19-04-2024 06:52 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 09-02-2016: الجلسة الـ35.. ولا رئيس

الصحافة اليوم 09-02-2016: الجلسة الـ35.. ولا رئيس

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 09-02-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الجلسة الـ 35 لانتخاب رئيس للجمهورية التي عقدت امس وانتهت كسابقاتها بالتأجيل لعدم تأمين النصاب..


تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 09-02-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الجلسة الـ 35 لانتخاب رئيس للجمهورية التي عقدت امس وانتهت كسابقاتها بالتأجيل لعدم تأمين النصاب..

السفير
الحريري يخوض الانتخابات البلدية من بيروت!
معركة حلب لبنانياً: عودة الانتحاريين.. أم اهتزاز الشمال؟

وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "تتحسب المنطقة لسيناريو حرب عالمية ثالثة قد تخاض على مسرحها، أما لبنان، فإن مجرد نقل موظف فئة ثالثة من مركز الى مركز، يكاد يشغل بال كل الطبقة السياسية والمراجع الروحية، الى حدّ عقد مؤتمر وطني «لإعادة الأمور الى نصابها»!

هذا يعني أننا لا نعيش في بلد طبيعي، اذ كيف يمكن لمن يتقدمون الصفوف أن ينهمكوا بالأرقام والاحصاءات والجداول والدراسات والقوانين والمراسيم والدساتير وكل ترسانة الأحقاد الطائفية والمذهبية، من أجل تبرير أو تبخيس مجرد عمل وظيفي، وهم أنفسهم يذهبون الى مؤتمر في لندن، ولا يملكون الحد الأدنى من «الداتا» التي تخوّلهم أن يحصلوا ولو على فتات المساعدات الدولية لتغطية «الاحتضان القسري» لقضية اللاجئين؟

في المنطقة ترسم خرائط جديدة، بينما في لبنان لا يملك أهل السياسة سوى ترف الخطاب البغيض والرخيص والتافه، والأنكى من ذلك، أنهم عندما يقرأون كلمات كهذه، يهزّون رؤوسهم موافقين على كل كلمة تقال بحقّهم.. ولكنهم ليسوا مستعدين أن يغيّروا حرفاً من كلماتهم.

تمر الجلسة التي تحمل الرقم 35 ولا يأتي الرئيس الموعود. يمرّ اليوم الخامس والعشرون بعد الستمئة، ولا ينتبه أحد الى أننا نعيش بلا رئيس وبلا حكومة وبلا مجلس نيابي أو دستوري أو اقتصادي ـ اجتماعي.

نعم هذا هو لبنان.
يقرع المسؤولون المعنيون جرس الخطر الاقتصادي، فتصنّف صرختهم بأنها «إنذار سياسي لا ضرورة له».. لأن البلد تعوّد على المديونية والهدر والفساد وكل صنوف النهب والتهرب من تحمّل المسؤولية!

نعم هذا هو لبنان.
÷ تشتعل المنطقة وتكاد ترتسم خريطة سايكس بيكو جديدة فيها، لا يمكن للبنان أن يكون بمنأى عنها، لكن المؤسسات العسكرية والأمنية لا تجد من يحميها، بل دائما هناك من يريد ليّ ذراعها أو تناتشها الى حد أنه صار من المعيب استمرار تصنيف كل جهاز بوصفه «مؤسسة طائفية أو مذهبية».. وهذا الضابط أو ذاك، بوصفه محسوباً على «جماعته».

÷ في أقل من 48 ساعة، تتمكن الأجهزة العسكرية والأمنية من توقيف نحو 20 مشتبهاً به بالانتماء الى «النصرة» أو «داعش»، ليس في تجمعات النازحين السوريين بل في بيئات لبنانية مختلفة في الشمال والعاصمة والجبل والجنوب والبقاع.

÷ في الساعات الأخيرة، تشتد المواجهات في جرود عرسال والقلمون بين «داعش» و«النصرة» وتزداد المخاوف من احتمال حدوث خرق إرهابي في خاصرة لبنانية رخوة، ويبدي مرجع أمني لبناني بارز مخاوفه من ان تشكل التطورات الميدانية المتسارعة في حلب وريفها الشمالي، مناسبة لإقدام المجموعات الإرهابية على تنفيذ عمل من اثنين في الداخل اللبناني:

- أولهما، احتمال قيام بعض الخلايا النائمة بتنفيذ عمليات انتحارية سواء أكانت فردية أو مركبة (مجموعة انتحاريين دفعة واحدة على طريقة تفجيرات السيدة زينب في دمشق مؤخراً)... وثمة رصد لبناني على مدار الساعة لأعداد كبيرة من المشتبه بهم، خصوصاً بعد العملية العسكرية الأخيرة في عرسال، وما استتبعها من تهديدات وجهها القيادي في «داعش» أبو بكر الرقاوي على خلفية توقيف زوجته في أحد مخيمات عرسال ومن ثم أحد أشقائه في الشطر الشرقي لبيروت.

- ثانيهما، احتمال قيام بعض الخلايا النائمة باشعال جبهة جديدة في الشمال اللبناني، عبر منطقة وادي خالد في عكار وصولا الى محاولة اختراق منطقة الحدود اللبنانية ـ السورية والسيطرة على بعض النقاط الاستراتيجية على طريق حمص ـ بيروت الرئيسية. وهذا الخيار له أساسه، ولو أن الرصد اللبناني أظهر أن لا وجود لمعسكرات ارهابية في منطقة عكار، كما كان يروج سابقاً، لكن ذلك لا ينفي وجود مجموعات بايعت «النصرة» أو «داعش» وتم تدريبها وتسليمها أسلحة وأحزمة ناسفة وهي في جهوزية كاملة في انتظار تحديد ساعة الصفر لها.

