29-04-2024 02:16 AM بتوقيت القدس المحتلة

تقرير الصحافة والمواقع الاجنبية ليوم الاثنين 07-07-2014

تقرير الصحافة والمواقع الاجنبية ليوم الاثنين 07-07-2014

أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الاجنبية ليوم الاثنين 07-07-2014


أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الاجنبية ليوم الاثنين 07-07-2014

المونيتور: لهذه الأسباب حزب الله في أعلى درجات الاستنفار
تؤكد أوساط قريبة من حزب الله أن كل اهتمامه منصب هذه الأيام على قراءة التداعيات المحتملة لحدث "داعش" على كل من سوريا ولبنان. حتى أن قيادة التنظيم الشيعي الأول والأقوى في لبنان والمنطقة انكبت طيلة الأسبوعين الماضيين على دراسة وقائع ما جصل في شمال غرب العراق وكيفية حصوله وأسبابه المباشرة وغير المباشرة، من أجل التحوط لما قد يأتي لاحقاً. تبدأ الأوساط نفسها بتعداد الأسباب الداخلية للانهيار الذي حصل.  فهي تعرف وتعترف بهشاشة الدولة التي بنيت في العراق بعد سقوط صدام. كما تعرف عمق الصراعات المذهبية التي خلفتها أحداث عقد كامل من الزمن. فضلاً عن عوائق الفساد في بغداد، والارتجال في حل الجيش العراقي ومن ثم التعثر في كل محاولات إعادة بنائه. وصولاً لاحقاً إلى حل تنظيمات "الصحوات" بعد القضاء على أبو مصعب الزرقاوي، بدل تفعيلها وربطها بتركيبة الدولة.
لكن أوساط حزب الله في بيروت تشدد في الوقت نفسه على مسؤولية القوى الخارجية في ما حصل. تركيا مثلاً، شكلت القاعدة الخلفية الآمنة، كما المستودع اللوجستي لحركة "داعش"، وفق الأوساط نفسها. أما بعض الإشارات المغايرة في الإعلام، فليست إلا من باب التضليل، كما تعتبر تلك الأوساط. وهي تعطي أدلة عدة على ذلك. منها على سبيل المثال أن معسكرات "داعش" في معظمها قائمة قرب الحدود التركية. ومنها أن هذا التنظيم التكفيري الذي يقوم منهجياً بتهديم كل المقامات الدينية والأضرحة، حافظ في مناطق سيطرته على الأثر العثماني الذي استنفرت أنقره للدفاع عنه. ومنها حتى أن المواطنين والدبلوماسيين الأتراك الذين قيل في الأيام الأولى لاجتياح "داعش" للموصل وجوارها، أن "داعش" اختطفتهم، سحب موضوعهم  فجأة من الإعلام، ولفه الصمت حتى في المواقف التركية الرسمية. واضح، بحسب الأوساط القريبة من حزب الله، ان تركيا متورطة بشكل ما في الحدث الداعشي. وواضح أن  حكومة أنقره نسقت الأمر مع سلطات إربيل. على قاعدة تبادل المكاسب من الاجتياح الداعشي. إردوغان يحظى بالأصوات الكردية التركية في انتخاباته الرئاسية. وسلطة البارازاني تحصل على كركوك، وربما على مشروع الدولة المستقلة. والاثنان يحصلان على عراق مفكك وعلى أدوار مختلفة في إدارة تفكيكه أو إعادة تركيبه.
في المقابل، تتابع قراءة الأوساط القريبة من حزب الله في بيروت، لم تكن الحسابات السعودية أقل وضوحاً، تماماً كما مكاسب الرياض. فالسعوديون حققوا من الحدث الداعشي في العراق هدفين أساسيين. أولاً ضرب الدولة العراقية التي أقيمت منذ نهاية العام 2010، مع وصول المالكي إلى موقع رئاسة الحكومة، ضد إرادتهم ومصالحهم وعلى حساب الفريق الذي دعموه في الانتخابات العراقية يومها. وهو ما بدأ يأخذ اليوم شكل البحث في تركيبة جديدة للسلطة المركزية في بغداد، تتراوح بين صيغة معدلة بوجود المالكي نفسه، وبين صيغة أخرى تستبعد المالكي كلياً. وثانياً، وهو الهدف الأهم الذي حققته السعودية من اجتياح "داعش"، هو ضرب الجسر المتواصل بين إيران والضفة الشرقية للبحر المتوسط. وهو الجسر الاستراتيجي الذي أرسته طهران بشكل تدريجي وتراكمي، والذي يتصل بسوريا ولبنان عبر العراق نفسه. وتحديداً عبر مناطق غرب العراق التي سيطرت عليها "داعش" اليوم. لكأن الرياض، كما تعتبر الأوساط نفسها، وبعد انكفائها عن المحاولات المباشرة لإسقاط نظام بشار الأسد، حليف طهران في دمشق، التفت على الاثنين من مكان آخر، ووجهت إلى تحالف الاثنين ضربة قاسية عبر قطع التواصل الجغرافي بينهما.
عند هذه النقطة، تتابع الأوساط قراءتها، يتركز اهتمام حزب الله بما حصل في العراق. ذلك أن ما حصل على الأرض في مناطق الموصل وصلاح الدين وصولاً إلى الأنبار، لا يعني فقط انقطاح حبل السرة اللوجستي بين طهران وحزب الله. لكنه أكثر من ذلك، قد يعني إعادة تحريك موازين القوى العسكرية والميدانية، لا في العراق وحسب، بل في سوريا، وحتى في لبنان. ففي الحسابات العسكرية، تشير الأوساط نفسها إلى أن حزب الله أعاد فتح الخرائط الميدانية للمناطق الممتدة من غرب العراق، وتحديداً في الأنبار، وصولاً إلى بيروت. أي تلك المساحة الممتدة عبر محافظة حمص السورية، وصولاً إلى شمال شرق لبنان. فهي المناطق نفسها التي خاض حزب الله معارك قاسية فيها، منذ أيار العام 2013، من أجل إبعاد المسلحين الأصوليين السنة عنها. وهي المناطق التي كان قد نجح في إقفالها بعد سيطرته على مدينة القصير في حمص في حزيران 2013 ومن ثم يبرود في القلمون في آذار 2014. لكن اليوم، وبعد سيطرة "داعش" على غرب العراق، يبدو أن آمال وأحلام الداعشيين عادت إلى الانتعاش في كل هذا القوس. واستيقظت كل الخلايا النائمة وأعيد تفعيل من لم يكن نائماً بعد. وتشير الأوساط نفسها إلى أن الأدلة على ذلك كثيرة: عودة التفجيرات الانتحارية إلى بيروت والمناطق الشيعية فيها. عودة الاضطرابات إلى الشمال اللبناني الملاصق للحدود السورية وذات الغالبية السكانية السنية. عودة الاشتباكات مع بعض جيوب المسلحين في منطقة القلمون السورية، بعد أشهر على إخمادها. والأهم كمؤشر، تعثر مفاوضات المصالحة مع مئات مسلحي المعارضة السورية من الأصوليين، في منطقة الوعر في حمص. كل هذه المؤشرات، وسواها من الوقائع الاستخبارية والعسكرية، المعلنة أو السرية، تجعل حزب الله في حالة استنفار شديد. وترسم معالم التحوط من محاولة جدية من قبل "داعش" للتسلل عبر هذا الكوريدور الجغرافي الصحراوي، من الأنبار إلى لبنان. إنها أعلى درجات الاستنفار عسكرياً وأمنياً، تقول الأوساط نفسها. وهي مستمرة في لبنان حتى انتهاء المعركة العراقية بشكل حاسم.


واشنطن بوست: اعتقال ستة يهود يثير صدمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين
اهتمت صحيفة "واشنطن بوست" بالتطورات الجارية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقالت إن إسرائيل قامت باعتقال ستة من اليهود الذين يشتبه في وقوفهم وراء حرق الصبى الفلسطينى محمد أبو خضير حتى الموت الأسبوع الماضى، انتقاما لمقتل ثلاثة إسرائيليين. وأضافت أن هذا الاعتقال قد صدم الطرفين، الفلسطينيين لأن كثيرين منهم افترضوا أن إسرائيل لن تتصرف أبدا ضد أحد من مواطنيها، والإسرائيليين لأن هناك شكا واسعا في أن اليهود قد ينفذون مثل هذه الجريمة البشعة. ورأت واشنطن بوست أن الإجراءات التى تم اتخاذها أمس من الممكن أن تساعد على نزع فتيل ما رأه البعض ازديادا خطيرا في الغضب الفلسطينى، مع اندلاع احتجاجات عنيفة في القدس الشرقية والبلدات العربية في شمال إسرائيل، بما أشعل المخاوف من اندلاع انتفاضة جديدة.. وكانت المظاهرات الداعية لهذه الانتفاضة قد انتقدت غياب العدالة وتنبأت بأن قتلة أبو خضير لم تتم محاكمتهم أبدا. لكن باعتقال المشتبه بهم الذين قال مسؤولو الأمن الإسرائيلى عنهم إنهم قتلوا أبو خضير لأسباب قومية، فإن الحكومة الإسرائيلية يجب أن تواجه العناصر المتشددة داخل مجتمعها. وتتابع الصحيفة قائلة إن أنصار حقوق الإنسان طالما حذروا من الزيادة المقلقة في الهجمات التخريبية والانتقامية المعادية للعرب، والتى يتم تنفيذها من قبل المتطرفين اليهود.


لوس أنجلوس تايمز: حان الوقت للحدّ من استخدام الطائرات بدون طيار
قال الكاتب الأمريكى دويل مكمانوس إن الطائرات بدون طيار باتت سلاح أمريكا المختار في الحرب ضد الإرهاب، وذلك لما تتمتع به تقنية الطائرات بدون طيار من قدرة على التحليق لساعات فوق الأهداف متحيّنة الفرصة المناسبة للقصف ، إلى جانب دقتها في إصابة الهدف ، بالإضافة إلى انها تؤمن حياة الطيارين الأمريكيين .  وتساءل مكماوس - في مقال نشرته صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) - "عما إذا كان هذا السلاح يحقق أهداف أمريكا في الخارج؟ " .. مؤكدا أن هذا السلاح يبدو في أعين الخبراء الاستراتيجيين العسكريين، حلا سحريا ، مشيرا إلى قيام الولايات المتحدة في عهد الرئيسين بوش الأبن وباراك أوباما بشن أكثر من 1600 غارة جوية في كل من أفغانستان والعراق وباكستان واليمن والصومال وليبيا والفلبين. وأضاف " لكن من منظور الإنسان المدنى البسيط ، تمثل الغارات الجوية باستخدام الطائرات بدون طيار خطرا مستمرا؛ فقد يتعرض منزله للقصف في أى وقت دونما أى إنذار، كما أن القاصف ليس معروفا في ظل ما يتميز به هذا النوع من الحروب من السرية.. كما أنه من الصعب معرفة كيفية اجتناب الاستهداف ، ومتى وقع الضرر فليس ثمة جهة واضحة يمكن مقاضاتها " .ورأى صاحب المقال أن استراتيجة الطائرات بدون طيار ربما تكون مجدية في قتل الإرهابيين، لكنها لا تصنع أصدقاء؛ فبعد عشر سنوات من استخدام هذه الاستراتيجية باتت أمريكا تواجه متطرفين أكثر عددا من ذى قبل .. موضحا أن هذه ربما تكون اللحظة المناسبة للتروى في استخدام الطائرات بدون طيار .


