26-04-2024 12:57 AM بتوقيت القدس المحتلة

تقرير صحف الثلاثاء 15-3-2011 عن أخبار البحرين

جولة في الصحف المحلية والعربية في 15-3-2011


واشنطن لا تعتبره غزواً ... والمعارضة البحرينية تطلب حماية الأمم المتحدة ،السعودية تهبّ لنجدة حكّام البحرين
 
\"\"\"\\"\\"\"ـ السفير:

تعرضت المعارضة البحرينية ذات الغالبية الشيعية ومعها بقية المعارضات الخليجية ذات التوجه الإصلاحي لتهديد خطير امس عندما دخلت القوات السعودية وقوات من دولة الامارات العربية الى البحرين في حملة عسكرية تهدف الى منع رياح الثورة العربية من بلوغ دول الخليج العربية، وحماية نظام الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة، الذي بدا أنه الحلقة الأضعف في المنظومة الخليجية والنموذج الابرز للمعارضين الخليجيين، بعدما اهتز على وقع احتجاجات شعبية تجتاح مملكته منذ 17 شباط الماضي، وكادت تقترب من تحقيق اصلاحات جوهرية يطالب بها البحرينيون منذ عشرات السنين.
الدخول العسكري السعودي والاماراتي الى البحرين كان علنياً وصريحاً في تأكيده على الحاجة الى حماية القصر الملكي والمؤسسات والمرافق البحرينية السياسية والامنية التي واجهت في الايام القليلة الماضية تحديات جدية من قبل معارضين يضغطون على الملك من اجل فتح حوار جدي حول الاصلاح، بواسطة التظاهرات والاعتصامات التي رد عليها النظام على الطريقة التونسية والمصرية، بتجريد حملات امنية وبلطجية على المعارضة اودت بحياة سبعة بحرينيين وجرحت مئات آخرين، وعمقت الشرخ المذهبي في البحرين على مختلف المستويات.

وسارعت المعارضة البحرينية على اختلاف اطيافها وتشكيلاتها الى اعتبار الدخول السعودي حرباً غير معلنة من قبل جيش احتلال، وطالبت الامم المتحدة بتوفير حماية للمدنيين البحرينيين المهددين، فيما كانت السلطة تعتبر وصول الف عسكري