وربطاً بالاحتمال الثاني، سرت تكهنات في اليومين الماضيين عن احتمال قيام «داعش» باختراق جبهة عرسال وفتح ممر ضيق عبر جبال أكروم وصولا الى وادي خالد، ولكن مراجع أمنية لبنانية معنية استبعدت احتمال كهذا وقالت لـ «السفير» إن الحصار المفروض على المجموعات الإرهابية في جرود عرسال بدأ يعطي مفاعيله بدليل الصراع المفتوح بين تنظيمي «النصرة» و«داعش» على المؤن الغذائية والمحروقات ومياه الشرب.

وقالت المراجع إن «النصرة» استفادت بعد عملية التبادل الأخيرة من كميات الأغذية والمحروقات التي تصل إلى مخيمات النازحين خارج وادي حميد، الأمر الذي أثار «داعش» فقرر توجيه ضربة عسكرية لـ«النصرة» نجح خلالها في الإمساك ببعض المعابر الحيوية التي تكفل وصول بعض المؤن إليه.

وأشارت المراجع إلى أن تدحرج الأمور عسكرياً وتبادل عمليات الأسر وإعدام «النصرة» أسيرين من «داعش» جعل الأمور تصل إلى نقطة حرجة، لكن يجب أن لا يغيب عن بال أحد أن احتمال سقوط مدينة حلب وباقي ريف حلب الشمالي بيد الجيش السوري وحلفائه في المرحلة المقبلة قد يُدخِل واقعاً جديداً ليس في سوريا، بل في كل دول الجوار، ولن يكون مستغرباً بعد ذلك أن يزداد الضغط الأمني عبر الساحة اللبنانية.

ووفق المراجع نفسها، فإن لا شيء يمكن أن يحول دون اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية الا حدث أمني كبير، وهذا أمر يجب أن يوضع في الحسبان، علما أن التقارير التي رفعها جميع قادة الأجهزة العسكرية والأمنية الى وزير الداخلية نهاد المشنوق، بيّنت أن الظروف الأمنية تسمح بإجراء هذه الانتخابات في موعدها.

وينتظر أن تشكل اطلالة رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري في مناسبة إحياء الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط الجاري، مناسبة لإطلاق أوضح اشارة باتجاه اجراء الانتخابات البلدية في موعدها، وهو صارح بعض زواره في الرياض مؤخراً بأنه يفكر بالعودة سريعا الى بيروت لعقد مروحة واسعة من اللقاءات مع الاقطاب والشخصيات اللبنانية تتمحور حول الاستحقاق الرئاسي، على قاعدة استمرار تمسكه بمبادرته الرئاسية (ترشيح سليمان فرنجية)، كما سيدشن بعدها سلسلة مهرجانات جماهيرية في بيروت وطرابلس وصيدا، خصوصا مع بدء الهمس عن تشكيل نواة لوائح في هذه المدن ستخوض المعركة بوجه اللوائح المدعومة من «المستقبل».

من جهته، يحيي «حزب الله» ذكرى الشهداء، السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب والحاج عماد مغنية، في مهرجان «الوفاء للقادة الشهداء»، حيث من المقرر أن يتحدّث فيه الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، وذلك عند الساعة السادسة والنصف من مساء الثلاثاء 16 شباط في «مجمع سيد الشهداء» في الضاحية الجنوبية.


النهار
مهزلة النصاب المفقود تُحاصر المعطّلين أيضاً
زيادة الضرائب "غب الطلب" لن تمر غداً

وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "كادت الجلسة الـ 35 لانتخاب رئيس الجمهورية تتحول تجسيداً لمهزلة يتعرض لها النظام الدستوري ولو ان شيئاً جديداً وجدياً منها لم يكن في اطار الحسابات والتقديرات الموضوعية. فاذا كانت مجرياتها الشكلية لن تختلف عن كل الجلسات الفاقدة النصاب السابقة، فان دلالتها الوحيدة التي ميزتها عن مسلسل تعطيل انتخاب الرئيس هي انها شكلت الأخفاق الاول في ظل تثبيت معادلة المرشحين الحصريين من فريق 8 آذار بحيث باتت الكرة ترمى الآن أكثر فأكثر في ملعب هذا الفريق الذي يتباهى بكونه تلقى هديتين ثمينتين للغاية من فريق 14 آذار فيما اكثرية قواه تعاود لعبة التعطيل فيحضر من يرشح المرشحين ويتغيب المرشحان في طليعة المعطلين.

ومع ارجاء الجلسة الـ36 الى الثاني من آذار المقبل، يمكن التوقف عند ثلاثة مواقف اطلقها فريق 14 آذار عشية احياء الذكرى الحادية عشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري الاحد المقبل من شأنها الاضاءة على المأزق الرئاسي الذي يحاصر الاستحقاق وكذلك فريقي 8 آذار و14 آذار. فالرئيس فؤاد السنيورة رأى ان "على حزب الله والتيار الوطني الحر ان يقدما طروحات محددة لا ان يقولا إما ان تنتخبوا مرشحنا (العماد ميشال عون) وإلا ليست هناك انتخابات". والوزير بطرس حرب كشف عن اقتراح تعديل دستوري يعتبر بموجبه النائب الذي يتغيب عن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية ثلاث مرات بحكم المستقيل، كما ينصّ على أن يستمر رئيس الجمهورية في مهماته الى حين انتخاب رئيس جديد. اما النائب جورج عدوان فحدد خطوتين نحو الرئاسة "تفاهم حزب الله مع النائب سليمان فرنجية كي يبقى العماد عون المرشح الأساسي لـ8 آذار والتفاهم بين عون وتيار المستقبل ومكونات 14 آذار".