الإندبندنت البريطانية: جميع حسابات الغرب تسقط في المنطقة بعد أزمة العراق
نشرت الإندبندنت تقريرا يتابع الأزمة العراقية المستعرة والتى تهدد بتغيير خريطة منطقة الشام ومن ثم الشرق الأوسط ككل، ويرصد التقرير الخطط الأمريكية والغربية التى أثبتت فشلها وضيق أفقها وعدم متابعتها لما يجرى على أرض الواقع بعيدا عن النظريات الاستخبارية. يقول التقرير إن الولايات المتحدة الأمریكية -تدعمها السعودية- أرادت إسقاط نظام الرئيس السورى بشار الأسد بأى طريقة، وإرساء الدعائم التى تثبت من رئاسة نظيره في العراق "نوري المالكي"، ولكن بعد 3 سنوات نستطيع أن نرى أن العكس تماما قد حدث بعد تمكن الأسد من الاستمرار في الحكم، وتعرض المالكي لأزمة قد تقضي عليه ومعه العراق بأثره. يرى التقرير أن ما حدث في سوريا خلال السنوات الثلاث الماضية أدى إلى ما يحدث في العراق الآن، فالجماعة الإسلامية المتطرفة "داعش" استفادت من الفوضى الجارية في القطر السورى، واستمدت أيضا خبرة عسكرية من حربها مع جيش بشار جعلتها أكثر قدرة على دحر الجيش العراقى الذى لم تتسرب إليه بعد الروح الوطنية والعسكرية.
يضيف التقرير أن السعودية التي باتت اليوم في خطر بعد تنصيب أبو بكر البغدادي نفسه خليفة على المسلمين غير معترف بحكام الدول الإسلامية الأخرى، كانت في الأمس أحد أكبر الداعمين للحركات المتطرفة في سوريا لإزاحة نظام بشار من الحكم. اليوم يأمل الجميع في تدخل الطائرات الأمریكية لتوجيه ضربة عسكرية تضعف من قوى داعش وتجعلها أقل قوة في مواجهة الجيش العراقى، لكن قد يبدو الأمر غريب بعض الشىء عندما تدك أمريكا حصون داعش في شمال العراق، وفي النفس الوقت تسلح من يشابهها في سوريا. ويرى التقرير أن عناصر جيش صدام المنحل ستكون لها اليد العليا في حالة التدخل الأمریكى لما تمتلكه من خبرة عسكرية قد تساعد في تقليل أثر الضربة الأمريكية المنتظرة. يختتم التقرير أن المعركة التى لم تقم بعد ستكون الأقوى في تاريخ العراق نظرا لطبيعتها الطائفية، وأن داعش تستهدف تدمير أضرحة تعتبر من المقدسات بالنسبة للطائفة الشيعية التى تمثل الأغلبية السكانية في العراق.


