03-05-2024 07:31 AM بتوقيت القدس المحتلة

واشنطن تعلن.. والعراق ينفي موافقته على تمديد بقاء القوات الاميركية

واشنطن تعلن.. والعراق ينفي موافقته على تمديد بقاء القوات الاميركية

اعلن وزير الحرب الاميركي ليون بانيتا الجمعة ان العراق وافق على بقاء قوات الاحتلال اميركية في البلاد بعد 2011 لكن بغداد اصرت على ان هذه المسألة ما زالت موضع تفاوض.

اعلن وزير الحرب الاميركي ليون بانيتا الجمعة ان العراق وافق على بقاء قوات الاحتلال اميركية في البلاد بعد 2011 لكن بغداد اصرت على ان هذه المسألة ما زالت موضع تفاوض.
  
وفي مقابلة مع صحيفتين اميركيتين. صرح بانيتا ان العراقيين قرروا تمديد وجود قوات الاحتلال الاميركية الى ما بعد الموعد المحدد لانسحابها. وقال لصحيفتي "ستارز اند سترايبز" و"ميليتاري تايمز" الجمعة "برأي قالوا (العراقيون) اخيرا نعم".
  
وكان القادة السياسيون العراقيون اعلنوا في الثالث من آب/اغسطس انهم سيفتحون مفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن مهمات تدريبية بعد 2011 لكنهم لم يوافقوا بشكل نهائي على بقاء قوات احتلال اميركية.

وبموجب الاتفاقية الامنية الموقعة في 2008. يفترض ان تنسحب كل القوات الاميركية الحتلة في العراق حاليا ويبلغ عديدها نحو 46 الف جندي. بحلول نهاية العام الجاري ما لم يتم الاتفاق على غير ذلك.

ونفت الحكومة العراقية الجمعة ما اعلنه بانيتا. وقال الناطق باسمها علي الدباغ في بيان ان "الحكومة العراقية تنفي ما ذكره" وزير الحرب الاميركي "عن موافقة الحكومة العراقية على تمديد وجود القوات الاميركية في العراق لما بعد 2011". واضاف ان "اجتماع الكتل السياسية اقر بوجود حاجة لتدريب القوات الامنية والعسكرية العراقية" لكن "لم تبدأ لحد الآن اي مفاوضات رسمية مع الجانب الاميركي لتقرير نوع ومدة وعدد قوات التدريب المطلوبة ليتقرر على ضوئها الحاجة لوجود قوات تدريب في العراق من عدمه".
  
وكان المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي علي الموسوي صرح انه "لم يتم الاتفاق حتى الآن على مسألة بقاء قوات تدريب"، موضحا ان "المفاوضات جارية حولها ولم تحسم بشكل نهائي بعد". واكد الموسوي في الوقت نفسه ان "الانسحاب الاميركي سيجري في نهاية العام وفقا للاتفاقية" الامنية الموقعة بين بغداد وواشنطن عام 2008.

ويشكل الاحتلال العسكري الاميركي قضية حساسة في العراق حيث لوح زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر الاربعاء بحرب في حال قررت قوات الاحتلال الاميركية تمديد بقائها الى ما بعد نهاية العام الحالي. ورفض السيد الصدر الدخول في اي مفاوضات مباشرة او غير مباشرة حول هذه المسالة.

الا ان مسؤولين عسكريين عراقيين واميركيين تحدثوا عن حاجة القوات العراقية لمساعدة للدفاع عن اجواء ومرافىء وحدود البلاد. وتحدث بانيتا الجمعة عن توافق بين القادة العراقيين على الرد على اسئلة الاميركيين للحكومة العراقية بشأن "تحديد نوع التدريبات اللازمة واختيار وزير للدفاع ووضع مسودة لاتفاقية امنية جديدة وتعزيز العمليات المشتركة ضد الناشطين المدعومين من ايران".

وقال الوزير الاميركي في نص نشرته وزارة الحرب الاميركية (البنتاغون) بعد ذلك ان "ما اقوله يعني اننا حققنا تقدما ونتيجة لذلك اعتقد اننا سنعمل معهم لنحاول التفاوض بشأن شكل هذا الوجود". لكنه اضاف "سنواصل احترام التزامنا بسحب كل القوات المقاتلة من العراق" بحلول 2011 طالما لم يقدم طلب رسمي لمهمة تدريبية ممكنة. وتابع ان "المسألة ستصبح بعد ذلك اي نوع من المساعدة في التدريب والوجود الذي يشعر العراق انه يحتاج اليه ليكون قادرا على الدفاع عن نفسه وضمان امنه".
  
وحاول الناطق باسم بانيتا التقليل من اهمية تصريحات وزير الحرب الجمعة. وقال ان وزير الحرب "سئل ما اذا كان هناك اي تقدم في المفاوضات مع الحكومة العراقيى منذ زيارته الى بغداد قبل ستة اسابيع". واضاف جورج ليتل ان بانيتا "صرح بوضوح ان العراقيين قالوا نعم للمفاوضات بشأن علاقات استراتيجية بعد 2011 وما يمكن ان تكون عليه هذه العلاقات".
  
وكانت الكتل السياسية العراقية فوضت الحكومة في بداية اب/اغسطس الحالي بدء محادثات مع واشنطن لبحث مسألة تدريب القوات العراقية حتى ما بعد موعد الانسحاب. من دون ان تحديد عدد هؤلاء المدربين. واعلن البيت الابيض الاثنين ان الولايات المتحدة ستأخذ في الاعتبار اي طلب تقدمه السلطات العراقية لتمديد بقاء قوات الاحتلال الاميركية في العراق لما بعد العام 2011. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني "هناك اعتداءات ونحن ندينها بشدة". في اشارة الى سلسة اعتداءات في مدن عراقية عدة اوقعت ما لا يقل 74 قتيلا واكثر من 300 جريح الاثنين.

ولا يزال العراق يشهد اعمال عنف شبه يومية رغم مرور ثماني سنوات على سقوط النظام السابق بعد اجتياح قوات احتلال دولي قادته الولايات المتحدة للبلاد في 2003. ويرى المسؤولون الاميركيون ان مهمة تدريبية في العراق تمثل شكلا من مساعدة حكومة بغداد على بناء قواتها المسلحة عبر وجود لحفظ السلام يمكن ان يخفف من التوتر الداخلي.