10-05-2024 02:34 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 03-11-2015: تسوية الرئاسة.. بين الاستعجال والتزام الصمت

الصحافة اليوم 03-11-2015: تسوية الرئاسة.. بين الاستعجال والتزام الصمت

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 03-11-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها مستجدات التسوية الرئاسية المطروحة وكلام النائب سليمان فرنجية بعد لقائه النائب وليد جنبلاط..


تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 03-11-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها مستجدات التسوية الرئاسية المطروحة وكلام النائب سليمان فرنجية بعد لقائه النائب وليد جنبلاط..

السفير
جعجع يستعد لـ«هجوم مضاد»
فرنجية يحذّر من الأسوأ.. وبكركي تغطّيه

وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "أما وإن شروط التسوية الرئاسية لم تنضج بعد، فإن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، أمس، مرت مرور الكرام كسابقاتها، لكن الأنظار تبدو موجهة منذ الآن الى الجلسة المقبلة التي حدد الرئيس نبيه بري موعدها في 16 كانون الاول الجاري.

ومن المؤكد أن الفترة الفاصلة عن هذا التاريخ ستكون حافلة بالاتصالات والمفاوضات سعياً الى تحرير قصر بعبدا من أسر الشغور، وتمهيد الطريق أمام انتخاب النائب سليمان فرنجية، على قاعدة محاولة «إقناع حلفائه في 8 آذار وطمأنة خصومه في 14 آذار»، وهي المعادلة التي أطلقها رئيس «تيار المردة»، نفسه قبيل تناوله طعام العشاء أمس الى مائدة «المبشر» الاول بترشيحه، النائب وليد جنبلاط في كليمنصو، مؤكدا ان الخيار هو بين التقاط الفرصة الحالية، أو الذهاب الى وضع أسوأ من السائد حاليا.

وإذا كان لا يمكن تحميل تعزية فرنجية للعماد ميشال عون بوفاة شقيقه الأصغر حمولة سياسية زائدة، إلا أن هذا الواجب الاجتماعي كسر على الأرجح جليد علاقتهما، الذي ازداد سماكة بعد لقاء باريس بين فرنجية والرئيس سعد الحريري، الأمر الذي قد يمهد لجلسة مصارحة سياسية بين «الجنرال» ورئيس «المردة» قريبا.

وفيما يلتقي الرئيس سعد الحريري اليوم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في باريس، يُنتظر أن تعطي عودة البطريرك الماروني بشارة الراعي الى لبنان زخماً للمشاورات على الساحة المسيحية برعاية بكركي، وسط معلومات تفيد بأن الراعي سيلتقي الأقطاب الأربعة، كلٌ وحده، سعياً الى تأمين بيئة مسيحية حاضنة للاستحقاق الرئاسي.

وبينما أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق «وجود تقدم جدي في البحث حول إمكانية الاتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية»، أبلغ مصدر بارز في صفوف مسيحيي «14 آذار» «السفير» أن الطريقة المتبعة في ترشيح اسم فرنجية ولّدت جواً من عدم الارتياح في الشارع المسيحي عموما، والماروني خصوصا، بعدما ظهر أن الأقطاب المسلمين يشكلون رافعة هذا الترشيح.

ولفت المصدر الانتباه الى ان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أسقط معادلة اختيار الرئيس من بين الأقوياء الاربعة، عندما أعلن في مطلع حزيران الماضي عن استعداده لسحب ترشيحه والبحث في انتخاب رئيس توافقي، وبالتالي فإن حصرية الاربعة لم تعد سارية المفعول منذ ذلك الحين، ولا يمكن الاستمرار في الاستناد اليها لتبرير طرح اسم.

لكن المطران سمير مظلوم أكد لـ «السفير» ان الأقطاب الاربعة كانوا قد اتفقوا خلال اجتماعات تمت برعاية البطريرك الراعي وحضوره على أنهم مرشحون جميعاً الى رئاسة الجمهورية، «والذي يستطيع من بينهم أن يجمع حوله الأكثرية النيابية المطلوبة يدعمه الآخرون ويؤيدون ترشيحه».

وأشار الى ان النائب فرنجـية هـو أحد هـؤلاء الأقـطاب، وبالـتالي فإن الاتفـاق هو قيد الاختـبار حاليا، آملا أن تؤدي اللـقاءات والحوارات الى نتيـجـة إيجابيـة، «لان الأولويـة بالنسـبة الى الكنيـسة هي الإسـراع في انتخـاب رئـيس الجمهورية بعد عام ونصف عام تقريبا من الشغور الذي ترك تداعيات سلبية على المؤسسات الدستورية المعطلة والمشلولة».

وفيما أكد مظلوم ان بكركي ليس لديها مرشح محدد، ولا تضع في الوقت ذاته «فيتو» على أحد، اعتبر ان فرنجية هو بالنسبة الى بكركي رجل قريب من الكنيسة، «ولديه من الصفات والتاريخ ما يؤهله لتولي الرئاسة، من دون ان نكون في موضع مقارنته مع أحد، ذلك ان الاقطاب الاربعة يتحلّون بالصفات التي تجعلهم مرشحين، ومن يستطيع أن يحظى بالأفضلية، فنحن نؤيده».

والى حين تحسن الرؤية وانقشاع الضباب السياسي، علمت «السفير» ان جعجع الصامت حتى الآن، يستعد لكسر صمته في الأيام المقبلة، حيث يُتوقع ان يقول «كلاماً كبيراً»، وفق ترجيحات العارفين.

ما بعد تحرير العسكريين
وغداة إطلاق سراح العسكريين الذين كانوا مختطفين لدى «جبهة النصرة»، استهدف الجيش اللبناني أمس العديد من آليات المسلحين في الجرود وأوقع فيهم إصابات مباشرة، فيما أكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم لـ «السفير» ان «الوقت الآن هو للصمت، لكن ليس الراحة، ونحن سنستكمل عملنا في ملف العسكريين لدى «داعش»». وأضاف: حتى الآن لا خطوط تواصل بيننا وبينه يمكن الاعتماد عليها، لكننا سنبحث عن قنوات تفاوض مفيدة، لعلنا نصل الى النتيجة المرجوة في أقرب وقت ممكن.

