25-04-2024 09:11 AM بتوقيت القدس المحتلة

صحف مصرية تهاجم "التحالف العسكري" السعودي

صحف مصرية تهاجم

شنّت صحف مصرية عدة هجوماً ضد "التحالف العسكري" الذي أعلنت عنه السعودية تحت عنوان "محاربة الإرهاب"، فرأت أنه يأتي في إطار تذكية الصراع الطائفي في المنطقة

شنّت صحف مصرية عدة هجوماً ضد "التحالف العسكري" الذي أعلنت عنه السعودية تحت عنوان "محاربة الإرهاب"، فرأت أنه يأتي في إطار تذكية الصراع الطائفي في المنطقة، متسائلة عن تعريف التحالف للإرهاب. وشككت الصحف في جدوى التحالف الذي يضم دولاً داعمة للإرهاب في المنطقة.

صحيفة "الوطن" المصرية انتقدت في مقال للكاتب عادل نعمان "حلف السنة"، وقال نعمان : "لا أعرف له اسماً حتى الآن غير هذا، وليس هناك صفة تجمع كل هؤلاء سواها".

وكتبت الصحيفة ساخرة: "لعدم تحويل هذا التحالف إلى قتال بين الشيعة والسنة، فإن هذا التحالف الذي شكلوه يجمع دولاً سنية فقط، ولهذا لم يشرك التحالف العراق وإيران، والدول المشتركة في هذا التحالف تضم أربعاً وثلاثين دولة تشترك فيما بينها في سنية مذهبها، ويشترك الكثير منها في فقرها وحاجتها وضعفها!!"

وتساءلت "الوطن": "ماذا عن الفصائل الإرهابية الأخرى التى تمولها دول خليجية، كجبهة النصرة في سوريا التي تحارب بشار الأسد العلوي الشيعي؟ وماذا عن القاعدة السنية التي تحارب الحوثيين الشيعة فى اليمن؟ وماذا عن داعش ليبيا الذي تموله دولة تركيا ودويلة قطر ويمثل خطراً حقيقياً على مصر، والدول الثلاث يجمعهم تحالف واحد لمحاربة داعش؟! ولا أعرف لهذه المعادلة وهذا اللغز من حل".

واعتبرت أنه كان "أولى على دول التحالف أن يتفقوا أولاً على تعريف الإرهاب لمحاربته"، وأردف: "ولن يعرفوا الإرهاب!! لأن تعريف الإرهاب يعنى محاربة دول عربية لجماعات إرهابية تمولها بالمال والسلاح".

وتابعت: "كان أولى بهم أيضاً قبل تشكيل هذا التحالف أن تقسم الدول الإسلامية على الكتاب الذي يجمعها أولاً، أن تمتنع عن تمويل الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح.. ولن يقسموا."

ورأت "الوطن" المصرية أن "التحالف المزعوم موجه لصراع سني شيعي لا يمكن السيطرة عليه".  وختمت أن الحلف القائم  يهدف إلى تحويل "الخلاف المذهبي بين الشيعة والسنة إلى حرب وقتال بين المذهبين، وإشعال حرب كانت جذوتها تحت الرماد منذ أكثر من عشرة قرون."

"الشروق" المصرية: تشكيل التحالف الإسلامي بهذه السرعة أمر مريب

من جهته، اعتبر رئيس تحرير جريدة "الشروق" المصرية "عمادالدين حسين" أن تشكيل تحالف "عسكري إسلامي لمحاربة الإرهاب" بهذه السرعة "أمر مريب، ويثير العديد من علامات الاستفهام".

وأوضح "حسين" في تصريحات لبرنامج "الصورة الكاملة"، الذي يعرض على فضائية "أون تي في"، مساء الخميس "17 ديسمبر 2015"، أن الإعلان عن تشكيل هذا التحالف أتى مفاجئاً للجميع.

ورجح أن يكون التحالف سياسياً، مضيفاً: "حتى لو نفذ شيئاً على الأرض، فلن يغير الأوضاع بشكل كبير".

"اليوم السابع" : التحالف يضم دولاً "متهمة بدعم الإرهاب"

وكان رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة وموقع "اليوم السابع"، دندراوي الهواري، وصف قرار تشكيل التحالف بأنه "غير مفهوم وغير مبرر، ويحمل علامات استفهام كبيرة".

وانتقد أن ضم التحالف لدول "متهمة بدعم الإرهاب، مثل قطر وتركيا"، متوقفاً عند "استبعاد إيران وسوريا والعراق من التحالف"، متسائلاً: "هل العراق على سبيل المثال ليست دولة إسلامية؟ وهل ما يحدث فى سوريا ليس ارهاباً ؟!"

"أسئلة كثيرة، ونقاط مبهمة تحتاج لتفسير عن السبب الحقيقي لتشكيل هذا التحالف الذي يضم دولاً تتدخل في شؤون دول إسلامية أخرى، وتأوي على أراضيها كل قيادات الجماعات والتنظيمات الإرهابية، وتسخر إمكانياتها المالية والاستخباراتية في خدمتها، لهدم وتدمير الأوطان"، كتب الهواري.

وتساءل رئيس التحرير التنفيذي لـ "اليوم السابع" عن "آلية محاربة الإرهاب التي يتبناها التحالف؟"

وعن مشاركة مصر في إطار هذا التحالف، سأل دندراوي الهواري: "هل من المقبول أن نجد جنديا مصريا يقف فى خندق يضم جنودا قطريين وأتراكاً؟ وهل يأمن الجندى أو الضابط المصرى لهؤلاء الجنود والضباط القطريين والأتراك؟"

وختم أن لبلاده "شكوك حقيقية في نوايا الدول الأعضاء في التحالف لمحاربة الإرهاب، في ظل غياب الآليات والخطط التي سيتبناها التحالف الجديد لمحاربة الإرهاب"،و "مخاوف من قلب الحقائق فى توصيف الحركات والتنظيمات من إرهابية إلى حركات سياسية معارضة مثل داعش وجماعة الإخوان وجبهة النصرة، وهنا ستكون كارثة حقيقية، حيث سيضفى غطاءً سياسيا شرعيا لهذه التنظيمات الإرهابية، ومن ثم نردد المقولة الشهيرة «كأنك يا أبوزيد ما غزيت»!"

هيكل مهاجماً "التحالف": خروج من أزمة "عاصفة الحزم"

وكان المفكر المصري محمد حسنين هيكل هاجم "التحالف" في تغريدات نشرها على "تويتر"، فقال إنه "لم يأتِ بأرضية مشتركة، و لم يبنى على هدف واضح!"، متسائلاً عن المعايير التي تم على أساسها إنشاء التحالف وعن الآليات وعن العدو.

وانتقد هيكل أن بعض الدول المشاركة في #التحالف_الإسلامي_العسكري من أهم الداعمين لتنظيم داعش الإرهابي.

وقال إن التحالف "بلا تنسيق بلا رؤية بلا آليات محددة أهداف مشتتة !"، مؤكداً أن الخطوة أتت بعد فشل "عاصفة الحزم"، فوجد السعوديون أن هذا الإعلان هو الحل الوحيد للخروج من المأزق.

وختم محمد حسنين هيكل مغرداً: "فلسطين قريبة ..." في إشارة إلى التخاذل إزاء القضية المحورية للعرب والمسلمين.