01-05-2024 11:51 AM بتوقيت القدس المحتلة

الاحتلال يغلق على نفسه بمكعبات الاسمنت.. ما الدلالات والنتائج؟!

الاحتلال يغلق على نفسه بمكعبات الاسمنت.. ما الدلالات والنتائج؟!

هذا القرار جاء ليتوج حالة الارتباك الصهيونية والتي كان من مظاهرها حالة الهلع لدى المستوطنين والجنود على السواء

احمد شعيتو

تُعد خطوة لجوء الاحتلال الصهيوني الى اغلاق احياء القدس التي يقطنها فلسطينيون وبعض القرى في ضواحي القدس وفي الضفة، بالمكعبات الاسمنتية الضخمة، اجراء لافتا وكبير الدلالات. وإن كانت الخطوة تشبه جدار الفصل على حدود الضفة الغربية الا انها تتخطاه الى معان اضافية تتعلق بعمليات اغلاق داخل الاحياء والشوارع التي يسيطر عليها الاحتلال.

لكن هذا القرار جاء ليتوج حالة الارتباك الصهيونية والتي كان من مظاهرها حالة الهلع لدى المستوطنين والجنود على السواء، وقد قرأنا الخبر الذي تحدث عن اطلاق احد الجنود النار داخل قطار عندما تهيأ له رؤية سكين، مما اثار الهلع والتدافع للخروج من القطار.

ما الذي نفذه الاحتلال؟

في مرات سابقة كان هناك اغلاق لبعض الطرق في الضفة والقدس بالمكعبات ولكن هذه المرة كانت الخطوة اعم واوسع. هذا الامر جاء بعد اجتماع للحكومة الصهيونية المصغرة برئاسة نتنياهو منذ عدة ايام حيث ورد حينها خبر بأن نتنياهو دعا رؤساء الدوائر الامنية للاجتماع لبحث اتخاذ اجراءات جديدة بوجه الفلسطينيين من ضمنها اغلاق "المناطق الفلسطينية" ثم دعوة المجلس المصغر لإقرار هذه الخطوات. وقد جاء ذلك بعد قرار منح الجنود هامشا واسعا في اطلاق النار على الفلسطينيين بناء على اي اشتباه وهو ما سمح بتصعيد اطلاق النار وقتل فلسطينيين بوحشية وبدم بارد ودون اي اسباب في العديد من المرات.

قرى وحارات في القدس عزلها الاحتلال بالمكعبات والحواجز الحديدية وشدد عملية التفتيش للمقدسيين. منذ يوم الاربعاء بدأ وضع المكعبات في احياء فلسطينية في القدس وفي قرية جبل المكبر اغلق 4 مداخل والامر نفسه في قرية صور باهر وقرية العيسوية وسلوان وغيرها. كما اغلق عدة مداخل في الضفة منها قرب بيت لحم وغيرها.
ياتي ذلك في ظل تشديد الاجراءت الصهيونية في القدس واستمرار تعليمات للجنود باطلاق النار.

صور لإغلاق الاحياء:



ماذا تعني هذه الخطوات؟

هذه الاجراءات اللافتة تعني ثلاثة امور:

- المزيد من التضييق على الفلسطينيين في حياتهم وتنقلاتهم والتنكيل بهم في حواجز اضافية.
- احساس الصهيوني بالمزيد من عدم الاستقرار والامن الى درجة حصر احياء الاستيطان والتواجد الصهيوني داخل مكعبات اسمنتية. وإن كان بالنتيجة يسجن الفلسطينيين في سجن كبير فإنه ايضا يعزل ويسجن الصهاينة انفسهم وهو امر يزيد من الاحساس الصهيوني بالعزلة.
- تظهر هذه الخطوة كأنها اجراء عقابي وامساك بزمام المبادرة ولكنها في الحقيقة تظهر مدى حالة الوهن لدى القيادة الصهيونية ولدى المجتمع الصهيوني على حد سواء في مواجهة الهبّة.

ويؤكد متابعون للشأن الصهيوني ان هذه الاجراءات دليل على التوتر الصهيوني، وهو إن كان يشكل تضييقا على فلسطينيي القدس، ولكنه لن يحد من موجة الهجمات كما يرى هؤلاء المراقبون.


هذا الاجراء كانت مشاهده مثيرة للاهتمام وجديدة من نوعها فلم يحصل ان اضطر الاحتلال الى اغلاق الشوارع على نفسه خوفا من الفلسطينيين وهذا دليل على مرحلة جديدة ادخل الاحتلال نفسه بها بفعل اعتداءاته وانتهاكاته وادخلته بها الهبة الشعبية الفلسطينية. فامام هبة عفوية فلسطينية لم يجد الاحتلال الا المكعبات الاسمنتية التي يغلق بها الاحياء والشوارع فكيف اذا كانت مواجهة عسكرية.

 

لقد كانت "اسرائيل" يوما تتحدث عن هدف "اسرائيل الكبرى" واذ بها تنكفئ شيئا فشيئا بعد ان كانت تحتل اراضي دول عربية عدة، واليوم ينغلق الصهاينة على انفسهم وصولا الى اغلاق الاحياء .. هذا يدل على ان الاحتلال كان وسيبقى كائنا غريبا منتهكا يلفظه كل شريف وحر الى ان اضطر اخيرا الى الانعزال والتقوقع الشديد. ولكن بالمقابل لا بد من استمرار الوقوف بوجه الاحتلال واستمرار الهبة الشعبية وهو ما اكده الفلسطينيون الذين شددوا على ان كل ذلك لن يمنعهم من التصدي للاحتلال والتعبير عن الغضب بوجه الانتهاكات والاعتداءات والقتل ومصادرة الاراضي والاعتقالات، ويبقى التنبه اساسيا لكي لا يستغل الاحتلال هذا العزل باعتداءات من نوع جديد.