27-04-2024 12:27 AM بتوقيت القدس المحتلة

نص مقابلة السيد حسن نصر الله مع قناة الإخبارية السورية

نص مقابلة السيد حسن نصر الله مع قناة الإخبارية السورية

نص مقابلة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مع القناة الإخبارية السورية يوم الاثنين 6-4-2015

 

 

نص مقابلة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مع قناة الإخبارية السورية يوم الاثنين 6-4-2015

 

ـ سؤال: أهلاً ومرحباً بكم مشاهدي الإخبارية السورية على الهواء مباشرة، ضيفنا ضيف خاص على شاشة الإخبارية السورية وعلى الإعلام الوطني السوري، نرحب به مباشرة. سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حياك الله، أهلاً ومرحبا بك لأول مرة على شاشة الإخبارية السورية.

ـ السيد نصرالله: أهلاً وسهلاً بكم.

ـ سؤال: أهلاً بك. بالتأكيد الجميع ينتظر ماذا سيتحدث سماحة السيد. بطبيعة الحال سنستمع إلى الكثير اليوم من سماحة السيد لنعرف ماذا سيقول عن خطوط التماس، والعلاقة مع سوريا وإيران، عن العدوان على اليمن وحروب البقاء والعرب عن فلسطين المحتلة والحرب مع العدو. أهلاً ومرحباً بك من جديد سماحة السيد، شرّفتنا على الهواء مباشرة عبر هواء الإخبارية السورية. أنت موجود هنا على قناة وطنية سورية لأول مرة، بالتأكيد هناك دلالة أو هدف ما تريد أن توصلوها اليوم ما هي؟

ـ السيد نصرالله: بسم الله الرحمن الرحيم، أنا أيضاً أرحب بك وبهذه القناة المقاومة والمناضلة، وأتمنى إن شاء الله أن يكون هذا اللقاء مثمراً ومفيداً.

في الحقيقة أنا على تواصل دائم مع الشعب السوري، مع الجمهور السوري من خلال الكلمات والخطب، تعرفين أنني قليلاً ما أُجري مقابلات تلفزيونية أو صحافية، منذ مدة طويلة طلب مني من قبل إدارة القناة هذا اللقاء، وأنا كنت دائماً أتحين الفرصة ومشتاق لهذا اللقاء. الحمد الله الآن توفرت هذه الفرصة خصوصاً مع حصول أحداث وتطورات مهمة يمكن التطرق إليها والحديث عنها دون تكرار لما كنا دائماً نقول في الخطب أو في المقابلات السابقة. ولا شك بأن المرحلة هي حساسة جداً ومهمة جداً، ولذلك هذا النوع من التواصل مختلف مع الشعب السوري، مع الرأي العام العربي، خصوصاً في هذه المرحلة، بإعتقادي كان ذلك مهماً، مع توفّر الفرصة والحاجة تأمن إن شاء الله هذا اللقاء.

ـ سؤال: نشكرك، ووجودك لأول مرة عبر شاشة الإخبارية السورية يقدر ويثمن. أبدأ بسؤال قبل أن ندخل في المحور في سوريا تحديداً، المنطقة في صراع وصراع دامٍ. سماحة السيد تعتقد أنه صراع ديني أم سياسي؟

ـ السيد نصرالله: لا نقاش في أنه صراع سياسي وإنما يُستخدم فيه الدين أو الشعارات الدينية أو العناونين الدينية، والكثير من الصداقات والعدوات والتحالفات والحروب التي جرت وتجري الآن في المنطقة، خلفياتها سياسية وأهدافها سياسية، وإنما الكثير من الأشخاص يستغلون الدين في هذه المعارك.

