29-03-2024 07:45 AM بتوقيت القدس المحتلة

ماذا فعل وليد جنبلاط في كردستان العراق؟

ماذا فعل وليد جنبلاط في كردستان العراق؟

يلعب الأكراد هذه الفترة دورا محوريا في تحديد مصير المنطقة، سلما أو حربا وقد كبر دورهم بفعل الجغرافيا السياسية والطبيعية من تواجدهم في بلدان عرضة للاضطرابات المتزامنة مع الانسحاب الأميركي من العراق

يلعب الأكراد هذه الفترة دورا محوريا في تحديد مصير المنطقة، سلما أو حربا وقد كبر دورهم بفعل الجغرافيا السياسية والطبيعية من تواجدهم في بلدان عرضة للاضطرابات المتزامنة مع الانسحاب الأميركي من العراق.

هذا الدور الكردي يتعاظم في العراق وذلك لكون المناطق الكردية هي الوحيدة التي تشعر بأنها خارج أي اهتزازات أمنية بعد الانسحاب الأميركي.

في سورية أيضا حيث يلعب الأكراد بذكاء حاد، يحصلون من النظام على مطالب وحقوق حرموا منها، ولا يجارون المعارضة التي يرون أنها بيد عدوهم التاريخي والخطير تركيا. وفي تركيا عادت عمليات حزب العمال الكردستاني لتقلق الدولة العثمانية في ثوبها الجديد ولتضع تحت الأضواء ضعف الجيش التركي القتالي والمعنوي.

ولأن الأكراد هم بيضة القبّان في هذه المعادلة، ألقت فرنسا بثقلها للتعاون معهم في شتى المجالات وهي الدولة التي أسال لعابها النصر السهل في ليبيا للتدخل في كل مكان بتوكيل وتفويض أميركيين. وقد شهدت فرنسا هذا الأسبوع زيارة لوفد كردي عراقي برئاسة برهم صالح رئيس وزراء إقليم كردستان العراق.

لفتنا حجم الوفد وتنوعه، فالعدد قارب الثلاثين شخصا توزعوا بين شخصيات عسكرية وأمنية وسياسية واقتصادية وثقافية، كما لفتنا أيضا غياب أية تغطية إعلامية فرنسية وعربية وكردية لزيارة الوفد، وكأن هناك كلمة سر صدرت للأعلام بعدم التعرض لهذه الزيارة لا من قريب ولا من بعيد.

حاولنا إجراء لقاء صحفي مع الأستاذ برهم صالح لكن الجواب الدبلوماسي من المحيطين به كان حاضرا وبلباقة (لا كلام مع الإعلام): وكيف عرفت جنابك بوجودنا في فرنسا؟ غير أن تعذر الحصول على مقابلة لم يمنع الكلام المستفيض مع أعضاء من الوفد حول الحراك السياسي والعسكري في المنطقة والموقف الكردي العام في المنطقة من الأحداث السورية الذي قاد محاوري الأكراد إلى الكلام عن الزيارة المفاجئة والغير مفهومة الأسباب التي قام بها النائب اللبناني وليد جنبلاط إلى كردستان العراق يوم الاثنين في الخامس من شهر كانون الأول 2011، والتي التقى خلالها رئيس الإقليم مسعود بارازاني.

ونحن هنا نعرض بعض ما قاله أعضاء الوفد الكردي عن الزيارة وما كان يسعى إليه جنبلاط من زيارة الإقليم: "إنها أتت بعد زيارة قام بها لأنقرة وطرح فيها وساطته بين تركيا وحزب العمال الكردستاني على أساس أن جذوره كردية،" يقول أحد أعضاء الوفد وهو يضحك. ويضيف أن "جنبلاط طلب من رئيس إقليم كردستان العراق التوسط مع حزب العمال الكردستاني التركي لإنهاء الصراع مع الدولة التركية."

"أما نص الوساطة فيقضي أن يعرض رئيس إقليم كردستان العراق على مسؤولي حزب العمال ومقاتليه السكن في إقليم كردستان العراق مع عروض مالية سخية ومناصب مقابل تخليهم عن قتال الدولة التركية، وتكلم جنبلاط معنا عن الوضع السوري متسائلا لماذا يقف الأكراد على الحياد ولا ينزلون إلى الشارع؟ وفي الموضوع العراقي نصحنا جنبلاط من منطلق الحرص علينا بعدم الوثوق بـ (رئيس الوزراء العراقي) نوري المالكي لأنه حليف لإيران وطالبنا بدعم الثورة السورية،" يقول عضو الوفد الكردي.

يضيف أن جنبلاط "كان يردد كل الوقت أنه من أصول كردية ويبدو أنه حفظ عن ظهر قلب شجرة العائلة الجنبلاطية وأماكن دفن أجداده في بلاد الكرد، وأراد إقناعنا بأنه بشمركة، ولكن عندكم في لبنان. البارزاني  يقوم بالوساطة حاليا مع علمه بأنها غير قابلة للتنفيذ، لكن عدم معرفة ماذا ستحمل الأيام من العلاقات بيننا وبين تركيا بعد الانسحاب الأميركي، يحتم علينا تقديم مبادرات حسن نوايا لتركيا، وفي الأساس ليس هناك أية عروض أو تنازلات تركية."

وفي الشأن العراقي، يقول عضو الوفد الكردي: "نحن قلقون من انفجار الوضع بعد الانسحاب الأميركي وهناك معطيات تتحدث عن استعدادات لمعارك في بعض المناطق المحاذية للإقليم الذي لن يتدخل في أية صراعات عسكرية. لكن ما يثير خوفنا هو تصرفات تركيا في حال توتر الوضع العراقي أمنيا كونها سوف ترى بعين الشك والريبة إقليم كردستان هادئ ومستقر في عراق مضطرب، وهناك اعتقاد بأن تركيا قد تعيد نظرتها بحملة التصعيد التي تقودها ضد سورية إذا انهار الوضع الأمني في العراق بسبب الأكراد."

أما في الشأن السوري فيقول الجمع الكردي "إننا في الأحزاب الكردية منعنا الشارع الكردي في سورية من التظاهر والاحتجاج وكان مسؤولون في أحزابنا ينزلون إلى الشارع ليعيدوا الناس إلى بيوتهم، وهذا موقف الأكراد في المنطقة وليس في سورية وحدها، لقد وعدنا النظام بحقوقنا ولحد الآن لم يخلف في كل ما وعد ونأمل أن يستمر هذا التوجه للمصلحة المشتركة."