13-05-2024 11:45 PM بتوقيت القدس المحتلة

ماذا يجري حول يبرود هذه الايام.. تفاصيل وأسماء

ماذا يجري حول يبرود هذه الايام.. تفاصيل وأسماء

سوف يكون وسط مدينة يبرود نقطة الاشتباك العسكري الاقل صعوبة بينما الوضع سوف يكون مختلفا في بلدة السحل

ليست يبرود هي المعركة الاساس كما يظن الكثيرون، او كما يكتب البعض عن القلمون السوري دون معرفة بجغرافيا المنطقة وخريطة توزيع القوى العسكرية المعارضة فيها. بل على عكس ما يظن الكثيرون تكاد مدينة يبرود تكون الحلقة الاضعف ضمن السلسة الباقية من البلدات في القلمون الدمشقي إذا ما قورنت ببلدة عسال الورد حيث الثقل الحقيقي لجبهة النصرة أو برنكوس في اخر السلسة والتي تحوي القوة العسكرية الاكبر للمعارضة ، فضلا عن السحل وهي البلدة المطلة مباشرة على يبرود والتي شهدت ظهر الاثنين حركة حشد مسلح من كافة قرى القلمون  بعد تهديد  ضابط المخابرات العسكرية في الجيش السوري ومقره في  النبك باقتحام السحل.

خريطة توزيع الكتائب المسلحة..
هناك فارق كبير في تقدير عدد مقاتلي المعارضة السورية المتواجدين في القلمون فبينما تقدر الجهات المختصة السورية وحلفاؤها عددهم بين ستة وسبعة آلاف مسلح، تقول مصادر المسلحين  انهم عشرة آلاف مسلح ينتشرون من السحل الى رنكوس مرورا بيبرود وعسال الورد ومزارع ريما وفليطة، وبين هؤلاء الكثير من القادمين من خارج القلمون الدمشقي خصوصا من حمص والقصير و ريف دمشق وبعض القادمين من البادية السوريةـ وهناك بعض العرب لكنهم ليسوا كثيري العدد  على عكس ما يشاع.وتتركز قيادات الجماعات المسلحة  في القلمون  في أشخاص سوريي الجنسية بعضهم ضباط منشقون.
ومن مفارقات القلمون أن زهران علوش المتواجد بقوة في ريف دمشق ليس له وجود يذكر في بلدات وقرى القلمون رغم محاولاته المتكررة الدخول اليها، وتتركز القوة الاساس لجبهة النصرة ومن بعدها لداعش و تاتي كتائب الجيش الحر التي تتألف من ضباط منشقين عن الجيش العربي السوري ثالثا.

وهذه الجهة ضعفت كثيرا بعدما انسحب الكثير من الضباط  من الحرب ويحاول الكثير منهم أعادة ترتيب اوضاعه مع الدولة السورية فيما الاخرون تسود بينهم وبين النصرة وداعش حالة من عدم الثقة الدائمة. وقد حصل أكثر من صدام مسلح بين الطرفين آخره يوم أمس الإثنين عندما هاجمت مجموعة يقودها ضابط منشق مخفر يبرود وانتزعته من مجموعة من الحماصنة ينتمون لجبهة النصرة في وضح النهار مستغلة حالة الفوضى والخلاف التي سادت المنطقة بعد تهديد الجيش باجتياح السحل وحشد النصرة قواتها في التلال خارج يبرود وفي السحل المطلة عليها.وكانت يبرود شهدت منذ ثلاثة اسابيع اشتباكات بين الطرفين أوقعت سبعة قتلى انتهت بسيطرة النصرة على  وسط المدينة.
ويقود جبهة النصرة في يبرود سوري يدعى ابو مالك  من التل ،  ويتنقل بين يبرود ورنكوس ومساعده يدعى أبو عزام الكويتي وهذا نصف سوري امه من القلمون و الكويتي هذا يقيم في يبرود، ويتولى امر راهبات  دير معلولا، ويقيم معهم في نفس البناء حيث يحتل وعائلته الطابق الارضي في هذا البناء.

وعلى مقربة من يبرود هناك بلدة عسال الورد وهي قرية صعبة جغرافيا وفيها مجموعات عسكرية من البلدة متماسكة عسكريا فضلا عن تواجد لجبهة النصرة وداعش. في بداية الاحداث كان هناك رجل اسمه فراس الخطيب تولى امر المجموعات المسلحة فيها  ومن ثم  توجه بعد فترة الى الغوطة الشرقية وتولى مكانه في قيادة الجماعات محمد شداد، الذي احكم قبضته على البلدة وعلى المجموعات المسلحة المنتمية اليها  وتمكن من فرض رؤيته على جبهة النصرة التي يقودها في عسال رجل من التل (ابو خالد) و في بخعة رجل ثان من يبرود و في راس المعرة رجل اخر من حمص ( أبو خالد الحمصي).
 وفي رنكوس التي تعتبر اقوى المناطق وأصعبها يقود الجماعات المسلحة ( أسد الخطيب) ، بينما يتولى داعش  التي بدأت تستقر وتقوى في المنطقة رجل سعودي (يدعى أبو مالك) غير ابو مالك مسؤول النصرة في يبرود وهي تتالف من الفارين من بابا عمرو في حمص وبعض العرب.

في هذا الوضع الصعب والمعقد يعمل الجيش السوري وحلفاؤه على  التواصل مع شريحة مهمة من السكان من اجل التخفيف من خسائر اية معركة قادمة والتي يعرف الجميع انها سوف تكون صعبة ومكلفة خصوصا للسكان ، وسوف يكون وسط مدينة يبرود نقطة الاشتباك العسكري الاقل صعوبة بينما الوضع سوف يكون مختلفا في بلدة السحل المطلة على يبرود وفي التلال  المشرفة على مزارع ريما القريبة من يبرود، وهذه التلال تقع تحت سيطرة جبهة النصرة التي تمتلك دبابات وصواريخ حرارية في تلك الجبهة، وهذا  ما يجعل من المنطقة مركز تجاذب تفاوضي حاليا  يحاول تجنيب المنطقة معركة قاسية ومكلفة  وقد يأتي الوقت المناسب لكشف تفاصيل ما يدور من مبادرات تفاوضية في المنطقة.
 ولا يمكن لأي  كان ممن يمتلك المعطيات الحقيقة للوضع على الارض إعطاء أية مهل زمنية  لإمكانية بدء المعركة وانتهائها اللهم اذا كان من  باب التخمين غير المسؤول على طريقة المنجمين الذين يجتاحون شاشتنا وبيوتنا هذه السنوات.

ماذا حصل في السحل يوم امس الاثنين؟
بعد ظهر يوم الاثنين 10 الشهر الحالي حضر مختار قرية السحل الى النبك واجتمع مع ضابط  المخابرات العسكرية هناك الذي أبلغه ان الجيش قرر دخول القرية وعلى المسلحين اخلاؤها وإلا سوف يتم قصفهم بداخلها، وقد اربك هذا التهديد وضع مسلحي المعارضة الذين حشدوا في السحل من يبرود ورنكوس وعسال الورد وفليطة ، فيما توتر الوضع في  السحل بين الاهالي وجبهة النصرة حيث طالبها الاهالي بالانسحاب ورفضت  النصرة هذا المطلب ما سبب حركة نزوح من البلدة استغله بعض من اهالي فليطة ومن الحماصنة الذين عمدوا الى سرقة المنازل التي غادرها اهلها ، في عملية عقاب منظم قامت به جبهة النصرة بحق الاهالي.


موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه