05-05-2024 08:12 AM بتوقيت القدس المحتلة

حقوق المرأة ودورها في المجتمع(2)

حقوق المرأة ودورها في المجتمع(2)

إذا كان للمرأة موهبة - مثلاً موهبة علمية أو موهبة في الاختراعات و الاكتشافات أو موهبة في السياسة أو موهبة في النشاط الاجتماعي - لكنهم لا يسمحون لها باستثمار هذه الموهبة و تفجيرها فهذا ظلم.

إذا كان للمرأة موهبة - مثلاً موهبة علمية أو موهبة في الاختراعات و الاكتشافات أو موهبة في السياسة أو موهبة في النشاط الاجتماعي - لكنهم لا يسمحون لها باستثمار هذه الموهبة و تفجيرها فهذا ظلم".

الإمام الخامنئي

الفصل الثاني: دور المرأة في المؤسسة العائلية

الإمام الخامنئي من أول المدافعين عن حقوق المرأة في المجتمعأولاً: التربية الإسلامية للمرأة
إذا استطاع المجتمع الإسلامي تربية المرأة وفقاً للنموذج الإسلامي عندئذ ستنال المرأة مقامها الحقيقي الشامخ. و إذا تمكنت المرأة من بلوغ مراتب العلم و المعرفة و الكمالات المعنوية و الأخلاقية التي قررها الله تعالي و الدين الإلهي لكل البشر - نساء و رجالاً - بالتساوي فسوف تتحسن تربية الأبناء و سيزداد مناخ العائلة دفئاً و صفاء و سيشهد المجتمع تقدماً و ستنفتح عقد الحياة بسهولة أكبر. أي إن المرأة و الرجل سيزدادان سعادة. ليس الهدف اصطفاف المرأة في وجه الرجل. و لا هو تنافس عدائي بين المرأة و الرجل. الغاية هي أن تستطيع النساء و البنات السير و التحرك علي نفس المنوال الذي يسير فيه الرجال فيكونوا شخصيات عظيمة. هذا شيء ممكن و قد تم تجريبه في الإسلام.


من الأمور المهمة جداً تعلم أساليب العمل الصحيحة في داخل المنزل - بمعني التعامل الصحيح مع الزوج و الأبناء - من قبل المرأة. ثمة نساء صالحات جداً و لديهن الحلم و الصبر و التضحية و الأخلاق الحسنة. لكنهن لا يعرفن الأساليب الصحيحة للتعامل مع أزواجهن أو أبنائهن. إنها أساليب علمية. أمور تطورت يوماً بعد يوم مع التجارب البشرية و بلغت مراحل جيدة. ثمة أشخاص لديهم تجارب جيدة و يجب ابتكار أساليب ليقوم بعض الأشخاص بتوجيه السيدات لهذه الأمور.

ثانياً: حق انتخاب الزوج
اهتم الإسلام بالمرأة اهتماماً خاصاً كزوجة في مختلف المراحل. هناك بالدرجة الأولي قضية انتخاب الزوج. و يري الإسلام أن المرأة حرة في انتخاب الزوج و لا يستطيع أحد فرض شيء علي أي إمرأة فيما يتعلق باختيار الزوج. حتي إخوان المرأة و أبوها - ناهيك عن الأقارب الأبعد - لا يمكنهم و ليس من حقهم أن يفرضوا عليها الزواج من فلان أو فلان.

طبعاً كانت هناك في المجتمع الإسلامي علي امتداد الزمن عادات جاهلية و خاطئة. ما نفعله نحن المسلمون الجاهلون يجب أن لا يحسب علي الإسلام. هذه عادات جاهلية. المسلمون الجهلة يفعلون انطلاقاً من تقاليد و عادات جاهلية أشياء لا علاقة لها بالإسلام و أحكامه الوضاءة. 

ثالثاً: نموذجان جاهليان للزواج
إذا أجبر شخص بنتاً علي الزواج من ابن عمها يكون قد ارتكب خلافاً. و إذا أعطي الرجل الحق لنفسه باعتباره ابن عم الفتاة في نهيها عن الزواج و إجبارها علي الزواج منه و إلا لن يسمح لها بالزواج من غيره فإن ابن العم هذا و كل من يساعده إنما يرتكبون مخالفة شرعية، فهذا خلاف بيّن للشرع و فقهاء الإسلام غير مختلفين في هذا الشأن.


