04-05-2024 11:18 AM بتوقيت القدس المحتلة

إكتشف نفسك (2) .. فنون التأثير الإيجابي

إكتشف نفسك (2) .. فنون التأثير الإيجابي

وبدل انتقاد الآخرين حاول التفكير بمروحة من الأسباب التي دفعتهم إلى فعل فعلتهم، أسلوب لا شك يولّد المحبة ويشيع روح التسامح بين الأشخاص.

للنجاح مقاييس متعدّدة تختلف بحسب منطلق الأشخاص، ودوافعهم وإراداتهم، وبكل الحالات لا يُمكننا أن نقيس مستويات نجاح الأشخاص بمعزل عن تأثيرهم الإيجابي في علاقاتهم الإجتماعية على اختلافها.

ليلى شمس الدين/ باحثة في الشؤون الإجتماعية وإعلامية

إكتشف نفسك (2) .. فنون التأثير الإيجابيأمر لا يُمكننا تحقيقه إلاّ إذا تجنبنا الإحتكاكات التي تزعزع وتقوّض العلاقة بين الناس، وعملنا على التستّر على الأحاسيس اللاواعية تجاه الآخرين، عندها نساهم في رفع مستوى علاقة الإنسان بمحيطه الذي يتعامل معه ويترك انطباعات شتّى لديه.

ويرتكز تحقيق هذه الغاية على قواعد ومنطلقات كثيرة تشكّل سلسلة من التصرّفات والممارسات التي يتمحور بعضها حول الآتي: 

1ـ إلتماس الثناء، إن أحببت شيئاً إثن عليه من قلبك وبسخاء تام، فلا يُمكنك تخّيل كم من العقبات التي يمكن تذليلها بهذا التصرّف، وكم من المحطّات التي يُمكن عبورها من خلال إبداء الثناء الصادق والتشجيع والمساندة للمحيطين بك.

2ـ لا تربط إشاعة السعادة ومنحها لمن تتعامل معهم بأي مقابل، فالتعامل مع الآخرين بمحبة خالصة من شأنه إشاعة السلام الذاتي لك، كما من شأنه ضخ الروح الإيجابية لمن حولك.

3ـ تعامل مع الجميع بصدق وإخلاص كما بالكلمات الرقيقة، فأنت بذلك ستخلّد ما تتفوّه به في أذهانهم، وقد يردّد كلماتك كثيرون حتى بعد أن تنساها ربما، وتذكّر دوماً أنّ " الكلمة الطيّبة صدقة ". 

4ـ تحلّ بروح الموافقة أكثر من روح الإنتقاد والتذمّر، فالإنتقاد الدائم يقتل الطموح ويشيع جواً من السلبية في المحيط، كن متفهمّاً ومسامحاً، وبدل انتقاد الآخرين حاول التفكير بمروحة من الأسباب التي دفعتهم إلى فعل فعلتهم، أسلوب لا شك يولّد المحبة ويشيع روح التسامح بين الأشخاص.

5ـ الطريقة الأبلغ للتأثير على الآخر، هي ألاّ تتحدّث عما تريده أنت بل عمّا يريده هو، ويكمن سر نجاحك في هذه الخطوة بمقدرتك على رؤية الأمور من منظاره ومن منظارك في الوقت ذاته، ولا تنس أن تعمل على تبيان الخطوات التي تمكنّه من الحصول على مبتغاه.

6ـ إبتعد عن وعظ الآخرين عندما تريد أن تنصحهم، ولا تنس أنّ الأثر الفعلي في تعديل التفكير وتغيير الإتجاهات والسلوك يبقى محدوداً، وقد لا يترك تأثيره ما لم يرتبط بترجمة عملية سلوكيه تستمر لفترات، ولا يتحقّق ذلك إلاّ بعد تكرار السلوك بالإضافة إلى نيل الدعم من المحيط وهو ما يُساعد على تحويل هذه الممارسات إلى عادات راسخة في السلوك. 

7ـ لا تنس مطلقاً، أنّ كل من نلتقي بهم لديهم ما نتعلمه منهم ولو كان بسيطاً، فجميعنا يحمل مزايا قد لا يمتلكها الآخرون، فلا تفوّت فرصة التعلّم والإستفادة من أيِ كان.

وفي كل الحالات، علينا ألا ننسى قاعدة مهمّة تأسر علاقة الآخرين بنا وتتلخّص في ما يلي:

•    وجّه إهتمامك نحو من تتعامل معهم.
•    حاول منحهم ما يُمكن، كي يفعلوا لك ما تريد.