وحول مصير العسكريين المحررين، قال: هناك قوانين وإجراءات ترعى حالات الخطف والأسر للعسكريين ويفترض ان تطبقها الأسلاك العسكرية والامنية المعنية، وفق تقديرها للأمور.

وأكد قائد الجيش العماد جان قهوجي بعد تفقده قاعدتي بيروت والقليعات الجويتين، العمل بكل السبل المتاحة لتحرير باقي العسكريين المخطوفين وعودتهم الى كنف عائلاتهم ومؤسستهم.

وشدد على أن الجيش لم ولن يساوم على أي إرهابي ثبت ضلوعه في قتل العسكريين، لافتاً الانتباه الى أن الظروف التي رافقت ما جرى أمس (أمس الاول)، لن تؤثر إطلاقاً على قرار الجيش الحازم في مواصلة التصدي للتنظيمات الإرهابية على الحدود الشرقية، وصولاً الى التحرير الكامل لهذه المنطقة وعودتها الى السيادة اللبنانية.

وأشار الى «جهوزية المؤسسة العسكرية للحفاظ على مسيرة السلم الأهلي وحماية المؤسسات، ومواكبة مختلف الاستحقاقات الدستورية والوطنية».


النهار
هل تكون الجلسة الـ 33 لانتخاب الرئيس "ثابتة"؟
فرنجيه: أن تنتخبوني أو يكون الوضع سيئاً

وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "اذا كانت مقولة "الثالثة ثابتة" رائجة ايجاباً في لبنان، فإن تكرار الرقم ثلاثة ربما يحمل فرجاً أكبر يتمثل في التخلص من الشغور في موقع الرئاسة الاولى المستمر منذ سنة ونصف سنة. الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس للجمهورية ستحمل الرقم 33، وموعدها في 16 كانون الاول الجاري. وفي رأي مصدر متابع ان الجلسة المقبلة إما ان تحمل رئيساً للبنان وإما ان تكون المساعي قد فشلت، فتدخل البلاد مجدداً في النفق الطويل في انتظار تطورات اقليمية غير مضمونة.

والنائب سليمان فرنجيه، الذي لزم الصمت بعد اطلالته مرشحاً رئاسياً من بوابة الرئيس سعد الحريري، عبّر أمس في كليمنصو مستعيداً تجربة الامتحان الذي كان يُخضع له الزعيم الراحل كمال جنبلاط كل مرشح رئاسي، واندفع الى القول إن ترشيحه فرصة يشكل عدم التقاطها قفزة في المجهول، إذ "سيكون الوضع أسوأ مما هو حالياً". ومضمون هذا الكلام كان قاله الوزير وائل ابو فاعور نهاراً لدى زيارته رئيس مجلس النواب نبيه بري، اذ اعتبر انه من"الواضح ان التسوية المطروحة اليوم هي تسوية أفضل الممكن وأفضل المتاح، وليس من باب التهويل يخشى وليد جنبلاط، اذا لم تسر هذه التسوية، أن ندخل في المجهول الدستوري والسياسي، ونخشى ان يكون اي مجهول من أي نوع آخر أمني أو غير ذلك".

وفي الردود الاولية على مواقفه من دارة النائب جنبلاط، قال مصدر كتائبي لـ"النهار": "أصبحنا في حاجة الى مزيد من الضمانات".

في المقابل، أوضحت مصادر نيابية في كتلة "المستقبل" ان ما قاله فرنجيه "يدل على ان التسوية المطروحة للإتيان به الى رئاسة الجمهورية تمضي قدماً ويجب ألا نستبعد أن ينتخب في جلسة مجلس النواب في 16 من الجاري".

وعلى ضفة الرابية الصامتة أيضاً حداداً على شقيق العماد ميشال عون، أبلغت مصادر "النهار" أن لقاء فرنجيه ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل تخلله كلام صريح، كرر فيه باسيل ما كان السيد حسن نصرالله قاله لفرنجيه، داعياً إياه الى أن لا يكون جسر عبور لمزيد من استهداف فريق يعتبر فرنجيه جزءاً منه، اذ يتمّ تهميش مكوّنين أساسيين منه، الاول المكون الشيعي عبر العقوبات والقضاء الدولي والارهاب والدم، والثاني المسيحي عبر تهميشه في السياسة، وفي ما عدا ذلك لا مشكلة البتة مع فرنجيه.

باريس والرياض
واذا كانت الحركة الرئاسية الداخلية ناشطة على رغم حذر من عقبات اكثرها مسيحيي، سيجهد فرنجيه لتذليل بعضها بلقائه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الجمعة المقبل، وتوفير رعاية الكنيسة للمسار الناشط، فإن الاهتمام يتركز ايضا على الخارج حيث تشهد باريس اليوم اجتماعاً بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والرئيس الحريري يبحث في تطورات الاوضاع في لبنان، الى سلسلة لقاءات يعقدها الحريري مع شخصيات من قوى 14 آذار، قبل ان ينتقل الى الرياض التي يتوقع ان يزورها رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وقيادات في "تيار المستقبل".

وأفاد مراسل "النهار" في باريس ان قصر الاليزيه أدرج على لائحة نشاطات الرئيس هولاند استقبال الرئيس الحريري عند العاشرة والنصف قبل الظهر بتوقيت العاصمة الفرنسية.

وفي نيويورك، قال ديبلوماسي غربي رفيع في مجلس الامن لـ"النهار": "نحن نتحدث بصورة وثيقة مع الحكومة اللبنانية في كل القضايا المهمة، بما في ذلك التهديد الذي يمثله "داعش" وكل التهديدات الكثيرة الأخرى لاستقرار لبنان". وأضاف: "نحن لا نزال قلقين جداً من الشغور الرئاسي المتواصل منذ أكثر من 18 شهراً في لبنان، لأن هذه فترة طويلة للغاية في بلد يواجه اضطراباً". وأكد: "إننا نستخدم كل ما في وسعنا من التشجيع خلف الأضواء لملء هذا الفراغ الرئاسي".

إطلاق العسكريين و"النصرة"
أما ملف اطلاق العسكريين الذين كانوا في عهدة "جبهة النصرة"، فقد تفاعل أمس بقول الرئيس نبيه بري: "بين الدموع والشموع حصلت فضيحة سيادية، ومبروك لأهالي العسكريين". وأفاد قريبون منه انه معترض على "العراضة المسلحة لجبهة النصرة على أرض لبنانية وعلى التنازلات التي قدمت لهم"، معتبراً "ان عرسال صارت شبه ساقطة في أيديهم".