ووسط الدوامة العبثية للمأزق الرئاسي الآخذ بالتعقيد وسط مخاوف من ازدياد التأثيرات الاقليمية التي تحاصر الأزمة، برز تجديد العرض الايراني لتسليح الجيش اللبناني على وقع نفي تدخل طهران في الاستحقاق الرئاسي. وقال السفير الايراني في بيروت محمد فتحعلي في موضوع الاستعداد الايراني لتسليح الجيش: "عرضنا لا يزال قائماً من دون شروط مسبقة ومن دون مقابل". وأضاف: "نحن لا نتدخل في أي شكل في الشؤون الداخلية اللبنانية وخصوصا في ملف رئاسة الجمهورية"، منبهاً الى ان "التدخلات الخارجية تزيد المشكلة تعقيداً". وفي المقابل برزت اشادة القائم بالاعمال الاميركي السفير ريتشارد جونز بزيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي للولايات المتحدة التي قال جونز إنها "أكدت العلاقة الامنية المتبادلة"، لافتاً الى ان لبنان بات يشكل سادس بلد في العالم يتلقى مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة، كما رحب بزيارات نواب ووزراء لبنانيين لواشنطن.

مجلس الوزراء
وإذ عادت الملفات الضاغطة الى الواجهة مع تلويح جهات نقابية وعمالية برفض أي اتجاه الى زيادة سعر صفيحة البنزين وتثبيته، علمت "النهار" من مصادر وزارية ان الاتجاه الغالب في جلستي مجلس الوزراء غداً الاربعاء وبعد غد الخميس سيكون الى رفض فرض الضرائب مما يعني ان فكرة زيادة الضريبة على سعر صفيحة البنزين ليست في مسار القبول بها. وأوضحت المصادر أن ما تردد عن هذا السعر في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء كان عابراً ولم يكن مدار نقاش. وأضافت ان مبلغ 20 مليون دولار لتثبيت متطوعي الدفاع المدني لا يحتاج الى كل هذا الكلام عن الموارد، علماً أن أموراً بملايين الدولارات كانت تطرح في الحكومة ويتم إيجاد مصادر لها من دون ربطها بضرائب. وأكدت أن الضرائب لا يمكن أن تفرض غبّ الطلب بل تتطلب مشروعاً متكاملاً عن الخطة الانمائية ومن ثم يجري التفتيش عن مداخيل لها. وخلصت إلى أن مجلس الوزراء غداً سيكون أمام إمتحان في القضية المالية والتي تفيد أنها لا تتعلق بالمال فحسب بل أيضاً بالقرار السياسي.

كما علمت "النهار" ان تحركاً كبيراً سيجري في الساعات الـ 24 الأخيرة لتوحيد المواقف النقابية من موضوع التظاهر رفضاً لزيادة أي ضريبة ربطا بما يجري الحديث عنه من ضرائب جديدة، فيما بحث الاجتماع المشترك امس لوزراء حزب الكتائب ونوابه في هذه المسألة. وعلمت أيضاً أن الجدل حول تلزيمات وزارة الاشغال لم ينته وهو مطروح مجدداً أمام مجلس الوزراء الخميس.

مار مارون
في ظل هذه الأجواء، ستكون عظة راعي ابرشية بيروت للمورانة المطران بولس مطر اليوم في قداس عيد مار مارون مميزة بالتوجهات السياسية التي توضح مسار الامور في لبنان حالياً.
وأفادت معلومات ان هذه الكلمة ستجسد الموقف الكنسي من الأزمة الرئاسية وخصوصاً مع مرور السنة الثانية على احياء العيد في غياب رئيس للجمهورية.

وعلمت "النهار" أن مبدأ إلاجتماع الذي دعا اليه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الجمعة المقبل في بكركي للبحث في الملف الوظيفي للمسيحيين في الدولة لا يزال قائماً، إنما هناك فكرة متداولة ان يقتصر الاجتماع على الوزراء المسيحيين لكي يطلع البطريرك منهم على وضع الوزارات والادارات. وفي هذا الاطار زار الرئيس ميشال سليمان أمس البطريرك الراعي وبحث معه في تعزيز الحضور المسيحي في الدولة ولكن من دون إحياء نزاعات طائفية، لكن نسبة الطائفية في هذا الموضوع تعود الى مدى تجاوب أو عدم تجاوب من يطيحون الروح الميثاقية. وفهم ان الاتصالات التي ستجرى في الساعات المقبلة ستحدد شكل إجتماع الجمعة بصورة نهائية.


الأخبار
من 14 شباط إلى 14 آذار: فسخ الزواج؟

كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "في 2 آذار الجلسة 36 لانتخاب رئيس الجمهورية، وفي 23 آذار تكون انقضت سنتان على استحقاق بدأ يومذاك مع المهلة الدستورية، من دون التمكن حتى الآن من اجرائه. لا المرشح مقبول، ولا الناخب يريد تارة او هو قادر طورا.

عندما يغيب المرشحان الوحيدان عن جلسة انتخاب الرئيس، فذلك يعني انهما يتصرّفان كأنهما غير معنيين بها في الوقت الحاضر على الاقل. لا يذهب الرئيس ميشال عون الى الجلسة الا مرشح اجماع، وكذلك انتخابه. ولا يذهب النائب سليمان فرنجيه الى جلسة يغيب عنها مَن تحفظ عن ترشيحه وهو حزب الله، مع ان تيار المستقبل كان السبّاق الى هذا الترشيح.

