28-04-2024 10:52 PM بتوقيت القدس المحتلة

زهران علوش من قاتل أطفال دمشق إلى جثة تحت الركام.. النتائج والتبعات

زهران علوش من قاتل أطفال دمشق إلى جثة تحت الركام.. النتائج والتبعات

من قاتل أطفال مرتزق، إلى جثة تحت الركام. صفحة جديدة يسجلها الجيش السوري


 
خليل موسى – دمشق

من قاتل أطفال مرتزق، إلى جثة تحت الركام. صفحة جديدة يسجلها الجيش السوري في حرق سجل الإرهاب، فضرب رأس الإرهاب في الغوطة الشرقية ليس بموضوع ينتهي مع زوال سحابة الدخان الناتجة عن الانفجار، إنما هو حدث سيأخذ المزيد من الاهتمام الاعلامي والشعبي، وله العديد من التداعيات.

في سياق الحدث، التقى موقع قناة المنار مع الخبير العسكري والباحث الاستراتيجي الدكتور حسن حسن، الذي اتى  خلال حديثه على التذكير بأن زهران علوش هو رجل السعودية الأول في المنطقة، مؤكدا أن مقتله يشكل كسراً وتحطيماً لأهم روافع الإرهاب الممنهج المدعوم خليجيا بشكل أساسي.

صورة علوش في ذهن السوريين..

 أجمَلَ د. حسن الصور في ذهن السوريين عن الإرهابي المقتول علوش، وهي ما ورد عن حرق العشرات من السوريين وهم أحياء، إضافة لوضع المختطفين من مدنيين ونساء وأطفال وعسكريين في أقفاص وتوزيعها كدروع بشرية لميليشيات المسلحين في الغوطة الشرقية تجنبا لعمليات الجيش السوري خلال تقدمه باتجاه تحرير الغوطة، إضافة لقتل الناس برميهم من المباني العالية، والصورة الأوسع انتشارا له عند السوريين هي تفاخر علوش باستهداف الناس في العاصمة بالهاون والقذائف الصاروخية في الجامعات والمدارس والمنازل.
 
 
عملية ذات أهمية كبيرة تكتيكيا واستراتيجيا...

الخبير العسكري وصف العملية بأنها ذات مهنية وحرفية عسكرية عالية. فهنا جمعت هذه العملية بين الجهد العسكري والعمل الاستخباري، فقد سبق عملية الاستهداف هذه جهد كبير من الرصد والاستطلاع والمتابعة الأمنية، بالتالي تم مقاطعة المعلومات بشكل دقيق لرصد أكبر تجمع لقيادات الإرهابيين في الزمان والمكان المناسبين لمثل هذه العمليات، وهنا يلفت الخبير العسكري النظر إلى رصد الاتصالات وما يتبع ذلك، إضافة إلى ما أعطاه أهمية كبيرة، وهو دور المواطنين المدنيين العاديين الذين فُرض عليهم البقاء في المناطق التي يحتلها علوش داخل الغوطة الشرقية، والذين ضاقوا ذرعا من ممارساته، فقد تحولوا إلى رجال استطلاع ترصد وتستطلع وتوصل المعلومة بالوقت المحدد للجيش العربي السوري.  كل هذا مجتمعا، إضافة إلى الدقة العالية لسلاح الجو في التنفيذ والاستهداف ببراعة، أتى بهذا الانجاز.

تبعات العملية

وإنجاز تصفية علوش وأتباعه من القادة الميدانيين، له وقع كبير على المجموعات المسلحة باعتباره كان الرأس المدبر لقيادة العمليات جميعها، حيث سيترك فراغا كبيرا، ما يعكس حالة من التشرذم والضياع لهؤلاء المسلحين بقطع رأسهم المدبر.
وأيضا من خلال متابعته للميدان السوري عن كثب، أورد ما هو مفيد حول المبنى المؤلف من عدة طوابق بأنه محص بشكل كبير، والاجتماع كان في القبو، ما أوجب اختيار نوع السلاح المناسب لاستهداف المكان، وضمان تدميره فوق من فيه كي لا يخرج منه أي إرهابي تواجد ضمن هذا الاجتماع، وهذه يتطلب كفاءة عالية من سلاح الجو ومن جهاز الاستخبارات.
 استهداف علوش وإحداث اختراق كبير في الغوطة الشرقية، يأتي بشكل متزامن مع إحداث خرق كبير أيضا في الغوطة الغربية، إضافة إلى التقدم على كافة المحاور، فيشكل هذا الانجاز ثمرة لنتائج تلك العمليات على هذه الجبهة.
 
نتائج إضافية لمقتل علوش..

 الدكتور حسن في حديثه لموقع المنار، يتطرق لمصير "الجسد الكبير" الذي تُرك بلا رأسه المدبر في الغوطة الشرقية، فآلاف المسلحين يشكلون هذا الجسد الكبير، وهذا يعني أن هناك عملا إضافيا سيتابعه الجيش السوري في استكمال تحرير الغوطة الشرقية من الإرهاب، وقد يستغرق المزيد من الوقت.
وهنا يأتي الخبير العسكري على تقسيم ما سيحكم تلك المجموعات إلى ثلاث نقاط رئيسية يجملها بعجز تلك المجاميع ومنذ فترة، على التمدد والسيطرة الإضافية على مزيد من المساحات، وهذا سيكون في الغوطة الشرقية أوضح خلال التالي من الأيام، وبالتالي فالروح المعنوية لهؤلاء المقاتلين ستنهار أكثر وستتآكل إرادة القتال والعوامل القتالية لديهم، بالرغم من احتمال التصعيد في الأيام القادمة بأوامر المشغلين لهؤلاء المجموعات، كما أكد الدكتور حسن.

احتمال لاحق وضعه الخبير العسكري هو المزيد من المصالحات في قرى وبلدات الغوطة الشرقية، وهذه المصالحات لا يعتقد أن يكون عنوانها تسليم السلاح الثقيل والمتوسط، ولا الانتقال إلى مكان آخر تقصده تلك المجموعات المسلحة أسوة بما يجري في عدد من المناطق، إنما يتوقع هنا أن تجري حالات من تسوية الأوضاع وبأعداد كبيرة كما جرى في مناطق أخرى.
وفي ختام اللقاء فتح المتحدث لموقعنا الباب أما جميع الاحتمالات في المرحلة اللاحقة من الناحية الميدانية، فقد يكون هناك تصعيد برشقات الهاون على المدنيين كما جرت العادة، إضافة لتصعيدٍ في الجبهات، وهذا أقل احتمالاً، والسبب عجز المجموعات على مواجهة الجيش في الميدان، وربما يكون الصمت المطبق والتسليم للأمر الواقع هو سيد الموقف فيما يلي من أيام يقضيها الجسد الإرهابي بعيدا عن رأسه المقطوع.

إذاً الصمت حتى الآن والهدوء وضياع الصوت، هو السمة التي رصدناها، وبغض النظر عن تصريحات ما يسمى الائتلاف من استنكار لمقتل الإرهابي علوش فإن الباب الآن مفتوح لرصد ردات الفعل لإرهابيي الغوطة الشرقية، ولمراسم تسليم بديل قد يكون مؤقتا، فما فعله علوش لن يفعله سواه برأي كثير من الاوساط، وربما ستكون الانقسامات في صفوف المسلحين بعد علوش فاتحة لباب انهيارات متسارعة في دفاعات تنظيماتهم الإرهابية.