هذا الامر وأخبار أخرى متفرقة استدعت ايضاحات لا تحمل طابع الرد على بري. فأكد المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم أن "لا وجود لبندين في الاتفاق ينصان على منح "جبهة النصرة" 25 مليون دولار وإعطائها هامشاً للتحرك في عرسال".

وهنأ قائد الجيش العماد جان قهوجي العسكريين "بتحرير بعض رفاقهم من التنظيمات الإرهابية"، وشدد على "أن الجيش لم ولن يساوم على أي إرهابي ثبت ضلوعه في قتل العسكريين"، لافتاً الى "أن الظروف التي رافقت ما جرى بالأمس لن تؤثر إطلاقاً على قرار الجيش الحازم في مواصلة التصدي للتنظيمات الإرهابية على الحدود الشرقية، وصولاً الى التحرير الكامل لهذه المنطقة وعودتها الى السيادة اللبنانية".

وترافق كلام قهوجي مع معاودة الجيش استهداف أماكن تمركز المسلحين في جرود السلسلة الشرقية لجبال لبنان وخصوصاً في جرود عرسال، ومقار وتجمعات لمسلحي "جبهة النصرة" بالقذائف الصاروخية في محلة وادي الخيل، مما أدى الى سقوط إصابات وأضرار في الآليات.


الأخبار
الحريري وجنبلاط يستعجلان انتخاب فرنجية

كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "فيما لا يزال العماد ميشال عون وحزب الله يلتزمان الصمت تجاه مسعى الرئيس سعد الحريري لانتخاب النائب سليمان فرنجية، يستعجل الحريري والنائب وليد جنبلاط انتخاب رئيس تيار المردة، خلال أسابيع!

طُويت صفحة إطلاق العسكريين الرهائن لدى «جبهة النصرة». أما مفاعيلها، فلا تزال مستمرة. بعض الرهائن المفرج عنهم، وتحديداً من قوى الأمن الداخلي، لا يزالون «منتشرين» على الشاشات، يطلقون التصريحات شكراً لخاطفيهم.


هي «متلازمة استوكهولم» (التي تصيب المخطوف فيتعاطف مع خاطفه) في أبهى صورها. لكن هذه التصريحات لم تدفع قيادة المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي إلى اتخاذ أي إجراء لمنع عناصرها المحررين من إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام، على الأقل قبل إخضاعهم لتحقيقات تكشف حقيقة ما جرى وأدى إلى اختطافهم، وخاصة بعدما بات رجال الأمن المحرّرين يوجّهون الاتهامات إلى رؤسائهم على «الهواء مباشرة» بالتسبب باختطافهم. رجل أمن يمتدح خاطفيه وقتلة زملائه، من دون أن تصدر قيادته أي قرار يوجب إخضاعه لعلاج نفسي ومسلكي ووطني، يخفّف عنه بعض آثار ما لحق به طوال 16 شهراً قضاها في معتقلات قاطعي الرؤوس. وفيما انتقد الرئيس نبيه بري ما رافق إطلاق المخطوفين، واصفاً ما جرى بـ»الفضيحة السيادية» مع توجيهه التهنئة لأهالي العسكريين، انتقد المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد السلطات السياسية اللبنانية بسبب «تغافلها عن شكر القيادة السورية التي لولا تجاوبها الأخلاقي والمجاني لما نجح تحرير العسكريين ولما كان نجح قبلها تحرير مختطفي إعزاز وراهبات معلولا».

سياسياً، ظهرت أمس مؤشرات استعجال من الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط لانتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية. وبحسب أكثر من مصدر متعددي الانتماءات السياسية، فإن الحريري سيخرج علناً، الأسبوع المقبل ليعلن ترشيح فرنجية رسمياً إلى الرئاسة. وبحسب المصادر، فإن الحريري سيقول كلمة متلفزة، قبل أن يجري مقابلة على واحدة من الشاشات اللبنانية. وقد انشغلت أمس أكثر من جهة سياسية وإعلامية بالتدقيق بشائعات تحدّثت عن ظهوره اليوم، بعد زيارته الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال، وهو ما تبيّن عدم صحته. وتشير الرؤية «المتفائلة» بـ»تسوية انتخاب فرنجية» إلى أن إعلان الحريري رسمياً ترشيح رئيس تيار المردة، ستتبعه خطوة حل عقدة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، المعارض بقوة لوصول فرنجية إلى بعبدا. وبعد أن تحل هذه العقدة، بحسب رأي المتفائلين، سيعلن الجنرال ميشال عون موافقته على وصول حليفه إلى رئاسة الجمهورية. لكن مصادر أقل تفاؤلاً لا تزال ترى الكثير من العقد. ليس من السهل إقناع سمير جعجع بتأييد فرنجية. مصادره تؤكد أنه ماضٍ في معارضته «حتى النهاية، ولو بقي وحيداً بلا حلفاء». ولا يزال رئيس القوات ينتظر تحديد موعد له لزيارة السعودية، مراهناً على عرقلة مسعى الحريري الرئاسي من الرياض. وفي الرياض أيضاً، من المنتظر أن يلتقي رئيس المستقبل حلفاءه اللبنانيين بعد مغادرته العاصمة الفرنسية باريس، لمحاولة إقناعهم بدعم توجهه لانتخاب فرنجية قريباً.

