تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 25-10-2014 الحديث عن مجموعة من الاحداث والتطورات المحلية ابرزها موضوع الخلية الارهابية
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 25-10-2014 مجموعة من الاحداث والتطورات المحلية ابرزها الاشتباكات بين الجيش ومسلحين في طرابلس، وموضوع الخلية الارهابية التي القي القبض عليها اول من امس في الشمال حيث استمرت التحقيقات معها لمعرفة اهدافها والجهة التي تعمل لاجلها وايضا كل الخيوط والقطب المخفية التي تحتاج الى مزيد من الوقت لفكها، كما تحدثت الصحف عن ملف الانتخابات الرئاسية النيابية وملف النازحين السوريين.
اقليميا، تحدثت الصحف عن التطورات العسكرية والسياسية الاخيرة في الساحتين السورية والعراقية.
السفير
التحقيق مع أحمد ميقاتي يكشف أسرار مجموعات إرهابية
طرابلس مهدّدة.. من يجنِّبها «الحريق الكبير»؟
غسان ريفي
نبدأ جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول "فيما شدد الجيش، غداة اصطياد المجموعة الإرهابية في عاصون في منطقة الضنية، إجراءاته الأمنية، في جميع المناطق اللبنانية، حاولت المجموعات الإرهابية التسلل إلى بلدة عرسال عبر وادي حميد، وذلك بالتزامن مع قيام مسلحين بالاعتداء على دورية للجيش في محيط خان العسكر في طرابلس، ما أدى إلى إصابة ضابط بجروح، ثم ما لبث الأمر أن تطور إلى اشتباكات بين الجيش والمسلحين بالأسلحة الرشاشة والصاروخية سرعان ما اتسعت إلى ساحة النجمة والسرايا العتيقة والسوق العريض ومدخل الزاهرية وصولا إلى «إشارة المئتين».
واستقدم الجيش تعزيزات الى المنطقة، فيما اتخذ المسلحون من الأسواق الداخلية منصة لاستهداف الجيش الذي رد بقوة على مصادر النيران، في وقت وجهت رسائل صوتية عبر مواقع التواصل غلبت عليها لهجات غير لبنانية تدعو إلى مواجهة «الجيش الكافر» عبر ما أسموها «انتفاضة الأسواق».
وأدت الاشتباكات، حتى ساعة متأخرة ليلا، إلى مقتل احد المسلحين وجرح عدد كبير منهم فضلا عن إصابة ثمانية عسكريين بينهم ملازم أول بحال الخطر، كما تم توقيف عدد من المشتبه بتورطهم في الاعتداء على الجيش، إضافة الى اصابة 6 مدنيين بجراح نتيجة الرصاص الطائش.
ووصفت مراجع رسمية ما يجري في طرابلس بأنه ليس غريباً ولا مفاجئاً، بل كان متوقعاً ربطاً بالتطورات الأمنية الأخيرة، وقالت لـ«السفير» إن «هذه المعركة إن اتسعت رقعتها في طرابلس هذه المرة، ستكون مفصلية ومختلفة عن باقي المعارك».
وعلّقت أوساط وزير الداخلية نهاد المشنوق على ما يجري في طرابلس بالقول لـ«السفير» إن العلاج بالمسكنات «لم يعد مفيداً».
وسبق ذلك، تنفيذ الجيش سلسلة مداهمات في طرابلس، على خلفية اعتقال «مجموعة الضنية»، وكذلك مداهمة أماكن مشتبه بها في بلدة بخعون بحثاً عن صاحب الشقة التي شغلتها المجموعة الإرهابية في عاصون. وشملت عمليات الجيش جرود الضنية بحثاً عن سائر أعضاء المجموعة الذين تمكنوا من الفرار، وأيضاً مجموعة إرهابية ثانية كانت متمركزة عند سفح «جبل الأربعين»، وتوارى عناصرها بعد اصطياد مجموعة الضنية.
