك تشيني الذي رافق جورج بوش الأب يوم أعلن بداية عصر جديد في العالم بعد سقوط الإتحاد السوفييتي عام 1991 حين قال بأن "العهد الجديد" قد بدأ، والعبارة بحد ذاتها تؤشر إلى أحاديث توراتية ترتبط بالفكر الصهيوني التلمودي.

وفي العام 2001 اختفى الرئيس الأميركي وظهر في الإعلام ديك تشيني مجدداً ، وكان في ذلك الوقت مسؤولاً عن مجموعة من علماء النفس الذين يؤمنون بالبارابسيكولوجيا أو "السيطرة العقلية" على العديد من المجموعات العسكرية الأميركية التي جرى تدريبها بشكل إجرامي، واستخدمت في أكثر من عمل إجرامي في العالم من تنفيذ اغتيالات ومجازر بحق الشعوب دون أن يكون هناك عاطفة أو شعور إنساني لهذه الأعمال، وهذا ما يمكن قراءته من خلال الدروس التلمودية التي حاول ديك تشيني تسويقها وبعده جورج بوش الإبن باعتبار أن معركة "أرماجدون " النهائية تقترب وستترافق مع إعلان دولة إسرائيل وعاصمتها القدس، لذلك حاولوا تغيير العالم عبر كل المعطيات الدولية المتوفرة بين أيديهم، الإقتصادية والسياسية والثقافية، فكان 11 أيلول المنطلق الذي أعطى المبرر والشرعية والغطاء الدولي لمجموعة بوش والمحافظين الجدد -ديك تشيني، رامسفيلد، وولفيتز- للدخول علم 2001 بالحرب التي أسميت "الحرب العالمية على الإرهاب".

الولايات المتحدة تدخل المنطقة وتباشر بتفتيتها مذهبياً
وفي هذا السياق يشير مدير عام الـ"إستشارية للدراسات الإستراتيجية" د. عماد رزق، إلى أن "اجتياح أفغانستان كان تحت ذريعة ملاحقة أسامة بن لادن حيث استمرت عملية المطاردة لعشر سنوات حتى انتفى مبرر وجود زعيم تنظيم القاعدة، ومن يتابع التاريخ القريب يلاحظ أن بن لادن كان مجرد عميل للمخابرات الأميركية وجرى تمويله من قبل السعودية لمحاربة المد السوفييتي في أفغانستان، وتحت هذا الغطاء جرى استثمار وإدخال عقيدة العنف لإتهام الإسلام بالإرهاب، وبالتالي مع سقوط الإتحاد السوفييتي وانتهاء الحرب الباردة عام 1991يمكن القول أن وظيفة بن لادن كوكيل لجمع المسلمين من كل الأقطار العربية لقتال السوفييت انتهت، وانتقلت من مواجهة المد الشيوعي إلى إعادة تنظيم أعماله حتى ظهر مبرر لإستثمار مشاريع تنظيم القاعدة، ونحن رأينا كيف جرى استخدام وتحريف الكثير من الأفكار الدينية التي كانت سائدة في ذلك الوقت وكيف اعتبرت أدبيات القاعدة جزءاً من الإرهاب الإجرامي العابر للقارات، وهكذا قامت الولايات المتحدة بتبرير أفعالها المنظمة ويمكن اعتبار هذه الأفعال ضمن الإرهاب المنظم من قبل جهة دولية مسؤولة".

