28-04-2024 02:05 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 08-01-2016: حوار حزب الله - المستقبل مستمر

الصحافة اليوم 08-01-2016: حوار حزب الله - المستقبل مستمر

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 08-01-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الشأن الداخلي وخاصة الحوار الثنائي بين تيار المستقبل وحزب الله الاثنين المقبل في عين التينة..


تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 08-01-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الشأن الداخلي وخاصة الحوار الثنائي بين تيار المستقبل وحزب الله الاثنين المقبل في عين التينة..

السفير
تبديل جوازات السفر للمضطرين.. و«البيومترية» تعتمد صيف 2016
ترحيل النفايات من «أسرار الدولة».. ومصير 200 ألف طن مجهول!

وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "تكيّف اللبنانيون مع الفراغ الرئاسي والشلل الدستوري الى حد أن حالة التقاعد السياسي التي أصابت كل السلطات، باتت حالة طبيعية جدا، لا بل ان محاولات كسرها لم تعد محبذة اذا كانت ستعرض استقرارهم السياسي والأمني لأي اهتزاز.

بهذا المعنى، يتعاظم انشداد اللبنانيين الى المواضيع خارج السياسة. طوابير تصل ليلها بنهارها في الأمن العام طمعا بجواز سفر يكون مقبولا عند حدود الهجرة أو العمل أو التعلم. طوابير في المطار للعائدين من فرصة الميلاد ورأس السنة ممن انفقوا مبالغ طائلة على السهر والفرح (11 ألفا عادوا في يوم واحد). وفي المقابل، غادر مطار بيروت في يوم واحد حوالي 16 ألفا (6 ك2)، معظمهم من السوريين الذين كانوا يسابقون الزمن، قبل أن تقفل السلطات التركية حدودها البرية والبحرية والجوية أمام أي سوري لا يحمل تأشيرة دخول وذلك اعتبارا من منتصف ليل الخميس (امس) ـ الجمعة.

ويطرح الاجراء التركي أسئلة حول مستقبل النزوح السوري ربطا بالتطورات السياسية والميدانية المفتوحة على شتى الاحتمالات، خصوصا وأن لبنان صار نسبيا دولة الجوار الوحيدة المرشحة لاستقبال اللجوء القسري برغم الاجراءات الحدودية المعمول بها منذ شهور عدة.

وما يسري على الحدود البرية والجوية وجوازات السفر اللبنانية، يسري على ملفات أخرى يتعاظم اهتمام اللبنانيين بها، ولكنهم يفتقدون للمرجعية التي تتحمل المسؤولية وتلك التي تتولى الرقابة والمساءلة، ولعل أفدحها كيفية تعامل أهل السلطة مع ملف النفايات بوصفه من «أسرار الدولة».

فقد كان من المفترض ان يتم توقيع عقود ترحيل النفايات اليوم مع الشركتين اللتين تم التعاقد معهما، الا أن ترجمة العقود من الأجنبية الى اللغة العربية، من قبل مجلس الإنماء والاعمار، أرجأت التوقيع بعض الوقت، كما قال وزير الزراعة اكرم شهيب لـ«السفير» ليل أمس. الا أن ذلك لم يمنع الشركتين، بحسب شهيب، من دفع الكفالات البالغة خمسة ملايين دولار (كل واحدة 2٫5 مليون دولار)، وتوقع شهيب بدء عملية الترحيل نهاية هذا الشهر، اذا استمرت وتيرة التحضيرات نفسها.

في هذا الوقت، لا تزال الشركات تدرس كيفية تطوير معامل الكرنتينا والعمروسية لتوضيب هذه النفايات ونقلها. وقد يتم إدخال فرّامات جديدة وتطوير عملية توضيب البالات. اما المواد الكبيرة (العوادم) فسيتم الاستمرار في نقلها الى مطمر بصاليم ضمن عقد الجمع، كما أوضح شهيب لـ «السفير».

وإذ لم يشأ الأخير الكشف عن بنود العقد مع الشركتين ولا الوجهة (الدولة التي سترسل إليها النفايات)، علمت «السفير» من مصادر متابعة انه سيتم نقل النفايات المنتجة حديثا فقط (نحو 2500 طن يوميا) الى قبرص التركية والى دولة أوروبية، على الأرجح، وبالتالي، فان شروط العقد، لا تشمل تصدير النفايات التي تجاوز عمرها الـ45 يوما، مع العلم أن النفايات المتراكمة منذ حوالي ستة أشهر تقارب 200 ألف طن من دون حرق أو طمر. وهذه المسألة تطرح سؤالا مستقبليا حول كيفية التعامل معها، نظرا لحجمها الكبير، وخصوصا لجهة إيجاد حل بيئي مناسب لتخزين هذه النفايات بطرق آمنة بيئيا، إلى حين التوصل إلى حل لمعالجتها، فضلا عما تطرحه أسئلة العواصف والأمطار!

ازدحام في مراكز الامن العام
في سياق آخر، انشغل الرأي العام اللبناني، أمس، بقضية جوازات السفر اللبنانية التي لم تعد صالحة للسفر الى الخارج، الأمر الذي أدى الى حدوث ضغط بشري على مراكز الأمن العام، وخصوصا في بيروت، من أجل الحصول على جوازات سفر جديدة، ربطا بالموعد المحدد لبطلان التعامل مع هذه «الباسبورات» في العاشر من كانون الثاني الحالي.

وقال مرجع أمني معني لـ «السفير» ان القضية مطروحة منذ شهور بناء على طلب من منظمة الطيران المدني (ايكاو)، يقضي بعدم قبول جوازات السفر المجددة، أو تلك التي لا تشمل صاحبها فقط بل ايضا مرافقيه (أطفاله أو غيرهم)، وبالتالي، صار لزاما على الأمن العام أن يصدر جواز سفر مقروءا آليا لمرة واحدة فقط.

وأشار المرجع الى أن الأمن العام يواظب على التعميم منذ أكثر من شهر حول وجوب تبديل تلك الجوازات بجوازات سفر جديدة قبل العاشر من كانون الثاني 2016، وذلك لمن يرغبون بالسفر في هذه الفترة حتى لا يواجهوا أية مصاعب في الخارج، وناشد اللبنانيين الذين ليسوا مضطرين للسفر في هذه الفترة أو في الأشهر القليلة المقبلة ألا يبدلوا جوازات سفرهم الحالية، لأنهم سيكونون ملزمين باعتماد جوازات السفر البيومترية الجديدة اعتبارا من مطلع الصيف المقبل (تموز على الأرجح) وستكون أبواب الأمن العام مفتوحة أمامهم للحصول على الجوازات البيومترية التي تم تلزيمها وتجري حاليا عملية طباعتها.

