23-11-2024 06:55 AM بتوقيت القدس المحتلة

ساركوزي لمصطفى عبد الجليل: الجزائر بعد سنة وإيران بعد ثلاث سنوات

ساركوزي لمصطفى عبد الجليل: الجزائر بعد سنة وإيران بعد ثلاث سنوات

عاد الرئيس الفرنسي للتصعيد الكلامي ضد إيران بعد فترة استرخاء دامت عدة أشهر منذ التغيير الحكومي في فرنسا وتأتي هذه العودة في وقت يشعر فيه أصحاب القرار السياسي بنشوة النصر الليبي

عاد الرئيس الفرنسي للتصعيد الكلامي ضد إيران بعد فترة استرخاء دامت عدة أشهر منذ التغيير الحكومي في فرنسا والذي أتى بوزير جديد للخارجية الفرنسية (آلان جوبيه) بدلا عن الوزير السابق (برنارد كوشنير) الذي كان متخصصا في شن الهجوم على إيران بمناسبة أو من غير مناسبة.

وتأتي هذه العودة الفرنسية في وقت يشعر فيه أصحاب القرار السياسي الفرنسي وعلى رأسهم  الرئيس (نيكولا ساركوزي) بنشوة النصر الليبي السهل نسبيا نظرا لعدم سقوط خسائر بشرية ومادية في صفوف القوات الفرنسية والأطلسية التي قصفت ليبيا جوا وشاركت برا في عمليات التوجيه والدعم اللوجيستي، وحسب ما يتردد، في القتال في بعض أحياء العاصمة الليبية طرابلس.

غير أن توقيت الهجوم الكلامي الفرنسي وأسبابه يرجعها العارفون بخفايا السياسة الفرنسية وأسرار التحالف الفرنسي - القطري في العالم العربي تحت الرعاية الأميركية إلى فشل الزيارة التي قام بها أمير دولة قطر (حمد بن خليفة آل ثاني) الى طهران والتي كان فيها الأمير مجرد ساعي بريد لواشنطن باتجاه طهران، يحمل فيها طلبا أميركيا واحدا يتمثل في بقاء القوات الأميركية في العراق لمدة عامين جديدين، والرغبة الأميركية في قبول إيران بهذا المبدأ مقابل قبول الولايات المتحدة فتح باب التفاوض حول شؤون المنطقة كاملة بما فيها الملف النووي الإيراني. 

وبحسب المعلومات المتوفرة لدينا، فقد أتى الجواب الإيراني لأمير قطر مماثلا للرد على السعوديين وهو أن إيران لن تقوم بتغطية أي بقاء للقوات الأميركية في العراق كما أنها ستدافع عن موقف حلفائها العراقيين لاسيما رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يريد انسحابا أميركا في الموعد المحدد حسب الاتفاقية الأميركية العراقية في هذا الشأن، والذي يحل في آخر العام الحالي.

هذا الرفض الإيراني استدعى ردا بالوكالة من فرنسا وإمارة قطر حليفتا أميركا المباشرتين  في أزمات العالم العربي الحالية، ابتداء من الحرب الليبية وصولا إلى التحريض على سوريا، فتولى أمير قطر شن الهجوم على سوريا مباشرة بعد انتهاء اجتماعه بالمسؤولين الإيرانيين بالتزامن مع حملة غير مسبوقة شنتها قناة الجزيرة عبر أخبار ادعت عن وجود مسيرات حاشدة باتجاه الساحات الرئيسة في العاصمة السورية دمشق وقد قام التلفزيون السوري بتكذيب الخبر عبر نقل حي ومباشر من ساحات العاصمة السورية لمدة خمس ساعات تزامنت مع حملة الجزيرة والعربية، فأثبت فيها عدم صحة أخبار القناتين اللتين اتفقتا حول موضوع واحد وفي نفس الوقت.

ثم استمر الهجوم القطري في اجتماع  الجامعة العربية الذي عقد على مستوى وزراء الخارجية للبحث في الملف السوري، وكان لوزير الخارجية القطري (حمد بن جاسم) مواقف شديدة التصلب ضد سوريا حسب ما تسرب من الاجتماع.

ولأن لا قبل لقطر بدخول هجومي مباشر في الموضوع الإيراني لأسباب لا يجهلها أحد، فقد تولت فرنسا هذا الملف عبر الهجوم القوي الذي وصل لحد التلويح بحملة عسكرية  ضد إيران إذا لم توقف برنامجها النووي حسب ما يطالب به الغرب.

وكانت مصادر فرنسية كشفت في وقت سابق لموقعنا عن فحوى حديث جرى بين ساركوزي ومصطفى عبد الجليل (رئيس المجلس الانتقالي الليبي) أثناء زيارة الأخير لفرنسا قال فيه ساركوزي لضيفه الذي كان يشتكي الجزائر ( انتظر وسوف ترى الجزائر بعد عام من الآن وإيران بعد ثلاثة أعوام).

من هنا يبدو أن الحملة الكلامية والإعلامية التي تستهدف سوريا لوحدها حاليا سوف تتوسع لتشمل كل من الجزائر وإيران..الأولى على خلفية موقفها من ليبيا وعلى خلفية تشجيع الاضطرابات بها لإسقاط النظام فيها بشكل يضمن عودة فرنسا إلى هذا البلد الغني بالنفط والغاز واليورانيوم، وإيران على خلفية برنامجها النووي وموقفها من التواجد الأميركي في العراق ودعمها حركات المقاومة في العالمين العربي والإسلامي.

هذا كله مع معرفة القوم مسبقا باستحالة شن أي حرب استباقية أو غيرها في منطقة الشرق الأوسط على إيران أو سوريا، مما يفتح الموضوع الجزائري على كل الاحتمالات مستقبلا.
البعض يتحدث عن استكمال الملف الجزائري في قناة الجزيرة القطرية استعدادا لسيناريوهات متعددة اولها التونسي وليس آخرها الليبي...