الركن الثاني المستعجل انتخاب فرنجية هو النائب وليد جنبلاط، الذي استقبل النائب الزغرتاوي أمس في كليمنصو. وأكّد فرنجية قبل تناوله العشاء على مائدة جنبلاط أن ترشيح الأخير له إلى الرئاسة يفتح الباب على «أن نكون معاً بطريق واحدة، بصرف النظر عن نتيجة التسوية». وأكّد فرنجية أنه لن يكون مع العماد ميشال عون «إلا سوياً، والعماد عون أخ وصديق». ولفت فرنجية إلى أن التوافق على اسمه قد يكون «الفرصة الأخيرة»، مؤكداً أن الحريري صادق معه. وقال إنه «إذا كان للمسيحيين عذر مسيحي برفضي فأنا سأؤدي التحية وأمشي، أما إذا كان (العذر) شخصياً، فهذا موضوع آخر». أما جنبلاط، فقال: «سأساعد على طريقتي في تذليل العقبات ضمن الإمكانات، وأياً كانت نتائج التسوية، فالعلاقة مستمرة مع فرنجية». وفي ظل رفض قواتي وعوني للتسوية الحريرية ــ الجنبلاطية، يُعوّل مؤيدو ترشيح فرنجية على موقف من البطريرك الماروني بشارة الراعي، يوفّر «غطاءً مسيحياً» لانتخاب الزعيم الزغرتاوي رئيساً للجمهورية. ومن المنتظر أن يعقد الراعي، بعد عودته إلى لبنان الجمعة، لقاءات مع «الأقطاب الموارنة الأربعة»، لمحاولة التوصل إلى توافق على اسم مرشّح للرئاسة. بانتظار ذلك، يستمر العماد عون بالتزام الصمت، تماماً كما حليفه حزب الله. كذلك يستمر الالتباس في تفسير كلام السفير السعودي علي عواض العسيري. فبعد بيانه أول من أمس الذي تحدّث فيه عن ضرورة تحقيق «إجماع مسيحي» على أي مرشح رئاسي، عاد وربط كلامه بما سبق أن اتفق عليه الأقطاب الموارنة في بكركي، لجهة تأييدهم أي مرشح يحظى بدعم القوى السياسية الأخرى. ثم دعا العسيري، عبر قناة «ام تي في» القوى السياسية المسيحية إلى عقد طاولة حوار للاتفاق على اسم مرشح رئاسي. وفيما فسّر «المتشائمون» كلامه بأنه يطيح ترشيح فرنجية، أكّد مؤيدو وصول الأخير إلى بعبدا أن كلام العسيري يغطي تماماً مسعى الحريري. ولفتوا إلى أن السفير السعودي يدرك عملياً استحالة وصول جعجع أو الرئيس أمين الجميّل إلى الرئاسة، وكذلك تضع بلاده فيتو على عون، وبالتالي، فإنه يدعو إلى التوافق على فرنجية.


اللواء
جنبلاط وفرنجية: التسوية أو المجهول
الحريري في الأليزيه اليوم وإعلان مواقف تجعل 16 ك1 موعداً لإنهاء الشغور

بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول "عشرة أيام فاصلة أو تحديداً اسبوعان بين موعد الجلسة 32 لانتخاب رئيس الجمهورية والجلسة 33 التي حدّد يوم الأربعاء في 16 كانون الأوّل الحالي موعداً لها، هل تهز «الستاتيكو» اللبناني، وتحمل سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا بصفته «رئيس تسوية» لها ما قبلها ولها ما بعدها، سواء في ما خص وضعية لبنان العربية والإقليمية، ورئاسة الحكومة وانتاج تفاهم وطني حول قانون الانتخاب يسمح بانتخاب مجلس نواب متوازن نسبياً في إعادة لدورة الحياة السياسية الطبيعية، أو الانتقال إلى «وضع أسوأ من الحالي ما لم نستغل الفرصة»، وفقاً لما أعلنه النائب فرنجية بعد لقاء النائب وليد جنبلاط في كليمنصو الذي استبقاه إلى مائدة العشاء، على خلفية انه يمثل «فرصة التسوية» وانه «سيساعده على طريقته في تذليل العقبات ضمن الإمكانات للخروج بلبنان من هذا الفراغ».. والكلام لجنبلاط؟

المعلومات والمؤشرات ترجح احتمالات التسوية، بما في ذلك إمكانية إنجاز الاستحقاق الرئاسي قبل عيد الميلاد المجيد، الا ان تجارب الانتخابات الرئاسية في لبنان لا تسقط من حسابات المتابعين دبلوماسياً وسياسياً احتمالات تفويت فرصة التسوية المتاحة، مع العلم ان البدائل مستبعدة تماماً، بعد تراجع فرص المرشحين الاقوياء الآخرين، وفرص المرشحين التوافقيين، سواء من شخصيات نيابية ووزارية سابقة، أو موظفي الفئة الأولى.

ولعل النقطة الأكثر اهتماماً، على أجندة تحركات الأسبوعين الفاصلين، هي اللقاء الذي حدد موعده عند العاشرة والنصف بتوقيت باريس بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس تيّار المستقبل الرئيس سعد الحريري الذي انتقل أمس الأوّل إلى العاصمة الفرنسية، حيث وافاه إلى هناك وزير الاتصالات بطرس حرب، باعتباره ممثلاً لمسيحيي 14 آذار والنائب مروان حمادة.

وعلمت «اللواء» من مصدر دبلوماسي ان التسوية الرئاسية المطروحة ستكون الموضوع الرئيسي في المحادثات التي من المرجح ان تستغرق ما يقرب من 45 دقيقة، وفقاً لروزنامة استقبالات ولقاءات الرئيس هولاند في الاليزيه.

وذكّر المصدر بحركة الاتصالات التي أجرتها فرنسا، لكنه لم يشأ ان يُؤكّد ما إذا كان الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني سيزور فرنسا في فترة قريبة، بعد ان كانت الهجمات الإرهابية في سان دوني ومسرح باتاكلان قد ارجأت الزيارة.

وأكّد المصدر ان باريس تدعم سلّة التسوية المقترحة، وهي تتابع عن كثب مع شركائها الأوروبيين الاتصالات لتذليل ما يمكن ان ينشأ من عقبات، نظراً لحيوية إنهاء الشغور الرئاسي في لبنان، وإعادة تنشيط عمل المؤسسات، نظراً لدور هذا البلد في مواجهة الإرهاب، والمساهمة في إيجاد حل لازمة النازحين في سوريا، فضلاً عن دوره في الاستقرار الإقليمي، بما في ذلك وضع سياسة النأي بالنفس عن الحرب السورية موضع التنفيذ، على أساس عودة عناصر حزب الله من المشاركة في الحرب السورية، التي من شأن التسوية اللبنانية ان تساعد في كبح تداعياتها الإقليمية، بانتظار استئناف مفاوضات فيينا أو جنيف لتحريك التسوية السورية.

وعلمت «اللواء» انه سيكون للرئيس الحريري بعد لقاء هولاند تصريح يتناول فيه موضوع التسوية الرئاسية والوضع في لبنان ومسألة النازحين السوريين، ثم يعود مباشرة إلى الرياض في المملكة العربية السعودية.

