قدم نائب رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي استقالته الى رئيس الحكومة عصام شرف على خلفية ما بات يعرف بأحداث ماسبيرو. وبدأت السلطات المصرية التحقيق في المواجهات التي ادت الى مقتل 25 شخصا اغلبهم من الاقب
قدم حازم الببلاوي نائب رئيس الوزراء المصري ووزير المالية الثلاثاء استقالته الى رئيس الحكومة عصام شرف اثر اعمال العنف التي وقعت الاحد. لكن رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة رفضها. وقال الببلاوي انه "تقدم باستقالته فى ضوء خلفيات احداث ماسبيرو وما ترتب عليها من اخلال شديد بامن وامان المجتمع الذى هو من المسؤولية الأساسية للحكومة". واضاف "على الرغم من انه قد لا تكون هناك مسؤولية مباشرة على الحكومة في ذلك. الا ان المسؤولية في النهاية تقع على عاتقها". وتابع ان "الظروف الحالية صعبة للغاية وتحتاج الى فكر وعمل جديد ومختلف".
الا ان المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية الذي يتولى ادارة شؤون البلاد منذ تنحي الرئيس حسني مبارك في 11 شباط/فبراير. رفض استقالته. كما ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط مساء الثلاثاء. وياتي قرار الببلاوي. وهو احد نائبين لرئيس الوزراء. بعد المواجهات الدامية التي جرت بين المسيحيين وقوات الامن الاحد واوقعت 25 قتيلا اغلبهم من الاقباط واثارت الغضب على ادارة الجيش للمرحلة الانتقالية.
وبدأت السلطات المصرية التحقيق في المواجهات. وكلف المجلس الاعلى للقوات المسلحة الحاكم حكومة رئيس الوزراء عصام شرف بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق على الفور للتحقيق في المواجهات التي شهدها وسط القاهرة الاحد واسفرت عن جرح حوالى 300 شخص ايضا.
وامضت القيادات السياسية والدينية الاثنين مجتمعة لبحث الازمة وسط مخاوف من انتشار العنف الطائفي الذي يهدد العملية الانتقالية الهشة التالية لحكم الرئيس المخلوع حسني مبارك. وكانت مواجهات وقعت الاحد خلال تظاهرة لاقباط كانوا يحتجون على احراق احدى كنائسهم في محافظة اسوان جنوب البلاد. واتهم التلفزيون الرسمي المتظاهرين باطلاق النار ما ادى الى مقتل ثلاثة جنود من الجيش تلاه اندلاع معارك بين المسيحيين والمسلمين لاحقا في المساء. لكن الاقباط الغاضبين اكدوا ان القوى الامنية هاجمت المتظاهرين واقتحمت بآلياتها الحشود فدهست عددا من المتظاهرين.
ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش التي تتخذ مقرا في نيويورك الى تحقيق "سريع. وشامل وغير منحاز" يتعلق "على الاخص بمقتل ما لا يقل على 17 متظاهرا قبطيا يبدو انهم دهسوا بآليات عسكرية". وتابعت المنظمة الحقوقية في بيان "كما ينبغي التحقيق في دور الجيش والشرطة في اعمال العنف".
وشارك الاف الاشخاص مساء الاثنين في كاتدرائية الاقباط بالقاهرة في تشييع 17 من المتظاهرين الذين قتلوا الاحد. وحملت النعوش الـ17 خلال مسيرة من المستشفى القبطي بوسط القاهرة حيث شرحت الجثث. حتى كاتدرائية الاقباط في حي العباسية بالقاهرة. حسب ما ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط. وصفت النعوش في الكاتدرائية وحمل كل منها اسم الضحية مع صليب من الازهار.
وصباح الاثنين تجمع مئات خارج المستشفى القبطي وردوا هتافات ضد المجلس العسكري ورئيسه المشير حسين طنطاوي الذي استلم اسلطة بعد الاطاحة بمبارك في شباط/فبراير. وكتب على لافتة "النجدة. الجيش المصري يهاجم الاقباط". ويشتكي الاقباط من التمييز المنهجي لكن منذ الاطاحة بمبارك تفاقم التوتر بين الجيش الذي تلقى الاشادة في البدء لعدم انحيازه الى مبارك. والمجموعات التي قادت الثورة. وبدأ المحققون العسكريون استجواب 25 شخصا يشتبه في ضلوعهم في المواجهات.