للأسف لو تم الإستفادة من القيم الدينية في معارك الحق هذا لا مشكلة فيه كما في حربنا مع العدو الإسرائيلي وطبعاً مع التمييز بين الموضع الديني والموضع الطائفي. أنا أقدّم شاهداً بسيطاً وواضحاً، باعتبار الآن إيران هي عنوان كبير في المنطقة سواء في التحالف أو في العداوات، عندما كان يحكم إيران نظام الشاه، الشاهنشاه محمد رضا بهلوي، السعودية ودول الخليج وأغلب الدول العربية التي كانت مثلاً في المحور الأمريكي أو الغربي عموماً كانت على علاقة قوية جداً بالشاه وبنظام الشاه ليس مع الشخص يعني، علاقات إقتصادية وعلاقات أمنية وعسكرية وعلاقات إستراتيجية، لم يخرج أحدا من أمراء السعودية أو علماء السعودية أو من مفتي السعودية ليقول كيف تقيمون علاقة مع إيران، هذا شيعي هذا رافضي مثلاً. حسناً، الشاهنشاه محمد رضا بهلوي كان مسلماً، لكن هو بحسب التوزيع المذهبي الذي الآن يعمل عليه والطائفي لم يكن سنياً كان شيعياً بالتوزيع الحالي. إذاً النظام الإيراني الملكي الإمبراطوري الذي مذهبه شيعي وهو كان طبعاً يهتم بالشعائر الشيعية، كان طاغية، بالسياسة كان عند الإمريكان حليف إسرائيلي، لكن في الظاهر يطبع القرآن كما يطبعه الملك السعودي وكان يذهب إلى المشاهد المقدسة التي نسميها نحن لأئمتنا أئمة الشيعة، وكان زوجته تذهب إلى النجف الأشرف وتزور مرقد الإمام علي إبن أبي طالب عليه السلام وكان ملوك وأمراء الخليج وعلماء الخليج وعلماء الوهابية بالتحديد يشاهدون هذا، لم يعترض أحد على الإطلاق على العلاقات السعودية الإيرانية ولم يفتح أحد هذا الملف. في ذلك اليوم إيران كانت إمبراطورية فارسية، لم يفتحوا مل الفارسية ولا تكلموا عن مجوس ولا تكلموا عن شيعة ولا تكلموا عن رافضة، لماذا؟ لأن الشاه في حلفهم السياسي وهم عند سيد واحد هو السيد الأميركي، هو حليف إسرائيل الإسترايتيجي.

عندما جاء الإمام الخميني وانتصرت الثورة الإسلامية في إيران وبدا أن الإمام الخميني وثورته سيقفان إلى جانب الشعوب العربية في مواجهة العدو الإسرائيلي إلى جانب فلسطين، فتح سفارة لفلسطين، أعلن أن القدس وفلسطين هي قضية عربية وهي قضية إسلامية، قضية المسلمين جميعاً، أعلن قطع العلاقات أو العداء مع السيد الأميركي فقلبوا جميعاً له ظهر المجّن وبدأنا نسمع لغة جديدة، إيران فارسية، إيران مجوسية، لم ينجح هذا المنطق، إيران الشيعية، إيران الرافضية.

إذاً الكلام في الموضوع الديني أو في الموضوع المذهبي وفي الموضوع الطائفي هو فقط وسائل تستخدم بشكل سيئ وبشع لخدمة أغراض سياسية. الصراع الموجود في المنطقة ليس صراعاً دينياً، حتى مع إسرائيل. اليهود هم أتباع دين سماوي، طبعاً الإسلام له رؤية حول الديانات السماوية الأخرى، كانوا موجودين وما زالوا موجودين في الكثير من البلدان العربية والإسلامية، نحن مشكلتنا مع الصهاينة الذين جاءوا واحتلوا فلسطين واعتدوا على الشعب الفلسطيني وعلى سوريا وعلى لبنان وعلى كل المنطقة وقتلوا وارتكبوا المجازر، وليست حربنا أو قتالنا أو معركتنا هي معركة مسلمين ويهود، هي معركة مسلمين وصهاينة. إذاً ما يجري في المنطقة أكتفي بالقول أنه هو سياسي بإمتياز، لخدمة أهداف سياسية ومشاريع سياسية يتم إستغلال الدين فيها في كثير من الأحيان بشكل خاطئ وسلبي وسيئ ويسيئ إلى الدين نفسه.