محاور التحقيق مع ميقاتي
وقالت مصادر أمنية واسعة الاطلاع لـ«السفير» إن التحقيق مع الرأس المدبر لتلك المجموعة أحمد سليم ميقاتي ما زال في مرحلته الأولية، إلا أن التركيز لا ينصب لا على انتمائه، ولا على دوره مع المجموعات الارهابية، ولا على نشاطه الإرهابي، فكل ذلك معروف لدى مخابرات الجيش، بل هو ينصب على الآتي:
أولاً، دوره في ما خص العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى المجموعات الإرهابية، خصوصاً أن له علاقة مباشرة ووثيقة بالمجموعات الخاطفة، فابنه عمر الملقب بـ«ابو هريرة» ينتمي الى «داعش»، ويحارب الى جانب هذا التنظيم في جرود عرسال، وكذلك ابن شقيقه بلال عمر ميقاتي الملقب بـ«ابو عمر ميقاتي» المتورط بذبح الرقيب الأول الشهيد علي السيد.
ثانياً: تحديد هدف «مجموعة عاصون»، وما إذا كانت تحضر لعمليات ضد الجيش اللبناني أم في أماكن أخرى، ربطاً ببدء إحياء مراسم «عاشوراء» في عدد من المناطق اللبنانية (من اليوم)، خصوصاً أن نوعية المضبوطات التي عثر عليها في الشقة تندرج في خانة التحضير لتفجير عبوات ناسفة. (الجدير ذكره أن إجراءات أمنية مشددة قد بدأ تنفيذها في الضاحية الجنوبية، وكذلك في الجنوب والبقاع وبعض أحياء العاصمة تحسباً لأعمال إرهابية، لمناسبة عاشوراء).
ثالثاً، تحديد علاقة هذه المجموعة بمجموعات أخرى (خلايا إرهابية نائمة) تحضر لعمليات إرهابية.
وفي هذا السياق، أكدت معلومات أمنية لـ«السفير» أن مجموعة عاصون كانت على قاب قوسين أو أدنى من تنفيذ عملية عسكرية كبرى ضد الجيش اللبناني، مستندة الى أن المجموعة كانت ستخلي الشقة غداً (الأحد) بعد انتهاء فترة الإيجار لمدة 15 يوماً بحجة الصيد البري في جرود الضنية، ما يعني أن السقف الزمني لتنفيذ العملية كان وشيكاً.
الى ذلك، نقل زوار قائد الجيش العماد جان قهوجي إشادته بالإنجاز النوعي الذي حققه الجيش اللبناني باصطياد مجموعة عاصون، مؤكداً أن الأيام المقبلة قد تشهد المزيد من الإنجازات على صعيد تفكيك المجموعات الإرهابية.
وطمأن قهوجي ان المبادرة بيد الجيش، مشدداً على ان الوضع في منطقة عرسال دقيق جداً ومفتوح على شتى الاحتمالات، والجيش يقاربه بما يستحق من عمل أمني دؤوب، وقال إن الجيش في أتمّ الجهوزية للتصدي لأية مغامرة يمكن ان تلجأ اليها المجموعات الارهابية.
تعزيزات الى البقاع الشمالي
وربطاً بذلك، أكدت المصادر الأمنية أن الجيش دفع في الأيام القليلة الماضية بتعزيزات كبيرة الى منطقة البقاع الشمالي، بالتوازي مع الاعلان عن البدء بتطويع دفعات جديدة من العسكريين، حيث سُجل إقبال ملحوظ على التطوع في الجيش.
وقالت مصادر امنية واسعة الاطلاع ان العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش والمداهمات التي يقوم بها افضت الى توقيف عدد كبير من المطلوبين الخطيرين، ومن دون إثارة إعلامية، واعترف البعض منهم بالتحضير لعمليات إرهابية، وكذلك تفكيك ما سمتها المصادر»شبكات عنقودية» إرهابية تنتمي الى «داعش» و«النصرة» وتنظيمات ارهابية اخرى، كانت تتخذ من بعض مخيمات النزوح السوري ملاذاً لها.
وأشارت المصادر الى أن عمليات البحث تستمر بحثاً عن عدد من المطلوبين الذين «يشكلون قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أية لحظة»، على حد تعبيير المصادر نفسها.
من جهة ثانية، اكدت مصادر امنية واسعة الاطلاع امتلاك الجهات المعنية معلومات عن أن عدداً من العسكريين الذين اعلنوا انشقاقهم من الجيش في الآونة الاخيرة، لم يغادروا الاراضي اللبنانية، وأنهم تواروا في احدى المناطق الشمالية، ولم يتمكنوا من الانتقال الى الجرود داخل الاراضي السورية نظراً للإجراءات التي ينفذها الجيش، والتي أدت الى إقفال المعابر ما بين تلك الجرود ومنطقة عرسال تحديداً.
مبادرة مريبة لأردوغان بشأن عين العرب
قدم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، أمس، مبادرة مريبة، يمكن أن تساهم في تعزيز خطته بشأن إقامة «منطقة عازلة» داخل الأراضي السورية، حيث أعلن فجأة موافقة أكراد سوريا على انتقال مئات من عناصر «الجيش السوري الحر» إلى عين العرب (كوباني) السورية، لكن الأكراد نفوا هذا الأمر، مشككين بنياته، ومطالبين في المقابل بأن يفتح «الجيش الحر» معارك ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ »داعش» في مناطق أخرى لتخفيف الضغط عن المقاتلين الذين لا يزالون يواصلون مقاومة «داعش» في المدينة.
في هذا الوقت، أعلن مسؤولون عراقيون أن «داعش» استخدم غاز الكلور خلال اشتباكات مع القوات العراقية ومسلحين في الضلوعية وبلد نهاية أيلول الماضي. وتبعد البلدتان حوالي 80 كيلومتراً شمال بغداد. وكانت تقارير تحدثت عن هجمات مماثلة استهدفت عين العرب، ما يعزز الاتهامات بأن «داعش» أصبح يمتلك ترسانة من الأسلحة الكيميائية.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن واشنطن تحاول التأكد من معلومات تفيد بأن «داعش» استخدم الكلور في الهجمات في العراق.
ويواصل الأكراد، بدعم جوي أميركي مكثف، مقاومتهم لهجمات «داعش» في عين العرب. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية إن «خطوط القتال بين الدولة الإسلامية والقوات الكردية لم تتغير منذ أسبوع»، مضيفاً «أعتقد أن الأكراد الذين يدافعون (عن المدينة) سيتمكنون من الصمود». وأعلن الجيش الأميركي أن طائرات أميركية ومن الدول العربية نفذت حوالى 6600 طلعة جوية ضد «داعش» وألقت أكثر من 1700 قنبلة.
وأعلن اردوغان، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاستوني توماس هندريك ايلفس في تالين، أن «حزب الاتحاد الديموقراطي قبل المساعدة من 1300 من مقاتلي الجيش السوري الحر، هناك محادثات لاختيار الطريق الذي سيسلكونه».
يشار إلى أن «الجيش الحر» يتبع إلى «الائتلاف الوطني السوري»، الذي تتحكم أنقرة بقيادته، كما أن اردوغان وصف قبل أيام «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تقاتل في عين العرب، بأنها «إرهابية»، وانتقد قيام الطائرات الأميركية بإلقاء أسلحة ومساعدات لهم.
ونفى رئيس «الاتحاد الديموقراطي» الكردي السوري صالح مسلم التوصل إلى اتفاق على عبور مقاتلين من «الجيش الحر» إلى عين العرب، كما أعلنت مجموعات تنضوي تحت مظلة «الجيش الحر» رفضها إرسال أي مقاتل إلى المدينة لمواجهة «داعش».
وشكك المتحدث باسم «الاتحاد الديموقراطي» نواف خليل بنيات اردوغان. وقال «كيف يمكن لأردوغان أن يتواصل مع حزب وصفه قبل أيام عدة بأنه إرهابي؟ كيف يصف حزب الاتحاد الديموقراطي بالحزب الإرهابي ويعود بعد أيام عدة ويقول إنه ينسق مع الحزب لإدخال الجيش السوري الحر إلى كوباني؟».
من جهته، قال المتحدث باسم «وحدات حماية الشعب» بولات جان «ليست لنا مشكلة مع الجيش الحر... أما مَن يسلّم نفسه لأردوغان، ويسير وفق أجندته ونياته الخبيثة، فلن نسمح له بلعب دور حصان طروادة لتمرير سياسات اردوغان ومشاريعه المريضة».
وكان مسؤولون أميركيون أكدوا أن الأكراد قادرون على التصدي لعناصر «داعش» في عين العرب، لكنهم عرضوا صورة أكثر تشاؤماً بخصوص العراق. وقالوا إن الجيش العراقي لا يزال غير قادر على شن هجوم كبير لاستعادة المناطق التي سيطر عليها «داعش» وهو يعيد رص صفوفه بعد سلسلة نكسات سجلها هذه السنة.
وقال مسؤول عسكري أميركي إن «القوات العراقية قادرة حالياً على شن هجمات محدودة على الدولة الإسلامية، لكنها بحاجة إلى وقت للتخطيط والتدرب على شن عملية أوسع نطاقاً، حتى بدعم جوي من التحالف الدولي». وأضاف «لا يزالون غير قادرين على القيام بذلك (شن هجوم مضاد) قبل أشهر».
وفي حديث يلمح إلى إمكانية تعديل الخطاب الأميركي حول عدم التدخل البري في العراق، لفت كيري إلى أن هذا الأمر يمكن أن يؤثر على «قرارات تكتيكية» تتخذ في إطار إستراتيجية مواجهة «داعش»، إلا أن الولايات المتحدة «تعمل تدريجياً على أن يصبح هذا التحالف قادراً على دعم الجيش العراقي وأن يتخذ إجراءات ضد داعش».
وسيطر الهم الأمني المرافق لإحياء ذكرى عاشوراء هذا العام على تصريحات المسؤولين العراقيين، حيث دعا ممثل المرجع الديني السيد علي السيستاني في كربلاء الشيخ أحمد الصافي السياسيين إلى الاستفادة «مما مضى» والاستعداد لما يأتي والعمل بنفوس صادقة لخدمة البلد وأبنائه، فيما شدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على ضرورة الحفاظ على «الوحدة الوطنية لاستمرار الانتصارات التي يحققها الجيش العراقي، واستلهام العبر من مسيرة الإمام الحسين في الحرب ضد داعش»، بحسب بيان صدر عن مكتبه الإعلامي لمناسبة حلول رأس السنة الهجرية."
النهار
"الخلايا" تنتقم لعملية عاصون في طرابلس
14 آذار نحو توحيد موقفها من التمديد
ومن جهتها، كتبت صحيفة "النهار" تقول "غداة العملية النوعية التي نفذها الجيش في بلدة عاصون بقضاء الضنية، وأوقف خلالها أحمد ميقاتي الذي يعتبر أحد المطلوبين الأشد خطورة بين الارهابيين المرتبطين بتنظيم "داعش"، لم يكن تحريك الوضع الامني مساء امس في طرابلس سوى انعكاس لترددات هذه العملية العسكرية – الامنية التي كشفت على ما يبدو امتدادات "نائمة" للخلايا الارهابية.
