تحرض عدد من الدول الغربية المعارضة السورية على مقاطعة دعوات الحوار وعلى تسعير المواجهة وعلى رفض حتى مناقشة الإصلاحات التي يقترحها الرئيس السوري بشار الاسد.
في ظل محاولات تأويل الموقف الروسي لا سيما الرسمي منه تكررت تصريحات المسؤولين الروس وعلى رأسهم وزير الخارجية سيرغي لافروف الرافضة لإزدواجية معايير ساسة الغرب الشرق أوسطية التي تملي توجهاتها السياسية لا سيما فيما يتعلق بالأحداث السورية.
وفي ما يتعلق بالوضع السوري تحرض عدد من الدول الغربية المعارضة السورية على مقاطعة دعوات الحوار وعلى تسعير المواجهة وعلى رفض حتى مناقشة الإصلاحات التي يقترحها الرئيس السوري بشار الاسد والتي حتى ولو تأخرت تبقى جدية وواقعية.
وبعيدا عن الإلتزام بضوابط الدبلوماسية الرسمية، لبَّى سياسيون وإعلاميون ومحللون وخبراء إستراتيجيون روس، دعوة "الشباب السوري وهيئات شعبية للوقوف على حقيقة الوضع في سورية" ولدى عودتهم إلى روسيا بادروا إلى وصف مشاهداتهم أمام الرأي العام الروسي.
من جهته اعتبر "نائب رئيس الدوما الروسي السابق ورئيس لجنة التضامن مع الشعبين السوري والليبي" سيرغي بابورين أن "دعوات المعارضين السلبيين للتغيير تأتي دون تبصُّر"، وأضاف "عندما نسأل بعضهم هناك ماذا تريدون يقولون يجب تغيير كل شيء و نسأله ماذا تريدون ان تغيروا؟! يجيب : كل شيء! ... و إلى ماذا ؟: إلى أي شيء...! س: و من سيأتي؟: فليأتي أي احد!!"، مشيرا الى ان "حقيقةً إجابات هؤلاء تأتي دون التفكير بأية مسؤولية"، لافتا الى ان "هذه مسؤولية أي سياسي في أية دولة أن يحمل مسؤولية تبعات موقفه ونحن نعتبر أن الديموقراطية الغربية لا تصلح لعلاج الوضع في سورية".
كما كشف أعضاء الوفد للرأي العام الروسي حقائق تورط أجهزة أمن خارجية ووسائل إعلام عربية وغربية في الجزئين المعلوماتي والإعلامي للحرب التي تشن ضد سورية.
وفي هذا السياق قال "رئيس القسم الدولي في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي" أندريه فيليبوف إن "هذه البيانات لدينا تظهر حجم التمويل ومصادره وكيف تمُّ الدفع ولمن تمُّ دفع الأموال وكيف أثار الأميركان الإضطرابات في الشرق الأوسط وبالأخص في سورية"، نعلم "نعلم ما هي الإرتباطات بالناتو وما هي علاقة إسرائيل في ما يحدث في سورية والدول العربية الأخرى"، مشيرا الى ان "ما ينشر في وسائل الإعلام والعربية منها ايضا يندرج ضمن العدوان المعلوماتي الإعلامي".
وفي ذات الاطار شدد "الدبلوماسي السابق وعضو الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الروسية" أوليغ فامين على "ضحد إدعاءات بعض وسائل الإعلام التي زعمت بأن الرسالة التي سلمها نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل باغدانوف للرئيس الأسد تتضمن إعطائه مهلة أسبوعين لسحب الجيش إلى الثكنات"، وأوضح أنه "حول المؤامرة التي تستهدف ليس فقط سورية بل محور الممانعة مجتمعا فإن سياسة الولايات المتحدة الاميركية وتدخلها الذي لا يمكن إستثناء الوجه العسكري منه تهدف إلى إسقاط النظام السوري الممانع الوحيد في الوطن العربي للمشروع الأميركي الصهيوني وإشعال نار الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة وإضعاف موقف إيران"، منبها أنه "بذلك تعمل أميركا على ضرب قوى المقاومة كحزب الله وحماس وخلق حالة من الفوضى لتحقيق المصالح الأميركية الإسرائيلية البعيدة جد البعد عن مصلحة الشعب السوري و للأسف دول عربية خليجية مشاركة في هذه المؤامرة".
وفي المحصلة أجمع المشاركون في الوفد الروسي على أن "الرئيس الأسد يمثل الضمانة للوحدة الوطنية ولإستكمال برنامج الإصلاحات المحقة".
وفي سياق متصل أكد المؤرخ الروسي البروفيسور دميتري ميكولسكي "لمسنا إلتفاف غالبية الشعب الروسي مع الرئيس الأسد"، ولفت الى ان "تغييبه وإسقاط النظام في سورية يعني إنعدام فرص التغيير والإصلاح ودخول سورية والمنطقة في بحور ومحيطات من الدم و الأرض المحترقة".