ـ سؤال: سنتحدث كثيراً اليوم عن العدو الإسرائيلي، ما الذي يفعل في المنطقة، لا سيما أن كل الصراعات التي تجري يبدو أن الأيادي الصهيونية هي حاضرة. أبدأ بالمحور الأول سماحة السيد إذا سمحت لي، سوريا تعنيكم وتعني لكم الكثير كنا قد تحدثنا قبل أن نكون على الهواء مباشرة بأن لسوريا "معزّة خاصة" مثل ما نقول عنها بسوريا بقلبكم، هل اخترتم فعلاً دخول الحرب إلى سوريا؟

- السيد نصرالله: نعم، نحن هذا كان خيارنا وكان خياراً معلناً، نحن لم نخفِ هذا الأمر، وأعلناه بوضوح وذكرنا الأسباب الموجبة لدخولنا ومشاركتنا في الصراع أو في المواجهة القائمة في سوريا، بملء إرادتنا ووعينا وإنطلاقاً من إحساسنا بالمسوؤلية التاريخية في هذه المرحلة.

ـ سؤال:  لم يكن هناك مشاورات تجري بين الحلفاء لدخول حزب الله أو أن لا يدخل حزب الله في هذه المعركة.

- السيد نصرالله: في لبنان يعني؟

ـ سؤال: في لبنان وفي المنطقة بشكل كامل؟

- السيد نصرالله: لا، أولاً، في لبنان حقيقة نحن لم نخبر حلفاؤنا حتى لا نحرج أحداً. وبعد أن دخلنا وأعلنت أنا الدخول فيه، كان في إحتفال في ذكر انتصار 25 أيار، بعدها أرسلت لأصدقائنا وحلفائنا في لبنان أنه أنا أعتذر منكم لم أخبركم لم أشاوركم حتى لا تتحملوا تبعات هذا الدخول، هذه مسؤولية نحن سنتحملها ونتحمل تبعاتها، وأنتم لو سألكم أحد في لبنان أو في خارج لبنان نتيجة تعقيد العلاقات الموجودة دولياً وإقليمياً وعربياً أنكم هل أنتم وافقتم على دخولنا، تستطيعون القول وأنتم صادقون، يعني بكل صدق، تقولون والله حزب الله لم يسألنا، وأنتم أحرار في الموقف التي تتخذونه، يعني نحن لم نطالب حلفاءنا في لبنان بتأييد دخولنا إلى سوريا ولم يكن لدينا مشكلة لو انتقدنا أحد منهم أو اعترض على قرارنا هذا أو سكت، نحن قلنا للجميع أنتم يعني "خذوا راحتكم" نحن لا نلزمكم بشيء، نحن هذا القرار نعتبره مسؤولية تاريخية نتكلم عنها بعد قليل وبالتالي أنتم أحرار في أن تتخذوا الموقف الذي ترونه مناسباً، طبعاً مع القيادة السورية بالتأكيد كان يوجد نقاش وتشاور وبناءً على تقدير أنه ينبغي أن نتخذ خياراً من هذا النوع، اتخذنا هذه الخيار.

ـ سؤال: هل كنتم تتوقعون أن دخولكم إلى سوريا لن يطول حتى هذه اللحظة، سماحة السيد؟

- السيد نصر الله: منذ البداية التوقع واضح أن سوريا أمام معركة قاسية جداً وطويلة جداً وكبيرة جداً، ولو عدنا إلى البدايات من الأسابيع الاولى، أنا أذكر أنه سواء على المستوى الدولي والإقليمي العربي وحتى المحلي عندنا في لبنان، على مستوى وسائل الاعلام، المراقبون، المحللون، والكل كان يتعاطى أن سوريا ستسقط وتنهار خلال شهرين أو ثلاثة أشهر. ونحن على هذا يجب أن نبني أن حجم الموأمرة  على سوريا وحجم المعركة التي أعدّت لسوريا منذ البداية كان كبيراً جداً، عظيماً جداً. وبالتالي نحن لم نذهب إلى معركة ونتصور فيها أننا في معركة ستدوم سنة أو سنتين أو أقل أو أكثر أو لعدة شهور. كان واضحاً من البداية أن المعركة قاسية وكبيرة وطويلة، لأننا عندما نأخذ مشهد الاصطفاف الدولي والإقليمي والمحلي والاصطفاف في المنطقة وحجم الاستهداف، كان من الواضح أننا لسنا أمام معركة قصيرة أو بسيطة، ونحن كنا تنوقع أننا سنبقى إلى الآن، وأيضاً المعركة مفتوحة، إلى أي حد؟ طبعاً هنا مجموعة عوامل تؤثر فيها ويرتبط بها.