إذا أراد شخص من قبيلة لأجل حل خلافاته مع قبيلة أخري - كأن يكون هناك معركة و خلاف و دماء بين القبيلتين - أن يجعل حل هذا الخلاف و فصله في منح فتاة من هذه القبيلة لتلك القبيلة من دون أخذ إذن الفتاة نفسها فهذا خلاف للشرع. طبعاً إذا استحصل إذن الفتاة فلا إشكال في ذلك. فتاة ترغب هي و لا مانع لديها من الزواج من شاب من القبيلة الثانية و يستدعي هذا الزواج ضمنياً حل نزاع و خلاف. لا مانع في هذا الشيء و لا إشكال عليه. و لكن إذا أريد إجبار فتاة علي هذا الشيء كان خلافاً للشرع و الأحكام الإسلامية.


رابعاً: مكان للاستقرار
أهم شيء يحتاج إليه البشر هو الاستقرار. سعادة الإنسان تكمن في أن يأمن من التلاطم و الاضطراب الروحي و تتوفر لديه سكينة النفس. و هذا ما تمنحه العائلة للإنسان، للمرأة و الرجل علي حد سواء. تقول الآية الشريفة عن المرأة و الرجل داخل العائلة: «و من آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً» أي جعل للرجال نساء و للنساء رجالاً. و هم من أنفسكم و ليسوا من جنس آخر، أي ليسوا من مرتبة أخري بل هم جميعاً حقيقة واحدة و جوهر واحد و ذات واحدة. هم متفاوتون في بعض الخصوصيات طبعاً لأن واجباتهم متفاوتة. ثم قال: «لتسكنوا إليها». بمعني أن الزوجية و وجود جنسين في النوع البشري شيء مقرر لهدف كبير. و الهدف هو السكون و الهدوء و لكي يتوفر للنساء إلي جوار الجنس الآخر داخل العائلة - الرجل إلي جوار المرأة و المرأة إلي جوار الرجل - السكون و الاستقرار.

وبالنسبة للرجل أيضاً فإن العودة إلي البيت و العيش في بيئة المنزل الآمنة إلي جوار إمرأة عطوفة و محبة و أمينة تعدّ من أسباب السكون و الاستقرار. و بالنسبة للمرأة أيضاً يعدّ الزوج و السند الذي يحبها و يكون لها بمثابة الحصن المنيع - لأن الرجل أقوي من المرأة جسمانياً - يعدّ سعادة منشودة و سبباً في السكون و الاستقرار. العائلة تؤمِّن هذا الشيء لكل من المرأة و الرجل. الرجل يحتاج المرأة في بيئة العائلة من أجل الاستقرار و المرأة أيضاً تحتاج الرجل داخل مناخ العائلة وصولاً إلي الاستقرار «لتسكنوا إليها» كلاهما يحتاج الآخر لتحقيق السكون و الاستقرار.


خامساً: أهمية المرأة في العائلة
الواقع أن المرأة هي التي توجد العائلة و تديرها. العنصر الرئيس في تشكيل العائلة هو المرأة و ليس الرجل. يمكن وجود العائلة من دون الرجل كأن لا يكون الرجل موجوداً في العائلة أو ميتاً فتقوم المرأة بصيانة العائلة إذا كانت عاقلة و مدبرة و ربة بيت، و لكن إذا سلبت المرأة من العائلة لن يستطيع الرجل حفظ العائلة. إذن المرأة هي التي تحفظ العائلة.


السبب في كل هذا الاهتمام الذي يوليه الإسلام لدور المرأة في العائلة هو أن المرأة إذا التزمت بالعائلة و أحبتها و اهتمت بتربية الأبناء و رعتهم و أرضعتهم و أنشأتهم في حجرها و وفرت لهم الزاد الثقافي - القصص و الأحكام و الحكايات القرآنية و الأحداث ذات العبرة - و غذتهم به في كل فرصة تسنح كما تغذيهم بالطعام الجسماني فإن الأجيال في ذلك المجتمع سترشد و تترعرع. هذه هي ميزة المرأة و هي لا تتنافي مع دراستها و تدريسها و عملها و خوضها غمار العمل السياسي و ما إلي ذلك.


يجب أن تكون العائلة هي الإساس و المحور في كل المشاريع الاجتماعية. مسألة الأمومة و الزوجية و البيت و العائلة مسائل جد أساسية و حيوية. أي إذا كانت المرأة أكبر متخصصة في الطب أو أي فرع آخر فما لم تكن ربة بيت سيكون هذا منقصة لها. المرأة يجب أن تكون سيد البيت. هذا هو المحور. إذا أردنا ضرب مثل ناقص قلنا أن المرأة تشبه الملكة في خلية النحل.