لم يعد في وسع احد التأكد من مكمن المأزق الذي يطيل أمد الشغور، وبات لكل فريق توجيه اصابع الاتهام الى الآخر بالتسبب بتعطيل الاستحقاق. يوماً بعد آخر تتسع هوة فقدان الثقة وانهيار التحالف، وقد تكون ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري الاحد المقبل دليلاً اضافياً، اذ دُعي نائب زغرتا كي يحلّ ضيف شرف على تيار المستقبل صاحب الدعوة. وقد تحل الذكرى التقليدية التالية في 14 آذار ــــ وهذه المرة هذا الفريق هو صاحب الدعوة ــــ مؤشراً ربما اكيداً الى انهيار تحالف لم يُعطَ ان يعيش اكثر من عقد من الزمن.

لن يكون سهلا على حزب القوات اللبنانية المشاركة في احتفال 14 شباط، وان كان المقصود بها حصراً ذكرى اغتيال الرئيس الراحل. لن يكون سهلا ايضاً على الحريري الابن الاطلالة في حضور فرنجيه ــــ اذا حضر ــــ من دون ان يعلن ترشيحه رسمياً باسم تيار المستقبل. الا ان اعلاناً كهذا يفضي حكماً الى فسخ الزواج مع القوات اللبنانية، وكان الحريري قال يوماً ان الموت وحده يفرّق بينه وبين رئيس الحزب الحليف سمير جعجع.

سببان بسيطان يصح ان يكونا كفيلين ومبررين لخاتمة محزنة كهذه: عندما تخلى الحريري عن ترشيح جعجع للرئاسة بالطريقة نفسها التي ترشح فيها جعجع للاستحقاق بلا تنسيق مسبق معه، وعندما تتفادى القوات اللبنانية حضور احتفال يسمّي فيه الحريري خصمها نائب زغرتا مرشحاً للرئاسة كي تمتنع عن الانضمام الى عاصفة التصفيق التي ستستقبل هذا الاعلان. لكن ما هو ادهى ان يحل فرنجيه ضيف شرف على ذكرى 14 شباط من دون ان يتلقّف الحريري حضوره باعلان ترشيحه، وإن متأخراً منذ اجتماع باريس في 17 تشرين الثاني. كذلك لا يبدو سهلاً على فرنجيه الذهاب الى هذا الحد في الاقتراب من تيار المستقبل، وهو يراكم خصومة مع عون تتنامى يوماً بعد آخر، ويستوعب على مضض اصرار حزب الله على التمسك برئيس تكتل التغيير والاصلاح مرشحاً وحيداً لانتخاب الرئيس.

هكذا دخل الافرقاء الثلاثة هؤلاء في دوامة مناورة يسهل فيها استفزاز احدهم للآخر، ويصعب خروجه منها بلا خسائر شخصية وسياسية مباشرة. بل الواقع ان الاستحقاق الرئاسي بات يدور في فلكهم اكثر من سواهم:
1 ــــ ليس في امكان النائب وليد جنبلاط بعد اليوم الافادة من ترشيح النائب هنري حلو، وكان توخى منه الفصل بين مرشحين احدهما من قوى 8 آذار هو عون والآخر من قوى 14 آذار هو جعجع قبل تخليه عن ترشحه. ادى هذا الفصل وظيفته طوال سنة ونصف سنة، ثم فقد جدواه عندما اقتصر الترشح على قوى 8 آذار، وعلى عون وفرنجيه، وبات على جنبلاط الانتظار ومن ثمّ مراقبة الطريقة التي يدير بها حزب الله الاشتباك الناشب بين حليفيه المرشحين، من دون ان يتمكن من ايصال اي منهما الى قصر بعبدا.

2 ــــ للمرة الاولى في تاريخه، يختار حزب الكتائب موقف الحياد السلبي في استحقاق رئاسي بعدما درج، منذ دخل الى مجلس النواب عام 1951، على مقاربة انتخابات الرئاسة على انها استحقاقه هو بالذات: اما يكون مرشحاً (1964 و1970 و1982 و1989) او يكون له مرشح (1970 و1976). لم يؤخذ عليه مرة مقاطعة جلسة او الاقتراع بورقة بيضاء، وسلّم على مضض بمرشح كجد فرنجيه، الرئيس سليمان فرنجيه، بسبب تعذر توافق الزعماء الموارنة الثلاثة على احدهم.

وسواء كان اعلان رئيس الحزب النائب سامي الجميل التصويت بورقة بيضاء مبرَّراً لتحفظه عن المرشحين المعلنين، الا ان جده الشيخ بيار الجميل ساءه عام 1964 تسمية الرئيس شارل حلو، فترشح ضده ثم انسحب ثم اقترع له. كذلك فعل في انتخابات 1970 عندما ترشح في الدورة الاولى ثم فاضَلَ في الدورة الثانية بين فرنجيه الجد ومنافسه الرئيس الياس سركيس. يكمن خيار الجميل الحفيد في الاقتراع بورقة بيضاء ــــ بينما والده الرئيس امين الجميل يتفرج على تدحرج رؤوس الزعماء الموارنة في سباق الاستحقاق ــــ في عدم توقعه تلقي اجوبة عن اسئلة وجهها الى فرنجيه الحفيد تمثل هواجس حزب الكتائب. وهي في الواقع اسئلة موجهة الى مَن لا يجيب عنها، حزب الله.

