13-05-2024 08:12 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 11-12-2015: مبادرة الرئاسة في حلقة مفرغة..

الصحافة اليوم 11-12-2015: مبادرة الرئاسة في حلقة مفرغة..

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 11-12-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها مستجدات المبادرة الرئاسية وخاصة لجهة دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الرياض وجولات السفير الأميركي على عدد من المسؤولين..


تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 11-12-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها مستجدات المبادرة الرئاسية وخاصة لجهة دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الرياض وجولات السفير الأميركي على عدد من المسؤولين..

السفير
«السفير» تنشر خطة هيئة البترول لتطوير القطاع: عرض «البلوكات» الجنوبية
هل يلبي بري دعوة السعودية.. «الرئاسية»؟

وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "باستثناء صولات القائم بالأعمال الأميركي في لبنان السفير ريتشارد جونز وجولاته، تحت عنوان الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، على قاعدة أنه «التوقيت المناسب» لملء الفراغ الممتد أكثر من 18 شـهرا، شكَّل توجيه السعودية، أمس، دعوة رسمية للرئيس نبيه بري لزيارة المملكة الخرق الأبرز للجمود السياسي الذي أصاب مبادرة ترشيح رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، خصوصا غداة «قمة الرابية» التي أظهرت وجود مسافة بين العماد ميشال عون وضيفه، إلى حد جعل كل واحد منهما يتمسك بموقفه، لا بل كان واضحا أن الصمت كان أفضل جواب عن الأسئلة المحورية التي تتعلق باحتمال وجود «الخطة ب»!

غير أن توجيه الدعوة السعودية لبري لا يلزم الأخير بتلبيتها، وهو شكر سفير السعودية علي عواض عسيري في اللقاء الذي جمعهما لدقائق معدودة، على الدعوة، وأبلغه أنه عندما يقرر تلبيتها، في التوقيت الذي يراه مناسبا، سيصار إلى التواصل بين عين التينة والسفارة السعودية في بيروت.

ومن الواضح أن توقيت الدعوة لم يأتِ في الوقت الذي يشتهيه بري في ظل احتدام الاشتباك السعودي الإيراني، وما يترتب عليه من شظايا طالت وتطال «حزب الله» عبر وضع عدد من كوادره وعناصره على لائحة الإرهاب السعودية، فضلا عن اتخاذ إجراءات تعسفية متتالية بحق قناتَي «الميادين» و «المنار» بحرمانهما من البث عبر القمر «عربسات»، ناهيك عن استمرار مسلسل الإبعاد شبه الأسبوعي لمواطنين لبنانيين من بعض دول الخليج، ولو بصورة فردية.

لا يقتصر الأمر على ذلك، بل ثمة تحشيد في الكثير من «الساحات المشتركة» سياسيا وإعلاميا وربما أكثر من ذلك، وها هي نبرة خطاب «كتلة الوفاء للمقاومة» تستمر بالارتفاع، وهي هاجمت السعودية، كما «المواقف المراوغة التي لا تزال تلتزمها بعض أنظمة موتورة في المنطقة لإخفاء تورطها في دعم الإرهاب وتوفير الملاذات الآمنة له وتحريضه وتوظيف جرائمه لفرض سياساتها على الآخرين»، واعتبرتها دليلا «على الطيش واختلال التوازن اللذين يتحكمان بمراكز القرار عندها»!

وتطرح دعوة السعودية لبري أسئلة التوقيت، خصوصا أنها تأتي غداة تبني الرئيس سعد الحريري غير الرسمي، وبموافقة سعودية، ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية، كما أنها تأتي بعد دعوات تم توجيهها لكل من رئيس الحكومة تمام سلام ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط ورئيس «حزب القوات» سمير جعجع وما ناله الأخير من تكريم غير مسبوق هناك.

الأكيد حسب المتابعين أن بري لن يلبي الزيارة في هذه المرحلة بل سيختار التوقيت الذي يناسبه، كما كان قد قرر من قبل عدم تلبية سلسلة دعوات رسمية الى عدد من العواصم الإقليمية، وخصوصا إلى طهران، ولو كانت الاعتبارات مختلفة!

وعلى سيرة التوقيت، كان لافتا للانتباه قول أحد المسؤولين في وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، لوكالة أنباء الطلاب الإيرانيين «ايسنا» إن موضوع الرئاسة في لبنان «هو شأن لبناني وإيران لم تتدخل فيه سابقاً ولن تتدخل في المستقبل، لأن الجمهورية الإسلامية تعتقد أن انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان يجب أن يكون بعهدة الشعب اللبناني بعيداً عن التدخلات الأجنبية أياً كان مصدرها».

تحريك ملف النفط
وفي مقابل الجمود الذي يُزنِّر الاستحقاق الرئاسي، برز، أمس، تطور إيجابي على صعيد المقاربة السياسية والرسمية والتقنية لملف التنقيب عن النفط، من شأنه أن يؤدي، في حال لم تتبدل النوايا والوقائع، إلى وضع مرسومَي النفط على جدول أعمال مجلس الوزراء في حال استئناف أعماله قبل نهاية العام الحالي، كما كان قد لمَّح رئيس الحكومة تمام سلام، ربطا بإنجاز خطة ترحيل النفايات إلى الخارج.

