مقابل دولار واحد فقط، استعادت «المؤسسة اللبنانيّة للإرسال» من الوليد بن طلال، الملكيّة الكاملة لخمس قنوات فضائيّة هي «أل بي سي أميركا»، و«أل بي سي أوروبا»، و«أل بي سي أستراليا»، و«أل بي سي أفريقيا»، و«أل بي سي المغرب».
مقابل دولار واحد فقط، استعادت «المؤسسة اللبنانيّة للإرسال» من الوليد بن طلال، الملكيّة الكاملة لخمس قنوات فضائيّة هي «أل بي سي أميركا»، و«أل بي سي أوروبا»، و«أل بي سي أستراليا»، و«أل بي سي أفريقيا»، و«أل بي سي المغرب». بذلك القرار الصادر عن القضاء الفرنسي، تكون المؤسسة قد كسبت إحدى الجولات المفصليّة في صراعها القضـائي مع رجل الأموال السعوديّ.
بدأت شراكة «أل بي سي آي» مع شبكة «روتانا» في العام 2008، لكنّها لم تطل، بسبب خلافات حادّة. ففي العام 2012، فضّت الشراكة، وذهبت ملكيّة «أل بي سي الفضائيّة اللبنانيّة» (LBC SAT) إلى بن طلال الذي كان يمتلك 85 في المئة من أسهمها، إلى جانب 85 في المئة من أسهم شركة «باك».
ومع استمرار القنوات الخمس المذكورة ببثّ برمجة «أل بي سي آي»، لجأ بن طلال إلى القضاء في بريطانيا، للاستحواذ على ملكيّتها. محامي «أل بي سي آي» نقل التحكيم إلى فرنسا في العام 2013، ليصدر القرار النهائي غير القابل للاستئناف في آب 2015، ملزماً بن طلال بتكاليف الدعوى كافة، وبإعادة كامل ملكيّة القنوات وعناوينها إلى «أل بي سي آي».
رئيس مجلس إدارة «أل بي سي آي» بيار الضاهر قال في اتصال مع «السفير» إنّ أبرز ما ضمّه القرار القضائي، هو التأكيد على أنّ «الوليد بن طلال أخلّ بالعقد الموقّع بيننا». وذلك برأيه تفصيل مهمّ لبتّ شؤون التحكيم الأخرى، منها ملكيّة «أل بي سي سات»، إلى جانب دفع تعويضات موظَّفي «باك» المصروفين.
وكانت الاتفاقيّة الموقّعة بين بن طلال والمؤسسة تلزمه بالحفاظ على بثّ القنوات الشقيقة لـ«أل بي سي آي» وعدم وقفها أو تحويلها لبثّ برامج غير تلك التي تعرض على «أل بي سي آي» الأرضيّة.
يأتي ذلك بعد أربعة أشهر من ادعاء النائب العام الماضي علي إبراهيم على ستّ شركات في جرم الإفلاس الاحتيالي، هي «باك ليميتيد»، و «روتانا اف زي هولدينغ»، و «ليبانيز ميديا هولدينغ ليميتيد LMH»، و«ال بي سي سات»، و«ال بي سي بلاس»، و«روتانا تي في». وتبيّن أنّ شركة «باك» أقدمت على إلغاء ديون كانت متوجّبة على شركات مجموعة «روتانا» بقيمة حوالي 64 مليون دولار أميركي.
وكانت «المؤسسة اللبنانيّة للإرسال» قد أطلقت قناة «أل دي سي» في العام 2012 تعويضاً عن وقف بثّ «أل بي سي أوروبا» وشقيقاتها فضائيّاً. ولم يتخذ مجلس إدارة المؤسسة بعد قراراً بشأن استمرار بثّ «أل دي سي» أو وقفه، علماً أنّ بثّ القنوات الخمس سينطلق من جديد قريباً، بعد التواصل مع الأقمار الصناعيّة المعنيّة، بحسب ما أكّد الضاهر في نشرة أخبار «أل بي سي آي» المسائيّة أمس. النشرة تضمّنت تقريراً يحتفل بقرار القضاء الفرنسي، الذي «قهر الوليد»، واعدةً «بأن تشرق شمس «أل بي سي آي» من جديد، بعدما حجبها الوليد وحاول تغيير هويتها فانتهى خائباً، وها هي قنواتنا تستعدّ للشروق من جديد وبوجهها الأصلي».
وفي ذلك إشارة إلى استبدال بثّ برمجة «أل بي سي آي» الأرضيّة على القنوات الخمس المذكورة، ببثّ قنوات «روتانا». وأشار التقرير إلى أنّ بن طلال «سخّر علاقته مع فاعليات سعودية ومصرية وبحرينية، ليُنزل قنوات المؤسسة عن أقمار عربسات ونايلسات ونورسات». وأكّدت القناة أنّ «المعركة القضائيّة مستمرّة حتى تستعيد مع موظفي «باك» والدائنين حقوقهم كاملة».
لم يصدر عن شركة «روتانا» أو عن الوليد بن طلال أيّ تعليق في هذه القضيّة بعد، علماً أنّ علاقة رجل الأعمال السعودي مع القضاء الأوروبي لم تكن جيّدة خلال الأشهر الماضية، إذ إنّه خسر دعاوى قضائيّة عدة في محاكم لندن.