دشّن دار الفقيه المقاوم أولى اصداراته "أضواء على الفكر السياسي الاسلامي" لسماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم٫ في حفل نُظم برعاية آية الله الشيخ عفيف النابلسي، في مجمع السيدة الزهراء (ع) بصيدا في جنوب لبنان
دشّن دار الفقيه المقاوم أولى اصداراته "أضواء على الفكر السياسي الاسلامي" لسماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم٫ في حفل نُظم برعاية آية الله الشيخ عفيف النابلسي، في مجمع السيدة الزهراء (ع) بصيدا في جنوب لبنان، بحضور لفيف من العلماء وطلاب العلم وفعاليات دينية واعلامية.
الدقاق: دار الفقيه المقاوم لحفظ ارث آية الهي قاسم
وافتُتح الحفل بكلمة رئيس الدار الشيخ عبدالله الدقاق، الذي أكد أن الكتاب هو باكورة أعمال دار الفقيه المقاوم٫ المعني بنشر إرث وفكر آية الله الشيخ عيسى قاسم، لما يمثله من قامة علمية بالنسبة للبحرين.
وعرّف الشيخ الدقاق بآية الله قاسم مستعرضاً سيرته الذاتية ومسيرته العلمية، فتحدث عن تتلمذه على يد كبار علماء النجف الأشرف. وقال الشيخ الدقاق إن فكر الشيخ عيسى قاسم لم يتأثر بفكر الإمام الخميني (قدس) والشهيد الصدر (قدس)، بل إنه التقى معهما في المسيرة التكاملية لفكر كبار العلماء.
وأضاف الشيخ الدقاق أن الكتاب، المؤلف من ١٢٠٠ صفحة، يمثل الفكر السياسي للشيخ قاسم، وقد تم جمعه من خطب ومحاضرات ألقاها سماحته، وهو بذلك يشكل مرجعا للباحث السياسي.
وتحدث رئيس دار الفقيه المقاوم عن إصدارات قادمة تحفظ إرث آية الله الشيخ عيسى قاسم، قد تم جمعها من سلسلة محاضرات وخطب ودروس بدأ بتقديمها الشيخ عيسى قاسم منذ الستينات.
تقرير مصوّر يستعرض مسيرة آية الله قاسم
ومن ثم جرى عرض تقرير مصوّر أطل على مسيرة الشيخ عيسى قاسم الدينية والسياسية، وهجرته إلى النجف الأشرف ودراسته بحث الخارج على يد الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر(رض)، ومن ثم عودته إلى البحرين وتصديه للعمل السياسي من خلال انخراطه في البرلمان تلبية للرغبة الشعبية، وتأسيسه لجمعية التوعية التي حاربها النظام البحريني وأغلقها في وقت لاحق.
واستعرض التقرير هجرة الشيخ عيسى قاسم إلى الجمهورية الاسلامية الايرانية في العام ١٩٩٢، وإلقاءه دروس بحث الخارج بعد حثّ مرجعيات دينية بارزة. وفي العام ٢٠٠١ عاد آية الله قاسم إلى البحرين ليتولى امامة الجماعة في أكبر جوامع المملكة (جامع الامام الصادق (ع) في الدراز)، وتأسيسيه في وقت لاحق المجلس الاسلامي العلمائي كأهم مؤسسة دينية للمسلمين الشيعة، والذي لم يسلم من بطش النظام الحاكم حتى جرى اغلاقه في العام ٢٠١٤.
وتطرق التقرير إلى استهداف الشيخ قاسم من قبل السلطات، وخروج الجماهير البحرينية تنديداً بذلك. كما أورد اشادات كبريات المرجعيات الدينية والسياسية بآية الله الشيخ قاسم، حتى وصفه الإمام السيد علي الخامنئي بالقائد، وهو ما تحدث عنه أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله أيضاً.