وأكد المرجع أن كل مواطن غير مضطر، لا يجب أن يجدد جوازه لأنه سيضطر لدفع المبلغ نفسه وإجراء المعاملات نفسها بعد شهور قليلة، وكذلك من أجل إفساح المجال أمام المضطرين لأسباب تتعلق بعائلاتهم أو أعمالهم أو جامعاتهم الخ..

وأصدرت المديرية العامة للأمن العام بيانا أوضحت فيه أنه من أجل استيعاب الضغط الحاصل نتيجة وجود حوالي 200 ألف جواز بحاجة للاستبدال «تم تمديد دوام العمل طيلة أيام الأسبوع في كافة مراكز المديرية العامة للأمن العام لاستقبال طلبات استبدال الجوازات حتى الساعة الرابعة من بعد الظهر».

كثافة سورية في التوجه الى تركيا
وأفاد مصدر في الأمن العام أن معدل الدخول اليومي للمواطنين السوريين الى لبنان بلغ حدود 5500 شخص، في الأسبوع الأول من السنة الجديدة، وقال لـ «السفير» ان دوائر الامن العام في منطقة المصنع سجلت في الأيام الأربعة الماضية ومن خلال حركة الدخول المشار اليها عبور 10 الاف سوري الى الاراضي اللبنانية، وهم يحملون وثائق تؤكد حصولهم على حجوزات للسفر الى تركيا، قبل اقفال باب الدخول الى تركيا لغير حاملي تأشيرة الدخول.

وسجلت حالات من الانتظار على مدى ساعات، بسبب الضغط الذي تعرضت له نقطة المصنع تحديدا، فضلا عن الانتظار ساعات على طرقات لبنان وصولا إلى المطار الذي شهد في اليومين الماضيين ازدحاما غير مألوف منذ بداية الأزمة السورية حتى الآن.

وأفاد مصدر ملاحي في مطار بيروت أنه تم تسجيل 136 رحلة وصول و130 رحلة اقلاع في يوم السادس من كانون الثاني الجاري، وهذا المسار التصاعدي بدأ منذ يوم الأحد الماضي واستمر حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، ربطا بانتهاء اجازات الأعياد من جهة وبضغط السفر من قبل السوريين الى تركيا ربطا بقرار فرض التأشيرة، وبفتح أكثر من دولة أجنبية أبواب الهجرة لأعداد محددة وضمن مواعيد محددة.


النهار
حوارات عين التينة.. مواعيد بلا ضمانات
الحكومة والانتخابات البلدية في الوقت الضائع

وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "تجاوز الموعد الـ36 لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية في 8 شباط المقبل، اي بعد شهر تماما، الاطار الرمزي لأطول تأجيل للجلسة الانتخابية دشنت به السنة الجديدة منذ نشوء ازمة الفراغ الرئاسي، الى الاطار العملي للمعطيات القاتمة التي تطبق على هذه الازمة بعد اصابة المبادرة الاخيرة التي طرح فيها اسم النائب سليمان فرنجية للرئاسة بنيران التعطيل والانسداد كسابقاتها من المبادرات. وبدا واضحاً ان رئيس مجلس النواب نبيه بري رحل الجلسة الـ36 الى فترة شهر بعدما عكست الجلسة الـ35 مستوى التراجع الكبير اللاحق بالملف الرئاسي بين امعان المعطلين في تعطيل النصاب وتراجع الحضور النيابي أمس الى 36 نائباً فقط.

وفي ظل ذلك تتجه الانظار الى جولتي الحوار الوطني والحوار الثنائي بين تيار "المستقبل" و"حزب الله" الاثنين المقبل في عين التينة وما يمكن ان يصدر عنهما من نتائج واجواء جديدة. وعلمت "النهار" من اوساط فريق "المستقبل" الحوار مع "حزب الله" ان الرئيس بري يتولى متابعة أمر الجولة المقبلة من هذا الحوار الاثنين المقبل علما انه لم يتضح حتى الان موقف "حزب الله " من التصريحات الاخيرة التي صدرت عن رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد والتي تضمنت قسميّن: الاول، مستوى التخاطب السياسي غير المسبوق. والثاني وهو الاهم موقف الحزب من الانتخابات الرئاسية بما يؤكد مسؤوليته عن تعطيلها من خلال إثارته ما سماه "صلاحيات رئيس الجمهورية" وكأنه يسعى الى تغيير النظام في لبنان. ولفتت هذه الاوساط الى ان الاجتماع الحواري الاخير كان إيجابياً، فعلى رغم تمسك فريق الحزب بترشيح العماد ميشال عون، أعرب عن تقديره لترشيح النائب سليمان فرنجية مع إبدائه التعجب من السرعة التي إنطلقت فيها مبادرة ترشيحه ومآخذه على إخراجها.

وقالت أوساط بارزة في تيار "المستقبل" لـ"النهار" إن اللقاء الذي جمع الرئيس بري ووزير الداخلية نهاد المشنوق أمس أبرزت رغبة مشتركة في الحفاظ على الاتصالات الحوارية وابقائها بعيداً من العواصف الكلامية الداخلية والاجواء الخارجية المتشنجة، بالاضافة الى ملء الوقت الضائع الرئاسي من خلال اعطاء دفع جديد للعمل الحكومي وتلبية المتطلبات الحياتية للناس. كما علم ان اتصالات جارية على خط بيروت – الرياض بين الرئيس سعد الحريري وقيادات "المستقبل" ستتكثف قبل نهاية الاسبوع من أجل الاتفاق على التوجهات التي سيحملها فريق "المستقبل" الى اجتماع الحوار مع "حزب الله" الاثنين المقبل.

وفي سياق آخر، استرعى الانتباه اطلاق الوزير المشنوق أمس التحضيرات الجدية لاجراء الانتخابات البلدية في موعدها في ايار المقبل، اذ باشر مشاوراته مع القيادات السياسية بدءاً بالرئيس بري الذي أيده في جهوده وشجعه على المضي فيها. وسيتابع المشنوق لقاءاته التي تشمل العماد ميشال عون والنائب وليد جنبلاط والنائب سامي الجميل ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع كما سيطرح موضوع الانتخابات البلدية في الحوار مع "حزب الله".