حركة جنبلاط
وعلى خلفية تجنّب «الدخول في المجهول»، أوفد النائب جنبلاط وزير الصحة وائل أبو فاعور إلى عين التينة، قبل لقاء النائب فرنجية، حيث حضرت مسألة التسوية في اللقاء مع رئيس المجلس الذي كان التقى عدداً من النواب في إطار اللقاء النيابي، وبعد أن انتهت الجلسة 32 لانتخاب الرئيس إلى موعد جديد.

ولم يُخفِ الوزير أبو فاعور تمسّك النائب جنبلاط بالتسوية، لأن منطق «أنا ومن بعدي الطوفان» من شأنه أن يقود البلاد إلى منزلقات خطيرة جداً، ولن يقتصر المجهول السياسي على الدستور بل ربما يصبح مجهولاً أمنياً، معتبراً أن انتخاب فرنجية من ضمن تسوية متكاملة هو أفضل الممكن وأفضل المتاح. وقال: «بعيداً عن الاعتبارات الشخصية والأمزجة السياسية فإن التسوية تكرّس ميزاناً جديداً في البلاد وتوازناً مطلوباً لإعادة تسيير عجلة الدولة».

أما فرنجية، فقد وعد أن يكون هو وجنبلاط في طريق واحدة، مجدداً قوله أن ترشيحه ما زال غير رسمي، وأنه ينتظر مبادرة رسمية من الرئيس الحريري الذي اعتبره صادقاً مائة في المائة في تأييده له.

وحرص فرنجية قبل العشاء إلى مائدة جنبلاط، على طمأنة فريقي 8 و14 آذار، مشيراً إلى أن قوى 8 آذار لن تذهب إلى الانتخابات إلا موحدة، واصفاً النائب ميشال عون «بالأخ والصديق»، متعهداً استكمال المشوار معه سوية، واعداً بأنه سيزوره في الأيام المقبلة، بعد أن زاره أمس معزياً، لكنه أوضح بأنه ليس مستعجلاً ولا يريد حرق المراحل، منتظراً أن تأتي الأمور بهدوء وفي جو وفاقي، مؤكداً بأنه لا يريد إلغاء أو إقصاء أحد، فالوفاق الوطني هو الأهم في هذا البلد. وقال أن واجبه إقناع فريقه (8 آذار) وطمأنة الفريق الآخر (14 آذار) ونقدم له التطمينات، وأنه جاهز في كل لحظة لهذا الأمر.

الرابية
وبطبيعة الحال، فإن هذه الحركة الجنبلاطية أغضبت الرابية، التي اعتبرت الحراك الجاري بشأن التسوية هو من نوع «تقطيع الوقت»، بانتظار اللقاءات والحوارات الجارية في الخارج، سواء في العواصم المعنية أو اللقاءات الباريسية المتجددة.

في هذا الوقت، بقي حزب الله خارج السجال الدائر، لا إعلامياً ولا سياسياً حول موضوع التسوية، مكتفياً بالوقوف وراء موقف النائب ميشال عون الذي ينتهي من تقبّل التعازي بوفاة شقيقه اليوم، لينتقل بعد ذلك إلى متابعة ترشيح النائب فرنجية الموضوع على نار قوية.

وفيما لوحظ أن نواب «حزب الله» آثروا الصمت بعد لقاء الرئيس برّي، ضمن لقاءات الأربعاء، وكذلك فعل رئيس المجلس، أوضحت مصادر تكتل «التغيير والاصلاح» لـ«اللواء» أن حزب الله أبلغ العماد عون، في خلال زيارة التعزية التي قام بها وفد من كتلة «الوفاء للمقاومة» برئاسة النائب محمّد رعد، أنه لن يعطي رأيه في ما خصّ ترشيح فرنجية قبل أن يقول عون كلمته أو رأيه، مشيرة إلى أن هناك سلّة مطالب للجنرال هي سلّة متكاملة تتصل بقانون الانتخاب والحكومة، إلا أنها استدركت بأن الأمور تحرّكت من خلال الترشيح غير الرسمي لفرنجية، رغم أن المشاورات لم تفضِ حتى الساعة إلى ما هو محسوم.

وقالت: مخطئ من يظن انه في غضون أسبوع ستحل العقد، وتتم الموافقة على قانون انتخاب موحد، مذكرة بتأييد «التيار الوطني الحر» للنسبية الشاملة ورفض «المستقبل» والحزب التقدمي الاشتراكي لها.

ولفتت إلى ان اللقاء الخاطف الذي جمع عون وفرنجية لم يتناول أية تفاصيل، لأن الظرف حكم والمناسبة كانت للتعزية، وهذه المسألة متروكة للقاء ثان اما سيكون بينهما أو بين فرنجية والوزير جبران باسيل.

عسيري
على صعيد دبلوماسي، وبعد عودته إلى بيروت، والموقف الذي أعلنه باسم المملكة العربية السعودية، زار السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري كلاً من عين التينة والسراي الكبير، حيث التقى الرئيسين نبيه برّي وتمام سلام شارحاً وجهة نظر المملكة من التسوية المقترحة، انطلاقاً من الثوابت السعودية التي عبر عنها في بيانه غداة وصوله والتوضيح الذي نشرته «اللواء» في عددها أمس، مكرراً تشجيعه لأي توافق لبناني - لبناني، ومتمنياً ان يكون هناك إنجاز لمسألة الاستحقاق الرئاسي، لأن التطورات في المنطقة تتطلب ان يكون لبنان محصناً.

ومساءً، وعلى هامش المشاركة في العيد الوطني الـ44 لدولة الإمارات العربية المتحدة، التقى السفير عسيري النائب ستريدا جعجع، حيث دار حديث بين الطرفين، يرجح ان يكون تناول الحراك اللبناني على خلفية التسوية المطروحة، فضلاً عن الزيارة المرتقبة لرئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع إلى المملكة، والتي عادت محطة O.T.V وأشارت إليها أمس أيضاً.

إلى ذلك، أوضحت مصادر مقربة من «القوات» ان الحزب ما يزال يراقب ما يجري، وأن هناك ثوابت وقناعات عبر عنها سابقاً وما تزال سارية المفعول، وبالتالي لم يتبدل أي شيء بالنسبة له.