وإذا كان بعض من شارك في الاجتماع النفطي الذي شهدته عين التنية، أمس، برئاسة الرئيس بري، قد ربط بين هذا التحريك المفاجئ للملف النفطي وبين الملف الرئاسي، فإن الأوساط المقربة من رئيس المجلس نفت ذلك، وقالت إن هذا التحريك هو مقدمة لوضع الملف على طاولة الحوار في الجلسة المقبلة على الأرجح.

ووفق بعض الخبراء، فإن الاجتماع يحمل في طياته استشعارا لبنانيا متزايدا للخطر الإسرائيلي المتزايد نتيجة حصول إحدى الشركات الإسرائيلية (ديلك) على الحصة الكبرى في أعمال التنقيب في حقول شمال فلسطين، بعدما انكفأت شركة «نوبل إنرجي» الأميركية، وهو أمر جعل الخبراء يحذرون من سرقة المكامن المشتركة في حقلَي «كاريش» و «تامار»، والأخير هو الأهم كونه لا يبعد كثيراً عن الحدود البحرية اللبنانية، ويحوي، وفق تقديرات الخبراء، قرابة 20 ألف مليار قدم مكعب من الغاز.

أما النقطة الثالثة، فتتعلق بتلقي لبنان إشارات باحتمال قيام نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوشتاين (المكلف بالوساطة بين لبنان وإسرائيل بخصوص الحدود البحرية)، بزيارة للبنان، خصوصا أن القائم بالأعمال الأميركي السفير ريتشارد جونز يطرح، في الكثير من اللقاءات اللبنانية، أسئلة حول سبل حل الخلاف الحدودي، علما أنه خدم سابقا في سفارات بلاده في لبنان وإسرائيل وعدد من عواصم المنطقة، وهو خبير نفطي، وشغل سابقا منصب نائب المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية لمدة خمس سنوات.

وتتمثل النقطة الرابعة بتقديم هيئة إدارة قطاع البترول، وبإجماع أعضائها، وبموافقة وزير الطاقة الحالي أرتور نظاريان ووزير الطاقة الحقيقي جبران باسيل، خطة عمل مشابهة لتلك التي كان قد قدمها قبل سنة تقريبا رئيسها السابق الدكتور ناصر حطيط، مع تعديلات طفيفة أبرزها الإشارة للمرة الأولى إلى إمكان عرض «البلوكات» 8 و9 و10 (الجنوبية) أمام الشركات، في سياق خطة ضغط لبنانية من شأنها أن تجعل الجانب الأميركي يعمل بوتيرة أسرع لحل مسألة الحدود الجنوبية.

مراحل الخطة النفطية
هذه الخطة التي عرضتها الهيئة، أمس، أمام المشاركين في اجتماع عين التينة، ستسلم اليوم رسميا إلى الرئيس تمام سلام، وتتضمن خريطة طريق لاستكمال إطلاق دورة التراخيص الأولى في المياه الإقليمية، وهي مؤلفة من خمس مراحل.

وتتضمن المرحلة الأولى من الخطة الآتي:
• إقرار مرسوم دفتر الشروط ومسودة اتفاقية الاستكشاف والإنتاج.
• إقرار مرسوم تقسيم المياه البحرية إلى رقع (بلوكات).
• تقديم مسودة القانون الضريبي المتعلق بالأنشطة البترولية إلى مجلس الوزراء لإقراره.
• تعيين موعد نهائي لاستقبال عروض الشركات (من ستة إلى ثمانية أشهر).
• وضع إستراتيجية لتلزيم «البلوكات» استنادا إلى مبدأ التلزيم التدريجي.

المرحلة الثانية وتتضمن الآتي:
• التواصل مع الشركات المؤهلة مسبقا لمعرفة مدى اهتمامها بتقديم عروض المزايدة.
• إقامة الحملات الترويجية لتسويق دورة التراخيص في عواصم عالمية عدة.
• إمكانية فتح دورة تأهيل مسبقة لجذب شركات جديدة للمشاركة في دورة تراخيص وفق معايير التقييم (السابقة) ذاتها، مع المحافظة على نتائج دورة التأهيل الأولى (آذار 2013).

المرحلة الثالثة وتتضمن الآتي:
• تحضير اتفاقية إطار مع قبرص تفضي إلى تجزئة المكامن المشتركة مع القبارصة.
• الضغط على الجانب الأميركي لحل مسألة الحدود مع فلسطين المحتلة، وبطبيعة الحال، فإن عرض «البلوكات» 8 و9 و10 (الجنوبية) يعد نوعا من الضغط يحتم على الجانب الأميركي العمل بسرعة لحل مسألة الحدود الجنوبية.
• التعاون الإقليمي مع مصر وقبرص.
• العمل على انضمام لبنان إلى مبادرة الشفافية بالصناعات الاستخراجية (من باطن الأرض).

المرحلة الرابعة وتتضمن الآتي:
• إقرار مسودة القانون الضريبي المتعلقة بالأنشطة البترولية في مجلس النواب.
• وضع استراتيجية للمحتوى المحلي.
• وضع استراتيجية للغاز وذلك لأجل استعماله في السوق المحلي وإمكان تصديره إلى الخارج عبر الأنابيب والغاز المسال.

المرحلة الخامسة والأخيرة وتتضمن الآتي:
• استقبال طلبات الشركات للمزايدة، ومن ثم تقييم العروض من قبل هيئة إدارة قطاع البترول ورفعها إلى وزير الطاقة تمهيدا لرفعها إلى مجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب.
• بدء العمل على وضع قانون لإنشاء صندوق الثروة السيادية.
• إتمام وضع قانون الموارد البترولية في البر.

وتضمنت الخطة إشارة في نهايتها حول ضرورة أن تتواكب هذه الورشة الوطنية مع بناء قدرات الوزارات والمؤسسات المعنية بقطاع التنقيب عن النفط والغاز، والتواصل مع القطاع الخاص اللبناني في ما يخص قطاع الخدمات، كما التواصل مع هيئات المجتمع المدني وتطوير قطاعَي التعليم الجامعي والمهني (في المجال البترولي والبيتروكيميائي) لتوفير اليد العاملة اللبنانية للعمل مستقبلا في هذا القطاع.


النهار
محرّكات "التسوية" لم تتوقّف أمام العقبات
ضغوط ديبلوماسية متصاعـدة تسأل عن "البديل"

وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "ازدادت صورة الغموض التي تغلف مشروع التسوية الرئاسية غداة لقاء رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون ورئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجيه وسط اشتداد التناقض في المعطيات المتصلة بأفق التحركات السياسية الناشطة في الكواليس في شأن المضي في تعويم التسوية الآيلة الى ترشيح فرنجيه لرئاسة الجمهورية. واذ بدا أن أي تطور جديد بارز من شأنه ان يوضح الخط البياني الذي ستسلكه التحركات السياسية بات مستبعداً في وقت قريب بما يعني ان جلسة 16 كانون الأول لانتخاب رئيس للجمهورية لن تكون عرضة لأي مفاجأة، كشفت أوساط سياسية معنية بتحركات بعض القوى المؤيدة للتسوية الرئاسية لـ"النهار" ان محركات الدفع بهذه التسوية قدماً لم تتوقف خلافاً للظاهر من الأمور وان المبادرة التي أطلقت من أجل انتخاب رئيس للجمهورية لم تمت لأن الأوضاع بعد اطلاق هذه المبادرة لن تعود الى ما كانت قبلها ولا بد من ايجاد حل لانتخاب الرئيس مهما تعقدت المواقف الداخلية على خلفية هذه المبادرة.

وأشارت الأوساط نفسها الى أن المبادرة تسببت باحراجات واسعة حقيقية لدى أفرقاء كثيرين في تحالفي 14 آذار و 8 آذار ولكن بعد مرور الموجة الأولى من ردود الفعل عليها لا بد من بلورة الاتجاهات الواضحة حيالها أو البدائل الممكنة منها لأن الاكتفاء برفضها من دون بدائل يعني خلاصة واحدة لم تعد مقبولة خارجياً وداخلياً وهي استمرار الفراغ الرئاسي والمؤسساتي مع كل ما سيرتبه ذلك من تداعيات خطيرة على البلاد في المرحلة المقبلة. وتحدثت عن أجواء أخذ وعطاء ومشاورات تجري لاستكمال الحوار الذي انطلق بين العماد عون والنائب فرنجيه قبل يومين، كما أن لقاء سيضمّ فرنجيه والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله (جاءت بعض المعلومات انه قد يكون عقد سراً في الساعات الأخيرة) وان هذه التحركات تبيّن أن التسوية تتحرك ولو ببطء وحذر وانها مفتوحة على مشاريع تفاهمات سياسية واسعة. وتوقف المراقبون امس عند بيان "كتلة الوفاء للمقاومة" بعد اجتماعها الأسبوعي إذ تناولت للمرة الأولى موضوع التسوية المطروحة من غير أن تسميها، فاعتبرت ان "الجهود والمساعي لانجاز الاستحقاق الرئاسي ينبغي ان تستمر بما يكفل توفير المناخات الصحيحة لتحريك عجلة الحياة الطبيعية في البلاد".

كما ترك تسلّم رئيس مجلس النواب نبيه بري دعوة من رئيس مجلس الشورى السعودي عبدالله بن محمد بن ابرهيم آل الشيخ لزيارة المملكة العربية السعودية والتي نقلها إليه أمس السفير السعودي علي عواض عسيري انطباعات عن امكان ارتباط هذه الدعوة بالتحركات الجارية خارجياً وداخلياً في شأن التسوية الرئاسية. لكن المعلومات المتوافرة لدى "النهار" في هذا الصدد تفيد ان بري لن يلبي الدعوة في القريب العاجل، من غير أن يعني ذلك ان رئيس المجلس لن يزور الرياض في المستقبل.

ضغوط السفراء
لكن أوساطاً قريبة من أفرقاء متحفظين عن التسوية أبلغت "النهار" أن فرصة النائب فرنجيه في الوصول الى رئاسة الجمهورية وان تكن لم تنته بعد لكنها فقدت الآن غالبية زخمها والدليل هو أن لا تطور إيجابياً سجل حتى الآن لمصلحتها بل على العكس فقد حصلت تطورات سلبية أبرزها تخلّي الرئيس بري عن دعم فرنجيه مباشرة محيلاً الأمر على تفاهم العماد عون مع فرنجيه. ثم ان عدداً من السفراء الذين نشطوا أمس على خط الاستحقاق الرئاسي ركّزوا في محادثاتهم على اغتنام الفرصة المتاحة الآن لإنجاز الاستحقاق وأنهم مهتمون بمعرفة إسم البديل إذا لم يكن فرنجيه هو المقبول عند عدد من المرجعيات المسيحية. كما ان نتائج مؤتمر المعارضة السورية في الرياض تعني أن الرياح تجري بما لا يتناسب مع التقارب السعودي - الايراني. وأكدت ان لا شيء متوقعاً رئاسياً قبل فترة الأعياد، كما ان لقاء رباعياً لأقطاب الموارنة في بكركي ليس ناضجاً بعد. وربما كانت هناك لقاءات ثنائية في المرحلة المقبلة.

