29-04-2024 03:56 PM بتوقيت القدس المحتلة

إصلاح الحمض النووي» يشعل أبحاث علاج السرطان

إصلاح الحمض النووي» يشعل أبحاث علاج السرطان

يعمل الباحثون في مجال السرطان بهمَّة على فهم أبعاد الاكتشافات التي حصلت على جائزة «نوبل» للكيمياءل3 علماء اكتشفوا كيفيّة قيام الخلايا بإصلاح التلف الذي يلحق بالحمض النووي لدى انقسام الخلية.

يعمل الباحثون في مجال السرطان بهمَّة على فهم أبعاد الاكتشافات التي حصلت على جائزة «نوبل» للكيمياء للعام 2015، والتي مُنحت، يوم الأربعاء الماضي، لثلاثة علماء اكتشفوا كيفيّة قيام الخلايا بإصلاح التلف الذي يلحق بالحمض النووي لدى انقسام الخلية.

حين تفشل آلية إصلاح الحمض النووي «دي ان ايه»، يصبح الإنسان عرضة للإصابة بالسرطان. ويصدق هذا تماماً مع الأشخاص الذين تتلف لديهم آلية الإصلاح التي اكتشفها بول مودريك، الباحث في معهد هاوارد هيوز الطبي وكلية الطب في جامعة ديوك الأميركية.

وفــاز كل من الأميركي مودريك، والسويدي توماس ليندال، والأميركي ـ التركي عزيز سنـــجار، بجائزة نوبل للكيمياء عن أبحاثهم الخاصة بآليات إصلاح الحمض النووي، ووضع خريطة لكيفيّة قيام الخلايا بإصلاح هذا التلف حتى لا تظــــهر هذه الأخطاء في المــعلومات الوراثية.

وأثبتت الأبحاث اللاحقة التي قام بها الدكتور بيرت فوغيلستاين من مركز كيميل للسرطان التابع لجامعة جونز هوبكنز، وريتشارد كولودنر الذي كان في ذلك الوقت في كلية الطب في جامعة هارفارد ويعمل حالياً في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، أنَّ فشل آلية الإصلاح هي السبب الرئيسي للنوع الشائع الوراثي لسرطان القولون والمستقيم الذي يصيب 15 في المئة من مرضى سرطان القولون. هذا التلف قد يساعد الآن على تحديد المرضى الذين يمكن أن يستفيدوا من العلاجات القائمة على تنشيط الجهاز المناعي، وهو ما يعد بطرح عقاقير جديدة تجنّد الجهاز المناعي لمحاربة السرطان.

                       Cancer

وأظهرت دراسة صغيرة نشرت في دورية «نيو انغلاند» الطبية في وقت سابق من العام الحالي، أنَّ 92 في المئة من مرضى الحالات المتقدمة لسرطان القولون والمستقيم الذين لديهم تلف في آلية الإصلاح، استجابوا للدواء الذي تطرحه شركة «ميرك آند كو» باسم «كيترودا»، والقائم على تنشيط الجهاز المناعي، مقارنة بنحو 16 في المئة فقط من المرضي الذين لا يعانون من هذا التلف.

ويقول فوغيلستاين، إنَّ هذه الاكتشافات يمكن أن تطبّق أيضاً على مرضى أنواع أخرى من السرطان، لديهم تلف في آلية إصلاح الحمض النووي.

ويضيف أنَّ «تلف آلية الإصلاح لا يوجد فقط لدى مرضى سرطان القولون والمستقيم الوراثي، بل لدى نحو اثنين في المئة من إجمالي مرضى السرطان».

ويشرح أنَّ تلف هذه الآلية هو علامة واضحة لمدى استجابة المرضى لعقاقير مثل «كيترودا» لأنَّ المرضى الذين يعانون من هذا التلف، لديهم أورام تتكاثر مع التحورات أكثر من المرضى الذين لديهم جينات إصلاح تؤدّي وظيفتها.

ويعتقد الباحثون في هوبكنز، أنَّه نظراً إلى أنَّ جهاز المناعة مُدرَّب على التعرّف على الغُزاة الدخلاء، فيمكن للعلاجات التي تعزّز الجهاز المناعي مثل عقار «كيترودا»، أو عقار «اوبديفو» الذي تنتجه «بريستول مايرز سكويب»، أن تعمل بكفاءة أكبر للتصدّي للأورام التي تنطوي على تحورات.

ورغم قوة هذه الاكتشافات، إلَّا أنَّها لا تزال مبدئية، ويقول فوغيلستاين إنَّه إذا طُبِّقت نفس هذه الاستراتيجية على أنواع السرطان الأخرى «فقد توفّر علاجاً مفيداً للغاية لواحد من بين كل خمسين مريضاً بالسرطان على مستوى العالم».