18-05-2024 06:58 PM بتوقيت القدس المحتلة

الحجر القاتل

الحجر القاتل

يدرك الاسرائيليون أن الشيء الوحيد القادر على عرقلة خططهم بالتقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى، في ظل السبات العربي والاقليمي والدولي هي: حجارة فلسطين

أعلنت "اسرائيل" حربها على "راشقي الحجارة". الإعلان الذي جاء على لسان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، "بتعديل قواعد الاشتباك وفرض عقوبة على راشقي الحجارة"، باعتبار أن "الحجارة تقتل ونرغب أن يتم اعتبار الشخص الذي يتم اعتقاله لإلقائه الحجارة مثل شخص يحمل سلاحاً قاتلاً"، بحسب تصريح لوزيرة  العدل الإسرائيلية إيليت شاكيد في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي، هذا التصريح يحمل خوفاً مبطناً وادراكاً من قبل الاسرائيليين أن الشيء الوحيد القادر على عرقلة خططهم بالتقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى، في ظل السبات العربي والاقليمي والدولي هي: حجارة فلسطين.

لقد شكّل الظرف الاقليمي المضطرب، تحديداً واقع الدول العربية التي تشهد أكثرها نزاعاً دموياً ومستمراً يشكل التكفير والارهاب عنصراً رئيسياً فيه فضلا عن العدوان العربي الخليجي على اليمن العربي ايضا، اضافة الى "ردود الفعل الدولية تجاه التصرفات الاسرائيلية من تهويد واستيطان، والتي لا تتعدى اطار الاستنكار والتعبير عن القلق، أي أنها ردود فعل شكلية فقط"، كل ذلك شكّل، بحسب الخبير بالشأن الاسرائيلي علي حيدر، فرصة بالنسبة لحكومة العدو ورئيس وزرائها بالبدء بخطوات فعلية وجدية ومتسارعة باتجاه تقسيم المسجد الأقصى.

يشرح حيدر، في اتصال مع موقع المنار، أن هذه المرحلة التي شملت اعتداءً مستمراً على الأقصى وعلى المقدسيين المرابطين فيه، اضافة الى تحطيم بوابات الجامع القبلي والتي كانت سابقة لجهة أنها المرة الأولى التي يقدم فيها العدو على أفعال مماثلة، اضافة الى دعوة الليكود عبر مواقعه الاعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي أنصاره للمشاركة الواسعة في اقتحامات الاقصى، هذه المرحلة تأتي تحت عنوان: "الاستطلاع بالنار". أي أنه، بحسب حيدر، فإن القيادة الاسرائيلية تقوم حالياً "بعملية جسّ نبض"، وفي حال عدم وجود ما يردعها "ستقوم باستكمال خطواتها وصولاً الى تطبيق التقسيم"، انطلاقاً باتجاه الهدف الأكبر، الذي هو برأي الباحث الفلسطيني تيسير الخطيب "السيطرة على الأقصى، من خلال خطة قائمة على هدم اجزاء من المسجد وبناء منشآت جديدة على تلك الأجزاء".

هل هناك ما سيدفع هذا الخطر عن الأقصى؟ يرى الخبير في الشأن الاسرائيلي أن "للضفة تحديداً تأثير كبير في الوعي الأمني والسياسي للقيادة الاسرائيلية"، فإذا تحركت بشكل فاعل"، ربما على غرار ما حصل في 28 أيلول/سبتمبر عام 2000 عندما ادّى دخول رئيس الوزراء ارئيل شارون الى باحة المسجد الأقصى الى اندلاع انتفاضة، "سيرتدع العدو، ويؤجل هدفه".

"منذ اللحظات الأولى لاقتحام الجيش الاسرائيلي باحات المسجد الأقصى عام 1967، أعلن المتحدث العسكري الاسرائيلي في ذلك الوقت أنه "عدنا الى جبل المعبد بحسب التسمية الاسرائيلية ، أي المسجد الأقصى "، يقول الباحث الفلسطيني تيسير الخطيب، في حديث لموقع المنار، وقتها وضع الاسرائيليون المسجد في صلب اهدافهم، لكن "خطواتهم باتجاه تطبيق ذلك الهدف تسارعت أو توقفت بحسب الظروف".

هي الظروف الحالية، التي وجد العدو أنها لصالحه أكثر من أي وقت مضى، هي نفسها، تضع الأقصى، قبلة المسلمين، ربما في أخطر مرحلة يمر بها على طول الصراع العربي الاسرائيلي، هي الظروف نفسها قد تصطدم بحجر غاضب آت من الضفة، فتنقلب، لصالح تلك اليد التي رمت الحجر.