مجلس الوزراء
وفي ملف تفعيل العمل الحكومي، نقل وزير الاعلام رمزي جريج عن رئيس الوزراء تمام سلام اتجاهه الى توجيه الدعوة اليوم أو غداً الى جلسة لمجلس الوزراء تعقد الأسبوع المقبل، على ان يرفق الدعوة بجدول أعمال من بنود تعتبر الأكثر الحاحاً من البنود المتراكمة والتي لها علاقة بتسيير شؤون والناس.

وعلمت "النهار" من مصادر وزارية ان الموعد المبدئي لجلسة لمجلس الوزراء سيكون قبل ظهر الخميس المقبل، مشيرة الى أن رئاسة الوزراء كانت امس خلية لقاءات وإتصالات تحضيرا للجلسة التي يريدها الرئيس سلام، كما أبلغ المتصلين به، لا "جلسة فشة خلق" بل جلسة منتجة بمشاريع القوانين والمراسيم التي تمثل أولوية لدى الناس وتسدّ النواقص في مؤسسات الدولة لتصبح فعّالة في خدمة المواطنين. وقالت إن العقدة ما زالت في المواضيع الامنية التي ستتضح معالمها في الحوار النيابي والحوار الثنائي بين "المستقبل" و"حزب الله" الاثنين. ومع إبداء الرئيس سلام إرتياحه الى الاتصالات، فإنه ما زال حذراً حيال اتخاذ أية خطوة قد تكون ناقصة في بداية السنة الجديدة وسط الجو المحموم حاليا. وفي سياق متصل، قالت المصادر إن الاتصالات الديبلوماسية الدولية - الاقليمية لم تحرز تقدماً في الحصول على إلتزام إيراني لفصل الساحة اللبنانية عن الصراع الحالي في المنطقة.

تفعيل الحكومة
وعلى رغم الاجواء الايجابية مبدئيا من حيث تفعيل العمل الحكومي، يبدو ان اكثر من فريق ينتظر نتائج اعادة اثارة هذا الملف في جولة الحوار الوطني ليبني موقفه من التفعيل على أساس نتائج هذا الحوار. وأبلغت مصادر في الفريق الوزاري لـ"التيار الوطني الحر"، "النهار" ان هذا الفريق لا يزال يطرح الثوابت نفسها من العمل الحكومي وهي احترام الدستور في غياب رئيس الجمهورية واتباع آلية عمل لا يكون فيها أي تفرد بالقرار، والتشديد على اعتبار التعيينات الامنية مطلبا اساسيا. وقالت: "لسنا في صدد اي عرقلة بل نحن مع تفعيل العمل الحكومي وتسيير شؤون الناس". لكنها أضافت انه في انتظار الحوار الوطني الاثنين المقبل، لا يزال وزراء التيار يتمسكون "بملء الشغور في المجلس العسكري ومجلس قيادة قوى الامن الداخلي وهو الامر الذي لم يفاتحنا أحد فيه بعد". وبدا لافتاً في هذا السياق ان وزير التربية الياس بو صعب أعرب عن رفضه كلام رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد عن عودة الرئيس الحريري الى لبنان وقال لبرنامج "كلام الناس" إن الحريري هو من يقرر ما اذا كان يريد العودة الى لبنان و"كما لا نرضى التهميش لانفسنا لا نرضاه لغيرنا ولا نقبل ان يمارس على الحريري ما مورس علينا سابقا من منع العودة الى لبنان".


الأخبار
حزب الله ـ المستقبل إلى التصعيد.. والحوار

كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل مستمر، رغم التصعيد الإعلامي الذي أنتجه التوتر بين ايران والسعودية. جلسة الاثنين المقبل سيحضرها وفد المستقبل بعد نقاش جرى داخل الكتلة النيابية أيّدت فيه الغالبية قرار «عدم قطع شعرة معاوية».

عاد حزب الله وتيار المستقبل إلى الحرب الإعلامية بينهما بعد فترة من الهدوء النسبي. دخول العلاقة الإيرانية ــ السعودية بعد تنفيذ الأخيرة حكم الإعدام بحق الشيخ نمر النمر مرحلة من التصعيد غير المسبوق، كان الشرارة التي فجّرت الخلاف من جديد، لتطرح السؤال عن مصير الحوار الثنائي القائم بين الطرفين.

فبعد الكلام الذي خرج على لسان رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد في وجه الرئيس سعد الحريري، معتبراً أن «من يعيش الإفلاس في ملاذه الذي يأوي إليه الآن، يجب ألا يجد مكاناً له في لبنان من أجل نهب البلاد مرّة جديدة»، ترك تيار المستقبل كلمة الرد لأحد صقوره، وزير الداخلية نهاد المشنوق، أحد أبرز المنظّرين للانفتاح على الحزب والتواصل المباشر معه. قال المشنوق إن «تصريح رعد لا يُسهّل إتمام الحوار، والاستمرار في (الحوار مع حزب الله) قيد تشاور» داخل التيار الأزرق! اختار المشنوق كلماته بعناية على باب رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر. لم يُعلن وقف الحوار ولا استمراره، لكنه «وصّف واقع الحال كما هو»، لعلمه بأجواء تيار المستقبل، واقتناعه، على ما تقول مصادره، بأن «لا مجال للتغاضي عن الأصوات المستقبلية المعارضة داخل التيار»، خصوصاً بعد كلام رعد.