3 ـ يعتقد حزب الله ورئيس تكتل التغيير والاصلاح ان الفريق الآخر، وتحديداً تيار المستقبل، الذي تقدّم خطوات أساسية الى الامام كان من المتعذر تصديقها قبل سنة بموافقته على مرشح من قوى 8 آذار وتالياً على فرنجيه، يسعه التقدّم بخطوات اكثر الى الامام ودعم ترشيح عون. بذلك يستمهل الحليفان ويبطئان الحركة ويتصرّفان على انهما غير مستعجلين على اجراء الاستحقاق، وهما يوصدان تماماً ابواب الخوض في خيار بديل من عون بمَن فيه فرنجيه. وهو مغزى المقايضة الضمنية التي اقترحها الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله في اطلالته الاخيرة في 29 كانون الثاني، عندما فصل بين انتخاب الرئيس ــــ شرط ان يكون عون ــــ وسلة التفاهمات التي كان اشترطها في الاشهر المنصرمة توطئة لانتخاب رئيس الجمهورية، بحيث يسهل مع عون رئيساً الوصول الى التفاهمات تلك لاحقاً بضمانات موثوق بها، بما فيها عودة الحريري الى السرايا.


اللواء
حزب الله يقبض على التعطيل: عون رئيساً أو لا رئاسة!
طيران إسرائيلي ليلاً بين جبيل والبقاع.. وتجاذب مالي - نقابي حول ضريبة البنزين

بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول "نتيجة واحدة انتهت إليها الجلسة 35 التي كانت تحددت لانتخاب رئيس جديد للجمهورية: ان نواب الأمة يكتمل نصابهم فقط «للبصم» او «التصفيق» بعد وضع الورقة للاقتراع لرئيس يأتي من «كوكب» تفاهم إقليمي - دولي، لم يحن وقته بعد.

الا ان ذلك لا يمنع ان تكون الجلسة التي قصدها النواب، كما رئيس المجلس، للتعبير عن الاستعداد لممارسة الديمقراطية اللبنانية، كشفت عن ستة مؤشرات اهمها:
1- ان لا ترشيح النائب سليمان فرنجية الذي لم يخرج إلى العلن بصورة رسمية من قبل الرئيس سعد الحريري، ولا «اعلان معراب» في 18 كانون الثاني الماضي، باتفاق «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» على دعم النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، اعادا خلط الأوراق على منصة الجلسة 35، فبقي المشهد على رتابته: الذين يحضرون هم هم، والذين يغيبون هم هم، فإن لم يكن باشخاصهم فبكتلهم وتياراتهم السياسية.
2- التزام كتلة «لبنان الحر الموحد» التي تضم أربعة نواب والتي يرأسها فرنجية بعدم المشاركة في الجلسة، ليس من زاوية انها جزء لا يتجزأ من تكتل «الاصلاح والتغيير» الذي يرأسه النائب عون، بل في إطار رسالة لـ«حزب الله» ان تيّار «المردة» ورئيسه بقيا في خط 8 آذار.
3- اعراب الفريق العوني عن ارتياحه لما آلت إليه الجلسة، وحتى لا يُشكّل مصيرها المتوقع بأنها ستكون مثل سابقاتها، صدمة للجمهور المسيحي الذي انعش آماله تفاهم 18 كانون الثاني، روّجت الرابية مساءً ان الوضع جيد، وأن المستقبل غير البعيد سيحمل دعماً دولياً واقليمياً لانتخاب النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية، في ضوء معلومات الرابية من معراب ان المملكة العربية السعودية لا تضع «فيتو» على عون، ولا على أي من المرشحين، فالمملكة لا تقف، استناداً إلى تاريخها الطويل، الا مع ما يراه اللبنانيون، والمسيحيون في ما خص الرئاسة، ولا مانع لديها بالتالي إذا ما اتفق المسيحيون على عون ومن وصوله إلى الرئاسة إذا ما أدى ذلك إلى انهاء الفراغ المزمن الذي قد يؤثر سلباً على لبنان، في الظروف المعروفة في المنطقة، وفقاً للمعلومات التي تمتلكها «القوات».
4- في ما خص «حزب الله» وموقف 8 آذار، أكّد قيادي رفيع في هذا الفريق ان ما أسفرت عنه الجلسات (التي اقتربت من ان تدخل موسوعة غينيس) وتحولات المنطقة ان الملف الرئاسي اللبناني يخضع لقاعدة سياسية إجرائية يمكن صياغتها، حسب هذا القيادي، كما يلي: «الممر الإلزامي لرئيس الجمهورية «حزب الله» وتسليم مفاتيح قصر بعبدا ممنوع الا إلى رئيس يؤيد المقاومة». وعليه يعتبر القيادي ان «حزب الله» قدم تنازلاً بوضع السلة المتكاملة جانباً لتطمين الشريك المسلم السنّي (وفقاً لهذا القيادي).
ولم يتوان هذا القيادي عن القول ان «هناك مساعي دولية حثيثة على أكثر من خط عربي - إقليمي لانتخاب عون قبل استئناف التفاوض على الملف السوري».
5- في المقابل، رأى مصدر نيابي في كتلة «المستقبل» ان ارتفاع عدد النواب الذين حضروا الجلسة هو رسالة اعتراض على التعطيل. ولاحظ المصدر ان ترشيح عون وفرنجية وحتى الدكتور سمير جعجع والرئيس أمين الجميل جاء من لقاء الأقطاب الأربعة في بكركي في 28 آذار الماضي، وليس الحريري ولا حتى جعجع هما من رشحا شخصين من 8 آذار، وما حدث ان جعجع تخلى عن ترشيحه، وأن «حزب الله» واظب على الإمساك بتعطيل الجلسات.
6- على ان البارز هو ما أعلنه وزير الاتصالات بطرس حرب من ان هناك اتجاهاً لتقديم اقتراح قانون بتعديلات دستورية تتضمن اعتبار النائب الذي يغيب ثلاث مرات عن الجلسات دون عذر مستقيلاً من المجلس، وأن رئيس الجمهورية المنتخب يحتفظ بممارسة صلاحياته ولو بصورة مؤقتة ريثما يسلم الرئاسة لرئيس جديد، فيما اتهم الرئيس فؤاد السنيورة «حزب الله» و«التيار العوني» بوضع البلاد في مأزق، مقترحاً الاحتكام إلى العملية الديمقراطية أو طرح بدائل للخروج من هذا المأزق.

