28-04-2024 04:52 PM بتوقيت القدس المحتلة

"رأي اليوم": الأيام القادمة للمملكة صعبة جداً

عبرت صحيفة "رأي اليوم" عن معارضتها لعمليات الإعدام التي جرى تنفيذها، يوم أمس السبت 2 كانون الثاني/يناير 2016، بحق 47 شخصاً في السعودية

عبرت صحيفة "رأي اليوم" عن معارضتها لعمليات الإعدام التي جرى تنفيذها، يوم أمس السبت 2 كانون الثاني/يناير 2016، بحق 47 شخصاً في السعودية، والتي استندت إلى "نظام قضائي يفتقد الى المصداقية، ولا يتوفر فيه الحد الادنى من قيم العدالة وآلياتها"، وفق تعبير الصحيفة.

وكتبت الصحيفة، ومقرها لندن، في افتتاحيتها: "ندين الارهاب الذي يفتك بأرواح الضحايا الابرياء ويزعزع الامن والاستقرار باشكاله كافة، ونفرق بينه وبين المطالبة المشروعة بالحريات والاصلاح، والحق في الاحتجاج، على المظالم والقمع والفساد ومصادرة الحريات، ومن هذا المنطلق، نعارض احكام الاعدام وتمثيلها من قبل المملكة العربية السعودية، عندما تصدر عن نظام قضائي يفتقد الى المصداقية".

وأضافت أن جميع "الذين جرى تنفيذ هذه العقوبة في حقهم لم يحظوا بمحاكم عادلة، ولم يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم، في ظل نظام قضائي يحكم على "مغرد" على "التويتر" الجلد والسجن عشر سنوات، ويمنع شاعرة من الكتابة في الصحف، وحق التعبير بالتالي، لخمسة عشرة عاماً، وبأمر من امير منطقة وليس من محكمة رسمية، وبسبب قصيدة، وهو الشاعر والمثقف."

وقالت الصحيفة الالكترونية إن "الاضطهاد والاقصاء والقمع في المملكة العربية السعودية هي الممارسات الوحيدة، التي يمكن القول، بأنها تتم ليس من منطلقات مذهبية أو طائفية، لأنها لا تفرق بين سني وشيعي عندما يتعلق الأمر بالمطالبة بالحريات والاصلاحات والعدالة، ولكن لا بد من الاعتراف بأن أبناء الاقلية الشيعية كانوا الأكثر معاناة، وتعرضوا طوال عقود لمعاملة تمييزية اقصائية، وكمواطنين من الدرجة الثانية موضع شكوك في ولائهم، ومن يقول غير ذلك، مكابر يتعامى عن الحقيقة."

وجزمت الصحيفة أن "تنفيذ احكام الاعدام هذه ستترتب عليها اعمال انتقامية، وردود فعل خطيرة، مما قد ينعكس سلبا على امن المملكة واستقرارها، ويصب المزيد من الزيت على نار مشاكلها الامنية المتفاقمة، ويزيد من ضخامة حجم ملفها المتعلق بغياب الحريات والقضاء العادل، ناهيك عن استقلاليته، وانتهاك حقوق الانسان."

ولفتت إلى أن أكبر "أعداء السعودية هم الذين يأتون من صلب نظامها، ويتبنون مثل هذه السياسات والمواقف التي تفاقم من أزماتها، وتفجرها حروبا في الداخل، الى جانب حروبها الاخرى في الخارج، التي ما زالت في بداياتها، وتستعصي على الحزم والحسم معا، وقد تمتد لعقود."

وقالت إن "من جرى تنفيذ احكام الاعدام بهم لهم حواضن وامتدادات شعبية وقبلية وطائفية، مثلما لهم انصار في الداخل والخارج، ولا نعتقد أن من اتخذ القرار، حسب حساباته جيدا، تماما مثلما فعل عندما ورط بلاده في حروب خارجية، واليمنية منها خاصة."

وختمت "رأي اليوم" افتتاحيتها بالقول: "أيام المملكة القادمة صعبة، بل صعبة جداً، ونكتفي بهذا القدر."