وفيما مضى القائم بأعمال السفارة الأميركية ريتشارد جونز في حض القوى اللبنانية على اختيار الرئيس وانتخابه "لأن الوقت الآن هو التوقيت المناسب للاختيار"، قال السفير البريطاني هيوغو شورتر رداً على سؤال لـ"النهار": "ان لبنان واللبنانيين يحتاجون الى رئيس للجمهورية للمضي قدماً بالبلاد. ان انتخاب رئيس للجمهورية قرار يعود الى اللبنانيين".

14 آذار
في غضون ذلك، عقد اجتماع قيادي لقوى 14 آذار اتفق خلاله على استمرار التنسيق والتشاور واللقاءات على رغم الاختلافات في وجهات النظر في شأن الملف الرئاسي.

وعلمت "النهار" أن نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان لم يشارك في اللقاء القيادي، ولدى سؤاله عن السبب أوضح أن تبديلاً طرأ على الموعد الذي كان متفقاً عليه قبل ساعات من اللقاء، وأنه كان مرتبطاً بموعد آخر مهمّ ولا يعود غيابه إلى موقف سياسي إطلاقاً، واللقاءات القيادية في قوى 14 آذار ستستمر وستواظب "القوات" على عرض مواقفها خلالها بكل وضوح.

الخيمة المزمنة
في سياق آخر، قرر أهالي اللبنانيين المعتقلين في السجون السورية أمس إزالة خيمة الاعتصام الذي يعتبر الأطول في تاريخ الاعتصامات اللبنانية والذي جسّدته خيمة الأهالي والأمهات في ساحة رياض الصلح منذ 11 سنة تخللتها سلسلة طويلة من التحركات والنشاطات والمؤتمرات للمطالبة بحق الأهالي في معرفة مصير أولادهم وأقربائهم. وأكد الأهالي انهم سينتقلون الى مرحلة جديدة من تحركهم من أجل استمرار الضغط لكشف مصير أبنائهم.


الأخبار
مبادرة الحريري في حلقة مفرغة وبري يتجه لتأجيل الجلسة

كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "لم تخلق زيارة رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية إلى الرابية، ولقاؤه رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، دينامية جديدة في الملفّ الرئاسي، في ظل تَمَسُّك كل من الطرفين بموقفه، والتزام حزب القوات اللبنانية الرفض، وحزب الله الصمت، والقوى الأخرى الانتظار.

وبات محسوماً أن جلسة مجلس النواب لانتخاب الرئيس في 16 الشهر الحالي لن تكون الجلسة الحاسمة، وانتقل النقاش في الأيام الأخيرة إلى مصيرها وإمكانية أن يؤجّلها الرئيس نبيه بري، بعد الفشل في التوصّل إلى تفاهمات قبل الموعد، وتأكيد بري والنائب وليد جنبلاط أنه ليس مفيداً أن تُعقد الجلسة في غياب التفاهم.

وحسم وزير الصحة وائل أبو فاعور أن «المبادرة الرئاسية المطروحة تعثرت، وهي تحتاج إلى المزيد من المداولات»، وأضاف: «سنستمر في توسيع الثغرة التي فتحناها في هذا الملف».

وفيما برزت زيارة السفير السعودي علي عواض العسيري إلى بري في عين التينة، ناقلاً إليه دعوة رسمية من رئيس مجلس الشورى السعودي الدكتور عبدالله بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ لزيارة المملكة، غابت المواقف اللافتة أمس، باستثناء تأكيد البطريرك بشارة الراعي الذي أطلقه من مطار بيروت قبل مغادرته إلى القاهرة بأنه «عندما تنضج المواسم يجب قطافها، وإلا فستسقط على الأرض»، وأن «المبادرة جدية وليست صادرة عن فرد، ويجب على اللبنانيين الإستفادة منها واتخاذها بجدية». وقال الراعي ردّاً على سؤال عن دعوته القادة الموارنة الأربعة إلى الاجتماع: «أنا دعوت، ولكن لم يكن هناك متسع من الوقت للقادة، وأعتقد اننا نستطيع أن نلتقي الأسبوع المقبل بعد عودتي من مصر».

واستقبل عون في الرابية السفير الروسي ألكسندر زاسبيكين، الذي لم يدل بأي تصريح. وأكّدت مصادر دبلوماسية روسية لـ«الأخبار» أن «روسيا لا تتدخّل في الشأن الداخلي اللبناني، وهي على علاقة جيّدة مع كل القوى السياسية اللبنانية»، مضيفةً أن «مسألة الرئاسة معقّدة جداً، وهناك العديد من المسائل غير الواضحة».