مجلس الوزراء
تحدد موعد جديد لجلسة انتخاب الرئيس في 2 آذار، الا ان الأنظار بقيت متجهة إلى جلسة مجلس الوزراء غداً الأربعاء وللجلسة التي تليها الخميس، بجدول أعمال أضيف إليه ثلاثة بنود: طلب مجلس الإنماء والاعمار تأمين اعتمادات لزوم مشروع الجسرين العلويين فوق الأوتوستراد الساحلي عند تقاطع جل الديب، ومشروع مكننة الداخلية، وإدخال مستشفى البترون في ملاك وزارة الصحة.

وتكتسب جلسة الغد أهمية من الزوايا المالية التي ستبحث من خلالها الوضع المالي والحاجة الملحة لمصادر تمويل إضافية تسمح للدولة ان تغطي النفقات الملحة في مجالات الإنماء والتوظيف والخدمات الأخرى:
1- التقرير الذي سيعرضه وزير المال علي حسن خليل عن حقيقة الوضع المالي في ظل عشر سنوات من الصرف من خارج الموازنة ومن دون قطع حساب أو رقابة.
وفي هذا الإطار، أكّد وزير الدولة للشؤون الإدارية نبيل دو فريج لـ«اللواء» ان استمرار الوضع المالي على ما هو عليه يأخذ البلد إلى الانهيار، داعياً إلى التعلم من تجربة اليونان، مشيراً إلى ان الضريبة على القيمة المضافة لم تعد تكفي لتغطية النفقات.
2- ومع ان الوزير دو فريج كشف ان أي اقتراح حول زيادة سعر صفيحة البنزين سواء ثلاثة أو خمسة آلاف لم تبلغ إلى الوزراء، وأن هذا الأمر من صلاحية وزير المال دون سواه، وهو الذي عليه ان يقترح بالتفاهم مع وزير الاقتصاد، وبالتالي يطرح الامر على النقاش وعلى التصويت إذ اقتضى اتخاذ القرار، فإن هذا الموضوع سيحضر على طاولة النقاش، سواء في الجلسة المالية أو في أي جلسة أخرى، مع الإشارة إلى ان الاتحاد العمالي العام وهيئة التنسيق النقابية لوحا بالتحرك في الشارع إذا ما أضيفت أي زيادة على سعر صفيحة البنزين.
3- تحضيرات وزارة المالية للزيارة التي سيقوم بها الوزير خليل إلى الولايات المتحدة للاجتماع مع وزير الخزانة الأميركي، في إطار جهود لبنان لحمل الادارة الأميركية على العودة عن اجراءاتها التي يمكن ان تؤدي إلى تقييد حرية التعاملات وانسيابية أداء القطاع المصرفي اللبناني الملتزم اتم الالتزام بمجموعة التشريعات الدولية المتعلقة بمكافحة تبييض الأموال أو الاتجار بالمخدرات.

ووفقاً لمعلومات نسبت إلى الوزير خليل، فإنه سيؤكد لنظيره الأميركي جاكوب ليو التزام لبنان بالقوانين المالية الدولية، وأن لبنان يفرق بين العمليات الإرهابية والمقاومة وحركات التحرر، وانه يخشى الانعكاسات السلبية على التعاملات المالية التي طالت نواب كتلة الوفاء للمقاومة، وأن بعضهم رفض توطين مخصصاته من المجلس حتى لا تفسر في غير محلها، والتحضيرات بحثها الوزير خليل مع القائم باعمال السفارة الأميركية السفير ريتشارد جونز، الذي كان زار الرئيس تمام سلام في السراي، وكذلك وزير الداخلية نهاد المشنوق، مؤكداً ان الولايات المتحدة من أكبر المانحين للبنان، كما انها ملتزمة دعم القوى العسكرية لمساعدتها في محاربة المجموعات المتطرفة، لافتاً إلى ان لبنان هو سادس بلد يتلقى مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة في العالم.

يُشار إلى ان الرئيس سلام التقى وفداً من أهالي بلدة عرسال برئاسة نائب رئيس البلدية أحمد الفليطي، يرافقهم عضو كتلة المستقبل النائب جمال الجراح في حضور رئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمّد خير.

ولفت النائب الجراح إلى ضرورة تدخل الحكومة وهيئة الاغاثة لمساعدة الأهالي للحفاظ على وجودهم داخل البلدة، وذلك من خلال تمكينهم من الوصول إلى بساتينهم وأرزاقهم من قبل مسلحي حزب الله الذين يحتلون جزءاً كبيراً من عرسال، منبهاً من محاولة الايحاء ان عرسال بلدة مستباحة من المسلحين بما يوجب معاقبتها ومعاقبة أهلها من خلال حرمانهم من موارد عيشهم وأرزاقهم.

14 شباط
في هذا الوقت، اكتملت تحضيرات تيّار «المستقبل» لاحياء الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه يوم الأحد المقبل في 14 شباط، عند الساعة الرابعة والنصف من بعد الظهر في «البيال».

وبحسب المعلومات، فإن الاحتفال سيقتصر على بث شرائط وافلام وثائقية عن جريمة الاستشهاد والمشروع الإنمائي الذي كان يحمله الرئيس الشهيد، بالإضافة إلى كلمة للرئيس سعد الحريري الذي سيركز فيها على الأوضاع في المنطقة وتأثيراتها على لبنان، واعتبار الأزمة في لبنان أزمة سياسية، كما سيتطرق الرئيس الحريري إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة في البلاد.