- سؤال: تعتقد بأن كلمة مفتوحة يعني تتحدث عن فترة طويلة الأمد. الأرض في سوريا كمعركة، نتحدث عن معركة في سوريا .... الأهداف المرسومة لسوريا ما زالت في بداياتها؟

 - السيد نصر الله: منذ البداية كان هناك مجموعة أهداف، وهنا من الممكن أن نتحدث عن الأهداف وممكن أن نتحدث عن الأسباب. برأيي أنه منذ البداية بناء على الدراسة والمعلومات والمعطيات والمواكبة منذ البداية إلى اليوم، من الممكن أن ندخل إلى بحث الأسباب قليلاً. حتى الآن أغلب ما قيل حتى في الخطاب السوري أو في خطابنا نحن أو في خطاب حلفائنا وأصدقائنا أن سوريا مستهدفة بسبب دعمها للمقاومة ولأنها مقاومة أو لأنها جزء أساسي من محور المقاومة وهذا صحيح مائة بالمائة، ولكن ليس هذا هو السبب الوحيد. ولذلك لا أريد أن أشرح هذا السبب الأول لأننا نعرفه جميعاً. نستفيد من الوقت وأقول هناك أسباب أخرى.

السبب الثاني، الذي قد يكون السبب الأول في الحقيقة إذا أردنا أن نتحدث في الأولوية والأهمية أن سوريا خلال العقود الماضية، ولكي نحصر الحديث، منذ زمن فهمنا ووعينا من زمن قيادة الرئيس الراحل حافظ الأسد إلى زمن السيد الرئيس بشار الأسد هي دولة أولاً مستلقة في قرارها، هي التي ترسم استراتيجياتها وهي ترسم سياسيتها وهي تحدد مصالحها وهي التي تحدد تحالفاتها وعداوتها وعلاقاتها وإن أردنا أن نتحدث على مستوى المنطقة نبحث عن نموذج دولة حقيقةً دولة مستقلة وقرارها وطني فسوريا هي واحدة من الدول القليلة في المنطقة. إذاً هي أولا دولة مستقلة، ذات قرار مستقل، وأنا لا أتحدث عن هذا نتيجة عاطفة أو مودة لأن هذا الموضع متابع من قبلي في الحد الأدنى خلال خمس وعشرين سنة من المتابعة المباشرة. ثانياً إن سوريا الدولة المستقلة هي دولة محورية في الإقليم، أي ليست فقط هي صاحبة قرار وطني، هي صاحبة قرار اقليمي مستقل أيضاً وهي لاعب أساسي في الإقليم.

- سؤال: بمعنى؟

ـ السيد نصرالله: بمعنى أنه ليس من الممكن الحديث عن مستقبل المنطقة ومستقبل الإقليم بمعزل عن سوريا وعن القرار في سوريا، موضوع فلسطين  موضوع لبنان، موضوع بلاد الشام عموماً، حتى موضوع العراق، حتى موضوع تركيا، موضوع البحر الأبيض المتوسط. بالحد الادنى لو تحدثنا عن الإقليم المباشر، لا يمكن لأحد أن يرسم مستقبل المنطقة بمعزل عن الإرادة السورية والقرار السوري وهذا أيضاً واضح خلال كل السنوات الماضبة، هذا كان واضحاً.