فورين آفيرز: الأكراد حاجز حماية لتركيا
إذا أسفرت الاضطرابات في العراق عن أي حصيلةٍ جيدة فهي تحسين العلاقات بين تركيا وأكراد المنطقة. لقد كان الأكراد ألد أعداء تركيا حتى فترة ليست ببعيدة. فلم تستطع أنقرة قط تقبّل فكرة الحكم الذاتي للأكراد - في العراق أو سوريا أو تركيا - ورفضت عموماً الإذعان لمطالب الأكراد الأتراك بحقوقهم الثقافية بل آثرت قمعهم عوضاً عن ذلك. وفي المقابل لم يتمكن أكراد المنطقة مطلقاً من تقبّل الحكم العراقي أو السوري أو التركي، ومن منطلق اعتراضهم على معاملتهم من قبل أنقرة داخل حدود تركيا، قدّم الأكراد دعمهم لحركة انفصالية عنيفة في تركيا، هي «حزب العمال الكردستاني».
إلا أن الحرب الأهلية السورية والتطورات العراقية بدأت تغيّر الصورة بكاملها. فمن وجهة نظر تركية، لم يعد الحكم الذاتي للأكراد هذه الأيام سيئاً إلى درجة كبيرة. فالمناطق في شمال العراق وسوريا الواقعة تحت السيطرة الكردية تنعم بالاستقرار والسلام  لتشكل بذلك حصناً مثالياً ضد التهديدات كتلك الناشئة عن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» [«داعش»]. ولهذا السبب تنتهج تركيا السلوك الحسن مع الأكراد العراقيين وتعمل على تسوية علاقاتها مع الأكراد السوريين وربما تفضّ في النهاية المأزق الذي وصلت إليه مع الأكراد على أرضها. ومع أن ذلك ليس بالمهمة السهلة، إلا أن الأقدار قد تصب في مصلحة محورٍ تركي- كردي.
الرجوع إلى ما حدث في العراق  بدأت العلاقات بين تركيا وأكراد العراق بالتحسن في أعقاب الحرب العراقية مباشرةً حين لجأ الأكراد العراقيين إلى أنقرة للتصدي إلى الجذب المركزي من قبل بغداد. إلا أن أمل الأكراد خاب حين بقي العراق بعد حكم صدام حسين بلداً عربياً حتى الصميم؛ وكل ما حصل هو انتقال السلطة من العرب السنة إلى العرب الشيعة. وأخذ الأكراد العراقيون في تلك الأيام يقدّمون المساعدة إلى تركيا في حربها ضد «حزب العمال الكردستاني» كما فتحوا الأسواق في "إقليم كردستان العراق" أمام الصادرات والشركات التركية. وبادلتهم تركيا بالمثل فأرسلت التجار وشركات الطيران والسلع الاستهلاكية إلى المنطقة. وفي الآونة الأخيرة، بدأ أكراد العراق يبيعون نفطهم عبر تركيا فتخطوا بذلك بغداد ومنحوا أنقرة هديةً ضخمة تتمثل برسوم العبور والإيرادات الضريبية فضلاً عن تعزيزهم مسعى تركيا بأن تصبح مركز إقليمي للطاقة. وفي الواقع أن زحف «داعش» في العراق - ويشمل ذلك الهجوم على القنصلية التركية في الموصل في 11 حزيران، الذي احتجَزت خلاله الجماعة دبلوماسيين ومسؤولين أمنيين أتراك كرهائن - قد شدد الحاجة الملحة إلى تحسين العلاقات بين تركيا وأكراد العراق. كما أنه دفع تركيا إلى التراجع عن بعض الخطوط الحمراء الواضحة التي كانت قد وضعتها سابقاً في علاقتها مع الأكراد؛ ففي عام 2005 كانت تركيا قد هددت باللجوء إلى العمل العسكري إذا ما احتل الأكراد مدينة كركوك الغنية بالنفط في شمال العراق. فاحتياطي النفط في تلك المدينة كان ليمنح "حكومة إقليم كردستان" مدخولاً مستقلاً (وتعتمد "حكومة إقليم كردستان" على بغداد في التحويلات المالية التي تحصل عليها)، الأمر الذي من شأنه أن يشكل الخطوة الأولى نحو السيادة التامة. ولكن في الثاني عشر من حزيران/يونيو حين تحركت القوات الكردية لاحتلال كركوك، لم تنبس أنقرة ببنت شفة.
بوسعنا القول أنه إذا أعلنت "حكومة اقليم كردستان" الاستقلال، فستكون أنقرة أول عاصمة تعترف بها. بمعنى آخر، في الشرق الأوسط اليوم، تشكل «داعش» بالنسبة للأتراك تهديداً أكبر من استقلال الأكراد في العراق.
الوضع السوري في حين أن علاقات تركيا مع أكراد العراق تحسّنت على مدى الأعوام الماضية، بقيت علاقات أنقرة بأكراد سوريا مريرة بعض الشيء. ويعزى السبب لأن «حزب العمال الكردستاني» يحظى بشعبية كبيرة بين أكراد سوريا - وهذا خلافاً للأوضاع في "حكومة إقليم كردستان" حيث تمْسِك الجماعات الكردية العراقية بزمام الأمور بصورة أكبر [من الذي يُسمح به] لـ «حزب العمال الكردستاني» في تركيا. (وكان والد الأسد قد سمح لـ «حزب العمال الكردستاني»  بالتوسع داخل سوريا من أجل استخدام الجماعة كجهة ثالثة ضد تركيا) . وحينما سيطر «حزب الاتحاد الديمقراطي» - وهو الفرع السوري لـ «حزب العمال الكردستاني» الذي لا يخفي علاقاته مع «حزب العمال الكردستاني» - على المناطق الكردية في شمال سوريا في تموز 2012، خشت أنقرة من أنها تشهد ولادة دولة على عتبتها بزعامة «حزب العمال الكردستاني». وردّاً على ذلك، أوقفت شحنات المساعدات والإمدادات إلى المناطق الكردية الداخلية.