طيران إسرائيلي فوق البقاع
وفي تطوّر ميداني ليلاً، افيد ان الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارات وهمية فوق منطقة بعلبك والسلسلة الشرقية على علو منخفض، بعدما كان هذا الطيران قد قام بتحليق مُكثّف على علو منخفض فوق البقاع.

وأفاد شهود عيان من منطقة الزعيترة في كسروان ان الطائرات الإسرائيلية ألقت بالونات حرارية، وسجل سماع أصوات طائرات حربية فوق كسروان وجبيل.


البناء
اليمن يفضح الأكاذيب السعودية عن التقدّم نحو صنعاء... وواشنطن تنصح بالتسوية
أنقرة والرياض لتمرير صواريخ ضدّ الطائرات للمسلحين بذريعة حرب «داعش»
لا نصابَ رئاسيٌّ... ومساعٍ لمقايضة تثبيت الدفاع المدني بزيادة سعر البنزين

صحيفة البناء كتبت تقول "نظمت قيادة الجيش واللجان الشعبية جولات للمراسلين الإعلاميين إلى جدار حماية العاصمة صنعاء من ناحية محافظة الجوف، لتظهير سيطرتها على الموقف وتكذيب الحملات الإعلامية السعودية التي تروّج لانتصارات وهمية وضعتها على أبواب العاصمة صنعاء، وقال المتحدثون باسم الجيش واللجان الشعبية للصحافيين إنّ الحملة السعودية هي للتغطية على الإنجازات التي يحققانها على طول خط الحدود حيث يجري التوغل من الجانب اليمني إلى الداخل السعودي وتدمير مواقع وتحصينات كلّ يوم، بينما يشكل المأزق اليمني مصدر قلق أميركي استدعى توجيه نصيحة مباشرة من الخارجية الأميركية للرياض بضرورة تسريع مساعي التسوية السياسية، حيث تبدو مخاطر إمساك «القاعدة» و»داعش» بالمناطق التي يسيطر عليها التحالف الذي تقوده السعودية مصدر خطر يتعاظم.

الضعف والارتباك السعوديّان يترافقان مع حالة مشابهة لتركيا، التي تراجعت كما السعودية عن نبرة مرتفعة لتدخل عسكري بري في سورية، وعاد الكلام السعودي رغم تحويل مسار النيات من حرب تغيّر مجرى الوضع عسكرياً في سورية إلى حرب على «داعش»، للقول إنّ الحرب على «داعش» ستتناسب مع درجة خطورة «داعش» على الأمن السعودي، لتتحدّث مصادر في أنقرة عن تفاهم تركي سعودي بإحياء غرفة عمليات أضنة وتدعيمها بعشرات الضباط كخبراء ومستشارين، تحت عنوان بناء قوة مسلحة للمعارضة المؤهّلة للمشاركة في الحرب على «داعش»، لضمان التغطية الأميركية للمهمة، علىنأن أ أن تكون المهمة الفعلية تشكيل سرايا متخصّصة في شبكات الصواريخ المضادّة للطائرات من الفصائل المسلحة التي تقاتل شمال سورية، وأضافت المصادر أنّ التحذير الروسي لتركيا من اللعب بالنار كان مصدره وصول هذه المعلومات عن نيات أنقرة والرياض إلى موسكو، وإبلاغها واشنطن أنها تحمّلها وحلفاءها مسؤولية ظهور أيّ صواريخ جديدة تستهدف طائراتها في جبهات القتال السورية، داعية إلى تفعيل مسار فيينا الذي يجتمع المشاركون فيه في ميونيخ يوم الخميس المقبل، لمناقشة موضوعية لتصنيف التنظيمات الإرهابية في سورية بدلاً من اللعب مع تشكيلات إرهابية والسعي لتبييضها.

لبنانياً، راوح المسار الرئاسي بعيداً عن مفاجآت في الجلسة التي انتهت دون نصاب، بينما خطفت الأضواء المساعي الحكومية لمقايضة المصادقة على تثبيت متطوّعي الدفاع المدني بفرض زيادة على سعر البنزين.

الصوم الرئاسي سيد الموقف
مع بداية الصوم لدى الطائفة المارونية، لا يزال الصوم الرئاسي الماروني سيد الموقف، فالانتخابات الرئاسية في جلستها الخامسة والثلاثين لم تعقد على غرار الجلسات السابقة بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني الذي اقتصر على 58 نائباً فيما النصاب المطلوب لانعقاد الجلسة هو 86 نائباً.

وسجل في جلسة الأمس غياب نواب كتلة «لبنان الحر الموحّد» رغم طرح الرئيس سعد الحريري ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية للرئاسة، كما سجل حضور ثلاثة نواب من كتلة «القوات اللبنانية» وهم جورج عدوان وفادي كرم وشانت جنجانيان، رغم دعم رئيس «القوات» سمير جعجع ترشيح رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون الذي قاطع وكتلته وحزب الله والكتلة القومية وحزبا البعث والطاشناق، فيما حضر رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى ساحة النجمة من دون أن يدخل إلى القاعة العامة، فبيان إرجاء الجلسة إلى الثاني من آذار المقبل تلاه الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر.

لقاء بين «المستقبل» و«القوات»
وسجل لقاء بين تيار المستقبل وحزب «القوات»، رغم الخلاف حول الملف الرئاسي، ورغم كل ما يشاع عن محاولات قواتية للاتصال بالرئيس الحريري لترطيب العلاقة بين الطرفين، إلا أن مصادر نيابية مقربة من «القوات» تؤكد لـ«البناء» أن «هذا اللقاء ربما يكون الأول رغم أنه لن يغير شيئاً في واقع العلاقة المتوترة بين الطرفين».