سوريا في هذا السياق، وأنا أقول خصوصاً بعد رحيل الرئيس الأسد، هم رأوا أن - وهذا من الإيجابيات للرئيس بشار الاسد ـ يحتاج إلى تثبيت حكمه، وهو قائد شاب وأمامه فرص جديدة، وهو يحتاج إلى هذا النوع من العلاقات، ولذلك إذا لاحظتم، انفتحت مجموعة كبيرة من العلاقات: تركيا، وهذه المحبة لم تأتِ بشكل مفاجئ من السيد أردوغان، وهذه المحبة من الممكلة العربية السعودية ومن قطر ومن دول أخرى. هذا كان له علاقة بالتوجيه، توجيه اسم اتركونا نأخذ سوريا، ليس من تبعية إلى أخرى فهي ليس لها أي تبعية لا لروسيا ولا لإيران ولا لأي من حلفائها هي حقيقةً دولة مستقلة وذات قرار مستقل، هم كانوا يريدون أن يصادروا القرار السوري، لكن المعبر كان عبر العلاقات الدبلوماسية التجارية والاستثمار والمال والسياحة. مليارات الدولارات من أجل المشاريع داخل سوريا، لكنّ الهدف الحقيقي كان هو مصادرة القرار السوري وكل من موقعه ومن حيثيته. هذا الموضوع تأكد خلال الحوادث المختلفة.

مثلا أنا حين أستشهد على القرار المستقل أطرح كمثل ما حصل العام 2003، حين جاء الأمريكان وقاموا باحتلال العراق وقبل ذلك احتلوا افغانستان وكانت حادثة 11 أيلول قد وقعت، وجورج بوش يشن هجوماً على كل المنطقة وحالة رعب شديدة عند الحكام. في هذا الوقت جاء كولن بول إلى سوريا ومعه لائحة مطالب وافترض هو ـ لأن كل المنطقة مرعوبة من الأمريكان والدبابات الامريكية أصبحت على الحدود العراقية السورية ـ أن الرئيس الاسد لن يناقش أصلاً، سيستجيب كحال بقية الحكام العرب، لكن هذا الأمر لم يحصل منه شيئ، وكان المطلوب من الرئيس الأسد في الحقيقة موضوع لبنان، موضوع فلسطين، موضوع فصائل المقاومة، كلها كانت بداية لهيمنة أمريكية على القرار السوري. لكن شجاعة الرئيس الأسد وحكمته وثباته وثبات الموقف في سوريا أثبتت للقاصي والداني أن هذه دولة تأخذ قرارها باستقلال وتراعي مصالحها وتنطلق من قيمها ومبادئها، وكل ما يجري في المنطقة وفي العالم لا يرعبها ولا يخيفها. دليني على أي دولة عربية عندها مميزات من هذا النوع.

جاء 2005 حادث اغتيال الرئيس الحريري، استُغل هذا الحادث ووُجهت اتهامات في نفس اللحظة، ولذلك أنا أقول من قتل الرئيس الحريري كان قد جهز كل السيناريو، السياسي والإعلامي والشعبي، اتًهمت سوريا وأصبح يوجد تحريض كبير جداً على سوريا في لبنان وفي المنطقة والتهديد، اضطرت سوريا لمصالح صحيحة و حقيقية أن تخرج من لبنان ولكنها لم تخضع، لم تدخل في الحلف الأميركي الغربي السعودي الفلاني الفلاني...

ثم أتت حرب 2006 والهدف كان سوريا، كل المعطيات والمذكرات الموجودة الآن وكل ما نُشر من معلومات كانت تقول إن لبنان أولاً حيث تنهار المقاومة في لبنان ثم يتم إستكمال ذلك في سوريا وليس أن يُنتظر وقت آخر، وكانت الحرب في 2006 قرارها أميركي وتنفيذه إسرائيلي، لم يكن الإسرائيليون هم أصحاب القرار.

سوريا وقفت إلى جانب المقاومة وصمدت المقاومة وانتصرت المقاومة وانتصرت سوريا، وفشل مشروع ال 2006 ومع ذلك هم بعد 2006 أتوا وحاولوا من خلال العلاقات الإيجابية وكذا.. وحاولوا من خلال كثافة اللقاءات، وأنا أعرف تفاصيل في هذا الموضوع، أن يصادروا القرار السياسي الإقليمي في الحد الأدنى لسوريا. ولكن الرئيس الأسد كان يرى مصلحة سوريا ومصلحة القضية الكبرى التي يؤمن بها، ولذلك الأمور التي كانت تنسجم مع المصلحة كان يتجاوب معها والأمور التي لا تنسجم مع تلك المصلحة كان لا يتجاوب معها، وهم وجدوا بعد التجربة أن هذه القيادة وأن هذا النظام لا يمكن أن "يدخل في جيبة أحد" من دول المنطقة، لا يمكن أن يصبح تابعاً لا للملوك ولا للأمراء، ولا للسلاطين الجدد في تركيا، لذلك صار إعداد العدة للسيطرة على سوريا، إذا أمكن السيطرة، وإلا تخريبها وتدميرها وإسقاطها، وهذا ما ذهبوا إليه، لأن هذا هو سبب ثاني، أنا أطلت فيه قليلاً لأنه يجب الإضاءة عليه.