واتخذت الاشتباكات التي شهدتها طرابلس مساء امتدادا حتى ساعات الليل بعدا خطيرا، اذ تبين ان مجموعات مسلحة أعدت لتفجير الوضع سلفا بدليل الانتشار المسلح الكثيف الذي حصل في عدد من أحياء المدينة وعمليات الكرّ والفرّ التي أعقبت انطلاق الشرارة الاولى للاشتباكات واتساعها الى مناطق عدة. واذ استعادت المدينة أجواء الجولات القتالية السابقة لتنفيذ الخطة الامنية فيها، تسارعت الاتصالات السياسية والامنية ليلا في مسعى لاحتواء التفجير ومنع تفاقم الوضع، وخصوصا بعدما لجأت مجموعة مسلحة الى التحصن داخل احدى الكنائس الامر الذي اكتسب دلالة خطرة.
وكان الوضع قد انفجر عقب اعتداء على دورية للجيش ذكر انها كانت تدهم منطقة التربية التي كان يقيم فيها الموقوف احمد سليم ميقاتي الذي أوقفه الجيش في عملية عاصون. وبعد الثامنة مساء شهدت مناطق السويقة والتربيعة والقلعة اشتباكات حادة سرعان ما امتدت الى الاسواق الداخلية ومحيط التل وباب الحديد والسرايا القديمة فيما وصلت تعزيزات للجيش وانتشرت في معظم احياء المدينة وقطع الجيش طرقا عدة وأقام حواجز تفتيش. وأفادت معلومات أمنية ان الجيش قتل مسلحا قرب التل وأوقف مجموعة من أربعة مسلحين، ثم لاحق مجموعة أخرى لجأت الى كنيسة السريان القديمة في الزاهرية وتحصنت فيها، بينما ضرب الجيش طوقا حول الكنيسة. وأفيد ان ضابطا برتبة ملازم أول وأكثر من أربعة عسكريين من فوج التدخل الاول أصيبوا بجروح في الاشتباكات في الاسواق موقفها الى اصابة ثلاثة مدنيين بجروح.
وعلمت "النهار" ان نحو 50 مسلحا على الاقل تولوا الاعتداءات على الجيش وراحوا يفرون في اتجاهات متعددة لتشتيت القوات التي كانت تطاردهم. ولكن اقفال الجيش عددا من الطرق حال دون تمكنهم من الاستعانة بمسلحين آخرين مما يعني ان التفجير كان معدا سلفا.
وتراجعت حدة الاشتباكات نسبيا بعد عمليات التطويق للمجموعات المسلحة التي نفذها الجيش، ولكن ظل الوضع على توتره بعد العاشرة ليلا وكانت تسجل رشقات رشاشة واطلاق بعض القذائف الصاروخية بين الحين والاخر.
وفي سياق متصل بعملية عاصون، أعلنت قيادة الجيش انه نتيجة فحص الحمض النووي "دي ان آي" لاحدى جثث المسلحين تبين انها للمجند الفار عبد القادر الاكومي.
سلام وقهوجي
وقد اطلع رئيس الوزراء تمام سلام امس من قائد الجيش العماد جان قهوجي على نتائج زيارته الاخيرة لواشنطن ومشاركته في اجتماع رؤساء اركان جيوش الدول التي تنضوي في إطار الائتلاف الدولي ضد تنظيم "داعش". وتخلل اللقاء تقويم للوضع في عرسال عشية جولة جديدة من المفاوضات لاطلاق العسكريين المخطوفين، كما أطلع قهوجي سلام على تفاصيل عملية الضنية التي اسفرت عن مقتل ثلاثة ارهابيين وتوقيف رابع " والتي جنبت منطقة الشمال ولبنان عمليات ارهابية خطيرة كانت قيد التخطيط ". وكانت ثمة متابعة ايضا لما آلت اليه الهبة السعودية الثانية للجيش وسائر القوى الامنية.
وأبدى العماد قهوجي "إنزعاج قيادة الجيش من مواقف تناولت قيادتها والمؤسسة العسكرية ككل".
