29-04-2024 04:35 AM بتوقيت القدس المحتلة

مسلحو حمص بين الخلافات العقائدية وفرص الحرب والتسوية..

مسلحو حمص بين الخلافات العقائدية وفرص الحرب والتسوية..

الذين كانوا داخل الأحياء المحاصرة يظهرون خلافاتهم وأحقادهم الداخلية أمام اعين الملأ

نضال حمادة

كان  منظر  المسلحين المنسحبين من حمص وهم يصلون الجماعة  جماعتين منفصلتين  يوم الأربعاء الماضي قبل نقلهم في الحافلات التابعة للدولة السورية الى الدار الكبيرة ، مستغربا لدى الكثيرين ممن شاهدوا  عملية الخروج ، وكيف ان الذين كانوا داخل الأحياء المحاصرة يظهرون خلافاتهم  وأحقادهم  الداخلية  أمام اعين الملأ دون أي خجل او مداراة للوضع الذي يعيشونه، وهم الذين لم تتوقف الآلة الإعلامية الخليجية والعالمية عن وصفهم باليد الواحدة ، وبالأبطال داخل الأسوار ، فإذا بهم فرق وجماعات مشتتة تتبع من يمولها  من خارج الحدود مثلها مثل غيرها من الجماعات المسلحة التي تعيث دمارا في الجسد السوري منذ أربعة سنوات.

عند ظهر يوم الأربعاء  الماضي وقبل انطلاق الحافلات الى الدار الكبيرة أقام المسلحون صلاتي جماعة ، الأولى عند جامع خالد بن الوليد حيث صلت جماعة عبد الباسط الساروت، والثانية عند سوق الدجاج حيث صلت جماعة يتزعمها المدعو (ابو الهادي) وهذه الجماعة تردد انها تبايع داعش.

أما عبد الباسط ممدوح الساروت الحارس السابق  لمرمى نادي الكرامة الحمصي  الذي ذاع صيته في حمص منذ بداية الحرب ، فهو من جماعة الإخوان المسلمين  وكان اول من قاد جماعة مسلحة في حمص، ويروي مصدر  عمل في لجان التنسيق المحلية السورية  لموقع المنار ان الساروت كان يتلقى اموالاً وهواتف ثريا  وماكينات حاسوب من ( ر. ز) منذ أيار 2011 وهذا الكلام قاله لنا الناشط السابق في لجان التنسيق المحلية  ضمن ملف كامل نحضره عن هذه اللجان سوف ننشره قريبا.

وتقول المعلومات ان الساروت  هو رجل قطر في حمص ، وانطلاقا من هذه الارتباط مع قطر حافظ على علاقته مع جماعة الاخوان المسلمين ، ومزج في تحالفاته وفي عمله العسكري بين الجماعة والنصرة ، وهو لم يكن على علاقة ودية مع الملازم عبد الرزاق طلاس الذي كان يمثل جماعة الحر في حمص، في مواجهة جماعة الاخوان المسلمين والنصرة، قبل أن تصل داعش الى الاحياء القديمة عبر جماعة بابا  عمرو ، وظهرت الخلافات الحزبية والعقائدية ضمن المجموعات المسلحة في حمص قبل مشهد صلاتي الجماعة وذلك عبر رفض الساروت ومن معه الذهاب الى تلبيسة بسبب وجود داعش هناك.

وفي المعلومات ان الساروت هو المسؤول المباشر عن اغتيال الكاهن المسيحي ( فرانسيس فاندرلخت) في حمص في 7 نيسان الماضي ، وتشير  مصادر مطلعة  ان الساروت هو الذي يسيطر على المنطقة التي تقع فيها الكنيسة كما كان توعد المسيحيين في حمص بالذبح عندما دخل كنيسة مار جرجس في وادي السايح، وتقول المصادر ان هناك امرا اخر قد يكون دفع بالساروت الى تصفية الكاهن  فرانسيس وهو معرفة الاخير بأمكان المقابر الجماعية للضحايا الذين كانت تعدمهم جماعة  الساروت في حمص ويبدو ان هناك مكانين  للمقابر الجماعية ( وادي السايح، وسوق الدجاج).

وفضلا عن ارتباط الساروت وجماعته من مسلحي حمص المنسحبين بالمخابرات القطرية ، يرتبط هؤلاء  بعلاقة وثيقة مع المخابرات التركية.

وتشير مصادر من داخل حمص الى ثلاث وجهات سوف يتخذها المسلحون الخارجون من حمص وجهة  أولى نحو الرستن، والثانية نحو الصحراء فدير الزور والوجهة الثالثة تركيا، حيث اعرب البعض منهم عن نيته بالتوجه نحو تركيا.

وتشير المعلومات ان المخابرات القطرية والتركية تعول على عبد الباسط الساروت في عدم تشرذم مسلحي حمص ويمكن له ان يلعب دورا في اية محاولة مقبلة للعودة الى المدينة بتوجيه من التركي والقطري كما ان هناك اعتقادا انه يمكن  ان يلعب دورا في اية "مصالحة" قد تشهدها حمص في المستقبل ، عندما يحين موعد التوافق الدولي في سوريا ،  وهذا الاعتقاد شكل سببا لعدم قيام  الجيش السوري باغتيال الساروت خلال حصار حمص رغم الفرص الكثيرة  التي سنحت ودائما على ذمة مصادر من داخل  مدينة حمص.