30-04-2024 07:39 PM بتوقيت القدس المحتلة

محادثات المناخ تفجّر خلافاً في الأمم المتحدة

محادثات المناخ تفجّر خلافاً في الأمم المتحدة

أثار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ردود فعل حادَّة من مسؤولي المنظمة الدولية، وذلك بعدما انتقد «البطء الشديد» الذي تمضي به محادثات المناخ

محادثات المناخ تفجّر خلافاً في الأمم المتحدةأثار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ردود فعل حادَّة من مسؤولي المنظمة الدولية، وذلك بعدما انتقد «البطء الشديد» الذي تمضي به محادثات المناخ، في ظلّ تشكيك بعدم إمكانيَّة التوصل إلى اتفاق عالمي جديد في الموعد المحدد نهاية العام الحالي.

وردّدت العديد من الوفود، التي شاركت في أحدث الاجتماعات في بون الألمانية، وجهة نظر بان كي كون. غير أنَّ أحد المكلفين صياغة نص جديد، قال إنَّه «حتى إذا كان الأمر يسير بوتيرة بطيئة للغاية، فإنَّ مشروع اتفاق سيكون جاهزاً» بحلول مؤتمر باريس المقرر في كانون الأول المقبل.وفي إشارة إلى مكتب بان كي مون في نيويورك، قال أحمد جُغلاف إنَّه من الصعب على شخص يعيش في الطابق الثامن والثلاثين، أن يعرف ما يدور في الطابق السفلي.

وكان جُغلاف يتحدث في بون، حيث كان هو وزميله المشارك في صياغة النص، دان رايفسندر، قد كُلفوا مرّة أخرى بإعداد مشروع اتفاق، يكون جاهزاً لتتفاوض حوله الدول في العاصمة الفرنسية نهاية العام.وكان العمل الأول، الذي انتهى في حزيران الماضي، قد جمع تقريباً كل المواقف التي حدثت على مدار السنوات الثلاث الماضية.وجاء النص في 38 صفحة وقُسّم إلى ثلاثة أجزاء، أوّلها مشروع اتفاق مُلزم قانوناً، كان من شأنه أن يحدّد ويضع هدفاً طويل الأمد للتعامل مع تغيّر المناخ.

أما الجزء الثاني، فيمثّل ما يعرف باسم «قرار مؤتمر الأطراف»، والذي يعدّ أداة أقل قوة تفتقر لحزم القانون. ويتألف الجزء الثالث والأكبر، من الأجزاء التي لم يتّفق عليها أحد. وبعد أسبوع من التقدم البطيء في بون، قال مندوبو عدد كبير من الدول إنَّهم في حاجة إلى نسخة أخرى أقل حجماً للنصّ، وطلبوا من الرئيسين المشاركين أن يحاولا مرّة أخرى.وقال أمجد عبد الله، الذي يرأس مفاوضي دول الجزر الصغيرة إنَّ «الوتيرة البطيئة التي عملنا بها هذه الدورة، محبطة جداً»، مضيفاً «أعتقد أنَّ الوقت قد حان كي يعد الرئيسان المشاركان أساساً للمفاوضات، حتى نتمكّن من إطلاق مفاوضاتنا في تشرين الأول» المقبل.

من جهته، قال ماتياس سودربرغ، من تحالف «آكت» للناشطين: «ببساطة لم يكن هناك شعور بوجود ضرورة ملحة، وهو المطلوب في ضوء الأشهر القليلة المتبقية قبل (مؤتمر) باريس».ورفض الرئيسان المشاركان هذه الشكاوى، كما فعلت الأمينة التنفيذية للأمم المتحدة كريستيانا فيغيريس التي اعتبرت أنَّ «الأمر ليس حقاً بشأن الوتيرة. والأسئلة هي: هل ما زلنا نسير في اتجاه إنجاز تقدم؟ بالتأكيد. هل كل المكونات موجودة على الطاولة؟ بالتأكيد. وهل ما زال الجميع متفقون على الوجهة النهائية؟ بالتأكيد. وأكدت أنَّ الاتفاق سيكون جاهزاً بحلول موعد اجتماع باريس.

وما زالت هناك خلافات كبيرة بين الدول بشأن بعض المفاهيم الهامة التي ستشكل طبيعة الاتفاق الجديد.ومن هذه المفاهيم مستقبل الوقود الأحفوري. إذ تريد بعض الدول النامية وكثير من الجماعات المدافعة عن البيئة، أن يضع الاتفاق نهاية حاسمة في المستقبل المنظور لاستخدام الفحم والنفط والغاز. لكن دولاً أخرى تعارض الأمر وتريد هدفاً مختلفاً بدرجة أكبر.

وبالرغم من إحراز بعض التقدم بشأن مسألة الخسائر والأضرار الرئيسية، لا تزال هناك خلافات كبيرة على المال وعلى مفهوم المفاضلة، بمعنى حصة كل دولة من الأعباء.وكانت هناك مخاوف داخل قاعات مركز المؤتمرات من أنَّ التأخير والحاجة إلى نصوص جديدة، سيؤديان إلى اتفاق يثمر أهدافاً في متناول اليد فقط.

وقال مايكل جاكوبس، مستشار المناخ لرئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون، «اعتقد من الناحية السياسية، أننا الآن في وضع يريد الجميع فيه التوصل إلى اتفاق، وبالتالي سنتوصل إليه، لكن طبيعة الصفقة لا تزال موضع تساؤل». وأضاف أنَّ «شعوب العالم ستطالب باتفاق جيّد بما فيه الكفاية، وما زالت هذه هي القضية التي يجب على المفاوضين مواجهتها».