واستطلع القائم بالأعمال الأميركي السفير ريتشارد جونز موقف حزب الكتائب من الاستحقاق الرئاسي، بعد زيارته الرئيس أمين الجميل في منزله في بكفيا، قبل زيارته رئيس حزب القوات سمير جعجع في معراب. وأعلن جونز بعد اللقاء أنه اطلع على موقف الكتائب من الاستحقاق الرئاسي، و«تكوّن لدي فهم أفضل لموقف الحزب وهو موقف مسؤول يقارب الأمور بتأن وبروحية تسعى الى جمع اللبنانيين»، مشيراً إلى أن «المواقف كانت متطابقة على حتمية الحاجة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهذا الأمر مهم جداً». وأكد أن «المؤسسات اللبنانية بحاجة لأن تعمل وتتجدد لأن الرئاسة شاغرة منذ زمن طويل. الوقت الآن هو للعمل من أجل انتاج حل لبناني... وعلى اللبنانيين أن يختاروا من سيكون رئيسهم، ولكن نعتقد أن الوقت الآن هو التوقيت المناسب للاختيار».

من جهة أخرى، استكمل وفد تيار المردة زياراته إلى القوى السياسية، فزار وزير الثقافة روني عريجي وطوني سليمان فرنجية رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون، الذي أكّد أن «هذا الاجتماع لعائلة لبنانية واحدة تفكر بجدية وتعمل لإخراج لبنان من هذا المأزق، وترى الشخص المناسب لرئاسة الجمهورية»، فيما أكد عريجي أن «وجهات النظر كانت متقاربة، برغم وجود نقاط سياسية متباينة، لكننا نلتقي على مصلحة وحماية لبنان من المخاطر».


اللواء
برّي إلى السعودية .. وجونز على خط معالجة «الإعتراض الماروني»
صدمة لدى حزب الله من «خيبة الرابية».. وإتصالات «المردة» لتسويق المبادرة

بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول "هل عاد ملف انتخاب رئيس الجمهورية إلى «المربع الأوّل»؟ أو ان المبادرة تجمدت فقط؟ وماذا عن الخطوات المقبلة؟

من المؤكد ان النتائج غير الإيجابية التي أسفر عنها لقاء النائبين المرشحين ميشال عون وسليمان فرنجية فتح شهية «المتضررين»، والتحليلات غير المستندة إلى قاعدة معلومات ثابتة، إلى «الضرب بالمندل» والجنوح إلى تقديم التصورات التي تتصل بالمبادرة الحريرية التي تؤكد مصادر نيابية في كتلة «المستقبل» ثباتها وجديتها، باعتبارها المخرج الملائم للخروج من الشغور الرئاسي، وعدم انتظار ما يطبخ للحرب في سوريا من حلول.

وقالت هذه المصادر ان الكرة الآن لم تعد في ملعب «المستقبل»، بل هي في ملعب الفريق الآخر، لا سيما «حزب الله» بعدما قام النائب فرنجية بطلب دعم النائب عون ورجع من الرابية خائباً، معتبرة ان صمت الحزب غير مبرر وهو مطالب الآن بموقف.

ودعت هذه المصادر إلى تتبع مسار التطورات الإقليمية، لاسيما الموقف الإيراني الذي يستند إليه حزب الله في رسم موقفه من مضي حليفيه عون وفرنجية في الترشيح، على الرغم من اعتقادها بأن الحزب مربك، وعليه ان يقتنع بان ليس في إمكانه ان يربح على طول الخط، بل يمكنه ان يربح في مكان ويخسر في مكان آخر.

على انه في مقلب الحراك الدبلوماسي، تبدو الصورة مختلفة، فالمملكة العربية السعودية التي تضع في أولوية اهتماماتها في هذه المرحلة المساهمة في دفع عجلة إيجاد الحلول للازمات المتفاعلة في كل من سوريا واليمن وعموم المنطقة، ما تزال تولي اهتماماً قوياً لمساعدة الأطراف اللبنانية في تعزيز دعائم الاستقرار في انتخاب رئيس جديد للجمهورية وانعاش العمل الحكومي وإعادة العافية إلى مؤسسات الدولة، فضلاً عن التحرّك الذي يقوم به القائم بالأعمال الأميركي السفير ريتشارد جونز على الساحة المسيحية لمناقشة المواقف ذات الصلة بترشيح فرنجية.

1- فعلى الصعيد الدبلوماسي الأوّل نقل السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري دعوة إلى الرئيس نبيه برّي من رئيس مجلس الشورى السعودي عبد الله بن محمّد بن إبراهيم آل الشيخ لزيارة المملكة، والذي وعد (أي بري) بتلبيتها في الأيام القليلة المقبلة.

وربطت أوساط سياسية بين المبادرة الرئاسية وتوقيت دعوة برّي، حيث ان زيارته إلى الرياض لا بدّ ان تشمل لقاء الرئيس سعد الحريري، حيث ستحضر مبادرة ترشيح فرنجية على الطاولة سواء حصلت الزيارة قبل جلسة هيئة الحوار الوطني يوم الاثنين المقبل، أو بعد هذا التاريخ.
وهذا التطور، ان دل على شيء فإنه يدل على ان تحريك الملف الرئاسي وإنهاء الشغور بات موضوعاً بقوة على الطاولة، بصرف النظر عن اسم الرئيس بحد ذاته.

2- اما بالنسبة لتحرك السفير جونز، فالمعلومات تُشير إلى انه، بعد ان زار البطريرك بشارة الراعي استفسر منه عن أسباب عدم دعوته القيادات المارونية الأربعة (الرئيس أمين الجميل، والدكتور سمير جعجع، وعون وفرنجية)، زار الرئيس الجميل في بكفيا الذي شرح له مقاربة حزب الكتائب بترشيح فرنجية من زاوية استعجال الحزب إنهاء الشغور الرئاسي، على قاعدة مواصفات ومعايير تتصل بالبرنامج وقدرة المرشح على احداث خرق إيجابي يجمع العائلة اللبنانية، ولا يُفاقم الانقسامات القائمة في البلاد.