اوضحت وكالة الشرق الأوسط أن اعداد كبيرة من المشيعين رددوا هتافات تندد بما حدث وتطالب بالقبض على الجناة، مضيفة أن موكب الجنازة تعرض لرشق بالحجارة والزجاجات الفارغة من قبل مجموعات مجهولة أثناء مروره في منطقة غمرة بينما كان متجها إلى ميدان التحرير في طريقه إلى مدينة 6 أكتوبر حيث سيدفن الضحايا في مقبرة جماعية اعدت خصيصا لضحايا الاشتباكات.
ومن جانبه اتهم البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الاثنين "غرباء اندسوا" في مسيرة الاقباط الاحد باشعال المواجهات بين هؤلاء المتظاهرين وقوات الامن.
بدوره. دعا شيخ الازهر احمد الطيب اعضاء "بيت العائلة المصرية" المنظمة التي تضم رجال دين مسلمين ومسيحيين الى الاجتماع لمحاولة "احتواء الازمة" ودعا الحكومة الى اصدار قانون موحد حول بناء دور العبادة.
وكلف مجلس الوزراء "لجنة العدالة الوطنية التابعة له بسرعة الانتهاء من الحوار المجتمعي بشأن قانون دور العبادة الموحد والذي سبق لمجلس الوزراء الموافقة عليه تمهيدا لاقراره في صورته النهائية من المجلس خلال اسبوعين من تاريخه". كما اضافت الوكالة. كما قرر مجلس الوزراء "اضافة مادة جديدة الى قانون العقوبات بشأن منع التمييز". لكن بعد اشهر من التوتر والعنف والمواجهات يرى البعض ان هذه الاجراءات اتت متاخرة.
والثلاثاء دعت صحيفة "المصري اليوم" المستقلة في افتتاحية في صفحتها الاولى الى استقالة رئيس الوزراء. وقالت الصحيفة ان "الدولة فقدت هيبتها والنظام على وشك الانهيار ولم يعد لحكومة شرف رصيد. لم يتبق لهم لدينا سوى شرف الاستقالة".
اما صحيفة الوفد الناطقة باسم حزب الوفد الليبرالي فكررت هذا المطلب. وقالت "بعد الذي حصل يمكننا القول انه لا يستطيع شغل منصب رئيس الوزراء وعليه مغادرة منصبه".
وتصاعدت الدعوات الدولية الى ضبط النفس فيما البلاد مهددة بانتشار العنف فيما خشى الناشطون خسارة مكاسب ثورتهم. ودعت السعودية المصريين الى "ضبط النفس وتحكيم العقل" والحفاظ على وحدة مصر. وقال مصدر مسؤول في بيان رسمي ان المملكة "تتابع بالم واسى شديدين احداث الاضطرابات الاخيرة التي تشهدها مصر الشقيقة وادت الى وفاة العديد من الضحايا الابرياء وتتقدم حكومة وشعبا باحر التعازي والمواساة لاسر الضحايا وشعب وحكومة مصر ومجلسه العسكري". واضاف المصدر ان "السعودية تناشد في الوقت ذاته جميع الاشقاء في مصر الى ضبط النفس وتحكيم العقل والحفاظ على وطنهم الذي يعتبر القلب النابض للامة العربية والاسلامية. بلدا امنا موحدا مستقرا ومزدهرا".
من جانبها، دعت واشنطن الأطراف في مصر الى ضبط النفس. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض إن الولايات المتحدة "تقف مع الشعب المصري" وتعتقد انه يتعين احترام حقوق الاقليات بما في ذلك الاقباط. وأضاف كارني "هذه الاحداث المأساوية ينبغي ألا تقف عائقا على طريق اجراء الانتخابات في موعدها واستمرار عملية الانتقال الى الديمقراطية بطريقة سلمية وعادلة وتشمل الجميع".
وحث الامين العام للامم المتحدة بان كي مون "الحزين جدا" السلطات العسكريةالمصرية على الدفاع عن "جميع المعتقدات" في البلاد فيما اعرب القادة الاوروبيون في لوكسمبورغ عن القلق اشديد حيال مواجهات القاهرة. كما ندد تجمع الكنائس المشرقية والفاتيكان "بالعنف العبثي".