سادساً: النفوذ الطبيعي للمرأة
تتمتع المرأة بنفوذ خاص لا يقبل الوصف علي زوجها. ألا في حالات استثنائية. طبعاً هذا لا يعني أنه إذا كانت المرأة مسيطرة علي زوجها فهذا هو النفوذ المقصود، لا، الكلام هنا عن النفوذ القهري الطبيعي الذي قرره الله. إنني في الحسابات النهائية اعتبر المرأة أقوي من الرجل. هذا هو رأيي. المنتصر في المواجهة - إذا طالت هذه المواجهة - هو المرأة. بمعني أن المرأة ستتغلب أخيراً علي الرجل بالأساليب و الوسائل التي أودعها الله تعالي في كيانها و طبيعتها. و هذه من جماليات الطبيعة و من أسرار الخلقة. المرأة مضافاً إلي كميتها أي تلك الخمسين بالمائة فإنها مؤثرة في جرّ الخمسين بالمائة الأخري أي الرجال إلي الساحة.


يفضل الرجل أن تبقي زوجته و أبناؤه في البيت و يذهب هو إلي الساحة. نحن مثلاً حينما كنا نناضل و نجاهد لم نكن علي استعداد لأخذ نسائنا إلي ساحة النضال. كنا نقول لهن: «ابقين أنتن و نذهب نحن للقيام بهذا العمل» و لكن حينما تذهب المرأة إلي ساحة النضال و الجهاد ستأخذ زوجها معها و تقدمه إلي الأمام. هكذا هي المرأة. هذه الشخصية و هذا التأثير الذاتي و هذا التألق في ساحة النضال مما يجب المحافظة عليه.

سابعاً: قطب المحبة
الطبيعة الإلهية للمرأة و الرجل في البيئة العائلية طبيعة توفر للمرأة و الرجل علاقة ثنائية هي علاقة العشق و المحبة «مودة و رحمة». العلاقة الصحيحة بين المرأة و الرجل هي هذه: المودة و الرحمة علاقة المحبة و العطف، أن يحبا بعضهما و يعشقا بعضهما و يعطفا علي بعضهما.


العائلة قطب يجب أن تنمو فيه العواطف و المشاعر و تتفتح. يجب أن يري الأطفال الحب و الرعاية و الملاطفة. الزوج و هو رجل، و طبيعة الرجل أبسط بالنسبة للمرأة، و هو في بعض الميادين أضعف، و ليس له من مرهم لجراحه سوي ملاطفة زوجته - حتي ملاطفة الأم لا تنفع - و لا بد أن يجد هذه الملاطفة. بالنسبة للرجل الكبير تفعل الزوجة ما تفعله الأم للطفل الصغير. و النساء الدقيقات المتمعنات يعرفن هذه النقطة. إذا لم تكن هذه المشاعر و هذه العواطف التي هي بحاجة إلي محور رئيس في البيت - و المحور هو سيدة البيت و ربّته - كانت العائلة شكلاً بلا معني.

ثامناً: توزيع الواجبات
لطبيعتي المرأة و الرجل خصائصهما. ينبغي عدم توقع عمل الرجل و روحه من المرأة داخل البيت. كما يجب عدم توقع روح المرأة من الرجل داخل البيت. لكل منهما خصوصياته الطبيعية و الروحية، و من مصلحة البشر و من مصلحة المجتمع و من مصلحة النظام الاجتماعي مراعاة خصوصيات كل من المرأة و الرجل داخل العائلة بصورة دقيقة.

إذا روعيت هذه الخصوصيات سعد كل من المرأة و الرجل. ليس من حق طرف أن يظلم الطرف الثاني و يستغله و يعسف معه. يتوهم بعض الرجال أن من واجب المرأة القيام بكل الأعمال التي تخصهم. طبعاً في البيئة العائلية فإن الرجل و المرأة الذين يحبان بعضهما يقومان لبعضهما بأعمال و خدمات مختلفة بمنتهي الرغبة و الإرادة و الشوق، لكن القيام بالأعمال عن رغبة يختلف عن أن يشعر الرجل أو يتصرف و كأن من واجب المرأة أن تخدم الرجل كما لو كانت خادمة. ليس في الإسلام مثل هذا الشيء.

تاسعاً: أولوية العمل في المنزل
بعض النساء لديهن أعمالهن خارج البيت فقد يقمن بعمليات جراحية و يفحصن مرضاهن و يقمن بالعمل العلمي الفلاني أو كتابة المشروع الفلاني أو تدريس الدرس الفلاني في الجامعة - هذه كلها أعمال محفوظة في محلها - و لكن عليهن ملاحظة نصيب البيت أيضاً. و نصيب العائلة و البيت، ككل شيء آخر، يمكن التضحية بكميته في سبيل كيفيته. أي الانتقاص من كميته.