ولكن حين احتدمت الحرب ضد الرئيس السوري بشار الأسد، وجدت تركيا في ذلك فرصة لها. وانطلاقاً من رغبتها في استغلال كافة فصائل المعارضة في سوريا، لجأت تركيا إلى «حزب الاتحاد الديمقراطي» ودعت زعيمه إلى أنقرة، إلا أن «حزب الاتحاد الديمقراطي» تردد في ذلك. فمنذ البداية تمثلت استراتيجية الأكراد في الحرب الأهلية السورية ببساطة بـ : السيطرة على المناطق الكردية وترك الآخرين يتقاتلون في ما بينهم. وقد بلغ الأمر بـ «حزب الاتحاد الديمقراطي» في بعض الأحيان أن تعاون مع نظام الأسد، على سبيل المثال عبر السماح للإمدادات بالمرور إلى المعاقل التي يسيطر عليها النظام. وفي المقابل، امتنع الأسد عن استهداف المناطق التابعة لـ «حزب الاتحاد الديمقراطي». فلم يكن من المنطقي، في ذلك الحين، أن يتعاون «حزب الاتحاد الديمقراطي» كلية مع تركيا.
ولكن مع ظهور تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، لربما تتغير حسابات الأكراد السوريين. فلكلٍّ من «حزب العمال الكردستاني» و«حزب الاتحاد الديمقراطي» ميولٌ علمانية قوية، وكلاهما يعارض تنظيم «داعش» وترجمته المتزمتة للإسلام. واليوم يسيطر «حزب الاتحاد الديمقراطي» على ثلاثة معاقل كردية في شمال سوريا تحيطها جميعاً تركيا من الشمال و«داعش» من الجنوب. وعلى خلاف نظام الأسد، لم تبدِ «داعش» أي ميلٍ إلى تبادل الخدمات مع الأكراد. بمعنىً آخر، من المحتمل أن يكون مستقبل أكراد سوريا اليوم بين أيدي تركيا. فتركيا قادرة على السماح بعبور المزيد من المساعدات والإمدادات إلى الأكراد لدعم جبهاتهم الدفاعية ضد «داعش»، وإذا أحسن الأكراد السوريون التصرف قد يكون التعاون العسكري والأمني الكامل على الأبواب.
وتعتقد تركيا أن معاقل الأكراد السوريين قد تصبح بمرور الوقت قواعد أمامية للعمليات ضد «داعش» - أي قوة صديقة تحرس ما يزيد عن 450 ميلاً من أصل 540 ميلاً من الحدود السورية مع تركيا. والفكرة فعلاً مغرية: فـ «حزب الاتحاد الديمقراطي» هو القوة الوحيدة، بما في ذلك نظام الأسد، التي تمكنت من الفوز في أي معركة ضد «داعش» في سوريا. على سبيل المثال، في آذار/مارس 2013، نجح مقاتلو «حزب الاتحاد الديمقراطي» في صدّ زحف «داعش» نحو كوباني (مدينة عين العرب)، إحدى المعاقل الكردية الثلاثة في سوريا.
المأزق التركي لا تستطيع تركيا توثيق علاقاتها مع أكراد سوريا والعراق دون أن تعقد الصلح مع الأكراد على أرضها. فبعد عقود من الاقتتال، لا يزال «حزب العمال الكردستاني» قادراً على إيقاف أي تقارب بين تركيا والمجموعات الكردية الأخرى، لا سيما الأكراد السوريين، بمجرد أن يطلب من «حزب الاتحاد الديمقراطي» رفض العروض التركية. وأكثر من ذلك، يستطيع «حزب العمال الكردستاني» شنّ هجمات في تركيا إذا ما شعر أنه مستبعد عن أي صفقة محتملة بين تركيا وأكراد العراق. ولرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مصلحته الشخصية في ذلك أيضاً. فهو على أبواب انتخابات رئاسية في آب. وقد فاز حزبه في الانتخابات المحلية في آذار بنسبة 43 في المائة من الأصوات. لذلك فإنّ دعم «حزب السلام والديمقراطية» الموالي لـ  «حزب العمال الكردستاني» - الذي فاز بنسبة 6,5 في المائة من الأصوات في آذار/مارس- قد يضمن له الرئاسة.
وفي هذا السياق تأتي أيضاً محادثات السلام الجارية مع «حزب العمال الكردستاني». فمن خلال هذه المفاوضات منحت تركيا حقوقاً إضافية للأكراد أتاحت لهم استخدام لغتهم الخاصة علناً بعد أن كان ذلك يعتبر لفترة طويلة تهديداً للقومية التركية. وباتت اليوم اللغة الكردية واسعة الانتشار في الجامعات وحكومات المدن في جنوب شرق تركيا حيث يسيطر الأكراد. وفي الآونة الأخيرة، في 26 حزيران، أعلن أردوغان عن مجموعة إصلاحات جديدة تعِد بالعفو عن آلاف مقاتلي «حزب العمال الكردستاني» إذا ما اختتمتت المفاوضات مع «الحزب» بنجاح.
سوف يحاول أردوغان الحفاظ على رضا الأكراد الأتراك فيما يوطّد الأواصر الأمنية مع الأكراد العراقيين والسوريين، الذين ستضمن لهم تركيا استقلالية واقعية. لكن هذا التغير في مجرى الأحداث يدعو للسخرية إلى حد ما. إذ لم يكن قد مضى وقت وجيز على وصول أردوغان إلى السلطة في عام 2003 حتى أطلق سياسة جديدة تحت عنوان "العمق الاستراتيجي" وهدفه جعل تركيا قوة عظمى في الشرق الأوسط، لها حلفاء ونفوذ في جميع أنحاء المنطقة. ولكن بعد مرور عقدٍ على ذلك قد يكون حلفاء أنقرة الوحيدون في الشرق الأوسط هم الأكراد. وبالمثل، قد تصبح أنقرة قريباً الحليف الرئيسي للأكراد. ومن خلال عملهما معاً، سيحاول الطرفان التخلص من السياسات القديمة في الشرق الأوسط والتميّز كمثالٍ ناجح على السلام والاستقرار.