هل تنضم جلسة الحوار المقرر عقدها يوم الاثنين المقبل إلى ركب زميلاتها؟ أم أن «الزواج بالإكراه» الذي عاشه الطرفان انتهت صلاحيته؟

بالنسبة إلى «المستقبل» فإن «حزب الله أوحى على لسان رئيس كتلته النيابية بأنه لا يُريد الاستمرار في الحوار»، وأن «كلامه بحق الرئيس الحريري لا يُمكن أن يمرّ». لا يزال الحزب من وجهة النظر المستقبلية «يتصرّف كمنتصر في الميدان السوري كما في السياسة، بفعل انتصار إيران في بعض الملفات مقابل تراجع المملكة العربية السعودية، وهو يريد استغلال هذه الفرصة لفرض أجنداته علينا». مصادر الحريريين تتحدث عن «نشاط الجناح المستقبلي المعارض لهذا الحوار منذ انطلاقته، إذ تنشّط أركانه من جديد للدفع باتجاه القطيعة». وتؤكد هذه المصادر أن «الدفة تميل لمصلحة المتشدّدين داخل التيار»، لا سيما بعد قول المشنوق أمس إن «الغطاء الإقليمي للبنان بدأ بالتراجع»، ما فُسّر بأن «المملكة العربية السعودية سحبت يدها من الحوار، ويمكن أن تكون قد همست في أذن حليفها بفرط عقده». لكن بيان كتلة المستقبل بعد اجتماعها الدوري أمس ظهر أكثر هدوءاً. ففيما تطرّق البيان إلى كلام النائب رعد، إلا أنه لم يأت على ذكر الحوار لا من بعيد ولا من قريب. وعلمت «الأخبار» أن «نقاشاً جرى داخل الكتلة حول الاستمرار في هذا الحوار، وأن الوزير المشنوق دعا الى أن تبقى الأمور في إطار الردود الإعلامية على كلام النائب رعد». وقالت مصادر في الكتلة إن «الغالبية في التيار أيّدت هذا الكلام، حتى الرئيس فؤاد السنيورة، باستثناء نواب الشمال». وبعد جلسة الكتلة، أكّدت مصادر مستقبلية أن «الحوار مستمر حتى الآن، وأن وفد المستقبل سيحضر جلسة» الحوار مع حزب الله في عين التينة الاثنين المقبل، بعد جلسة الحوار الوطني.

وفي السياق عينه، حافظت مصادر عين التينة على هدوئها، معتبرة أن «ما نسمعه لا يزال سجالاً إعلامياً مبرراً في ظل تدهور العلاقات الإيرانية السعودية، نتيجة الجنون الذي تتبعه المملكة». ورأت المصادر أن «المشنوق تسرّع في كلامه، لأن أجواء الحريري تختلف عمّا سمعناه». بالنسبة إليها «لن يلعب الرئيس نبيه برّي دور الوسيط لإقناع الحزب والتيار بالجلوس إلى طاولة حوار. فنحن لسنا حكماً بين الطرفين، بل نحن جزء من الحوار، ونحبّذ استمراره. أما في حال قرر المستقبل الانسحاب فإننا لن نردعه». حتى مساء أمس، كانت لا تزال الجلسة المقرر عقدها قائمة، «إذ لم يتبلّغ الرئيس برّي أي موقف رسمي من المستقبل» بحسب ما تقول المصادر التي أكدت «أن الوزير علي حسن خليل الموكل بمتابعة هذا الملف من قبل الرئيس برّي لم يتحدث إلى أي طرف»، لأن عين التينة «لا تريد أن تُحرج أحداً»، ولأنه «لا يزال هناك متّسع من الوقت أمامنا حتى نهار الاثنين».

بدورها، أكّدت مصادر في 8 آذار أن الحوار قائم حتى الآن، «ولم يبلغنا أحد بالعكس. لم تجر اتصالات، ولكن من أجواء بيان كتلة المستقبل تبدو الأمور عادية، وكلام المشنوق بشأن المشاورات داخل الكتلة لا يؤشر إلى شيء استثنائي».

على صعيد آخر، وبعدما باتت مختلف القوى متيقنة من أن الانتخابات الرئاسية لن تُبصر النور قريباً، جرى تزخيم الاتصالات في محاولة لـ»تفعيل العمل الحكومي». وقال وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ»الأخبار» إن في نية رئيس الحكومة الدعوة الأسبوع المقبل إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء. هناك قرارات وأمور حياتية يجب أن نتابعها، وليس منطقياً أن يبقى كلّ شيء معطّلاً». ولفت درباس إلى أنه من الواضح أن الأجواء إيجابية بشأن عقد الجلسة.

بدروها، قالت مصادر الرئيس نبيه بري إن «الأجواء إيجابية بشأن إمكان عقد جلسة لمجلس الوزراء. ورغم أن القوى السياسية لم تحدد موقفها بشكل واضح، إلا أن هناك تجاوباً من الجميع، والأصداء جيّدة من جهة العونيين».

وفيما يراهن المتفائلون على «جلسة الحوار الوطني» الاثنين المقبل لمنح «مشروع تفعيل العمل الحكومي» دفعاً إضافياً، أكّدت مصادر التيار الوطني الحر غياب أي جديد يؤدي إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء، وخاصة في ظل عدم حل «العقدة الرئيسية المتصلة بمخالفة الدستور والقوانين من خلال عدم صدور قرارات عن مجلس الوزراء لتعيين قادة أمنيين وعسكريين بدل المنتهية ولاياتهم». وذكّرت المصادر بموقفها من قضية التعيينات الامنية، إذ لا تزال ترى في قرارات التمديد لقائد الجيش والمدير العام للأمن الداخلي وضابطين في الجيش «اختصاراً لمجلس الوزراء بتوقيع وزير».

وفيما بدا لافتاً أمس لجوء تيار المستقبل إلى اتهام حزب الله مسبقاً بأي حدث أمني يمكن أن يقع في البلاد، استكملت مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة إلى لبنان سيغيريد كاغ اتصالاتها في الرياض وطهران اللتين زارتهما خلال اليومين الماضيين، حيث التقت مسؤولين إيرانيين وسعوديين «لمناقشة استقرار لبنان وأمنه والجهود لدعم احتياجات لبنان الانسانية والانمائية الحيوية».


اللواء
سلام يستعد لدعوة مجلس الوزراء للإجتماع.. واتصالات مع الرابية وحارة حريك للمشاركة
ترشيح عون من معراب غير مطروح.. وحوار «المستقبل» - حزب الله قيد التثبيت

بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول "ثلاثة عناوين على جدول الاستحقاقات الزمنية خلال الـ72 ساعة المقبلة، من شأنها ان تؤشر إلى وضعية لبنان، في ظل اشتداد التوتر الإقليمي والعربي الإيراني، واشتداد الضغط على المدنيين في سوريا.

موقف لبنان في اجتماع وزراء الخارحية العرب الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية، الأحد في القاهرة لتحديد موقف من العدوان الذي استهدف سفارة المملكة في طهران وما ترتب على هذا التصرف من قطع للعلاقات العربية - الإيرانية موقف العلاقات التجارية ورحلات السفر بين هذه البلدان وإيران، على خلفية رفض تدخل طهران في الشؤون العربية، سواء في اليمن أو البحرين أو سوريا والعراق وحتى في لبنان.

وفي المعلومات عن هذا الاستحقاق والذي كان موضع حذر وتنبه من المسؤولين، ان وزير الخارجية جبران باسيل هو من سيمثل لبنان في اجتماع وزراء الخارجية العرب، وأن تنسيقاً حصل بينه وبين رئيس الحكومة تمام سلام، حتى لا يكون هناك ازدواجية في الموقف اللبناني، بحيث يكون ما سيقوله باسيل في المؤتمر لا يخرج عن موقف الدولة اللبنانية الذي يتضامن مع أشقائه العرب فيما يتخذونه من قرارات.

الحوار
والعنوان الثاني من حيث الاستحقاق الزمني، هو جلستا هيئة الحوار الوطني والحوار الثنائي بين «حزب الله» و«المستقبل»، في ظل تجاهل كتلة «الوفاء للمقاومة» في بيانها الأسبوعي أمس، الإشارة إلى الحوار أو الوضع السياسي والتسوية الرئاسية، والاكتفاء ببيان «امني» يتحدث عن عملية مزارع شبعا وما يجري في كل من سوريا والعراق، وتوقع وزير الداخلية عضو فريق «المستقبل» المشارك في الحوار نهاد المشنوق انه «يكون الجو ايجابياً من الآن إلى الاثنين المقبل».

وأكّد المشنوق بعد لقاء الرئيس نبيه برّي في عين التينة ان رغبة الرئيس سعد الحريري هي أيضاً رغبة تهدئة وليست رغبة تصعيد في مسألة الحوار.

ولم يختلف موقف رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة عن هذا التوجه، لكنه حرص على القول بأن موضوع مشاركة «المستقبل» في جلسة الحوار الثنائي مع الحزب ما يزال موضع تشاور داخل تيّار «المستقبل»، لافتاً النظر إلى ان التيار يمتاز بحيوية عالية وبديمقراطية يتسع للاختلافات لكن لا خلاف فيه على الإطلاق.

اما «حزب الله» فقد أكدت مصادر قيادية بارزة في 8 آذار مطلعة على أجواء الحزب لـ«اللواء» ان الحزب لن ينسحب من الحوار مع «المستقبل» تحت أي اعتبار عملاً بمبدأ مد اليد وعدم قطع جسور التواصل مع شركائه في الوطن.

تجدر الإشارة إلى ان الرئيس الحريري وفي تغريدة له عبر موقع «تويتر» تساءل: «اين ضمير العالم بعد مرور شهرين من الحصار ومنع الغذاء والدواء عن 40 ألف مدني في بلدة مضايا السورية»، واصفاً الحصار بأنه اعدام مدينة بسيف التجويع».

مجلس الوزراء
اما العنوان الثالث فيتعلق بجلسة مجلس الوزراء التي من المتوقع ان تعقد الأسبوع المقبل، حسبما أكدت مصادر وزارية بارزة لـ«اللواء».

ونشطت دوائر السراي الحكومي بالعمل على تحضير جدول أعمال الجلسة التي يمكن ان توجه الدعوة إليها من قبل الرئيس تمام سلام اليوم أو غداً. ويتضمن الجدول ما لا يقل عن مائة موضوع من دون استبعاد التطرق مجدداً إلى ملف النفايات.

وبرزت ليل أمس، ثلاثة شروط كشف عنها وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب أبرزها: التمسك بالآلية القديمة، وإدراج مسألة تعيين أعضاء المجلس العسكري وقيادة قوى الأمن الداخلي على جدول الأعمال، وعدم اتخاذ القرارات من دون الأخذ بعين الاعتبار مسألة الشغور الرئاسي وما يترتب عن ذلك من ضرورة توقيع كل الوزراء على القرارات، بحسب ما فهم من كلام بوصعب.

ووفق معلومات 8 آذار، فإن «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» لم يحسما موقفهما من المشاركة في الجلسة، وأن الاتصالات جارية بين الرابية وحارة حريك لتقرير مسألة المشاركة أو عدمها. لكن المصادر قالت أن الموقف لا يمكن أن يتبلور قبل توجيه الدعوة إلى الجلسة وجدول الأعمال.

وحرصت مصادر السراي الحكومي على التأكيد لـ«اللواء» أن البنود التي يعمل على إدراجها على جدول الأعمال هي بنود غير خلافية وذات أهمية قصوى بالنسبة لتسيير شؤون المواطنين الذين توقفت أعمالهم بسبب الخلافات الوزارية.

وقالت هذه المصادر أن الدفع الذي مارسه الرئيس نبيه برّي باتجاه تفعيل العمل الحكومي بعد تجميد التسوية الرئاسية سيساهم في تحريك العجلة الحكومية بالحد الأدنى من قوّتها، بحسب تعبير أحد الوزراء الذي أوضح أن الرئيس سلام سيحاول السير بين النقاط لإنجاح الجلسة الأولى، لعلّها تكون جلسة مثمرة وتكون بداية لحل الأمور الحياتية الأساسية والضرورية، وفاتحة لعقد جلسات مقبلة لإقرار معظم البنود المكدسة منذ أشهر، في ظل استمرار الفراغ الرئاسي والتأزمات الإقليمية المحيطة.

وأبلغ وزير الإعلام رمزي جريج «اللواء» بأن الرئيس سلام مصمّم على دعوة مجلس الوزراء للإنعقاد الأسبوع المقبل، وأنه قد يوجّه الدعوة في اليومين المقبلين بعد إعداد جدول الأعمال. وأمل الوزير جريج أن يحضر جميع الوزراء الجلسة، معلناً أن من لن يحضر يتحمّل المسؤولية أمام الرأي العام، لافتاً إلى أن سلام سيعتمد التوافق من دون اللجوء إلى التصويت.

سياسياً، تحدثت مصادر عن احتمال عقد لقاء بين النائب ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، لكن أوساطاً ديبلوماسية على اطلاع استبعدت أن يكون موضوع تأييد القوات لترشيح عون بين الرجلين، باعتبار أن «القوات» ما تزال تنظر إلى «التيار الوطني الحر» ورئيسه من ضمن 8 آذار الذي يدور في الفلك الإيراني في ضوء التطورات الجارية في المنطقة.