وفي معراب التي زارها جونز أيضاً، فقد استمع الدبلوماسي الأميركي إلى وجهة نظر رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع وابلغه موقف الإدارة الأميركية من انه من غير الجائز تفويت الفرصة السانحة لانتخاب رئيس الجمهورية، وأن ادارته تدعم اختيار اللبنانيين لرئيسهم وتشجع على تذليل العقبات التي تحول دون ذلك اليوم قبل الغد.

وعلى جبهة المسيحيين المستقلين في 14 آذار، كشف مصدر وزاري أن التسوية المطروحة مستمرة ولم تسقط، إلا أن الأفق القريب لا يؤشر إلى نجاحها، وهي تحتاج إلى مزيد من الجهد الإقليمي والدولي وإدارة لقاءات واتصالات مثمرة لا تملأ الفراغ ولا تستهلك الوقت.

وغمز المصدر من قناة بكركي، حيث أن على البطريرك الراعي ألا يكتفي بالإستماع إلى القيادات الأربعة، بل عليه أن يوسّع دعوة التشاور إلى شخصيات نيابية ووزارية مارونية مستقلة للإستماع إلى رأيها وأن يبني على الشيء مقتضاه، لأن الشلل لا يجوز أن يستمر، وأن المخرج الممكن يتوقف على إنهاء الشغور الرئاسي والخروج من سياسة شلّ مؤسسة مجلس الوزراء «فالوضع يتدحرج مأساوياً، والأمور لم تعد تحتمل المماطلة».

وعلى هذا الصعيد، أكد وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم لـ«اللواء» أن اجتماع الأقطاب الأربعة في بكركي ضروري، ولفت إلى أن حزب الكتائب يكرر تأكيده بشأن دعم المشروع أولاً والشخصية ثانياً، معلناً أن القرار قائم لانتخاب الرئيس ولا بدّ منّا كلبنانيين الاستفادة من الفرصة السانحة.

وأشار الوزير حكيم إلى أن تكريس الفراغ الرئاسي لمدة أطول يهدّد الأمن الاقتصادي وتنشيط كل القطاعات، لافتاً إلى أنه منذ الحديث عن تحرك في ملف الانتخابات الرئاسية تمّ تغيير المؤشرات، مذكّراً بأن انتخاب الرئيس يشكّل مدخلاً للاستقرار الاقتصادي.

«المردة»
من جانبه، أطلق المرشح فرنجية دينامية لحركة الاتصالات مع القيادات المسيحية النيابية والسياسية في مرحلة أولى، على أن تشمل القيادات الإسلامية في مرحلة ثانية، لشرح التسوية الرئاسية المطروحة ورؤيته لهذه التسوية، من دون أن يوفّر في هذه المرحلة لقاء الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله الذي تردّد أنه التقاه أمس الأول الأربعاء في أعقاب لقاء الرابية.

وفُهم أن لقاءات على مستوى قيادات من «المردة» تعقد بشكل يومي لتنشيط العمل باتجاه انتخاب فرنجية، وأن ما أعلنه نائب زغرتا لجهة التلاقي مع الجميع في منتصف الطريق يُشكّل قاعدة تحرك «المردة» في هذه المرحلة.

وشملت جولة وفد «المردة» الذي تألف من وزير الثقافة روني عريجي ونجل النائب فرنجية طوني أمس كلاً من رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون ومتروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، فيما كان طوني فرنجية الإبن التقى رئيس حركة الاستقلال ميشال معوّض قبل يومين.

8 آذار ولقاء الرابية
كيف بدت الصورة على جبهة 8 آذار؟
قطب بارز في هذا الفريق (راجع ص3) قال لـ«اللواء» أن التسوية الرئاسية مجمّدة حالياً، وأن الاعتماد على لقاء الرابية لإحداث نقلة إيجابية في موقف الجنرال عون لقبول ترشيح فرنجية لم يكن في محلّه، «فالسلّة طلعت فاضية والجنرال ما زال مرشحاً»، ولم يمض على بياض لفرنجية، أحد مكونات تكتل «الاصلاح والتغيير».

وتلاقى موقف هذا القطب مع «المعزوفة الإعلامية العونية»، من أن لقاء الرابية أحبط خطة لضرب الحليفين، وأن ترشيح الحريري لفرنجية لا يعدو أن يكون مناورة، معتبراً (القطب) أن الحريري يطمح لإحياء الترويكا القديمة، لأن عنوان المرحلة المقبلة سيكون نفط لبنان، والذي كان على طاولة عين التينة أمس بين الرئيس برّي ووزير الطاقة آرتور نظريان ورئيس لجنة الأشغال النيابية محمّد قباني في حضور نواب وأعضاء هيئة إدارة قطاع النفط من أجل تحريك مرسومي النفط الموجودين في مجلس الوزراء، وسيكون الموضوع نفسه مطروحاً اليوم أيضاً على طاولة الرئيس تمام سلام في السراي.