يو. إس. أي. تودي: تهديد «داعش» يتخطى العراق
كل من يسافر إلى الشرق الأوسط هذه الأيام يشعر بالموجة العاتية التي تجتاح المنطقة. فـ "الصحوة العربية" باتت اليوم ذكرى بعيدة، وآمال الديمقراطية غابت لتحل محلها الأعلام السوداء [للمجموعة التي كانت تابعة سابقاً] لـ تنظيم «القاعدة». فهذه الجماعة تكتسح بشاحناتها الصغيرة المناطق الأوسع من شمال وغرب العراق مزيلة في طريقها الحواجز الحدودية التي تفصل العراق وسوريا، ومهددة مناطق العبور التي يمر فيها النفط العراقي إلى الأردن، الأمر الذي قد يجعل كل من السعودية  والأردن عرضةً للخطر. والآن أعلنت هذه الجماعة عن تغيير إسمها من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» [«داعش»] إلى مجرد «الدولة الإسلامية»، ونصبت زعيمها، أبو بكر البغدادي، "خليفة" على جميع المسلمين.
تغيير ميزان القوى في حين أن هذا الإعلان مبالغ فيه بالتأكيد، إلا أن هناك سبباً جوهرياً يدعو إلى التخوف من أن يقوم ذراع تنظيم «القاعدة» السابق - «داعش» - بغرس نفسه في المناطق السنية في العراق وسوريا. فاستياء السكان السنة في تلك المناطق عارم، وهذا ما أتاح حشد عناصر تنظيم «داعش» وحلفائهم للتغلب على جيشٍ عراقي يفوقهم عدداً وقوةً من حيث السلاح. وإذا كان باستطاعة «القاعدة» تنفيذ أحداث 11 أيلول من ملاذها في أفغانستان، فيمكن تصور التهديدات التي قد يشكلها تنظيم «داعش» من المنطقة الأكبر مساحةً في العراق وسوريا. إن الرئيس أوباما محقّاً في لفت الانتباه إلى هذا التهديد. فهذا الأخير يتعدى حدود تهديد «داعش» في العراق، وتستلزم معالجته دعماً من الأصدقاء العرب المعهودين للولايات المتحدة.
التهديد الإيراني ولكن بالرغم من قلق السعوديين والأتراك والإماراتيين والأردنيين من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، إلا أنهم لن يستجيبوا للاستنجادات الأمريكية إذا اعتبروا أن ذلك سيؤدي إلى هيمنة إيران وميليشياتها الشيعية على الشعوب السنية. إذ يشعر السعوديون وغيرهم بالارتياب حين تقوم الولايات المتحدة وإيران بإرسال المستشارين وتوفير طائرات الاستطلاع والدعم المادي للعراق من أجل التصدي لـ «داعش»، حتى في الوقت الذي تقوم فيه حكومة بشار الأسد في سوريا بقصف مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» على طول الحدود السورية - العراقية. لذلك لا بد لشركاء واشنطن أن يلحظوا عزمها وتصميمها على تغيير ميزان القوى في الحرب الأهلية السورية - وهو صراع يرتبط ارتباطاً وثيقاً بما يحدث في العراق - ليس فقط ضد تنظيم «داعش» بل ضد نظام الأسد أيضاً. إن إعلان البيت الأبيض عن تقديم مساعدة للمعارضة السورية بقيمة 500 مليون دولار لن يفيد في هذا السياق إلا أذا اعتُبر جزءاً من خطة متماسكة لإضعاف نظام الأسد والتعويض عن تدفق الأسلحة الإيرانية والروسية.
ولا بد لهذه المساعدة أن تأتي في إطار الحرص الجماعي على عدم انتشار عناصر «داعش» إلى الأردن. فقد استقبلت المملكة الأردنية ما يقارب من مليون لاجئ من سوريا (بالإضافة إلى العدد الكبير من العراقيين الذين لجأوا إلى المملكة خلال أسوأ سنوات الحرب في العراق). والسؤال هو كم عدد السوريين والعراقيين من بين هؤلاء الذين قد يكونوا أعضاء خلايا تخطط لمعاونة تنظيم «داعش» في دخوله إلى الأردن؟ وفي الواقع أن المملكة الأردنية تملك جيشاً عالي المهنية والتحفيز ولن ينهار كما انهار الجيش العراقي. إلا أن الأردنيين يشعرون بضغط هذه الأعداد الهائلة من اللاجئين، ولا يمكن للولايات المتحدة أن تتحمل عبء المفاجأة في الأردن كما تفاجأت في العراق.
أهمية الأردن تشكل الأردن منطقة عازلة للمملكة العربية السعودية إلى الجنوب وإسرائيل إلى الغرب. لذا يجب على الولايات المتحدة التواصل مع الإسرائيليين لمعرفة ما يجري أمام أعينهم ووضع خطط للعمل معهم حول الحالات الطارئة - وعمل الشيء نفسه مع الأردنيين والسعوديين والإماراتيين. وعلى الرغم من مخاطر تنظيم «داعش»، إلا أن السعوديين والإماراتيين لا يريدون رؤية الولايات المتحدة تنسحب من المنطقة أو تقع تحت أي أوهام حول التهديدات الناجمة عن إيران. وبالطبع لا يمكن لهذه العلاقة أن تكون أحادية الجانب. يجب على السعوديين والإماراتيين ألا يكتفوا بتحرير الشيكات المصرفية فحسب. فهل هم مستعدون للانخراط بقواتهم في دعم الأردن أو في بناء منطقة عازلة تخفف الصدمات التي قد تواجهها المملكة الهاشمية في جنوب سوريا، إذا دعت الحاجة - وما هي الأمور التي قد يطلبونها من واشنطن في المقابل؟ إنّ بيت القصيد هو أن الولايات المتحدة تواجه تهديداً أكبر في المنطقة ولا يمكن أن يقتصر نهجها على العراق. وبما أن الحرب في سوريا مرتبطة بالعراق، يجب أن تصبح مقاربة واشنطن تجاه سوريا أقل محدودية بكثير وأكثر استراتيجيةً بكثير. ينبغي عليها استباق ومنع التهديدات المحتملة على الأردن. وبقيامها بذلك، وحيث تصيغ خياراتها، لا يجوز أن تحصر بدائلها على نشر القوات على الأرض أو الامتناع عن التصرف.