«مخطوفي داعش»
في هذا الوقت، وبعدما انجزت صفقة تحرير العسكريين المخطوفين لدى جبهة «النصرة» بنجاح يسجل للمدير العام للأمن العام، حرك أهالي العسكريين المخطوفين لدى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» قضية ابنائهم المحتجزين وعددهم 9 جنود، أو ربما ثمانية، بعد ان انضم جنديين إلى التنظيم، وذلك من خلال زيارة وفد منهم إلى عرسال حيث التقوا رئيس بلدياتها علي الحجيري وتم البحث في إمكانية التفاوض، الا ان مصدراً مطلعاً لفت إلى ان أي إشارة في هذا الملف سلبية أو إيجابية، لم تصدر من جانب داعش منذ خطف العسكريين خلافاً للواقع مع «النصرة»، بما يجعل حظوظ التفاوض صعبة جداً في غياب رأس الخيط لأي قناة تفاوضية، لكنه اعتبر ان مجرّد تركيز الجهود على وجهة واحدة بعد طي ملف «النصرة» يمكن ان يؤدي إلى رأس الخيط.


البناء
تركيا تسدّد الدفعة الأولى لروسيا في بلغراد: إغلاق الحدود وسقوط المنطقة الآمنة
بري: لا للانتهاك السياديّ في عرسال... وجنبلاط: نعم لتسويق التسوية الرئاسية
فرنجية: الحريري جدّي فلا تضيّعوا الفرصة ولا تقلقوا فمشوارنا مع عون سيُكمل

صحيفة البناء كتبت تقول "في مناخ التصعيد الإعلامي الذي قدّمت عبره روسيا بلسان وزير دفاعها الصور والوثائق التي تدين الرئيس التركي رجب أردوغان وفريقه وعائلته بتجارة النفط لحساب «داعش»، وقدّم عبره أردوغان مجدّداً التعهّد بالاستقالة في حال ثبوت التهمة الروسية عليه وعلى عائلته، سيلتقي وزيرا خارجية روسيا وتركيا في بلغراد خلال الأيام القليلة المقبلة، استباقاً لوضع العقوبات الروسية قيد التنفيذ، وفي ظلّ تقادم الوضع العسكري الميداني لمصلحة المزيد من الإنجازات يحققها الجيش السوري وحلفاؤه شرق حلب وشمال اللاذقية بسيطرته على قرابة عشر قرى.

اللقاء يأتي حصيلة مساعٍ ومواقف أوروبية وأميركية لتدارك المزيد من الخسائر التركية الناتجة عن ارتكاب المزيد من الحماقات، فقد تكفّل الأوروبيون بقيام الوزير التركي بإبلاغ نظيره الروسي التخلّي عن السعي إلى حلم المنطقة الآمنة، وفقاً لما أفضت إليه صفقة الثلاثة مليارات يورو التي تلقتها تركيا لقاء وقف هجرة اللاجئين داخل تركيا وصرف النظر عن ربط ذلك بالمنطقة الآمنة، بينما تعهّد الأميركيون بأن يكون في اللقاء اتفاق على تكريس الإقفال النهائي للحدود السورية التركية، وفقاً لما بشّر به وزير الخارجية الأميركي في مؤتمر صحافي.

مناخات الانفراجات المأمولة من اللقاء ربما تتبعها تفاهمات على تولي مجلس الأمن في جلسة منتصف الشهر الحالي وفي ظلّ ترؤس واشنطن للمجلس هذا الشهر، بحسم تصنيف التنظيمات الإرهابية، تمهيداً للقاء مسار فيينا في نيويورك بدلاً من باريس لإطلاق الحوار السوري – السوري في جنيف الثالث.

في لبنان مَن يراهن على الانفراجات بالمساعدة على التسويات، وعلى إنهاء ملف الإرهاب معاً، ولذلك يشدّد رئيس المجلس النيابي نبيه بري على تلازم وتزامن مساعيه لتصليب الجبهة الداخلية في وجه الإرهاب والفتن، مسجلاً في هذا السياق رفضه المطلق لمشاهد استعراض جبهة «النصرة» في عرسال، واصفاً الأمر بالانتهاك السيادي المرفوض، ومع هذا الموقف السعي الحثيث إلى التقاط كلّ فرص للتوافق وتزخيم لغة الحوار، سواء لحلحلة ملف قانون الانتخابات النيابية أو الشأن الرئاسي، بينما ذهب النائب وليد جنبلاط إلى حصر نشاطه في الملف الرئاسي، معلناً قبيل العشاء الذي أقامه للنائب سليمان فرنجية في دارته في كليمنصو أنه سيضع جهده لتسويق التسوية الرئاسية التي تقوم على ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية.

النائب فرنجية سجّل خطوة إلى الوراء، أكد فيها تمسكه بالحلف الذي ينتمي إليه قائلاً علينا أن نقنع حلفاءنا ونطمئن خصومنا ومستعدّون لفعل ما يلزم في الاتجاهين، معتبراً أنّ حلفه مع العماد ميشال عون باقٍ، معلناً أنّ المشوار المشترك سيكمل، وكما كنا معاً سنبقى معاً فلا تقلقوا، لكنه تقدّم مترسمِلاً بهذا التموضع خطوتين إلى الأمام قائلاً: إنها فرصة إذا ضاعت بعدها المجهول، ومَن لديه فرصة جدية أخرى فليقدّمها، مؤكداً جدية الحريري في مشروع التسوية نافياً أيّ تعهّدات تطال قانون الانتخابات.