البناء
تأجيل «نيويورك»... وحق الفيتو لطهران وموسكو على لوائح المعارضة والإرهاب
أردوغان يصعّد عراقياً لحزام أمني بين الأكراد... وتعويضاً للفشل في سورية
8 آذار يستردّ تماسكه وينتظر... و 14 يرث الانقسام والحريري يؤجّل العودة

صحيفة البناء كتبت تقول "رغم ضجيج الرياض المفتعَل مع اختتام مؤتمر المكوّنات السياسية والمسلّحة التي جمعتها السعودية، لفرض وصايتها على تسمية الوفد السوري المعارض لأيّ حوار ضمن العملية السياسية لمسار فيينا، وتضمينه خلسة عدداً من المكوّنات المنتمية إلى منظومة الإرهاب، والتي لا يمكن ضمّها لأيّ عملية سياسية كـ»جيش الإسلام» و«أحرار الشام»، نجحت موسكو وطهران بانتزاع حق الفيتو على اللوائح التي تقرّر إعدادها ضمن مسار فيينا لكلّ من المعارضة المقبولة في العملية السياسية، والتنظيمات المصنّفة على لوائح الإرهاب، ورضخت واشنطن وارتضت تأجيل لقاء نيويورك الذي ارتجل وزير الخارجية الأميركي جون كيري الدعوة إليه من دون تنسيق وتشاور في الثامن عشر من الشهر الحالي، وبعد الاجتماع الذي سيضمّ وزيري الخارجية الأميركية جون كيري والروسي وسيرغي لافروف مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في جنيف سينتقل كيري مطلع الأسبوع إلى موسكو لتنسيق جدول أعمال اللقاء المقبل لدول مسار فيينا والتفاهم على مكان وزمان انعقاده وإقامة مشاورات مشتركة مع المشاركين، بعد إنجاز فريق دي ميستورا للوائح المقترحة للمعارضة والإرهاب.

في مسار موازٍ واصلت تركيا التصعيد على الجبهة العراقية، متخلّية عن الذرائع والحجج المتصلة بإدعاء التنسيق مع الحكومة العراقية، وهو ادّعاء يسقط ولو ثبتت صحته ما دام صاحب التفويض لا يريد تجديده وهو العراق وهو صاحب السيادة، فذهبت أنقرة إلى المجاهرة بالتمسك ببقاء قواتها من جهة، والاستعانة بتغطية رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، كبديل بدا أنّ تركيا ستحوّله ذريعة لتشريع وجود عسكري دائم تريده في العراق تعويضاً لفشلها بإقامة المنطقة الآمنة في سورية، واستباقاً للتطورات على المشهد الكردي بين سورية والعراق، بحيث تشكل النقطة التي يسيطر عليها الجنود الأتراك معبراً إلزامياً بين مناطق التواجد الكردي في كلّ من سورية والعراق وتركيا.

تحوّل العراق إلى ساحة مواجهة مع تركيا، في ظلّ ثبات الحكومة العراقية على موقفها وما تحظى به من دعم روسي وإيراني، سيحضر على جدول الأعمال الروسي الأميركي في زيارة كيري لموسكو، ومثله التسوية اليمنية المرتقبة في منتصف الشهر.

الاستحقاق الرئاسي اللبناني المؤجَّل عن جدول أعمال الكبار، استعاد مسار التأجيل لبنانياً، من دون فقدان ما تبلور فيه من عناصر جديدة، كتثبيت ترشيح النائب سليمان فرنجية، دون سحب ترشيح العماد ميشال عون، بعدما نجح لقاء الرابية الذي جمع عون وفرنجية في تثبيت وتدعيم تماسك حلف الثامن من آذار، بينما دخل الحلف المقابل الرابع عشر من آذار في أزمة ثقة لا تبدو أنها قصيرة الأجل، لأنّ زعيم الفريق الرئيس سعد الحريري لا يبدو قادراً على التراجع عن ترشيح فرنجية لاستيعاب تشققات فريقه، ولا بقادرٍ على المضيّ فيه، فاختار تأجيل العودة إلى بيروت مخرجاً.

الرئاسة تحتاج إلى السلة الكاملة
لا يزال اللقاء بين العماد ميشال عون والوزير سليمان فرنجية في الرابية محور اهتمام المعنيين في الملف الرئاسي وسط تكتم على مضمونه ومدى تأثيره على مبادرة الرئيس سعد الحريري بعد جمودها في الأيام الأخيرة، بينما يبدو أن الظروف لم تنضج بعد لإيصال رئيس إلى بعبدا، بل تحتاج إلى سلة كاملة ومتكاملة للحل.

وأكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» أن «اللقاء لم يفشل ولم ينجح، بل كان عملية تصويب للمواقف وتأكيد على ضرورة الاستمرار بوحدة تكتل التغيير والإصلاح وتحالف البيت الواحد وضرورة استمرار المشاورات بين الطرفين وعكس أجواء الارتياح وليس أجواء التشنج، كما قال البعض وتراجعت الارتدادات التي حصلت ووضع الحدّ لعدم الذهاب باتجاه تأزم الوضع»، وأشارت المصادر إلى أن «الرابية تترك لفرنجية أن يأخذ المواقف المناسبة بعد هذا اللقاء، وهو لن يسير بعكس الخط السياسي الذي ينتمي إليه وضد التيار المسيحي بشكلٍ عام ومدرك أيضاً أن الوضع المسيحي اليوم لا يتحمل الانقسام والشرذمة».

ورفضت المصادر وضع المسألة الرئاسية في إطار قانون الانتخاب فقط، بل هي قضية الاتفاق على سلة كاملة متكاملة تبدأ برئيس الحكومة والحكومة وقانون الانتخابات والانتخابات النيابية».

