نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية مقالا "لروبرت فيسك"بعنوان "الإعدامات في السعودية تطابق تصرفات داعش فهل سيوقف كاميرون التذلل لملوك النفط؟"

نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية مقالا "لروبرت فيسك"بعنوان "الإعدامات في السعودية تطابق تصرفات داعش فهل سيوقف كاميرون التذلل لملوك النفط؟"، اعتبر فيه أن إعدام ٤٧ شخصاً كان "بالتأكيد وسيلة سعودية غير مسبوقة من الترحيب في السنة الجديدة".

ورأى الكاتب البريطاني أن "حفلة مفرمة الرؤوس الـ 47، ومنهم رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر، يليها استخدام آيات من القرآن لتبرير هذه الإعدامات يؤكد أن السعودية تستخدم أسلوب داعش نفسه".

ورأى فيسك أن "حمام الدم غير العادي" الذي أراقته السعودية "يُقصد منه بوضوح استفزاز إيران والشيعة في مختلف أنحاء العالم لاشعال صراع طائفي أكثر قوة على غرار ما يفعل تنظيم" داعش.

"ما افتقدناه فقط هو فيديوهات الإعدام، علماً أن عمليات قطع الرؤوس الـ 158 التي جرت العام الماضي في المملكة كانت تتناغم تماماً مع التعاليم الوهابية التي تؤمن بها داعش"، كتب روبرت فيسك.

ويؤكد فيسك بأن مقولة ماكبث "الدم سيؤدي لمزيد من الدم" تنطبق على الحالة السعودية بكل تأكيد والتى تقود حملة لمكافحة الإرهاب لكنها تستبيح إراقة الدماء، سواء دماء الشيعة أو السنة على حد سواء. "ولكن كيف وغالبا ما تظهر ملائكة الرحمة على وزير الداخلية السعودي الحالي، ولي العهد الأمير محمد بن نايف؟".

وتحدث فيسك عن دراسة الشيخ النمر وإمامته لصلاة الجمعة في المنطقة الشرقية بالسعودية، الرجل الذي بقي بعيداً عن الأحزاب السياسية لكنه طالب بانتخابات حرة، واعتقل بانتظام وتعرض للتعذيب  لمعارضة الحكومة الوهابية... وكان الشيخ نمر يقول إن الكلمات أقوى من العنف."

ويقارن الكاتب البريطاني بين التصرف السعودي وتنظيم داعش، قائلا إن التنظيم أيضاً يقطع رقاب من يرى أنهم مرتدين من السنة ورقاب الشيعة والمسيحيين في العراق وسوريا على حد سواء.

ويؤكد فيسك أن الإجراءات السعودية ضد "النمر" هي نفسها التى كانت ستستخدم ضده لوكان في قبضة التنظيم، مشيراً إلى فارق وحيد يكمن في أن التنظيم الإرهابي لن يقيم "محاكمة قانونية زائفة"، مستشهداً بتعبير منظمة العفو الدولية.

ويشير إلى أن الاحتجاجات بدأت بالفعل ضد آل سعود في عدد من دول العالم خاصة في إيران التى صرح بعض قاداتها الدينيين بأن قتل نمر النمر سيؤدي إلى الإطاحة بآل سعود من السلطة.

وتطرق الكاتب إلى الموقف الغربي "المحرج" من مشاكل الشرق الأوسط، لناحية الاستمرار في التذلل لملوك الأنظمة الغنية والاستبدادية بالخليج، والتعبير بخجل عن "المجزرة البشعة". وتابع لو أن "داعش" هي من قامت بجريمة إعدام الشيخ النمر كنا سنرى "تغريدات لكاميرون يعبر فيها عن اشمئزازه من"الفعل الكريه".

وسأل روبرت فيسك: هل السعودية تريد ضرب الاتفاق النووي عن طريق إجبار حلفائهم الغربيين على دعم هذه الجريمة؟

وختم فيسك مقاله، بالقول إن هناك سؤال واضح ينبغي طرحه في العالم العربي: هل ذهب حكام المملكة إلى الجنون؟