وكشفت مصادر في تكتل «الاصلاح والتغيير» أن الرجلين، أي عون وجعجع، تواصلا هاتفياً خلال فترة الأعياد، مشيرة إلى أن لا شيء يحول دون عقد لقاء بينهما، لكن لا شيء محسوماً بالنسبة لموعد هذا اللقاء.

الجلسة 35 إلى 8 شباط
في هذا الوقت، كشف تأجيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، والتي لم يحضرها أكثر من 36 نائباً، إلى 8 شباط المقبل، أي بعد شهر ما كان أعلنه الرئيس برّي أمام لقاء الأربعاء النيابي، من أن الاستحقاق الرئاسي بات في الثلاجة، وهذه العبارة ترجمها أحد النواب الذي أعرب عن حشيته من أن نصل يوماً يصبح فيه عدد الدعوات لجلسات الانتخاب أكثر بكثير من عدد النواب الذين ينزلون إلى البرلمان لتلبية هذه  الدعوات وزاد على ذلك بالتأكيد على ان الانتخابات الرئاسية ستبقى في الثلاجة إلى ان يذوب الثلج الإقليمي والدولي وتظهر ملامح التسوية للمنطقة والتي لم يبدأ بعد الاعداد لها في مطابخ دول القرار.

ولاحظ هذا النائب ان الجلسة 34 التي كانت مقررة أمس، لم تكن أفضل مما سبقها من جلسات منذ ترك الرئيس ميشال سليمان قصر بعبدا، ومن غير المنتظر أن تكون الجلسة رقم 35 التي حددت في 8 شباط المقبل مثمرة طالما أن المشهد الإقليمي والدولي على حاله من التعثر، وهو ما يعني ان هذا الاستحقاق بات  مستوطناً في «مربعه الأول».


البناء
الطيران السعودي يقصف السفارة الإيرانية بصنعاء... وبن سلمان لا يريد حرباً
مضايا والأسئلة أبعد من الصور... كيف يعيش المسلّحون ولا يموتون جوعاً؟
الحريري وجنبلاط والسنيورة في «حملة مضايا» بطلب سعودي ضدّ حزب الله

صحيفة البناء كتبت تقول "مع إعلان وزير الخارجية الأميركي أنّ أياماً تفصلنا عن بدء تطبيق التفاهم النووي مع إيران لجهة الإفراج عن الأرصدة، وإلغاء مفاعيل العقوبات، بدأت المرحلة الإقليمية الجديدة التي كانت كلّ الحروب الصغيرة لتركيا و»إسرائيل» والسعودية لمنع بلوغها، والفشل في تحقيق هذه الحروب أهدافها، ترجمه كلام ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع محمد بن سلمان بكلام لصحيفة «الإيكونوميست» قال فيه، إنّ غير العاقل وحده يفكر بالحرب مع إيران، بينما كان الطيران السعودي يقصف السفارة الإيرانية في صنعاء، ويغرق العاصمة اليمنية بالقنابل العنقودية، فيما تبدو الاستعدادات السعودية لاجتماعَيْ وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي ووزراء الخارجية العرب، مسقوفة بقرار أميركي يرفض التصعيد، ويحصر الأمر ببيانات تضامن إعلامية، لا تتخطى حدود استدعاء سفير للتشاور، كما فعلت الكويت وتبعتها قطر.

الهستيريا السعودية بدأت تهدأ بقوة عدم التجاوب، والرسالة التركية ومثلها الباكستانية، كانتا بريداً مضموناً وسريعاً من واشنطن، بأن لا حلفاء يتجاوبون مع التصعيد، وسقف المتاح هو تضامن إعلامي ليس إلا.

قرّر السعوديون حرب الممكن، تحت السقف الأميركي، وهي الحرب على حزب الله، والعنوان هذه المرة، بدأ من حملة في البحرين عن «خلية اكتشفها الأمن ومهمّتها الأعمال الإرهابية، ويموّلها ويرعاها حزب الله وأمينه العام شخصياً السيد حسن نصرالله»، والتتمة قبل أن يجفّ حبر الحملة الأولى التي فشلت في إثارة عاصفة، كان حملة جوع مضايا، وتقديم حزب الله عنواناً للتسبّب بمأساة إنسانية، لينخرط الإعلام الخليجي واللبناني في الحملة، ويتلقفها الغرب وعلى رأسه واشنطن الذي ينسجم استهداف حزب الله مع روزنامته الجديدة، حيث أمن «إسرائيل» يُترجَم بغير مفردات الحرب على سورية وإيران، والضغط على روسيا للتخلّي عنهما، ويصير العنوان حرباً على حزب الله، دون تعطيل مسارات التسويات مع روسيا وإيران، وفي سورية وحتى في اليمن.

«حملة مضايا» المستندة إلى صور حقيقية وأخرى مزوّرة، طرحت في الوسط الإعلامي أسئلة من نوع، كيف يعيش مسلحو مضايا وهل يموتون جوعاً، أم أنّهم يتمتّعون بالغذاء والدواء ويتنعّمون بالمساعدات التي تصل عبر القنوات الأممية ويقومون بتخزينها، وتسليم حصص منها تباعاً لتجار يتبعون لهم يقومون ببيعها في سوق سوداء، كما هو الحال في مخيم اليرموك وداريا والمعضمية، وإلا من أين جاءت معادلة بيع كيلو الأرز بمئة ألف ليرة سورية، والسعر يأتي من سوق والسوق بائع ومشترٍ، فمَن هو البائع؟