 سعودي وخمسمئة عسكري اماراتي الى البحرين خطوة طبيعية يسندها ميثاق الدفاع المشترك بين دول مجلس التعاون والذي جرى التأكيد عليه اكثر من مرة في اجتماعات طارئة للمجلس اعقبت انطلاق الثورتين التونسية والمصرية.
وفي تحوّل مثير للموقف الاميركي الذي كان حتى الأمس يدفع الملك في اتجاه الحوار مع المعارضة والاستجابة لمطالبها، اعلنت واشنطن انها ابلغت مسبقاً بالخطوة السعودية ـ الاماراتية وهي لا تعتبرها غزواً من بلد آخر. واعربت عن املها في الا تؤدي تلك الخطوة الى تعطيل الحوار الداخلي المنشود في البحرين بل الى تسريعه، وسط تقديرات بأن الملك الذي ماطل في الاستجابة لمطالب معارضيه يمكن ان يلجأ الى المزيد من التشدد والشروع في اعلان حالة الطوارئ ومنع التجول وبالتالي حظر الاحتجاجات الشعبية التي كانت ولا تزال ورقة الضغط الوحيدة في يد المعارضين.
وما زاد من خطورة الخطوة السعودية وعمق الازمة البحرينية ان ايران خرجت عن صمتها امس واعلنت انها لن تقف مكتوفة ازاء التدخل السعودي «لإبادة الشيعة» في البحرين ودعت السلطات البحرينية الى التعامل بحكمة مع مطالب الشعب واحترام حقه في التحرك السلمي.
واستقبل ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، بحضور ولي العهد الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة، وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ورئيس الحكومة القطرية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.
ونقلت وكالة أنباء البحرين عن الفيصل تأكيده «وقوف السعودية إلى جانب البحرين في هذه الظروف التي تمر بها»، مشيرا إلى أن «أمن البحرين هو أمن السعودية وأن دول مجلس التعاون جميعها حريصة على استقرار البحرين وأمنها». وأكد الشيخ حمد «وقوف بلاده إلى جانب البحرين في مواجهة أي خطر يهدد أمنها واستقرارها».
وبث تلفزيون البحرين الرسمي مشاهد لدخول «طلائع» من قوات درع الجزيرة الخليجية الى المملكة عابرة الحدود من السعودية المجاورة. ودرع الجزيرة هي قوات خليجية مشتركة اسسها مجلس التعاون في 1984.
ودعت السلطات البحرينية الشعب إلى «التعاون التام» مع القوات الخليجية التي دخلت البلاد لمساعدة السلطات على مواجهة تمدد التحركات الاحتجاجية. وجاء في بيان رسمي بحريني «بدأت طلائع قوات درع الجزيرة المشتركة بالوصول إلى البحرين، انطلاقاً من مبدأ وحدة المصير وترابط امن دول مجلس التعاون على ضوء المسؤولية المشتركة لدول مجلس التعاون في المحافظة على الأمن والاستقرار».
وذكر البيان باعتبار وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي أن «امن واستقرار دول المجلس كل لا يتجزأ بمقتضى اتفاقيات التعاون الدفاعية المشتركة بين دول مجلس التعاون» من اجل «ردع كل من تسول له نفسه الإخلال بأمنها وزعزعة استقرارها وبث الفرقة بين مواطنيها». وناشدت القيادة العامة لقوة دفاع البحرين المواطنين والمقيمين في المملكة «بالتعاون التام والترحيب بإخوانهم من قوات درع الجزيرة المشتركة» بدول مجلس التعاون الخليجي.
وقال مصدر سعودي مسؤول إن «أكثر من الف عسكري سعودي من قوات درع الجزيرة الخليجية وصلوا» الى المملكة. وذكر أنه بموجب الاتفاقيات ضمن مجلس التعاون الخليجي، فإن «اي قوة خليجية تدخل الى دولة من المجلس تنتقل قيادتها الى الدولة نفسها». واشار الى انه «تمّت الدعوة مراراً للحوار من قبل الحكومة البحرينية ولم تتم الاستجابة للدعوة».
وقال شهود ان نحو 150 ناقلة جند مدرعة وسيارات اسعاف وخزانات مياه وسيارات جيب دخلت البحرين عبر الجسر الذي يمتد لمسافة 25 كيلومتراً بين البلدين وتتجه نحو الرفاع وهي منطقة سنية تعيش فيها الاسرة المالكة وتضم مستشفى عسكرياً.
واكد مجلس الوزراء السعودي انه تجاوب مع «طلب البحرين الدعم» في مواجهة تهديد امنها، من دون الاشارة مباشرة الى تدخل عسكري. وقال وزير الاعلام عبد العزيز خوجة، في اعقاب جلسة برئاسة الملك عبد الله، ان مجلس الوزراء اكد مجدداً على ان دول مجلس التعاون الخليجي «ستواجه بحزم وإصرار كل من تسول له نفسه القيام بإثارة النعرات الطائفية او بث الفرقة بين ابناء المجلس ودوله او تهديد أمنه ومصالحه». واعتبر «مجلس الوزراء أن أي إضرار بأمن دولة من دول (مجلس التعاون) يعدّ اضراراً بأمن جميع دوله، وفي هذا الاطار أكد مجلس الوزراء تجاوبه مع طلب البحرين الدعم في هذا الشأن».
بدورها، أعلنت دولة الإمارات أنها أرسلت نحو 500 شرطي إلى البحرين. وقال وزير خارجية الامارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، في باريس، ان بلاده ارسلت حوالى 500 شرطي الى البحرين، مشيراً الى ان «دول الخليج الأخرى ستشارك ايضاً في اعادة الهدوء والنظام في البحرين». وكان أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتي اعلن ان الامارات قررت إرسال قوة امنية الى البحرين «للمساهمة في حفظ الامن والنظام» في المملكة.
ودعا البيت الابيض دول الخليج الى ضبط النفس واحترام حقوق البحرينيين، لكنه لم يطالب بسحب القوات السعودية والاماراتية من المملكة. وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية تومي فيتور «نحض شركاءنا في مجلس التعاون الخليجي على ضبط النفس واحترام حقوق البحرينيين والتحرك في شكل يدعم الحوار بدلاً من تعطيله»، وذلك رداً على ما اعتبرته المعارضة البحرينية «احتلالاً».
بدوره، قال جاي كارني، المتحدث باسم الرئيس باراك اوباما، «ندعو دول المنطقة الى ضبط النفس»، املا في ان «تحترم (دول مجلس التعاون الخليجي) المتظاهرين المسالمين عبر عدم استخدام القوة ضدهم». لكن البيت الابيض لم يدع الى انسحاب القوات الخليجية من البحرين.
واعلن البيت الأبيض في وقت لاحق انه لا يعتبر ذلك غزواً. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني «نشاهد التقارير التي تتحدثون عنها. هذا ليس غزواً لدولة».
وأكد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه «تدخل السعودية في البحرين». وقال «إيران لن تقف مكتوفة الأيدي في حال أي تدخل سعودي لإبادة الشيعة في البحرين»، داعياً الحكومة البحرينية إلى عدم التعامل بعنف مع المحتجين. وأضاف «نحن نتوقع من الحكومة البحرينية أن تتعامل بحكمة ودراية مع مطالب الشعب، وأن تحترم الأساليب السلمية التي يلجأ إليها الشعب لتحقيق هذه المطالب».
المعارضة البحرينية
ودعت المعارضة البحرينية، التي تنضوي تحت لوائها سبع جمعيات سياسية اهمها جمعية الوفاق التي تمثل التيار الشيعي الاكبر في البلاد، المجتمع الدولي ومجلس الامن الى «حماية المدنيين» في البحرين من «خطر التدخل العسكري الخارجي».
ووجّهت الجمعيات السبع نداء للامين العام للامم المتحدة بان كي مون في بيان مشترك اعتبرت فيه ان «شعب البحرين في خطر حقيقي يتهدده بشن حرب من قبل جيش مسلح ضد المواطنين البحرينيين من دون اعلان حالة الحرب»، في اشارة الى القوات الخليجية. واضافت «نعتبر دخول اي مجند او آلية عسكرية الى اقليم مملكة البحرين البري والجوي والبحري احتلالاً سافراً لمملكة البحرين وتآمراً على شعب البحرين الأعزل ويخالف الاتفاقيات والاعراف الدولية في السلم والحرب». ودعت الجمعيات «الاسرة الدولية لتحمل مسؤولية السلام والامن الدوليين وذلك بصورة سريعة لحماية شعب البحرين من خطر التدخل العسكري الخارجي واتخاذ ما يلزم لحماية المدنيين بدعوة مجلس الامن للانعقاد لهذا الموضوع بصورة عاجلة». وبدت الحياة شبه متوقفة في البحرين حيث اغلقت المدارس والشركات والمصانع تلبية لدعوة الاضراب العام، فيما يسود توتر امني وطائفي غداة مواجهات قوية بين المتظاهرين والسلطات في دوار اللؤلؤة بوسط المنامة وبالقرب من مرفأ البحرين المالي. كذلك توقفت جامعة البحرين عن التدريس غداة مواجهات عنيفة اسفرت عن اصابة عشرات الطلاب بجروح. واتهم ناشطون «بلطجية» بمهاجمة طلاب معتصمين معارضين للحكومة بالعصي والقضبان الحديدية. وناشدت ادارة الشؤون الاسلامية في وزارة العدل والشؤون الاسلامية في البحرين جميع البحرينيين الوقوف معاً لمواجهة الاخطار والتحديات، داعية رجال الدين لدفع الشارع الى طاولة الحوار لحقن الدماء وحفظ الأمن.

ـ الشرق الأوسط طارق الحميد: إيران طائفية.. ودرع الجزيرة لا

\"\\"\\"\"

\"\"ما إن أُعلن عن وصول أولى طلائع قوات درع الجزيرة الخليجية للمنامة، استجابة لطلب مملكة البحرين، من أجل الإسهام في إرساء الأمن والاستقرار، حتى صدرت جملة تصريحات لافتة من المعارضة الشيعية البحرينية، وغيرها، لكن الأخطر كان تصريحا إيرانيا. حيث صرح وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي بأن «إيران لن تقف مكتوفة الأيدي في حال أي تدخل سعودي لإبادة الشيعة في البحرين»، وهذا التصريح وحده، على لسان وزير الخارجية، يعتبر دليلا صارخا على طائفية إيران.

فقوات درع الجزيرة لم تذهب نصرةً لطائفة، بل استجابة لدعوة رسمية من البحرين، والقول إن هذا العمل ليس قانونيا، كما تقول المعارضة البحرينية، أو كما قال أحد النواب الشيعة في الكويت، هو قول مردود عليه؛ فقوات درع الجزيرة ذهبت إلى البحرين وفق الاتفاقات والمواثيق الخاصة بمجلس التعاون الخليجي، وهي القوات نفسها التي هبت لنجدة الكويت يوم الغزو العراقي، وهذا ما كان يجب على النائب الكويتي تذكره.

والأمر الآخر: أن قوات درع الجزيرة التي وصلت إلى البحرين ليست قوة عسكرية، بل هي قوة أمنية، وبحسب ما قاله لي مسؤول خليجي رفيع، فإن الهدف من إرسال القوات يكمن في عدة نقاط؛ أولا: الاستجابة لطلب البحرين، وذلك التزاما بالاتفاقات الخليجية، والأمر الآخر: أنها قوة رمزية مفادها أن دول المجلس لن تسمح بأن تنزلق الأمور في البحرين إلى صراع طائفي أهلي، خصوصا مع الاحتقان الطائفي الذي بلغ أشده هناك، والأمر الأخير هنا: أن دول المجلس تريد إرسال رسالة واضحة بأنها تلتزم بأمن البحرين.


وهذا كله بالطبع لا يوحي أبدا بنفس طائفي، بل إن الطائفية هي عندما تريد فئة من المجتمع فرض رؤيتها السياسية وحدها على الدولة من دون أن يتحقق لتلك المطالب إجماع وطني؛ فالشيعة ليسوا وحدهم أبناء البحرين، فهناك سنة أيضا، والديمقراطية لا تكون وفق نسبة مقابل فئة أخرى، بل على أساس المشاركة والمواطنة. ولذا، فإن تصريح وزير الخارجية الإيراني يظهر حجم الطائفية المقيتة لدى حكومة طهران.. فإيران ليست حريصة على أمن البحرين وسلمها الأهلي بقدر ما أنها حريصة على طائفة. وحديث صالحي عن أن السعودية تريد إبادة الشيعة دليل صارخ على خطورة ما تفعله إيران في منطقتنا، وهو ما حذرنا منه مطولا.

لكن السؤال الآن هو: ما مدلولات التصريح الإيراني؟ والإجابة بكل بساطة هي التالي؛ فبعد فترة طويلة من التعامل الخليجي مع إيران، وفق المقولة الشهيرة لرئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم، التي نقلتها عنه وثائق «ويكيليكس»، بأن التعامل مع إيران يتم وفق «هم يكذبون علينا، ونحن نكذب عليهم»، أصبحت اللعبة اليوم مع إيران على المكشوف. فطهران تريد التدخل في شؤون مجلس التعاون وفق منطق طائفي، بينما دول المجلس تسعى للأمن والاستقرار، ولا تتدخل في الشأن الداخلي الإيراني. ولذا، فإن إرسال قوات درع الجزيرة للبحرين هو عمل قانوني سليم، وليس بدافع طائفي، بينما تصريح وزير الخارجية الإيراني هو الطائفية بعينها.

