بدأ الثوار الليبيون هجومهم على مدينة بني وليد أحد آخر معاقل معمر القذافي بعد فشل مفاوضات استسلامها بحسب ما اعلن رئيس لجنة شباب السابع عشر من فبراير للمنار، وتوقع مسؤولون تحرير بني وليد خلال ساعات.
بدأ الثوار الليبيون هجومهم على مدينة بني وليد أحد آخر معاقل معمر القذافي بعد فشل مفاوضات استسلامها بحسب ما اعلن رئيس لجنة شباب السابع عشر من فبراير للمنار، وتوقع مسؤولون تحرير بني وليد خلال ساعات. وتعتبر المدينة القاعدة الرئيسية لقبيلة (ورفلّة) التي تشكل سدس سكان ليبيا. من جهة اخرى قال رئيس المجلس العسكري للثوار عبد الحليم بلحاج انهم تمكنوا من تحديد مكان القذافي، وهو ما اعتبره خطوة مهمة سيقوم على اثرها الثوار بملاحقته.
وكان كبير المفاوضين عن الثوار الليبيين اعلن الاحد اخفاق المفاوضات الجارية منذ عدة ايام لضمان استسلام المقاتلين الموالين لمعمر القذافي في مدينة بني وليد. جنوب شرق طرابلس. وبدأت المفاوضات قبل ايام عدة عبر زعماء قبائل بني وليد. حيث يختبىء وفق كنشيل مقربون من الزعيم الليبي الفار بينهم اثنان من ابنائه. وقال عبدالله كنشيل للصحافيين انه في بداية المفاوضات. رفض فريقه التفاوض مباشرة مع مقاتلي القذافي قبل ان يوافق لاحقا على التفاوض فقط مع اشخاص لم يتورطوا في قتل مدنيين. واضاف "لقد ارادوا (انصار القذافي) المجيء مع اسلحتهم. وقد رفضنا". وتابع "طلبوا ان يدخل الثوار بني وليد من دون اسلحتهم (بذريعة المفاوضات) ليتمكنوا من قتلهم".
وحول احتمال شن هجوم على المدينة اثر فشل المفاوضات. قال كنشيل "اترك لقائد (الثوار الليبيين) التعامل مع المشكلة. ليس لدي ما اقدمه بصفتي رئيسا للمفاوضين". وردا على سؤال عما اذا كانت المفاوضات فشلت قال "بالنسبة لي نعم". وقال كنشيل ان "القذافي وابناءه والعديد من المقربين جاؤوا الى بني وليد" من دون ان يحدد تاريخ حصول ذلك. لافتا الى ان بعض انصار القذافي "لاذوا بالفرار" لكن "اثنين من ابناء القذافي" هما الساعدي والمعتصم "لم يهربا". ولفت الى ان موسى ابراهيم المتحدث السابق باسم القذافي هو من بين المقربين الذين لا يزالون موجودين في بني وليد. وقال ايضا "هناك كثيرون اتوا من طرابلس ومدن اخرى الى بني وليد. انهم يريدون استخدام هذه المدينة كحصن لهم".
وكرر مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي القول بعد ظهر السبت ان امام الموالين للقذافي مهلة حتى العاشر من ايلول/سبتمبر لالقاء السلاح. لكن مسؤولين محليين اوضحوا ان المهلة بالنسبة الى بني وليد تنتهي صباح الاحد. وصباح السبت هدد عبد الرزاق ناضوري نائب قائد الثوار في ترهونة شمال بني وليد. بمهاجمة المدينة. وقال "اما ان يرفعوا الراية البيضاء ويستسلموا.او تبدأ المعركة. لديهم 24 ساعة من هذا الصباح". وذكر مدنيون فروا من بني وليد السبت ان عددا كبيرا من المقاتلين الموالين للقذافي غادروا المدينة وحملوا معهم الاسلحة الثقيلة الى الجبال المجاورة. وقالوا ان السكان ينتظرون خائفين وان المدينة خلت من اي حركة وقد اغلقت التاجر ونفد البنزين والغاز.
وبدت الجبهة هادئة في اتجاه سرت. المدينة الساحلية الكبرى الموالية للقذافي. ويحاصر الثوار الليبيون المدينة حيث لم يسجل اي تحرك منذ ايام عدة رغم ان الحلف الاطلسي اعلن انه واصل ضرباته العسكرية السبت. وفي شرق المدينة. استنفر قسم من المقاتلين تمهيدا لعملية تهدف الى نزع سلاح قبيلة الحسنية المحلية الموالية للقذافي والتي لجأ العديد من افرادها الى الصحراء مع اسلحتهم.
وفي طرابلس. يسعى المجلس الوطني الانتقالي الى تعزيز سلطته. وعاود عناصر من الشرطة السبت تسيير دوريات في العاصمة مع تسجيل زحمة سير. واعادت مصارف ومتاجر فتح ابوابها واصطفت طوابير طويلة امام الافران. ووصل "وزير" الدفاع لدى المجلس الوطني الانتقالي جلال الدغيلي الى طرابلس الاحد قادما من بنغازي على راس وفد كبير ضم فوزي بوكتاف قائد اتحاد القوى الثورية. وقال انور الفيتوري "وزير" الاتصال والنقل لدى الثوار ان هناك رحلات جوية منتظمة بين طرابلس وبنغازي وان كانت كانت تحتاج الى تصريح من حلف شمال الاطلسي بسبب الحظر الجوي. واعلن المجلس الانتقالي انه سيستانف تزويد طرابلس بالماء خلال الايام المقبلة بعد السيطرة على القسم الاكبر من الانبوب الذي يحمل المياه الى الساحل الشمالي من الخزانات الجوفية في الصحراء.
وفي الجزائر. افاد شهود والعديد من الصحف ان الجزائر اغلقت حدودها مع ليبيا بعدما دخلها افراد من عائلة القذافي في 19 اب/اغسطس. ولم يتم تاكيد هذا الامر رسميا. وأكد رئيس الوزراء الجزائري احمد اويحيى الاحد ان افراد عائلة القذافي الموجودين في الجزائر هم تحت مسؤولية الجزائريين وان استقبالهم حالة انسانية من بين حالات انسانية اخرى عالجتها الجزائر. واستقبلت الجزائر ثلاثة من ابناء القذافي هم عائشة التي انجبت طفلة داخل الاراضي الجزائرية ومحمد وهنيبال. ترافقهم صفية الزوجة الثانية للزعيم الليبي.
وفي بنغازي اعلن المتحدث العسكري باسم المجلس الانتقالي العقيد احمد باني مجددا ان خميس القذافي ومحمد السنوسي قتلا ودفنا. وقال "اؤكد ان خميس ومحمد (ابن مدير الاستخبارات الليبية عبدالله السنوسي) قتلا بالقرب من ترهونة". واضاف ان خميس دفن بالقرب من بني وليد. في حين دفن محمد في جنوب ليبيا. ونفت قناة تلفزيونية موالية للقذافي الثلاثاء على موقعها الالكتروني مقتل خميس القذافي. وصرح ممثل المجلس الوطني الانتقالي في لندن جمعة القماطي الاحد انه يتعين ان يمثل معمر القذافي امام المحكمة في ليبيا عن الجرائم التي وقعت في ظل حكمه. بغض النظر عن الاتهامات الموجهة من المحكمة الجنائية الدولية ضده.
من جهته، طلب رئيس المجلس العسكري للثوار في طرابلس عبد الحكيم بلحاج الاثنين من بريطانيا والولايات المتحدة الاعتذار بعد ان بينت وثائق تم ضبطها ان البلدين تورطا في خطة ادت الى اعتقاله وتعذيبه في سجون نظام معمر القذافي. وبينت وثائق تابعة لجهاز استخبارات القذافي ان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي اي) اعتقلت عبد الحكيم بلحاج في بانكوك في 2004 ورحلته قسرا الى ليبيا حيث سجن في سجن ابو سليم الشهير لسبع سنوات. واكد بلحاج انه تعرض اثناء اعتقاله للاستجواب على ايدي ضباط استخبارات بريطانيين. وقال لمحطة بي بي سي "ما حصل لي كان غير قانوني ويستحق الاعتذار". وقال بلحاج لصحيفة الغارديان البريطانية الاثنين انه يفكر في مقاضاة الحكومتين البريطانية والاميركية. واضاف "لقد حقنوني بمادة ما. ثم علقوني من ذراعي وقدمي ووضعوني داخل صندوق مملتىء بالثلج". وقال "لم يتركوني انام وكان هناك ضجيج كل الوقت. تعرضت للتعذيب بشكل مستمر". واضاف "انا استغرب ان يكون البريطانيون متورطين في فترة مؤلمة جدا من حياتي".
ولكن بلحاج قال ان هذه الوثائق لن تؤثر على "اقامة علاقات عادية مع الولايات المتحدة وبريطانية". وتضمنت الوثائق التي حصلت عليها منظمة هيومن رايتس واتش من ارشيف الاستخبارات الليبية تفاصيل عن الاعتقال السري لبلحاج في 2004. وتضمنت مذكرة للسي آي اي موجهة الى السلطات الليبية تفاصيل حول رحلة "عبدالله الصديق" وزوجته الحامل من كوالا لامبور الى بانكوك حيث قالت الولايات المتحدة انها "ستسيطر" على الزوجين وتسلمهما. والصديق هو الاسم الحركي لعبد الحكيم بلحاج. وتم التعريف عنه باعتباره عضوا في الجماعة الاسلامية المقاتلة.
وفي رسالة اخرى. يهنىء مسؤول كبير في الاستخبارات البريطانية الليبيين بوصول "الصديق". وكتب المسؤول البريطاني الى رئيس الاستخبارات الليبية انذاك موسى كوسا "هذا اقل ما يمكننا القيام به من اجلكم". وموسى كوسا الذي بات وزيرا للخارجية العام 2009 اعلن انشقاقه عن النظام في الثلاثين من اذار/مارس. وبعدما امضى فترة في لندن توجه الى قطر. وكشفت وثيقة سرية اخرى للسي آي اي ان البريطانيين ساعدواالليبين للقبض على مشتبه به اخر وزوجته واطفاله في هونغ كونغ ونقلهم الى طرابلس في 2004. كما جاء في الغارديان. وورد اسم الرجل في وثائق السي آي اي بوصفه "منذر" وبانه يشتبه في قيامه بتحريض مجموعة من النشطاء لتفجير هدف بريطاني اثناء وجوده في بريطانيا. وفق الصحيفة. ولطالما نفت بريطانيا ان تكون متورطة او شريكة في عمليات تسليم المشتبه بهم.