يقول الخبراء في الجمعيات الأممية المهتمّة بقضايا المساعدات في المناطق المحاصرة في سورية، إنّ مناقشة الصور المدسوسة في الحملة، تكشف مصادرها المفبركة، لكنها لا تلغي وجود مأساة ومعاناة وجوع وموت من الجوع، وفي حالات الحصار المنتشرة في مناطق الاشتباك في سورية، لا توجد مشاهد مشابهة في المناطق المحاصرة التي ينتشر فيها الجيش السوري وحزب الله ويحاصرها المسلحون، ليس لأنّ المسلحين يتعاملون بإنسانية مع المناطق التي يحاصرونها، بل هم يقطعون أنابيب المياه وخطوط الكهرباء، ويمنعون دخول المحروقات عدا منعهم الغذاء والدواء ومعلوم أنهم يقتلون الأطفال أحياء وقاموا في عدرا العمالية بزجّ خمسمئة امرأة وطفل في أفران الصهر وقاموا بإحراقهم أحياء، لكن الفوارق بين أداء المسلحين وأداء الجيش السوري وحزب الله، هو أنّ المسلحين عندما تُحاصَر منطقة يسيطرون عليها، يستولون على موارد الطعام ومستودعات الغذاء كلّها، ويقومون بمصادرتها من التجار والسيطرة على الأفران، والصيدليات، ومراكز تشغيل الكهرباء وتأمين المياه، وكلما جاءت قوافل معونات يصادرونها، ويبيعون الفائض لتجار محسوبين عليهم لجني المال منها، بينما يبقى الفقراء بلا طعام وبلا غذاء وبلا تدفئة حتى الموت، فيتاجرون بالصور والحملات أملاً بفك الحصار عن المسلحين أنفسهم بتوظيف مأساة الناس أما حيث يسيطر الجيش السوري وحزب الله، فيعيش المقاتلون أسوة بالناس يتقاسمون معهم السراء والضراء، ولذلك لا صور تشبه صور مضايا واليرموك تخرج من نبل والزهراء المحاصرتين منذ ثلاث سنوات.

مصادر قريبة من وقائع الميدان السوري تقول إنه في حالات الحصار يجري أحد ثلاثة خيارات، عندما يضيق الحال وتقترب المؤن من النفاد يقرّر المسلحون الاستسلام لخصمهم بوساطة تضمن الحدّ الممكن من الشروط المقبولة، أو يقايضون حصاراً بحصار، أو يشنون هجوماً معاكساً، وقد شهدت مناطق عديدة فيها الجيش السوري هذه الحالات، أما المسلحون فطريقتهم هي العكس، لا يهاجمون وإذا هوجموا يهربون، ويستسلمون، لكنهم لا يستسلمون لفك الحصار عن الناس، بل إذا هوجموا فقط، وما داموا يتنعّمون بشروط الرفاه، ومحطات الوقود والصيدليات ومستودعات الغذاء والأفران مسخَّرة لهم وحدهم، يدَعُون الناس تموت ويستعملون موت الناس أملاً بأن يتمّ فك الحصار عنهم وليس عن الناس، وفي مضايا وفي اليرموك وداريا والمعضمية، مَن مات هم الأطفال والنساء والمرضى والشيوخ من الفقراء، بينما لم تُسجَّل حالة موت جوعاً أو برداً أو مرضاً لمسلح واحد بل هم يزيدون سمنة تحت الحصار، وخبزهم وتدفئتهم ومؤونتهم وأدويتهم تكفيهم شهوراً.

لبنان بقرار سعودي يتصدّر «حملة مضايا»، فيتقدّم الرئيس سعد الحريري والرئيس فؤاد السنيورة ويتبعهما النائب وليد جنبلاط، من دون الإجابة عن سؤال: هل المقصود فك الحصار عن الناس أم عن المسلحين في مضايا وغير مضايا، ومَن سيتسلّم المعونات في مضايا ويضمن وصولها إلى الناس؟

«مضايا» من حملة افتراء ضد حزب الله
تسعى المملكة العربية السعودية في إطار حربها وحلفائها في لبنان على المقاومة، إلى تشويه صورة حزب الله واستغلال المدنيين الذين يتعرّضون لاستغلال من المسلحين الإرهابيين في بلدة مضايا، حيث شنّت حملة افتراءات واسعة ضده واتهمته بتجويع المدنيين في محاولة للإساءة إلى دوره الوطني والأخلاقي والإنساني. وادعى رئيس تيار المستقبل سعد الحريري في تصريح، على حسابه عبر «تويتر»، «أن حصار مضايا هو إعدام مدينة بسيف التجويع»، وسأل: «أين ضمير العالم، بعد شهرين من الحصار ومنع الغذاء والدواء عن 40 ألف مدني في مضايا؟».

وتؤكد مصادر عسكرية لـ«البناء» أن «عدد سكان مضايا حالياً يتراوح بين 8 و14 ألفاً، وهي تعتبر مواقع متقدمة للمسلحين باتجاه دمشق انطلاقاً من الزبداني». ولفتت المصادر إلى «أنه عندما حصل اتفاق الزبداني – الفوعا كفريا رفض المسلحون أن يشمل مضايا بكليتها، كما شمل الزبداني وتم إشراك مضايا بالاتفاق من خلال وقف إطلاق النار وإخراج محدود لجرحى المسلحين وخروج من يرغب من المدنيين مقابل إدخال المساعدات الصحية والغذائية». وأشارت المصادر إلى «أن المسلحين لم ينفذوا الاتفاق بحرفيته ومنعوا تعاون الأهالي مع الصليب الأحمر والأمم المتحدة ووضعوا اليد على المساعدات الموجودة، واتخذوا من المواطنين دروعاً بشرية بمنعهم من الخروج من مضايا». وأكدت المصادر «أن الجيش السوري مستمرّ بالمراقبة الأمنية لمنع إدخال متطلّبات المسلحين كي لا يسمح بنموهم داخل البلدة».

.. والتهويل على حزب الله
ورأت المصادر «أن السعودية وبعد المأزق الذي وقعت فيه لجأت إلى ذريعة استعمال ورقة مضايا للتهويل على حزب الله والإساءة لسمعته، وتناست أن الفوعة وكفريا ونبل والزهراء تعاني أكثر بكثير مما تعاني مضايا»، مشيرة إلى «أن المملكة استعملت مضايا كورقة في سياق المواجهة التي تقودها ضد محور المقاومة»، مشددة على «أن من يتحمّل مسؤولية ما يجري في مضايا هم المسلحون من خلال وضع يدهم على المساعدات ومنعهم الأهالي من الخروج»، مؤكدة «أن قضية المسلحين هي استثمار لوقف إطلاق النار واستثمار الالتفاف الإنساني لإعداد تكوين منظومتهم في مضايا بدلاً عن الزبداني».

ووصفت كتلة الوفاء للمقاومة عقب اجتماعها الأسبوعي النظام السعودي بأنّه «منشأ كلّ ظواهر التكفير والإرهاب»، واضعة جريمة إعدام الشيخ نمر باقر النمر برسم كلّ منظمات حقوق الإنسان في العالم. ونوّهت «الكتلة» بالعملية البطولية للمقاومة الإسلامية في مزارع شبعا، مؤكدة أنها تأتي في سياق تكريس معادلات الردع مع العدو «الإسرائيلي».