وإذ أكدت على أن التواصل دائم ومستمر بين حزب الله والرابية، لفتت المصادر إلى دور حزب الله الأساسي بعدم تمرير تسوية لا ترضي المسيحيين لا سيما حليفه العماد عون.

الرئاسة بفريق متماسك
وأكدت مصادر نيابية في كتلة الوزير فرنجية لـ«البناء» أن «لقاء فرنجية – عون أظهر عمق التحالف بينهما وأسكت كل الأصوات والأقلام «النشاز» التي نالت من الثقة بين الطرفين، وأظهرت أن فرنجية لا ولن يعمل للوصول إلى رئاسة الجمهورية على حساب فرط التحالف مع عون طوال عشر سنوات، بل يريد أن يصل بفريق متماسك وموحّد».

وأشارت المصادر إلى أن «اللقاء دل أيضاً على أنه مهما حصل فإن فريق 8 آذار موحد، قبل المبادرة كان هذا الفريق أمام المرشح الواحد، أما بعدها فأصبح أمام مشروع مرشحَين من خط سياسي واحد، وهما عون وفرنجية على أن يتم اختيار أحدهما لاحقاً وفقاً للظروف والتطورات وطبيعة الاتفاق على سلة حل الأزمة».

وشددت المصادر على أن «التواصل مستمرّ بين فرنجية والرئيس سعد الحريري»، وأكدت أن «المبادرة تعثّرت، لكنها لم تسقط بانتظار الحوارات الثنائية داخل فريقي 8 و14 آذار».

عودة الحريري مرتبطة بإنضاج المبادرة
وأكدت مصادر نيابية في تيار المستقبل لـ«البناء» أن «الرئيس الحريري لم يضرب موعداً لعودته إلى بيروت وهو لن يعود إلا عندما تنضج المبادرة التي قدّمها بترشيح فرنجية والتي لم تطلق بعد في الأصل وما يجري الآن لا يتعدّى التواصل مع فرنجية لتحريك المياه الراكدة في الملف الرئاسي».

ولفتت المصادر إلى أن «فرنجية سيذهب إلى التشاور مع حلفائه، والحريري أيضاً سيعمل على إقناع حلفائه بانتظار أن تنضج الأمور».

الراعي: المبادرة جدّيّة
وأشار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى أن «المبادرة هي مبادرة جدية وليست صادرة عن فرد، كما أنا أعلم، ولذلك يجب على كل اللبنانيين أن يتطلعوا إليها وأن يلتقوا ويقرروا معاً ويصبح القرار وطنياً، بكل ما للكلمة من معنى، ولكن المهم هو أن المبادرة جدية ويجب على اللبنانيين الاستفادة منها واتخاذها بجدية».

جونز: التوقيت المناسب لاختيار رئيس
وفي السياق، استقبل الرئيس أمين الجميل أمس في بكفيا، القائم بالأعمال الأميركي السفير ريتشارد جونز الذي أكد أن «المؤسسات اللبنانية بحاجة لأن تعمل وتتجدّد، لأن الرئاسة شاغرة منذ زمن طويل. الوقت الآن هو للعمل من أجل إنتاج حل لبناني لهذه المشكلة وبذلك يستعيد لبنان سيادته ويلعب دوره في محاربة التطرف في المنطقة».

وأضاف جونز: «ندعم الآلية اللبنانية وعلى اللبنانيين أن يختاروا مَن سيكون رئيسهم، ولكن نعتقد أن الوقت الآن، هو التوقيت المناسب للاختيار».

الخارجية الإيرانية: الرئاسة شأن لبناني
وأكد أحد المسؤولين في وزارة الخارجية الإيرانية لوكالة أنباء الطلاب الإيرانيين «ايسنا» أن «إيران تؤكد دائماً على أن المستقبل السياسي في سورية يحدّده الشعب السوري، وموضوع الرئاسة في لبنان هو شأن لبناني، وإيران لم تتدخل فيه سابقاً، ولن تتدخل في المستقبل، لأنها تعتقد أن انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان يجب أن يكون بعهدة الشعب اللبناني بعيداً عن التدخلات الأجنبية أياً كان مصدرها».

وأضاف: «وزير خارجيتنا محمد جواد ظريف لم يحاور أو يفاوض وزير خارجية السعودية عادل الجبير حول آلية أو تفاصيل انتخابات رئاسة الجمهورية أو المرشحين لمنصب الرئاسة في لبنان».

دعوة إلى بري لزيارة السعودية
وفي ظل الحديث عن التسوية الرئاسية في لبنان، برزت أمس الدعوة السعودية الرسمية لرئيس مجلس النواب نبيه بري لزيارة المملكة والتي نقلها إليه السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري من رئيس مجلس الشورى السعودي الدكتور عبدالله بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ، ووعد بري بتلبيتها .

حملة تضامن مع «المنار»
وشهد فندق الكورال بيتش – الجناح في بيروت أمس حملة تضامن مع قناة «المنار» في مواجهة القرارات الاستنسابية التي تحمل في طياتها أهدافاً وغايات معروفة، حضرها حشد من السياسيين والإعلاميين والحقوقيين، وشخصيات دبلوماسية وحزبية واجتماعية وروحية. وأكدت المواقف والكلمات رفض استباحة الحرية الإعلامية في لبنان وانتهاك السيادة اللبنانية وشجب قرار إدارة «عربسات» حجب بثّ القناة عبر قمرها الصناعي.