ـ الشرق الأوسط عبد الرحمن الراشد: البحرين.. سنة وشيعة

\"\"\"\\"\\"\"ها هي قوات من خمس دول خليجية تعبر جسر البحرين لأول مرة في تاريخ المنطقة، فهل هي دلالة على أن النظام البحريني صار في مهب الريح؟ أم أننا أمام معركة إقليمية أو حتى دولية مقبلة؟ هل دخول القوات والإعلان الصريح عنها دلالة فوضى آتية أم علامة استقرار؟
ليس من المبالغة التحذير من مخاطر وقوع صدام شعبي سني شيعي في هذه الدولة التي تجلس على خط الزلزال الطائفي أكثر من أي بلد آخر في المنطقة العربية. البحرين كانت ولا تزال نموذجا يحكي عن التعايش والتنوير والتقدم السياسي والنمو، وهذه الحكاية صارت اليوم مهددة بسبب التظاهر والتصادم في الجامعات والميادين التي صارت ملطخة باللغة الطائفية. الوضع مرعب لكن رغم ذلك لن يخرج عن السيطرة، لا أعتقد أننا أمام حرب أهلية، وليس صحيحا أن النظام السياسي لدولة البحرين مهدد بالسقوط. نحن أمام أزمة داخلية، لها أصداء إقليمية، ومع مرور الوقت وتزايد الصدامات تصبح الحلول الوسط بعيدة المنال. وإذا كان النظام غير مهدد، والحرب الأهلية مستبعدة، فلماذا الخوف واستدعاء قوات من خارج البلاد؟ القوات رسالة رمزية للخارج، فالسلطات البحرينية نفسها لم تستخدم من قواتها سوى بوليس مكافحة الشغب، ولم تلجأ بعد إلى قوتها الأمنية ولم تلجأ إلى جيشها. فالوضع الميداني مهما اشتعل يظل تحت السيطرة، لكن العلاقة السياسية هي محل الخوف لزمن طويل مقبل. وبالتالي الخوف هو من تخريب العلاقة الاجتماعية في البحرين ودول الخليج وبقية العالم العربي. وهنا يوجد أكثر من طرف يريد تخريب العلاقة مستفيدا من الفوضى المنتشرة في المنطقة.

ولا أود أن أشارك الذين يرمون كل حركة بالمؤامراتية، فشيعة البحرين ليسوا جماعة إيرانية، والمحتجون ليسوا فرقة من الحرس الثوري أو حزب الله اللبناني. الذين يختصرون المشكلة بمثل هذه التهم لا يساعدون أنفسهم على فهم القضية، والذين لا يفهمون ما يحدث بوضوح لن يستطيعوا تقديم الحل أو المساعدة عليه. ونفي المؤامرة الإيرانية لا ينفي وجود محتجين إيرانيي الهوى، ولا أنكر أبدا أن إيران تريد استغلال احتجاجات الشيعة، وركوب الموجة لإضعاف خصومها الخليجيين، ومد نفوذها على المنطقة المهمة للعالم نفطيا، وبالطبع تريد استغلال أزمة البحرين لمحاصرة المعارضة الداخلية في طهران بتوجيه الاهتمام في إيران إلى «العدو السني». وبالتالي، نحن نرى تشابها عجيبا بين متطرفي السنة والشيعة في المزاعم واستغلال الأحداث على الضفتين. إيران ستستخدم كل معارض ومحتج وخارج على القانون سني وشيعي لخدمة أغراضها، أولاد أسامة بن لادن ومئات السعوديين والمصريين أمثال سيف العدل وغيرهم من إرهابيي العرب السنة كانوا في «ضيافة معسكرات إيران» لخمس سنوات متتالية، ولا يزال بعضهم يقيم هناك. إيران تدعم إلى اليوم جماعات سنية متطرفة مثل طالبان في أفغانستان، وتدعم جماعات سنية خليجية معارضة في أوروبا.

في البحرين شيعة غاضبون لهم مطالب معيشية، لا تختلف كثيرا عن المطالب المعيشية للسنة في البحرين ومناطق أخرى في الخليج، وظائف وتعليم وصحة. وهناك شيعة في البحرين لهم مطالب سياسية تؤيدها قلة من السنة.
ولا يقل متعصبو السنة سوءا عن متعصبي الشيعة، كلهم وجهان لعملة واحدة، وهم سبب خراب المنطقة وأكثر من يهدد بتخريب النسيج الاجتماعي في الخليج والعراق ولبنان واليمن حيث إن الصرخة الطائفية تدخل الحماس والرعب في المجتمع أكثر من دعوات الإصلاح والاستقرار. وقد رأينا كيف أضر التطرف الديني المستخدم سياسيا بمجتمعاته أكثر مما أضر بخصومه، في أفغانستان والعراق ولبنان والخليج وحديثا في اليمن في معركة الحوثيين ضد نظام صالح.
في البحرين دعوات عقلانية تستحق الاستماع وتقريب وجهات النظر، وفي البحرين قيادة بالفعل لها وزنها واحترامها عند كل فئات المجتمع على رأسها الملك حمد وولي عهده، هذان الاثنان يملكان احتراما واسعا كان وسيكون عامل إطفاء الفتنة، والبحرينيون قادرون على تجاوز الأزمة إن تجنبوا الطرح الطائفي