ذهبت الصور البروتوكولية والاحتفالية البراقة بالإفراج عن العسكريين المحررين من جبهة النصرة الإرهابية وحل المنطق لدى المتابعين في هذا الشأن. وطرحت مصادر عليمة في حديث لـ«البناء» ملاحظات أساسية وكبيرة. الملاحظة الأولى تتصل بالشكل هل كان ضرورياً إجراء هذه المراسم الاحتفالية للأسرى؟ الملاحظة الثانية: ألا تشجع هذه المراسم الاحتفالية على تجنب القتال والاستشهاد والاتجاه إلى الوقوع في الأسر لتفوز أولاً بالنجاة وثانياً بالاحتفال؟ والملاحظة الثالثة: كيف يسمح للإعلام أن يستصرح عسكريين عائدين من الأسر قبل إخضاعهم لمقتضيات القانون بما في ذلك الفحص الطبي والاستجواب المسلكي والتحقيق القضائي؟ الملاحظة الرابعة: كيف تقبّلت الدولة اللبنانية صورة المسلحين الأمنين في عرسال وسمحت بعرضه على شاشات التلفزة، فكان هؤلاء أصحاب السيادة الفعلية على عرسال؟ أسئلة كبيرة تطرح في هذا الموضوع لكن يحرص البعض على الاحتفاظ بها لتجنب الإساءة إلى بعض المشاعر، بخاصة أن بعض ما قاله العسكريون يثبت أن أسرهم حصل من دون قتال، ومن غير استنفاد وسائل القتال ومن غير أي محاولة للفرار من الأسر؟

تسهيل تحرير القلمون
أما عن تدخل حزب الله والتسهيلات السورية، فتفسر مصادر مطلعة لـ«البناء» ذلك بالقول «أن حزب الله حرص والحكومة السورية على سلامة العسكريين وإعادتهم إلى ذويهم، بخاصة مع عجز الدولة اللبنانية عن القيام بأي فعل مؤثر في هذا الإطار، وكما أن المقاومة نشأت لسد عجز الدولة لمواجهة «إسرائيل»، فيبدو أن المقاومة ومعها الحليف السوري سلكت الطريق نفسه لسد هذا العجز». وتشير المصادر إلى «أن حرص حزب الله على سلامة العسكريين لا يُخفي المصلحة العملانية المحتمة له وللحكومة السورية في إقفال هذا الملف الذي يشكل بحد ذاته، بشكل مباشر أو غير مباشر، عائقاً أمام احتمال عملية تحرير القلمون». وذكرت المصادر بـ»الأصوات اللبنانية التي أطلقت أثناء عملية القلمون واضعة خطوطاً حمراء حول عرسال ومتذرعة بالأسرى وإقدام بعض الجهات على قطع الطرقات وإزعاج المقاومة».

ولفتت المصادر إلى «أن المشهد المقزَّز أكد حقيقة كان فريق 14 آذار يخادع فيها وهي أن عرسال محتلة، وأن الاحتلال يفرض التحرير الذي إما أن يكون عن طريق الجيش، أو أن يكون عن طريق آخر يعلمه أصحاب الشأن».

لفت مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى «أنه يحتفظ بأوراق موقّعة من القضاء اللبناني بإطلاق سجى الدليمي، وعلى هذا الأساس أضيف اسمها إلى الملف لا أكثر ولا أقل»، مشدداً على «أنه لا يمكنه أن يفرّط بدماء اللبنانيين، ولو لم يكن الملف قابلاً للحل لما حل بهذه الطريقة». وأكد أن «لا وجود لبندَيْن في الاتفاق ينصان على منح 25 مليون دولار لـ«جبهة النصرة» وإعطائها هامشاً للتحرك في عرسال». وعن ملف العسكريين المخطوفين لدى تنظيم «داعش»، أوضح «أن المشكلة تكمن في إمكان إيجاد مفاوض»، لافتاً إلى «أنه خلال الأشهر الثلاثة الأولى من خطف العسكريين تمّ التفاوض مع وسيط لدى التنظيم والتوصل إلى شبه اتفاق، ثم غاب «داعش» منقلباً على الوساطة».

وأكد قائد الجيش العماد جان قهوجي «العمل بكل السبل المتاحة لتحرير باقي العسكريين المخطوفين وعودتهم إلى كنف عائلاتهم ومؤسساتهم»، مشدداً على «أن الجيش لم ولن يساوم على أي إرهابي ثبت ضلوعه في قتل العسكريين». ولفت إلى «أن الظروف التي رافقت ما جرى بالأمس، لن تؤثر إطلاقاً على قرار الجيش الحازم في مواصلة التصدي للتنظيمات الإرهابية على الحدود الشرقية، وصولاً إلى التحرير الكامل لهذه المنطقة وعودتها إلى السيادة اللبنانية».

وبعد أن طلبت جبهة النصرة من الدولة اللبنانية إسقاط الأحكام عن الشيخ مصطفى الحجيري حكمت المحكمة العسكرية على المعروف بأبو طاقية بالسجن سنة وشهراً بتهمة الاتجار بالأسلحة. وأشارت مصادر عسكرية لـ«البناء» إلى «أن هذا الحكم لا يلغي الحكم السابق الصادر بحقه بالمؤبد لإدانته بالانتماء لـ«جبهة النصرة».

بري: ما حصل يستدعي استجواباً للحكومة
وتجنّب رئيس المجلس النيابي نبيه بري تهنئة العسكريين، مكتفياً بالقول: مبروك للأهالي»، لافتاً إلى «أنه بين الدموع والشموع حصلت فضيحة سيادية»، مشيراً بحسب ما نقل عنه زواره لـ«البناء» إلى أنه صُدم مما شهده عبر محطات التلفزة من انتهاك للسيادة اللبنانية»، ومعتبراً «أن ما حصل يستدعي استجواباً للحكومة».

فرملة نفسية لخيار ترشيح فرنجية
رئاسياً، انكمشت الاندفاعة الرئاسية، وقوة الدفع توقفت لا سيما أن الحراك المرتبط بالتسوية الرئاسية معلّق على تطورات الأيام الماضية التي أظهرت اعتراضاً مسيحياً. ويبدو هناك رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، بخاصة أن العامل النفسي في لبنان عامل أساس في تظهير الموقف الذي لم يتكامل بعد بانتظار أن يعلن رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ترشيح فرنجية لا سيما أننا أمام إلغاء لمؤتمرَيْن أو بيانَيْن أو إطلالتَيْن للحريري وجنبلاط لفعل ذلك.

ولفت فرنجية إلى «أن ترشيحه للرئاسة حتى اليوم غير رسمي»، وقال: «كل ما قاله الحريري هو جدّي لكن غير رسمي»، وأضاف: «8 آذار لن تذهب إلى الانتخابات إلا موحّدة ورئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون أخ وصديقح ونحن في فريق واحد ومشوارنا واحد».

وقال خلال زيارته المسائية للنائب وليد جنبلاط في كليمنصو: «زيارتي هي للقول إنه أول من طرح اسمي في لبنان، ومهما كانت النتيجة من التسوية فأنا وجنبلاط في طريق واحدة»، مضيفاً «أنني لا أريد أن أحرق المراحل وكل شيء سيأتي في وقته والوفاق الوطني أهم من كل شيء».