ورجحت المصادر أن تكون مشاركة «القوات» في ذكرى 14 شباط خجولة جداً، «لا سيما أن الاحتفال الذي أقامته القوات الأسبوع الفائت شهد حضوراً للنائب جان أوغاسبيان فقط بصفته الشخصية وليس بصفته ممثلاً عن تيار المستقبل».

وأكد عضو كتلة «القوات» النائب جورج عدوان خلال خلوة عقدها على هامش الجلسة مع الرئيس فؤاد السنيورة أنّ «القوات اللبنانية مستمرة بالسعي للتقارب بين العماد ميشال عون وقوى الرابع عشر من آذار»، مضيفاً: «عمليّتان يجب أن تترافقا إحداهما يقوم بها حزب الله بإقناع فرنجية وثانيتها نتولاها نحن لناحية التقريب بين العماد عون وفريق 14 آذار».

وحرب: لتعديل الدستور لإلزام النواب بالحضور
وفي إطار الفذلكة الدستورية منذ الفراغ الرئاسي، أعلن وزير الاتصالات بطرس حرب أنه وعدداً من النواب يحضّرون اقتراح تعديل دستوري ينص على أنه «في حال تغيب أي نائب عن حضور ثلاث جلسات مجلس نواب دون عذر شرعي يعتبر هذا النائب مستقيلاً، وهو مجبر على أن يحضر كل الجلسات إذا أراد الحفاظ على نيابته».

مخاوف أمنية على لبنان…
وأكد عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت في دردشة مع الصحافيين في المجلس النيابي أنه «إذا خُيّر بين انتخاب العماد عون والوزير فرنجية والنائب هنري حلو فإنه سيصوّت لحلو». وتخوّف فتفت من عمل أمني خطير في لبنان، لافتاً إلى أن هذه المرحلة صعبة جداً.

وفي سياق متصل تخوفت مصادر مطلعة لـ«البناء» من «هروب مقاتلي تنظيم «داعش» إلى جرود عرسال ومقاتلي «جبهة النصرة» إلى الحدود مع الجولان وما سيتبع ذلك من أعمال إرهابية سيتعرّض لها لبنان في ظل القرار الدولي 2254 بمكافحة الإرهاب في سورية والغطاء الذي أعطي لروسيا في هذا الصدد».

وأشارت المصادر إلى أن «الدعم الأميركي الذي حصل عليه الجيش اللبناني خلال زيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي للولايات المتحدة، ويصبّ في إطار دعم لبنان واستكمال استعداداته من أجل محاربة التنظيم الذي من المرجح وفق معلومات أمنية أن تنتقل عناصره إلى عرسال هرباً من سورية».

وفي السياق نفسه، أفيد أمس عن سماع أصوات انفجارات في بلدة عرسال والجوار تبين أنها ناتجة عن تجدد الاشتباكات بين مسلّحي جبهة «النصرة» وتنظيم «داعش» الإرهابيين في منطقة وادي الدب جنوب شرق قلعة الحصن في جرود عرسال.

جلسة مالية للحكومة الأربعاء
على الصعيد الحكومي، يعقد مجلس الوزراء جلستين متتاليتين يومي الأربعاء والخميس المقبلين، لاستكمال البحث في جدول الأعمال وطرح بعض الملفات الطارئة لا سيما ما تردّد عن إقرار المجلس الزيادة المطروحة على صفيحة البنزين 5000 ل.ل.

ونفى وزير الإعلام رمزي جريج لـ»البناء» وجود اتجاه لدى مجلس الوزراء لإقرار زيادة ضرائب على صفيحة البنزين، وأوضح أن «جلسة الأربعاء مخصصة فقط لاستعراض الوضع المالي ولن يُبحث أي موضوع آخر، حيث سيقدم وزير المال علي حسن خليل عرضاً لحالة المالية العامة والخزينة وسبل المعالجة إن كانت المعالجة المؤقتة أو طويلة الأمد وفي ضوء هذا العرض لوزير المال سيتم تداول الأمر واتخاذ القرارات».

وأشار جريج إلى أن ملف تثبيت متطوعي الدفاع المدني سيتم تداوله في جلسة الخميس، مرجّحاً إقرار تثبيتهم «لأنه مطلب حق وغير مرتبط بوجود موارد مالية».

تحفّظ على شروط الترحيل
وعن ملف النفايات، أكدت مصادر وزارية أنه «سيطرح في جلسة الخميس أيضاً»، وأوضحت أن «معظم الوزراء وافقوا على مبدأ الترحيل كأبغض الحلال بعد تعذر التوافق على إيجاد المطامر اللازمة لمعالجة النفايات، لكن هناك تحفظ على شروط الترحيل من وزراء حزب الكتائب ووزير التربية الياس بو صعب».

ولفتت المصادر إلى السرية التي تحيط بهذا الملف، «حيث لا يطلع الوزراء على المعلومات إلا من خلال ما يسرب من أنباء لا سيما عن الجهة التي ستُرحّل إليها والشركة التي ستتولى ذلك». ونفت المصادر علمها بخيار ترحيل النفايات إلى روسيا.

هيئة التنسيق تلوّح بالإضراب الخميس
نقابياً، لوحت هيئة التنسيق النقابية بالإضراب الشامل يوم الخميس المقبل، في حال تم إقرار الزيادة المطروحة على صفيحة البنزين في جلسة الأربعاء.

وفي اجتماع حضرته مكونات الهيئة جميعها، دعت في بيان إلى الإضراب العام والشامل يوم الخميس المقبل «في حال إقدام مجلس الوزراء يوم الأربعاء على إقرار الزيادة المطروحة على سعر صحيفة البنزين».