تواجد المرأة في البيت علي مدار الساعة له معني و لكن إذا انتقصتم من هذه الأربعة و عشرين ساعة و رفعتم المستوي النوعي سيكتسب تواجدها في البيت معني آخر. إذا وجدتم أن عملكم يضر بهذا الجانب فينبغي التفكير بحل. هذا شيء مهم و أساسي. ألا في الحالات الاضطرارية. ثمة في جميع الأمور ضرورات خارج نطاق القواعد. الأهم من كل أعمال المرأة تربية الأولاد و تعزيز معنويات زوجها للخوض في السوح الكبري.

عاشراً: واجب تربية الأولاد
من جملة الواجبات التي تقع علي عاتق المرأة في البيت و العائلة تربية الأولاد. النساء الذين يعزفن عن الإنجاب بسبب نشاطاتهن خارج العائلة إنما يتصرفهن خلافاً للطبيعة الإنسانية و النسوية عندهن. و هذا ما لا يرضي به الله. اللواتي يتركن الأبناء و تربيتهم و إرضاعهم و إنشاءهم في أحضان المحبة و العطف من أجل أعمال ليست متوقفة عليهن بدرجة عالية، يرتكبن خطأ. أفضل أسلوب لتربية الأبن هو أن يتربي في أحضان الأم و في ظل عطفها و محبتها.

النساء اللواتي يحرمن أبناءهن من هذه الموهبة الإلهية يخطئن. و هذا في ضرر أبنائهن و في ضررهن و في ضرر المجتمع. هذا ما لا يسمح به الإسلام. من الواجبات المهمة للمرأة هي تربية الأبن بعواطفها و برعايتها الدقيقة الصحيحة بحيث حينما يكبر هذا الإنسان - سواء كان ابناً أو بنتاً - يكون إنساناً سليماً من الناحية الروحية و خال من العقد و بدون مشكلات و بدون شعور بالذل و البؤس و الانحطاط و البلايا التي تعاني منها أجيال الشباب و الناشئة الغربيين في أوربا و أمريكا اليوم.

النساء الغربيات و بسبب إهمالهن للعائلة و تربية الأبناء أوصلن حال المجتمعات الغربية اليوم إلي أن يعيش ملايين الشباب و اليافعين المفاسدين و المجرمين في البلدان الأوربية و الأمريكية تحت ظل تلك الحضارة المادية و تحت تلك القصور الشامخة و تلك القواعد النووية و ناطحات السحاب التي تزيد عن مائة طابق و التقدم العلمي و التقني، يعيشون و هم في الثالثة عشرة أو الثانية عشرة حياة المجرمين و السراق و القتلة و المهرّبين و المدمنين يدخنون و يحششون! ما سبب هذا؟ السبب هو أن المرأة الغربية لم تعرف قدر العائلة.

11: قصة الوردة و البستاني
من واجب الرجل في داخل العائلة حسب وجهة نظر الإسلام أن يرعي زوجته كالوردة. يقول: «المرأة ريحانة» أي المرأة زهرة. هذا أمر لا يتعلق بالمجالات السياسية و الاجتماعية و تحصيل العلم و الكفاح في الميادين الاجتماعية و السياسية المختلفة. إنما هو شيء يتصل بالوضع الداخلي للعائلة. «المرأة ريحانة و ليست بقهرمانة» النظرة الخاطئة التي تظن أن من واجب المرأة داخل البيت القيام بكل الخدمات نظرة يعتبرها النبي بحديثه هذا خاطئة.

المرأة كالوردة التي يجب رعايتها. إذا تصارع الرجل مع الوردة تفتتت الوردة. إذا اعتبر الرجل الوردة وردة و تعامل معها كوردة كانت سبب زينة و تأثير إيجابي و كان وجودها بارزاً و مميزاً. ينبغي النظر لهذا الكائن ذي اللطف و الرقة الروحية و الجسمية من هذه الزاوية. في هذه الحالة سوف تحفظ الخصوصية النسوية للمرأة التي تقوم عليها جميع مشاعرها و مطالباتها، و سوف لن يفرض عليها شيء. مع أنها أمرأة، و بأخذ هذا المسألة بنظر الاعتبار، إلا أنها تفكر كالرجل و تعمل كالرجل و تريد كالرجل - أي إن الإسلام احتفظ للمرأة بالخصوصية النسوية و هي خصوصية طبيعية و فطرية و محور جميع مشاعر المرأة و مساعيها - و إلي جانب ذلك فإن ميادين العلم و المعنوية و التقوي و السياسة مفتوحة أمامها و قد شُجعت علي طلب العلم و علي التواجد و المشاركة في الميادين الاجتماعية و السياسية المختلفة. و قيل للرجل أيضاً في داخل العائلة إنه ليس من حقه فرض شيء علي المرأة و إكراهها و التمادي ضدها و فرض سلطة جاهلة غير قانونية عليها. هذه هي النظرة الإسلامية.