معهد واشنطن: سوريا، مركز الجهاد المستقبلي
بالنسبة للجهاديين - ومن نواح عدة - تذكّر الحرب السورية الدائرة حالياً، ما حدث في أفغانستان في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي،. ولعل الناحية الأبرز في النزاعين هو سفر الجماعات من ساحات حرب أخرى من أجل القتال والتدريب لجهاد مستقبلي لدى عودة المقاتلين إلى ديارهم. وتشير هذه المقارنة حقاً إلى بروز سوريا كمركز للحركة الجهادية العالمية، حتى لو أُولي انتباه أكبر، وعن وجه حق، إلى العراق في الأسابيع الأخيرة. وكما ولّدت الأحداث في أفغانستان العديد من حركات التمرد والهجمات الإرهابية في وقتٍ لاحق، من المرجح أن تنبع العديد من التهديدات المستقبلية من سوريا أو يكون لها ارتباط بها.
إرث "العرب الأفغان" في السنوات الأخيرة من الجهاد ضد السوفييت في الثمانينيات، وبعد ذلك، القتال ضد النظام الشيوعي الأفغاني العميل، وصعود حركة طالبان في التسعينيات، توجه أفراد من جماعات جهادية وطنية - وفي بعض الأحيان الجماعات نفسها - إلى أفغانستان لإقامة المعسكرات والتدريب واكتساب مهارات جديدة. وفي معظم الأحيان استخدمت تلك الجماعات الملاذ الآمن في أفغانستان لتجنب المضايقات في بلدانها. كما استخدمت أفغانستان كموقع تخطيط للحركات التمردية والهجمات الإرهابية في بلدانها، بينما كان بعض تلك المساعي يحصل على التمويل الأولي من تنظيم «القاعدة» برئاسة أسامة بن لادن. وعلى خلاف الجماعات الجهادية الوطنية، ركزت «القاعدة» على توفير التدريب للمقاتلين الأجانب في الحركات التمردية في آسيا الوسطى والقوقاز والبلقان. وشاركت «القاعدة» أيضاً في التخطيط لهجمات إرهابية ضد أهداف أو مصالح غربية، أو ضد الدول نفسها.
وبالإضافة إلى الهجمات الإرهابية المعروفة التي نفذها تنظيم «القاعدة»، تشمل الجماعات الجهادية الوطنية التي تمرست في أفغانستان وتدربت فيها، "الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية" و "الجماعة الإسلامية المسلحة الجزائرية" و "الجماعة الإسلامية المصرية". وارتبطت جميعها بأعمال تمردية استمرت عدة سنوات بين بداية التسعينيات ومنتصفها، وأسفرت عن مقتل الكثير من الأبرياء. وظهرت حركة تمردية متدنية المستوى أو تم القيام بهجمات إرهابية شاركت فيها "مجموعة القتال التونسية" في تونس، و "المجموعة الإسلامية المقاتلة المغربية" في المغرب، و "الحركة الإسلامية لأوزبكستان" في أوزبكستان، و "حركة تركستان الشرقية الإسلامية" في الصين، و"الجماعة الإسلامية" في إندونيسيا، و "جيش عدن أبين الإسلامي" في اليمن. وفي حين أن العديد من هذه الجماعات تُذكّر بالماضي، تفرز سوريا اليوم جيلاً جديداً من الجماعات الجهادية الوطنية، بالإضافة إلى التنظيمين البارزين: «الدولة الإسلامية في العراق والشام» [«داعش»] - الذي يسمّي نفسه الآن «الدولة الإسلامية» - و«جبهة النصرة».
الجيل الجديد في سوريا يمكن التمييز بين نوعين من الجماعات في هذا الجيل الجديد: النوع الأول هو الفروع المعروفة للمنظمات الجهادية أو عملائها الذين يستخدمون سوريا كقاعدة للإعداد لحركة تمردية أو إثارة الإرهاب في وطنهم أو في بلد آخر، والنوع الثاني هو كتائب المقاتلين الأجانب المستقلين الذين هم عادةً من جنسية واحدة بشكل رئيسي. ومع أن المجموعة الثانية مستقلة، إلا أن بعضها يعمل مع تنظيم «الدولة الإسلامية» أو «جبهة النصرة» أو يرتبط بإحداهما بشكل وثيق. ولعل من بين أبرز المنظمات الجهادية المعروفة التي تعمل في سوريا، هو "الحزب الإسلامي في تركستان الشرقية"، وهي جماعة غالبيتها من الأويغور ومقرها في شينجيانغ - الصين، وباكستان؛ وقد أضافت الجماعة عبارة "في بلاد الشام" إلى إسمها في إشارة إلى عناصرها الذين يتدربون في سوريا. ووفقاً لأحد قادتها، أبو رضا التركستاني، كانت الجماعة تقاتل في سوريا وتستخدمها كقاعدة للتدريب منذ عام 2012. وفي الوقت نفسه، يتواجد "جيش المهاجرين والأنصار"، المكون أغلبيته من جماعة قوقازية/شيشانية، في سوريا منذ عام 2012، على الرغم من أنه لم يُعلن بشكل علني عن كونه فرع من "إمارة القوقاز" إلا في الآونة الأخيرة. وقد غيّرت هذه الجماعة اسمها مرات عديدة إلى أن اختارت منذ فصل الربيع تسمية "إمارة القوقاز في بلاد الشام"، لتجعل من سوريا قاعدة ثانية للعمليات المتقدمة لها بعد أفغانستان في السنوات الأخيرة.
