30-04-2024 04:19 AM بتوقيت القدس المحتلة

عن رحلة اللجوء الى أوروبا .. وغياب الحلول

عن رحلة اللجوء الى أوروبا .. وغياب الحلول

اعداد المهاجرين مرشحة للإرتفاع خلال الأشهر المقبلة جرّاء استمرار حالة النزف في بعض من دول الشرق الاوسط

حسين سمّور

 فاقت أعداد المهاجرين غير الشرعيين "النظاميين" الى أوروبا الـ350.000 ألف مهاجر وهي مرشحة للإرتفاع خلال الأشهر المقبلة جرّاء استمرار حالة النزف في بعض من دول الشرق الاوسط، إضافة الى عدم وجود أفق بحل العديد من مشكلات الدول الافريقية.

 حتى نهاية آب/أغسطس الماضي وصل الى الاراضي الأوروبية حوالي 366.402 مهاجرا غير شرعي، توزعوا في عدد من البلدان وخاصة في ايطاليا واليونان، حيث بلغ عدد المسجلين في ايطاليا 119.500 مقابل 244.855 في اليونان بحسب ارقام صادرة عن جمعيات تابعة للأمم المتحدة.

 عشرات آلاف المهاجرين وصلوا اليوم الى المانيا، المحطة الاخيرة من رحلتهم، فيما يواصل مئات الآلاف الهجرة، وقد فتحت لهم محطات القطارات والباصات، كما اقدمت سلطات اليونان والنمسا على تحويل السير الى اتوسترادات سريعة لتكون خطوط سير لمهاجرين لا يجدون ما يتنقلون به، سوى السير على الأقدام بمواكبة سيارات الشرطة. وتستمر الرحلة حتى وصولهم الى المانيا التي يستقبلون بها بأفضل الطرق حتى تتم تسوية أوراقهم وتأمين مستلزمات الحياة لهم.

 وفي ظلّ هذه الأجواء والتسهيلات التي بدأت تقدم للمهاجرين "بالنسبة الى اعدادهم الكبيرة"، فالمرجح ان تزداد رحلات البحث عن حياة جديدة في أوروبا، هربا من الحرب والفقر في آسيا وإفريقيا، وخاصة في سوريا التي لا زالت تعاني أزمة، للغرب وبعض الاقليم دور أساسي في تسعيرها، عبر دعم الجماعات الإرهابية المسلحة، وتزويدها بالمال والسلاح.

 هذا وتواصل العديد من الدول العربية والإقليمية رفضها إستقبال النازحين من سوريا، وهو ما يضطرهم الى الهجرة عبر المتوسط في رحلات راح ضحيتها منذ بداية العام 2015 حوالي 3000 مهاجر عدا عن المفقودين.

 عن غياب الحلول

  استقبال اوروبا للمهاجرين، ورفض بعض دول الاقليم فتح الحدود وتأمين المخيمات وبعض ضرورات الحياة لهم، يطرح علامات استفهام حول جديّة هذه الدول في رغبتها بإيجاد حل في سوريا؟!، وإذا ما كانت هذه الدول بالتنسيق مع بعض الغرب تعمل فعليّاً على تفريغ المنطقة على أساس ديني أو عرقي كما يرجّح بعض المتابعين، وذلك بهدف إيجاد أرضية للإرهاب المغذى بالمال والسلاح والمدارس التكفيري في المنطقة؟.

 

وفي هذا الإطار، فإن أي كلام لا يتوافق مع حلّ سياسي للأزمة، ووقف دعم الجماعات الإرهابية المسلحة، وفتح أبواب الحوار أمام الجميع، سيؤدي الى مزيد من التأزيم وبالتالي ازدياد وتيرة الهجرة عبر المجهول، وبالتالي أيضا المزيد من الموت والمآسي.