25-11-2024 05:29 PM بتوقيت القدس المحتلة

الحكومة تتهرب برمي «الهبة الإيرانية» على الجيش!

الحكومة تتهرب برمي «الهبة الإيرانية» على الجيش!

يصح القول إن تجربة تعامل لبنان الرسمي مع عرض الهبة العسكرية الإيرانية للجيش اللبناني، يمكن أن تدرس في الكليات الجامعية التي تدرس علم السياسة، وفق آخر ما تم التوصل إليه من «وصفات»

محاولة مكشوفة لإحراج المؤسسة العسكرية

 

لينا فخر الدين

 

يصح القول إن تجربة تعامل لبنان الرسمي مع عرض الهبة العسكرية الإيرانية للجيش اللبناني، يمكن أن تدرس في الكليات الجامعية التي تدرس علم السياسة، وفق آخر ما تم التوصل إليه من «وصفات».

فقد عاد وزير الدفاع سمير مقبل والوفد العسكري إلى بيروت، وسرعان ما كانت أخبار الهبة المجانية وغير المشروطة، توضع على طاولة رئيس الحكومة تمام سلام، الرئيس ميشال سليمان، الرئيس أمين الجميل، العماد ميشال عون وقائد الجيش العماد جان قهوجي.

وكان لافتا الانتباه قول مقبل إن قيادة الجيش ستقيّم الهبة الإيرانية ومدى أولوية حاجة المؤسسة العسكرية إليها، قبل عرض الموضوع (وفق تقرير رسمي) بكل جوانبه على مجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب في هذا الخصوص، «آخذا بعين الاعتبار الحظر والعقوبات الدولية على إيران»!

ماذا يعني الكلام الصادر عن مقبل؟

يقول مرجع لبناني معني لـ«السفير» إن الجانب الإيراني «وضع كل إمكانياته بتصرف الجيش اللبناني بلا مقابل ولا أية شروط، وهذا ما سمعه وشاهده وزير الدفاع سمير مقبل في زيارته الى طهران ومحادثاته مع المسؤولين الإيرانيين، إذ إن المعروض في الهبة على لبنان ذخائر ومعدات وأسلحة، الجيش اللبناني بأمسّ الحاجة إليها، وبالتالي لا مبرر على الإطلاق لرفضها ما دامت لا تتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي».

يضيف المرجع «أمام هذا الواقع تحرّك جهابذة السياسة في لبنان لابتداع الحجج الواهية لإفشال هذه الهبة، وذلك عبر إدخالها في ممرات صعبة تبدأ بوضع الكرة في ملعب قيادة الجيش لأخذ موافقتها على الهبة أولا، على أن تكون مقرونة بمدى حاجة المؤسسة العسكرية الملحة لما تتضمنه هذه الهبة، ومن ثم عرض الأمر على مجلس الوزراء».

وأشار المرجع إلى أنه يكفي اعتراض وزير واحد في مجلس الوزراء اليوم «لإسقاط هذه الهبة، فكيف إذا كانت هناك جهة سياسية مكتملة التمثيل في الحكومة ترفضها، والأنكى من ذلك أن هناك من يحاول عرض الموضوع على القيادات السياسية لأخذ رأيها قبل اتخاذ القرار بالموافقة على الهبة أو عدمها، على أن يحال الملف إلى جهات قانونية لدرس مدى مواءمة الهبة مع قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1747، ولا سيما الفقرة الخامسة منه، كون لبنان حريصا على احترام الشرعية الدولية»!

ورأى المرجع «ان طاحونة الهواء أو طبخة البحص كل الهدف منها اللف والدوران لرفض الهبة الايرانية، والقول ان لبنان هو الذي رفضها بقراره الذاتي وليس واشنطن التي أرعدت وأزبدت فور شيوع خبر الهبة وطلقتها ثلاثا قبل صياح الديك اللبناني المخطوف النفس أصلا».

يذكر أن باريس دعت الى ضرورة احترام العقوبات الدولية المفروضة على ايران في أي اتفاق تقترحه طهران لتقديم أسلحة للجيش اللبناني، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية ان وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان أوضح أن كل الإجراءات المطلوبة لتوريد صفقة أسلحة (فرنسية) للبنان «قد اكتملت».

من جهة ثانية، قال المرجع اللبناني نفسه لـ«السفير» إن الجيش الأميركي باشر بالإجراءات التنفيذية لإبرام صفقة الـ 18 مروحية من طراز «هيوي 2» الى الجيش اللبناني بقيمة 150 مليون دولار أميركي مع توفير التدريب اللازم للطيارين وتأمين قطع الغيار، علما أن هذه الطائرات مستخدمة.


http://www.assafir.com/Article/1/379372

 

موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه