عبر أمين عام الحزب الديمقراطي السوري المعارض، أحمد الكوسا، عن عدم استغرابه من إستقالة بعض المعارضين السوريين مما يُسمى بـ "المجلس الانتقالي السوري"، كونه مجلس ذو تركيبة غير متجانسة.
عبر أمين عام الحزب الديمقراطي السوري المعارض، أحمد الكوسا، عن عدم استغرابه من إستقالة بعض المعارضين السوريين مما يُسمى بـ "المجلس الانتقالي السوري"، كونه مجلس ذو تركيبة غير متجانسة.
وفي حديث خاص مع الموقع الالكتروني لقناة المنار، قال كوسا إن الانقسامات كانت واضحة منذ انعقاد الاجتماع الأول للمجلس في اسطنبول، بعد أن فشل المجتمعون فيه في الاتفاق على الشعارات وعلى خطاب جامع واضح لكل مكوّنات المعارضة السورية.
وأضاف أنّ ما رسخ قناعة الحزب بأن المعارضة في الخارج منقسمة على نفسها، هو ما جرى في مؤتمر تونس من تقاتل بين أعضاء "المجلس الانتقالي" فيما بينهم. وتبادلهم الشتائم والسباب عندما إختلفوا على توزيع الكراسي، وبعدما أخذوا يتنافسون أي منهم سيحظى بحكم سورية أولاً.
المجلس الانتقالي: نموذج للإقصاء وغياب الديمقراطية
وتابع المعارض السوري حديثه لـ "موقع المنار"، متهماً ما سمّاه "المجلس الاسطنبولي" بأنه يضم أدوات تابعة لغرف الاسخبارات الأميركية والصهيونية، وأنه مجرد قناع يخفي وراءه مؤامرة خارجية ضد سورية.
وأوضح أن مزاعم هذا المجلس بأنه يشكل البديل عن النظام في سورية، هي مزاعم كاذبة. "هؤلاء لا يمثلون الشارع السوري، ولن تجدوا لهم مؤيدين في الشارع السوري. هم مجرد جماعة تسعى للوصول إلى السلطة.. إنهم إقصائيون يرفضون الآخر، ولا يجدون غير الاقتتال وسيلة لتحقيق المطالب".
"يطرحون جرّ البلاد إلى الهاوية من خلال الإصرار على إستجلاب تدخل عسكري، وهم يبذلون كل الجهود لذلك، فليس في برامجهم غير هذا المطلب... ولم نسمع منهم خطاب وطني واضح يعبر عن مطالب الشعب السوري وطموحاته".
وعن علاقة معارضة الداخل بما يُسمى بـ "المجلس الانتقالي السوري"، نوّه أمين عام الحزب الديمقراطي بأن هناك ممثلون عن الحزب خارج سورية، يلتقون بأطياف المعارضة على اختلاف طروحاتها. وفسّر أن الحزب لا يجد في "المجلس الانتقالي" الا نموذجاً للإقصاء وغياب الديمقراطية.
ولفت أحمد كوسا أن معارضة الداخل تجد نفسها أقرب إلى مطالب الشعب السوري.. وأنها تعمل اليوم على الاستفادة من الإصلاحات التي أُقرت مؤخراً، والتي من شأنها أن تساهم في النهوض بالمجتمع من خلال انتخاب برامج سياسية تطرحها شخصيات، لا انتخاب شخصيات تزكيها دول وأجهزة.
تعلمنا الكثير من تجربة العراق، ونرى ما يحدث في ليبيا
وتابع حديثه لموقع "المنار": " نحن نؤكد على مطلب احترام سيادة البلاد وعلى وحدة سورية ارضاً وشعباً، وعلى رفض أي تدخل خارجي في شؤون سورية الداخلية. وحدنا كفيلون بحل مشاكلنا، كنا نحل مشاكل منطقة بأسرها، ونحن اليوم أجدر بحل مشاكلنا من غيرنا".
وأضاف "لقد تعلمنا الكثير من التجربة العراق، ونحن اليوم نشاهد ما يحدث في ليبيا وفي مصر وكيف تبدلت الشعارات عن تلك التي كانت مطروحة في الثورات".
وعن سُبل الخروج من الأزمة، اعتبر أحمد كوسا أنه إذا ما لم يتم التوافق على مؤتمر حوار وطني بحضور كافة أطياف المعارضة وبرئاسة الرئيس السوري بشار الأسد، فلن يكون هناك حل للأزمة، بل ستدخل سوري في نفق التقاتل الأهلي المظلم.
"من موقعنا في المعارضة، نسعى جاهدين إلى دعوة كافة الأطراف للحوار والبحث عن قواسم مشتركة للخروج من هذه المحنة... إذا كانوا يملكون برنامج سياسي واضح فليأتوا إلى طاولة الحوار، وليطرحوا ما عندهم وسيجدوننا إلى جانبهم"، قال كوسا معبراً عن انحياز حزبه للمطالب الشعبية المحقة التي لا تترافق مع عمليات قتل وتخريب وارهاب.