المعركة في سوريا في جانب من جانبها هي معركة الحفاظ على سوريا، وهي معركة المقاومة، إلى الآن هذا قيل وهذا صحيح، وهي معركة استقلال سوريا، واستقلال القرار السوري والموقع السوري، وأيضاً يضاف إلى ذلك سبب ثالث وهذا كُتب في كثير من الدراسات، وتكلم عنه الكثير من الباحثين وله علاقة بموضوع النفط والغاز ومضيق هرمز ومضيق باب المندب وروسيا وأوروبا والمعبر، هم يريدون من سوريا معبراً لنفطهم ولغازهم إلى أوروبا، وهذا مرتبط بوضع إقليمي ودولي معقد وطويل، ولذلك هم يريدون سوريا لهم، هم لا يريدون أن تكون سوريا للشعب السوري أو للنظام، هم يريدونها لهم لأنه يوجد مشاريع كبرى ترتبط بموضوع الثروة وبموضوع الطاقة، هم أرادوا تنفيذها دون أن يستفيد منها الشعب السوري والدولة في سوريا بما يحقق التنمية والتطور في كل المجالات.

وهناك أسباب كثيرة، وسأكتفي بهذه الأسباب لأقول نعم، هذا هو حجم الإستهداف، طبعاً القاعدة التي جيء بها إلى سوريا، هم حاولوا أن يستخدموها ولكن هي إستغلتهم، القاعدة كان لها مشروع آخر، لكن صار يوجد تقاطع مصالح أن وجود هذه الدولة وهذا النظام يحول دون تحقيق أهداف هذه الدول وأهداف القاعدة، القاعدة جاءت إلى سوريا وهذا موجود على مواقع الإنترنت التي لهم وكذلك دراساتهم، أنهم جاءوا إلى سوريا للسيطرة عليها والانطلاق منها للسيطرة على المنطقة، والمشروع المطروح كان عندهم هو السيطرة على اليمن وعلى سوريا، وهذا الآن يدخلك إلى موضوع اليمن، القاعدة أساساً كانت تريد السيطرة على اليمن والسيطرة على سوريا ضمن مواصفات إستراتيجية محددة وموجودة في الدراسات وهي دقيقة، وهم استغلوا حاجة أميركا والغرب وكل الدول التي تآمرت على سوريا إلى المقاتلين، فجاءوا بمقاتليهم من كل الدنيا من أجل تحقيق مشروعهم هم، وليس مشروع الآخرين لكن كان يوجد تقاطع، لذلك سوريا منذ اليوم الأول، أنا أشهد وهذا كان فيه نقاش طويل في الكواليس الداخلية، عندما بدأت الأحداث في درعا في بداياتها ، ثم تطورت في أماكن أخرى، أنا أشهد  عن قرب أن السيد الرئيس الأسد كان حاضراً وكان جاهزاً للاستجابة للمطالب الشعبية المنطقية والمحقة، وكان منفتحاً على الحوار مع كل الفعاليات في كل المحافظات حتى على المستوى السياسي، لكن الآخرين عندما رأوا أن الدولة أو النظام يمكن أن يستوعب بداية الحركات التي حصلت في بعض المحافظات من خلال الاستجابة إلى مطالبها، دفعوا الأمور بقوة باتجاه العمل المسلح الواسع، وكلنا نتذكر بدايات الأحداث في درعا ونزول الجماعات ـ التي الآن يقولون عنها جماعات تكفيرية والمعروفة الهوية و الإنتماء والمظهر والشكل والشعارـ وأخذوا الأمور إلى المواجهة المسلحة الواسعة، لأنهم كانوا لا يريد