السنيورة: أعطينا شرعية لسلاح حزب الله بمشاركتنا في الحوار
ولم يأتِ بيان كتلة الوفاء للمقاومة على ذكر الحملة التي يشنها تيار المستقبل عليه أو على جلسة الحوار المرتقبة بينه وبين تيار المستقبل الاثنين المقبل في عين التينة. واعتبرت مصادر مطلعة في 8 آذار لـ«البناء» أن بيان الكتلة أثبت أنّ حزب الله يعتبر نفسه في موقع المتلقف للهجوم عليه، وهو حين بادر على لسان رئيس الكتلة النائب محمد رعد للهجوم على الرئيس الحريري، كان ذلك رداً على رئيس تيار المستقبل الذي ردّ على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالشخصي، علماً أنّ السيد نصرالله في خطابه لم يتطرّق لا من قريب ولا من بعيد للوضع الداخلي، فكان خطابه محصوراً بإعدام السعودية للشيخ النمر». وأشارت المصادر إلى «أنّ ما يقوم به تيار المستقبل هو حرب إثبات وجود وشدّ العصب»، مشيرة إلى «أن جوهر هذا السجال الإعلامي هو جزء من قواعد الحوار، كما هو جزء من قواعد الاشتباك، لن يؤثر على جوهر مقاربة الطرفين للاستمرار بالحوار». وعلمت «البناء» من مصادر مطلعة في 14 آذار أنه برغم محاولات الرئيس فؤاد السنيورة جاهداً وقف الحوار واستغلاله الخلاف السعودي الإيراني، لكنه حتى الساعة لم يصل إلى تحقيق ما يريد». وأشارت المصادر إلى «أن السنيورة لا يريد لهذا الحوار أن يبقى وهو يعتبر أن مشاركة تيار المستقبل في الحوار أعطت شرعية لسلاح حزب الله».

التوافق الإقليمي انحسر
وأكدت مصادر نيابية في تيار المستقبل لـ«البناء» «أن الحوار باقٍ ولا خوف عليه برغم حرب البيانات». ولفتت المصادر إلى أن الاهتمام الدولي بلبنان تراجع والتوافق الإقليمي انحسر». واعتبرت المصادر «أن المشكلة عند حزب الله الذي لا يريد رئيس تيار المستقبل رئيساً للحكومة في ظل الحرب المفتوحة على السعودية».

وأكد وزير الداخلية نهاد المشنوق بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري «أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة التي يجب أن نرجع إليها دائماً برغم كل الظروف المحيطة بنا، سواء داخل لبنان أو خارجه. وإن شاء الله، من الآن إلى يوم الاثنين المقبل يكون الجو إيجابياً ويسمح بإتمام الحوار، لأن رغبة الرئيس الحريري أيضاً هي رغبة تهدئة لا رغبة تصعيد في مسألة الحوار».

جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل
وفي الشأن الحكومي، لا يزال الحديث عن الاتفاق حول ملء الشواغر في المجلس العسكري وفي قيادة الأمن الداخلي مجرد أحاديث برغم إبلاغ رئيس الحكومة تمام سلام الوزراء بعض الوزراء أن جلسة ستعقد الخميس المقبل. وأكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ«البناء» «أن رئيس الحكومة سيدعو إلى جلسة الأسبوع المقبل للبحث بجدول أعمال متعلّق بدعم مؤسسات الدولة وبالأمور الحياتية وقضايا الناس». ولفت درباس إلى «أن رئيس الحكومة تمام سلام الذي ترك الأمور تأخذ وقتها، سيمارس في نهاية المطاف صلاحياته الدستورية ويدعو إلى جلسة»، متوقعاً ألا يقاطع وزراء حزب الله والتيار الوطني الحر الجلسات المخصصة للبت بمصالح المواطنين». وأشار إلى «أن ما يُحكى عن اتصالات في التعيينات في المجلس العسكري لم تنضج بعد».

بوصعب: لا نزال على موقفنا
في المقابل، أكد وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب لـ«البناء» أن التيار الوطني الحر لا يزال على موقفه من ضرورة ملء الشواغر في المجلس العسكري للجيش ومجلس قيادة قوى الأمن الداخلي في أول جلسة تُعقد لمجلس الوزراء»، مشيراً إلى «أن المطالب التي تحدّث عنها التيار الوطني لم تتغيّر». ودعا من يعطّل جلسات مجلس الوزراء إلى مراجعة مواقفه والاعتراف أن هذه الحكومة هي حكومة شراكة، فلا يجوز لأحد الاستفراد بقرارات مجلس الوزراء أو التعدّي على صلاحيات رئيس الجمهورية»، مشيراً إلى «أن عودة عمل الحكومة تتطلّب تثبيت آلية العمل المتفق عليها في ظل غياب رئيس الجمهورية».

جلسة انتخاب الرئيس إلى 8 شباط
وعلى الصعيد الرئاسي شهدت جلسة انتخاب الرئيس الـ 34 أمس، أدنى درجة حضور بحيث لم يتجاوز الـ 36 نائباً من نواب 14 آذار والتحرير والتنمية واللقاء الديمقراطي، ما دفع رئيس المجلس النيابي إلى إرجاء الجلسة إلى 8 من شباط المقبل.

مجلس المطارنة الموارنة: الحاجة لحوار عميق
وأكد مجلس المطارنة الموارنة عقب اجتماعه الشهري في بكركي «أن لبنان يحتاج إلى حوار عميق»، لافتاً إلى «أن المدخل إلى هذا الحوار يكون بالتقيُّد بأحكام الدستور والميثاق الوطني في انتخاب رأس للدولة، ما يحصّنها في وجه الانهيار الذي يهددها. فاستمرار الإبطاء في إتمام هذا الواجب الدستوري، يفسح في المجال لتفسيرات لا تقف عند حد التأزم السياسي والصراع بين فريقين، بل تصل إلى حدود التساؤل عن مرامي هذه الأزمة، في ما يتعلق بمستقبل الجمهورية ومصيرها». وشدّد مجلس المطارنة الموارنة على «أن لا مصلحة لأحد في اللعب بمصير الجمهورية، في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ المنطقة والعالم. ولذلك لا بد من التعامل بجدية مع أي مبادرة في هذا الشأن».