«و ليست بقهرمانة».. القهرمانة هنا ليست بمعني القهرمان في اللغة الفارسية. أنه تعبير عربي مستمد من الفارسية. القهرمان هنا بمعني الشخص الذي يتولي الأمور و يرأس العمال. أي يجب علي الرجل أن لا يعتبر المرأة مسؤولة عن الأمور في البيت. لا يجب التصور أن الرجل رئيس و جميع أعمال البيت و الأطفال و ما إلي ذلك تقع علي عاتق رئيس العمال الذي هو المرأة، و يجب التعامل معها كما يتعامل الرئيس مع مرؤوسه!

12: مظلومية المرأة في البيئة العائلية
تعاني المرأة راهناً علي المستوي العالمي من مشكلات لا حصر لها و لا علاج. يعاني المجتمع النسوي في العالم اليوم علي العموم من مشكلات في مجالين. أحد المجالين هو مجال العائلة. و المجال الآخر هو المجتمع. هذه ظاهرة مشهودة في أوربا و أمريكا و البلدان التي تحذو حذوها. و تمتاز بدرجات متفاوتة من الشدة و الضعف هنا و هناك. المرأة مظلومة في البيئة العائلية. بمعني أن الأزواج يظلمون النساء حقاً في داخل العائلة.

أكبر ظلم يمارسه الرجل ضد زوجته في داخل البيئة العائلية هو أنه لا يعتبرها شريكة حياته و لا ينفق جميع مشاعره عليها. ينشغل الرجال خارج البيت بممارسات غير شرعية و لهو و لعب و أهواء و نزوات و شهوات منفلتة. و في داخل البيت يسود مناخ بارد خال من المحبة أو ربما مشوب بسوء الأخلاق و أنواع الضغوط. النقطة الأهم هي تعامل الزوج و زوجته مع بعضهما. يربّي الإنسان البنت بجهود مضنية و بمحبة و لطف و بحب غامر من الأب و الأم و يصل بها إلي سن الشباب و هي لا تزال تعد طفلة في بيت والديها، ثم تذهب إلي بيت الزوجية كسيدة يتوقع منها أن تفهم كل شيء و القيام بكل الأعمال و إتقان جميع المهام و الفنون. لذلك تلام و تهاجم مع أبسط خطأ ترتكبه. هذا ما لا ينبغي أن يحصل.


إذا شعر الرجل في البيت بالملكية و نظر إلي المرأة بعين الاستغلال و الاستخدام فهذا ظلم، و للأسف فإن كثيراً من الرجال يرتكبون هذا الظلم. و كذا الحال في البيئة خارج المنزل. إذا لم تتوفر للمرأة أجواء آمنة خارج البيت للدراسة و العمل و تحصيل الوارد و الاستراحة فهذا ظلم و جور. إذا لم يسمح للمرأة بالدراسة بشكل صحيح و طلب العلم و المعرفة فهذا ظلم. إذا كانت الظروف بحيث لا تجد المرأة الفرصة بسبب العمل الكثير و ضغوط الأعمال المختلفة‌ لأن تهتم بأخلاقها و دينها و معرفتها فهذا ظلم. إذا لم تتمكن المرأة من الاستفادة مما تمتلك بشكل مستقل و بإرادتها فهذا ظلم.

إذا فرض علي المرأة زوج معين عند الزواج - أي لا يكون لها هي نفسها دور في اختيار الزوج و لم يُؤبه لإرادتها و ميلها في هذا الخصوص - فهذا ظلم. إذا لم تستطع المرأة سواء حينما تكون داخل البيت مع عائلتها أو إذا انفصلت عن زوجها أن تنتهل من أبنائها المعين العاطفي اللازم فهذا ظلم. إذا كان للمرأة موهبة - مثلاً موهبة علمية أو موهبة في الاختراعات و الاكتشافات أو موهبة في السياسة أو موهبة في النشاط الاجتماعي - لكنهم لا يسمحون لها باستثمار هذه الموهبة و تفجيرها فهذا ظلم.