النابلسي: آية الله قاسم قامة فكرية وسياسية
تلا ذلك، كلمة نجل آية الله النابلسي الشيخ الدكتور محمد صادق النابلسي الذي حيّا الشيخ عيسى قاسم، لما يمثله من قامة دينية وفكرية وسياسية، ولما اتصف به من حكمة وموضوعية وعقلانية ورؤيوية. وقال الشيخ النابلسي إن آية الله قاسم: "خرج من رحم العلم والأخلاق والإسلام، وانصب على البحرين حباً مدراراً".
وتناول الدكتور النابلسي مقاطع أوردها كتاب "أضواء على الفكر السياسي الاسلامي"، وعقب بأن الشيخ عيسى قاسم كان واضحاً في تأكيده على المطالب التي رفعا الشعب البحريني، وكان مصراً على تحقيق تطلعات هذا الشعب، وهي التلطعات الملحوظة في كل الدساتير العالمية.
ورأى الشيخ محمد صادق النابلسي أن الثورة البحرينية، التي حظيت برعاية آية الله قاسم، خرجت منذ البداية لتنزع عنها اي اتهام بالطائفية فنادت بالوحدة الاسلامية والوطنية، وأكدت على مدار السنوات الأخيرة الالتحام الشعبي وراء هذه المبادئ، فيما عمدت السلطة البحرينية لحماية عرشها بالقوات الخارجية، التي استقدمتها للجم التظاهرات، وقدمت الخيارات الامنية والعنف على الاصلاح والقمع على الحوار.
حمّود: المؤامرة على الشعب البحريني نفسها التي تستهدف المنطقة
ثم كانت كلمة امام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود، الذي تساءل: "هل يكون الفقيه فقيهاً رن لم يكن مقاوماً؟" وقال الشيخ ماهر حمود إن الأكاذيب التي تلصق بثورة البحرين، هي نفسها التي تلصق يومياً بالمقاومة، وأكد أن المؤامرة التي تستهدف الشعب البحريني لا تنفصل عن المؤامرة المرسومة للمنطقة، والتي غيرت فيها الكثير في السنوات الاخيرة.
ودعا امام مسجد القدس للترفع عن التفاصيل الداخلية ومقاربة الأزمة البحرينية من دائرة أوسع، مشيراً إلى أن "المايسترو" الذي يحرك المنطقة هو الأميركي، يتلاعب بها تماماً كما لو أنها لعبة شطرنج يحرك حجارتها.
وقال الشيخ ماهر حمود إنه لو وقف الشيخ عيسى قاسم وخلف البحرينيون وأيدوا حل القضية الفلسطينية على حساب المقاومة لأعطيوا كامل ما طالبوا به من حقوق.
الدقاق لموقع المنار: الحضور الكبير يعطي دفعة قوية لانطلاق اعمال الدار
وفي تصريح لموقع قناة المنار عقب توقيع الكتاب، قال الشيخ عبدالله الدقاق ان الحضور الكبير في حفل تدشين كتاب آية الله الشيخ عيسى قاسم يعطي الدار دفعاً للانطلاق بقوة، وأضاف انه تم تأسيس دار الفقيه المقاوم ليكون مختصاً بنشر اثار آية الله عيسى قاسم لاحاطة شخصيته بالجانبين الفكري والسياسي. كونه كان علماً بارزاً في تدريسه ريسه للفقه والاصول والرجال والعقائد والتفسير، والجانب السياسي الذي برز فيه قائداً اذ يهدف دار الفقيه المقاوم الى احياء فكره الذي يثير الحمية لدى الشعوب الاسلامية وروح والمقاومة والاباء.
وأوضح الشيخ الدقاق أن آثار الشيخ قاسم تم جمعها من ضمن كتاباته التي نُشرت كمجموعة مقالات في مجلة الثقلين، او من ضمن الخطابات والمحاضرات التي دونها بنفسه، او تلك التي لم يتم تدوينها.