لذلك كانت "11 أيلول" البداية وبعدها الدخول إلى أفغانستان عام 2001 بحجة وجود القاعدة فيها، ثم مخالفة صدام حسين للمجتمع الدولي وعدم تعاونه معه، وتحت غطاء أن صدام يتمتع بثالث قدرة عسكرية في الشرق ويهدد الكيان الصهيوني وأنه يملك من القدرات والتكنولوجيا النووية التي تخوله تدمير العالم، جرى اجتياح العراق والسيطرة عليه. وعلى أبواب الذكرى الثامنة لاحتلال العراق "نشاهد كيف يعاني اليوم المشروع الأميركي في المنطقة نتيجة الفشل الذي زرعه ديك تشيني وجورج بوش في أفغانستان والعراق. هذه الإستراتيجية الاحادية الأميركية التي أثبتت فشلها سقطت على أبواب انطلاق "ثورة الأرز" في لبنان مع اغتيال الرئيس رفيق الحريري (شباط 2005)، ومع ما استتبعه من فوضى منظمة ابتكرتها هذه المجموعات المتخصصة في التشويه الإعلامي والحرب النفسية، فجرى استغلال عملية الإغتيال لزرع بذور الفتنة المذهبية بين مختلف المذاهب والأطياف في الشرق الأوسط ونحو إعادة رسم الخارطة السياسية للمنطقة وتفكيكها بما يتوافق مع المشروع الصهيوني وابتكار كيانات صغيرة ضعيفة متقاتلة تسمح للكيان الصهيوني بالبقاء والوجود وأن يغدو القوّة الإقتصادية والعسكرية والسياسية التي تهيمن على هذه المنطقة المفصلية للإقتصاد الدولي".

إغتيال الحريري وشخصيات مسيحية لإخضاع سورية
هنا نرى التقاطع بين 11 أيلول 2001 وعملية اغتيال الرئيس الحريري في 14 شباط 2005، ففي الحالة الأولى استثمرت عملية التفجير لتبرير اجتياح أفغانستان والعراق، أما الحالة الثانية فشكلت المبرر لفرض عقوبات على سورية ولمزيد من الضغط باتجاه إيران وقوى المقاومة في المنطقة. وبعد فشل محاولاتها كلفت إسرائيل مباشرة من قبل المشروع الأميركي الصهيوني بشن حرب على المقاومة. وعن ذلك يقول د. رزق "يمكن ربط كل هذه الأحداث وفق مسلسل وخارطة طريق أنتجتها مجموعة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، وبطبيعة الحال فإن المرحلة التي سبقت تفجيرات "11 أيلول" والتي تلتها مروراً باغتيال الحريري ووصولاً إلى حرب تموز 2006 التي شنتها إسرائيل على لبنان، شهدت سلسلة طويلة من الأحداث الأمنية في هذا البلد من اغتيالات وتفجيرات في غير منطقة، وقد جرى استخدام الإعلام للقول بأن المناطق المسيحية هي المستهدفة، ثم جرى اغتيال بعض الشخصيات القريبة من 14 آذار لإحداث فتنة بين القوى السياسية في لبنان، واستثمر هذا الموضوع لإتهام النظام السوري بهدف إخضاعه للإملاءات الأميركية". ويضيف د. رزق "بعد كل الفشل الذي أصاب المشروع الأميركي استطاعت المقاومة والجيش اللبناني توجيه ضربة موجعة للمشروع من خلال كشفها عن شبكات الموساد والـ CIA، وآخرها الكشف عن شبكات المخابرات الأميركية التي استطاعت اختراق المقاومة والموجودة في المجتمع اللبناني بشكل كثيف جداً وتحاول تخريبه على مستويات عدة، ويمكننا اعتبار التخريب الثقافي السياسي لمجتمعنا هو أحد الأهداف الذي تسعى وراءه المخابرات الأميركية أو المجموعة القريبة من المشروع الصهيوني في المنطقة".

حرب سرية تعيشها بيروت اليوم كالتي عرفتها قبل الحرب الأهلية
إذاً القراءة المتأنية للأحداث التي جرت في لبنان منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري وصولاً إلى كل مراحل الإغتيالات ومع كل الأدلة التي حصلت عليها الأجهزة الأمنية في لبنان وأهمها الكشف عن شبكات العملاء وبعض أجهزة المخابرات الدولية، يمكن الإستنتاج أن المرحلة التي وصلنا إليها وأن مستوى العمل الإستخباري والأميركي تحديداً في لبنان لا يمكن فصله عن النشاط الإسرائيلي، وبالتالي فإن النشاط الأميركي وربما الغربي يتمتع بمقومات تساعده على تحقيق أهدافه أكثر من النشاط الإسرائيلي نظراً لتمتعه بغطاء دبلوماسي وقيامه بعمليات تمويل شرعية لجمعيات المجتمع المدني والتي تستطيع أميركا والدول الغربية عبرها الولوج والدخول إلى كل المعلومات والمعطيات في المجتمع اللبناني من البلديات إلى المؤسسات الرسمية. ونظراً لوجود العديد من مكاتب الإستخبارات الإقليمية في بيروت فإن ما تعيشه العاصمة اللبنانية اليوم هو جزء من "الحرب السرية" التي عرفتها في خمسينات وستينات القرن المنصرم قبل بداية الحرب الأهلية عام 1975 حين كانت بيروت محور اهتمام معظم أجهزة المخابرات الدولية حيث كان يتم تصفية العديد من الحسابات بين هذه الأجهزة على الأراضي اللبنانية.

ثلاث مستويات للعمل الأمني الأميركي والغربي
وبحسب د. رزق فإن "العمل الأمني الغربي والأميركي تحديداً يعمل على مستويات ثلاث، منه التقني والذي يرتبط بغطاءات شرعية عبر الإتفاقيات الأمنية مع الأجهزة الأمنية المختلفة، وهو معروف بتبادل المعلومات و"مكاتب التنسيق" وهذا يشكل الخطوة الأولى لإعادة صياغة السياسة الأميركية داخل الدولة اللبنانية، أما المستوى الثاني فهو الإستعلامي المتمثل بالحركة الدبلوماسية للغربيين وللسفارة الأميركية في بيروت على المستوى السياسي والثقافي والإجتماعي والإقتصادي حيث لا يوجد رقيب ولا حسيب. وبالتالي هذا نشاط غير مراقب وتحت كل هذه الغطاءات يتم جمع المعلومات وتبويبها، وأبسط دليل هو ما صدر عن "ويكيليكس" من عدد هائل للوثائق التي جرى تسريبها والتي تشير إلى نشاط كثيف جداً وتؤكد أن كل شاردة وواردة وكل خبر في داخل السلطة السياسية أو الإقتصادية أو حتى المجتمع اللبناني يتم نقلها إلى واشنطن وتحليلها مع معلومات أخرى وربما كانت معلومات إسرائيلية. أما المستوى الثالث والأهم فهو التنفيذي لهذه الأجهزة الأمنية الغربية وتحديداً الأميركية، فهي ليست بحاجة إلى جمع المعلومات فقط لجمعها، إنما تجمعها تمهيداً للوصول إلى لحظة التنفيذ".

 

يد واحدة تنفذ وجهة واحدة تستفيد

ويضيف د. رزق "وفقاً للعديد من التقارير الأميركية والغربية وتقارير صادرة عن أجهزة تراقب النشاط الغربي يمكننا القول أن التفجيرات أو الأحداث التي جرت في العراق وباكستان وأفغانستان وصولاً إلى لبنان وإيران، هي صنيعة يد واحدة من الناحية اللوجستية ومن ناحية تحضير العبوات واستعمال الصواعق وطريقة التنفيذ والتوجيه والإستثمار السياسي، وإذا ما نظرنا لأبسط أدلة الجريمة يمكن اعتبار أن المستفيد من العمل التفجيري والتخريبي يمكن أن يكون مشاركاً في العملية. والأعمال التي تستهدف العراقيين يمكن اعتبارها طبيعية في ظل وجود قوات أميركية في العراق، إنما من غير الطبيعي أن تستهدف التفجيرات لبنانيين في لبنان وإيرانيين في إيران وهي مناطق خارج إطار المواجهة، فالعراق هو نقطة جذب للمقاتلين الذين يواجهون المشروع الأميركي أو للأميركيين الذين يحاولون قتل العراقيين، إنما ما علاقة باكستان ولبنان وإيران؟ لذلك نستنتج أن المشروع الذي تحاول زرعه الولايات المتحدة مترابط ومتكامل ولا يمكن فصل أي مشهد عن الأحداث وسياقها، فكل هذه الأحداث مترابطة ويمكننا الإستفادة من عمليات اغتيال نفذتها طائرات أميركية بدون طيار في باكستان أو في اليمن أو في أكثر من دولة في العالم".

وهنا يمكن الاستنتاج أن الـ"CIA" كانت تغتال من تريد قتله بالطائرات الموجهة، وأن الموساد كان يستعمل القفازات ويدخل الميدان لبشارك في عمليات التفجير وإعادة تنظيم شبكاته، ولا يخفى أن يكون العراق هو أحد الساحات التي استخدمها الموساد بالتشارك والتعاون مع الأميركي لتنفيذ اعتداءات على المسلمين من شيعة وسنة لإحداث البلبلة والفتنة بينهم أو حتى لإضعاف هذه القوى الإقتصادية العربية أو ربما إعطاء مكاسب لدول أخرى كانت تموّل أو كانت تستفيد وربما بعض الدول الخليجية التي كانت تستفيد من عزل العراق وتدميره على المستوى العربي والدولي.

ثورة الياسمين في سورية
و"نحن نرى اليوم أن بعض الدول الصغيرة جغرافياً تشارك في صناعة القرار اليوم في اجتياح ليبيا واستعمارها من قبل قوات الأطلسي أو حتى في تدمير مقومات أكثر من دولة عربية، وصولاً للحديث عن تمويل هذه الدول الخليجية للتحركات في سورية ودول عربية أخرى، والهدف كله يأتي في سياق أميركي واضح، فهناك من يخطط وهناك من يموّل وهناك من ينفّذ ولا يمكن عزل هذه الدول عن المخطط إذا كان صهيونياً - أميركياً والمموّل إذا كان عربياً والمنفذ إذا كان اسرائيلياً، وهذه التقاطعات يمكن اعتبارها جزءاَ من تقاسم النفوذ الدولي". ويتابع د. رزق "من خلال مجريات الأحداث اليوم نستنتج أنه بسبب عدم إمكانية الضغط على سورية عام 2004-2005 حدث اغتيال الرئيس رفيق الحريري وبعدها بدأت "ثورة الأرز" في لبنان والتي كان الهدف منها إطلاق "ثورة الياسمين" عام 2005-2006 في سورية، إنما صمود سورية في ذلك الوقت وفشل المشروع الأميركي التدميري الفتنوي في العراق دفع واشنظن لإعادة تقييم مشروعها فصدر تقرير بايكر هاملتون الذي أعاد تقييم السياسة الأميركية، هو حافظ على الإستراتيجية أو خارطة الطريق التي استمرت حتى اليوم إنما قام بتغيير التكتيك، فأميركا التي ستسحب جنودها في نهاية العام الحالي من العراق ستنشر في المقابل درعها الصاروخي وراداراتها في تركيا وفي الوقت نفسه وسعت مجلس التعاون الخليجي وأعطته مكاسب باتجاه الأردن والمغرب، فأصبحت هذه نقاط تقاطع واضحة الهدف منها حماية "دولة إسرائيل" والحفاظ على أنظمة الملوك الداعمة للكيان الغاصب إن كان في الأردن أو في المغرب أو في السعودية، فنرى اليوم دول الخليج والمغرب خارج المساءلة، وما يجري استهداف واضح لمصر التي تشكل الممر الإستراتيجي في قناة السويس، وليبيا المدخل باتجاه أفريقيا والنيجر حيث المخازن الرئيسية للنفط واليورانيوم في العالم، وبعدها سيتم استهداف الجزائر وإيران كما صرح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي".

إذاً وفق الخارطة الجيوبوليتيكية التآمرية الصهيونية للمنطقة لا يمكن عزل أي دولة من المغرب وصولاً إلى باكستان، فكل هذه المنطقة التي تشكل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA) هي منطقة تنفيذ عمليات تقوم بها إما القوات الأطلسية بشكل مباشر مدعومة بغطاء سياسي عربي ودولي وإما تقوم بها أذرع المخابرات الأميركية والموساد تحت مسميات عربية أو أوروبية.


في الجزء الثاني من التقرير:

كيف تتخلى أميركا عن عملائها ؟
الأذرع المخابراتية التنفيذية انتشرت في لبنان وسورية والعراق
موجة تفجيرات جديدة .. فهل ستكون المخابرات الأميركية الهدف التالي ؟