ورأى فرنجية «أن الجو الدولي والسعودي هو مناخ يدعو لإتمام الاستحقاق الرئاسي»، موضحاً «أنني مع أي طرح آخر، لكن العرقلة فقط للعرقلة فنحن نرفضها، فإذا ضاعت هذه الفرصة فسنصبح في مكان خطر جداً»، ومضيفاً «المسيحيون إن كان لهم عذر مسيحي لرفضي، فأنا سأمشي معهم، لكن رفضي لمجرد الرفض فأنا لن أقبل».

وأكد فرنجية «أنني لا أقوم بتسوية على حساب شيء لا أملك القدرة عليه وبالتالي أنا لم أساوم على القانون الانتخابي»، وقال: «إنني لست مع قانون انتخابي يلغي طائفة معينة»، مضيفاً «في ثوابتنا علينا الوصول إلى منتصف الطريق ووضع لبنان أمامنا حل المشكلة الحقيقية».

وقال جنبلاط: «لأننا لم نستطع على مدى سنة ونصف أن نتوصّل إلى رئيس توافقي، أتت فرصة رئيس تسوية متمثل بفرنجية»، وأضاف «سأساعد على طريقتي في تذليل العقبات ضمن الإمكانات».

فرنجية يضبط خياره الرئاسي
وكان فرنجية قدّم واجب العزاء للعماد عون برحيل شقيقه روبير عون في كاتدرائية «القيامة». وقال: «جئنا اليوم لتأدية واجب العزاء، وسوف نتحدّث بالسياسة مع الجنرال لاحقاً».

ومن المتوقع أن يزور فرنجية في الساعات المقبلة بكركي لوضع البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي عاد من زيارته الألمانية في أجواء التسوية الرئاسية.

وفي السياق، رأت أوساط سياسية لـ«البناء» «أن كلام فرنجية عبر باب كليمنصو هو محاولة ضبط خياره ضمن منطق سياسي دفاعي أكثر ترتيباً وهدوءاً، بما يتجاوز كلامه على باب الحوار في عين التينة». ولفتت الأوساط إلى «أن الجهد الذي بذله فرنجية في تصويب موقفه من ناحية فريق 8 آذار والعماد عون لم يغيّر في التموضع السياسي للحدث الرئاسي».

بري: العقدة مارونية مارونية
وأكد الرئيس بري بحسب ما علمت «البناء» «أن ترشيح فرنجية مطروح جدياً، ويجري العمل على تذليل العقد». ولفت بري إلى «أنه تقصّد أن ينأى بجلسات الحوار عن هذا الموضوع». وأوضح بري «أنه في ما يتعلق بقانون الانتخاب، فإن فرنجية نأى بنفسه عن هذا الموضوع في لقائه مع الحريري وأبلغه أن هذا الأمر ليس بيدي». ولفت بري بحسب ما نقل عنه زواره إلى حاجته للحوار في هذه المرحلة أكثر من أي وقت مضى وأنه لا يزال عند رأيه أن مشكلة الرئاسة ليست إسلامية مسيحية وليست مسيحية مسيحية، هي مارونية مارونية». ولفت زوار بري إلى «أنه عندما قارب بري هذه المشكلة في وسائل الإعلام أزعج ذلك البطريرك الراعي، لكنه أعاد طرح هذا الأمر واليوم يعيد تكراره أيضاً».

وعلمت «البناء» أن الرئيس بري قارب الملف الرئاسي لا سيما طرح ترشيح فرنجية مع مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية السيد علي الخامنئي علي أكبر ولايتي، من دون أن يُفصح الرئيس بري عن فحوى النقاش».

وتعليقاً على ذكر أحد النواب ما استحوذته جلسة قانون الانتخاب من حجم النقاشات، تساءل بري «كيف كان بإمكاني أن أوافق على طلب وضع قانون الانتخاب على جدول أعمال الهيئة العامة من دون نقاش».

وكانت عين التينة شهدت أمس، لقاء جمع الرئيس بري بالسفير السعودي علي عواض عسيري الذي أكد «أن ملف رئاسة الجمهورية شأن لبناني»، وأشار إلى «أن بلاده تشجع على التوافق واللحمة ونتمنى أن يكون هناك إنجاز لأن تطورات المنطقة تتطلب أن يكون لبنان محصناً».

عسيري يتراجع عن ضرورة الإجماع المسيحي
وأشارت مصادر مطلعة لـ«البناء»أن الحدث أمس لم يكن في مضمون الكلام السعودي إنما في مكان الزيارة»، مشيرة إلى «أن عسيري تراجع عن ضرورة الإجماع والتوافق المسيحي وأهميته، وقدّم تصريحاً لا يتعدى العموميات الدبلوماسية التي لا يُبنى عليها». ولفتت المصادر إلى «أن عدم تكرار السفير السعودي ما قاله عن ضرورة الإجماع المسيحي هو موضع تساؤل».

وقال الوزير وائل أبو فاعور من عين التينة: «إن تسوية ترشيح فرنجية هي أفضل الممكن والمتاح وربما تكرّس ميزاناً جديداً من التمثيل السياسي العادل للقوى كلها في البلاد». وأشار إلى أن «منطق أنا أو الطوفان يحمل منزلقات خطيرة وجنبلاط يخشى في حال فشل هذه التسوية من الدخول في المجهول». ورأت المصادر في موقف أبو فاعور «موقفاً تحذيرياً موجّهاً إلى المسيحيين بالتحديد، خصوصاً أن جنبلاط يُعتبر أصل الفكرة ووضع نفسه في تصريح أبو فاعور في موقع يدافع فيه عن الخيار الذي تبنّاه» .

وطالما أن طبخة الحريري لم تنضج بعد، ستبقى جلسات انتخاب الرئيس مكانك راوح، ومن تأجيل إلى آخر بعدما أرجِئت أمس الجلسة 32 إلى 16 من الشهر الجاري، بعد يومين من جلسة الحوار الوطني التي تلتئم مجدداً في 14 وستكون موضع ترقب وانتظار للاتصالات التي ستتكثّف لبلورة رؤى جدية للطرح الرئاسي.