وفي الواقع، يرتبط عدد كبير من الأفراد - الذين يسعون لاستغلال الوضع في سوريا - بـ تنظيم «القاعدة» وفروعه. فعلى سبيل المثال، أرسلت «القاعدة» أشخاصاً من قاعدتها في أفغانستان لتقديم الإرشاد والتدريب لتنظيم «جبهة النصرة»، الفرع السوري الرسمي لـ تنظيم «القاعدة»، وذلك داخل ساحة العمليات وخارجها. وترأس عبد المحسن عبدالله إبراهيم الشارخ - الملقب أيضاً بـ سنافي النصر - "لجنة النصر" في «القاعدة» وهو قائد بارز في «جبهة النصرة». ووفقاً لوزارة الخزانة الأمريكية، يتواجد القائد الأمني السابق للاستخبارات المضادة في «القاعدة»، أبو وفاء السعودي، في سوريا أيضاً وكذلك أبو همام السوري الذي يترأس القوات شبه العسكرية في «جبهة النصرة». ويتواجد أيضاً في سوريا الرئيس الأسبق لشبكة التسهيل الإيرانية الخاصة بـ تنظيم «القاعدة»، محسن الفضلي، وعضو مؤسس لـ تنظيم «القاعدة» أبو فراس السوري، وهو الأمر بالنسبة لـ أبو الحسن، مقاتل سابق في تنظيم «القاعدة» في أفغانستان وزعيم "أحرار الشام" حالياً. ووصل أيضاً عملاء من تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» إلى سوريا فيما تشير الشائعات إلى أن بعضهم أوكل بتصنيع الجيل التالي من المتفجرات التي يمكن تهريبها على متن الطائرات، مما يذكّر بالمؤامرات السابقة التي خطط لها تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية».
وبالإضافة إلى المنظمات والأفراد المعروفين المتواجدين في سوريا، يمكن إيجاد عدد من الجماعات والخلايا الجهادية الناشئة ذات التمثيل المحلي أو الغالبية المحلية. والجماعة الكبرى بينها هي الكتيبة المغربية المعروفة باسم "حركة شام الإسلام"، التي أخذت زمام المبادرة في الهجمات في اللاذقية وأماكن أخرى. وعملت أيضاً في سوريا جماعتان سعوديتان هما "كتيبة صقور العز" و"الكتيبة الخضراء"، مع أن كلتيهما يبدو أنهما قد فقدتا هذا العام التمويل والمحاربين من «جبهة النصرة» و «الدولة الإسلامية»، بعد أن عملتا بشكل أكثر بروزاً في الأشهر الستة الأخيرة من عام 2013. وهناك أيضاً "جماعة جند الشام" ذات الأغلبية اللبنانية التي تقاتل بشكل رئيسي على الحدود السورية اللبنانية، لا سيما في منطقة حمص، حيث كانت من أولى جماعات المقاتلين الأجانب التي تدخلت في النزاع السوري، ويعود ذلك جزئياً بسبب موقعها المجاور. أما الليبيون فهم ممثلين من قبل "كتيبة البتار الليبية" التي تربطها علاقات مع "أنصار الشريعة في ليبيا". ويعمل أيضاً تنظيم "أسود الخلافة" المصري -  وإن كان ذلك على نطاق أصغر بكثير من بقية التنظيمات.
أما خارج العالم العربي فقد باتت "كتيبة الإمام البخاري" الجماعة الأبرز للمقاتلين الأجانب من أوزبكستان - ولا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت لهذه الجماعة علاقات مع "الحركة الإسلامية الأوزبكية". وعلى صعيد المصادر الغربية، عندما وصل الجهاديون السويديون للمرة الأولى إلى سوريا انتظموا تحت راية جماعة تدعى "مجلس شورى المجاهدين". وفي الآونة الأخيرة، شكّل المواطنون البريطانيون كتيبة "راية التوحيد"، وفي الأسابيع القليلة الماضية، تظاهر أحد مقاتليها بالموت، إلا أنه اعتقل فيما بعد لدى عوته إلى بريطانيا. وفي الوقت نفسه تم تنظيم المقاتلين الهولنديين والفلمنكيين في الشبكتين غير الرسميتين "دو بازيس" و"شام الملاحم"، في حين أنشأ المقاتلون الفرنسيون كتيبة "فرقة الغرباء"، التي هي نفسها جزء من «جبهة النصرة».
الخاتمة في حين أن لمعظم المراقبين معرفة بـ تنظيم «الدولة الإسلامية» أو «جبهة النصرة»، هناك جماعات كثيرة من المنظمات الجهادية السنية والأفراد الذين هم أقل شهرة، فضلاً عن جماعات أخرى خارج السرب تعمل في سوريا. وبالطبع، لن يتورط كافة المقاتلين بأعمال التمرد أو الإرهاب لدى عودتهم إلى وطنهم. وحتى أن البعض قد يبقى في سوريا. كما أنه من غير الواضح مدى تأثير - إن وجد  - إعلان الخلافة في نهاية الأسبوع الماضي من قبل «الدولة الإسلامية» في أجزاء من سوريا والعراق، على جاذبية هذا التنظيم بالنسبة للجهاديين على المستوى الأدنى. وإقراراً منها بالتهديد المحدق بها، بدأت الحكومات، ومن ضمنها الحكومة الأمريكية، باتخاذ إجراءات لردع وتجنب المضاعفات المرتبطة بعودة المقاتلين الأجانب، بما في ذلك القيام بعدد من الاعتقالات خلال النصف الأول من العام الماضي في الدول الغربية والعربية، بل في أماكن أبعد وأبعد. ولكن في حالات أخرى، سبق للعائدين إلى بلجيكا، ومصر/سيناء، وليبيا، وتونس، وتركيا أن نفذوا عمليات إرهابية في بلدانهم. فحين يتعلق الأمر بالمقاتلين الأجانب العائدين إلى ديارهم من سوريا، لا تعتبر المرحلة الحالية سوى نهاية البداية. وإذا كان التاريخ أي دليل، فإن الشبكات الجديدة من المقاتلين الناتجة عن التجربة المشتركة في سوريا لن تبقى صامتة في السنوات المقبلة. وهذا هو الحال خاصة بالنسبة للكثير من الذين يهدفون إلى خلق مناطق نفوذ، أو دول إسلامية، في بلدانهم الأصلية.



عناوين الصحف

سي بي اس الاميركية
•    حماس تقول ان 9 متشددين قتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية.


نيويورك تايمز
•    عشرات القتلى في اليمن فيما يتكثف القتال الطائفي بين المسلمين.


فايننشال تايمز
•    الخطر الجهادي يسكت المعارضة في وجه المالكي.
•    مقتل طيار ايراني من النخبة في العراق.
•    البنوك الغربية تبدأ بالانسحاب من العراق.


ديلي تلغراف
•    الجهاديون يفرضون القانون والنظام لكسب 'مواطني' الخلافة.


واشنطن بوست
•    صدمة في إسرائيل بعد اعتقال 6 اشخاص في مقتل مراهق فلسطيني.
•    زعيم الدولة الإسلامية يظهر علنا في فيديو مصور.

الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها