25-11-2024 11:53 PM بتوقيت القدس المحتلة

أزمات المياه ... معضلة القرن الواحد والعشرين

أزمات المياه ... معضلة القرن الواحد والعشرين

معظم المشاركين في المؤتمر هم خبراء واختصاصيين من الصف الأول في لبنان والخارج. ولكنه في الآن نفسه يأسف الدكتور ملي إلى أنهم لم يتمكنوا من إقناع خبراء أوروبيين من المجيئ إلى لبنان

"المياه معضلة القرن الواحد والعشرين، حوض النيل تعاون أم تصادم؟"، هذا عنوان لمؤتمر سيعقد يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين، بإدارة الجامعة اللبنانية، كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية، أول ما يلفتك هو العنوان حول حوض النيل، ففي المدة الأخيرة نتابع الأخبار عن مشاريع عديدة يخطط لها حول هذا النهر الإقليمي ذي التأريخ العريض الذي لاحقته الحروب والمفاوضات السياسية للإستئثار بالفائدة الأكبر منه. فهل يمكن أن تكون خلفية هذا المؤتمر محض اقتصادية أم أنه يؤسس لعلاقات جيوسياسية للبنان مع دول المنطقة والجوار؟!.

الدكتور أحمد ملي، رئيس مركز الدراسات القانونية والإدارية والسياسية في الجامعة اللبنانية ورئيس المؤتمر، يؤكد أن أزمة المياه أصبحت معضلة في القرن الواحد والعشرين، وهناك إقرار عالمي بندرة المياه، حتى إن البعض يذهب إلى أبعد من ذلك ويرى أن هذه الأزمة سوف تؤدي إلى حروب في المستقبل عنوانها الأول هو الصراع على المياه.

"من هنا بدأنا نشهد توترات في العلاقات الدولية منشأها الإختلاف على موضوع المياه، فضلاً على أن النيل بمساحته الشاسعة، التي تبلغ 3 مليون كلم مربع، يضم على جوانبه11 دولة وعدداً كبيراً منها دول من القارة الإفريقية". 

وحول سبب انتداب الجامعة نفسها لهذه المهمة؟!، يقول الدكتور أحمد إرتأت الجامعة اللبنانية أن تقوم بهذه المقاربة للوضع الإقليمي، لاحظة دور لبنان فيه، متخطية العديد من المؤسسات الاقتصادية ربما التي كانت هي الأولى القيام بهكذا مؤتمر، لأنها -أي الجامعة-  ترى أن الدور الأكاديمي للمتخصصين الاقتصاديين يكشف بشكل علمي أكثر دقة متوخياً الحذر العملي والموضوعي للخوض في إشكاليات هذه الأزمة ومحاولة الوصول إلى حلول ناجعة لها من معيار يأخذ بعين الاعتبار كل الوضع الإقليمي الذي يتشارك المياه ذات المنبع والمصب.

ويمكن أن يعدّ هذا المؤتمر ليس الأول من نوعه تقوم به الجامعة اللبنانية فحسب بل على صعيد لبنان كله. ثم لماذا لا تكون المبادرة من الجامعة اللبنانية، يسأل الدكتور ملي ويقول إنه خلال متابعته في التحضير للمؤتمر عرف أن جامعة "Bergen" في النروج عندها فصل خاص عن دراسة مياه حوض النيل ويشارك فيها خبراء كبار متخصصين في هذا النوع من الدراسات. 

نص الدعوة لمؤتمر الجامعة اللبنانيةونظراً لأهميته الكبرى، تتطلب التحضير للمؤتمر، من الدكتور أحمد ملي زيارة الجمهورية العربية المصرية ،حيث زار الوفد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ومركز الإهرام للدراسات الإستراتيجية، كما قام بزيارة نائب وزير الخارجية المصرية للشؤون الإفريقية، كما وأجرى إتصالات إلى السودان والتقى مع وزراء ري سابقين قدموا معونة لا تقدر لإنجاح المؤتمر، والذين سيشاركون حضوراً فاعلاً في عرض خبراتهم خلال المؤتمر.

والجدير بالذكر أن معظم المشاركين في المؤتمر هم خبراء واختصاصيين من الصف الأول في لبنان والخارج. ولكنه في الآن نفسه يأسف الدكتور ملي إلى أنهم لم يتمكنوا من إقناع خبراء أوروبيين من المجيئ إلى لبنان وذلك ربما يعزى إلى الأوضاع الأمنية المقلقة التي تعيشها المنطقة العربية بشكل عام . إلا أنهم تمكنوا من تأمين مشاركة خبراء من الصين وروسيا ودول أفريقية. 

في الختام، أمل الدكتور ملي أن يشكّل المؤتمر مسارا جديداً للبنان مع محيطه الإقليمي، وأن لا تبقى الجامعة اللبنانية رهن أنشطتها الموسمية بل ليصبح دأبها دائما عملا نوعيا مستمرا على صعيد القضايا المحلية والإقليمية وحتى الدولية.