وفي موضوع العسكريين المخطوفين اشارت معلومات الى ان الجانب اللبناني لا يزال ينتظر عودة الوسيط القطري بمطالب الخاطفين وان قناة التفاوض الوحيدة التي تعترف بها الحكومة هي القناة القطرية فيما القنوات الاخرى التي يتدخل عبرها بعض المشايخ او المسؤولين المحليين قد تؤدي الى عرقلة الجهود المبذولة للافراج عن المخطوفين . واشارت هذه المعلومات الى ان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم اتفق مع الجانب القطري على تولي الوسيط القطري المكلف هذه المهمة وحده التفاوض في هذه القضية .
وفي الملف السياسي، تنتظر الاوساط النيابية والسياسية جولات تشاور واسعة اعتبارا من الاسبوع المقبل تمهيدا لبت الاتجاهات النهائية في شأن التمديد لمجلس النواب في جلسة لن يحدد رئيس مجلس النواب نبيه بري موعدها قبل ضمان معالجة العقدة المسيحية وتأمين ميثاقية الجلسة، علما ان هذا الموعد مرجح بعد ذكرى عاشوراء في الثالث من تشرين الثاني المقبل.
مكاري
وتوقع نائب رئيس المجلس فريد مكاري في حديث الى "النهار" ان يطلب عدد كبير من النواب ان يكون التمديد، أيا تكن مدته، مرتبطا بانتخاب رئيس الجمهورية ووضع قانون انتخاب يتفق عليه وان رأيهم سيؤخذ في الاعتبار. وقال ان هذا الربط سيكون جزءا من التفاهم على التمديد بين الكتل التي تؤيده . اما في الملف الرئاسي فأعرب مكاري عن اعتقاده ان لا انتخاب لرئيس جديد للجمهورية في سنة 2014.
"حزب الله"
وعلمت "النهار" ان مسؤولا بارزا في "حزب الله" أكد امام زواره ان مرشح الحزب هو العماد ميشال عون. واوضح ان الوقت لا يزال مبكرا لانجاز الاستحقاق الرئاسي نظرا الى التعقيدات المحيطة به. ولفت الى ان نصاب جلسة انتخاب رئيس للجمهورية لا يوفره العدد فقط، كأن يتفاهم الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط على اكتمال النصاب، بل يجب أن يكون الحزب جزءا من هذا التفاهم لكي تنعقد جلسة الانتخاب الرئاسية.
14 آذار
في المقابل، قال منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد لـ"النهار" إن موقف التحالف من التمديد هو "التمسك باستكمال بناء الدولة من خلال إعطاء إنتخاب رئيس الجمهورية الأولوية. هذا هو موقف 14 آذار".
لكنه أضاف: "نخشى أن يُطرح التمديد لولاية البرلمان من زاوية أنه غير ميثاقي، وفي الوقت نفسه ألا تحصل انتخابات نيابية للأسباب المعروفة والمرتبطة بالحالة الأمنية والظروف المحيطة بلبنان. خائفون أن يدخل مجلس النواب حالة فراغ تُضاف إلى حالة الفراغ في رئاسة الجمهورية، فهذا الوضع يسهّل انتقال لبنان إلى مرحلة المؤتمر التأسيسي الذي تحدث عنه السيد حسن نصرالله قبل سنتين، وفي حينه حذرنا اللبنانيين من خطورة هذا الطرح".
وأشار سعَيد الى أن قوى 14 آذار بكل أحزابها وشخصياتها تقوم باتصالات متلاحقة في ما بينها "لتوحيد المواقف والحؤول دون تفريغ المؤسسات"، رافضاً كشف نتائج هذه الإتصالات حتى اليوم.
وأمس عاد وزير العدل أشرف ريفي إلى بيروت بعد زيارة استغرقت يوماً واحداً للمملكة العربية السعودية، التقى خلالها الرئيس سعد الحريري في سياق الإجتماعات التي يعقدها لبلورة موقف من الإستحقاقات المقبلة والملفات المطروحة. لكن ريفي رفض الإفصاح عن مواضيع البحث التي اقتضت القيام بالزيارة.
أكراد سوريا نفوا الموافقة على دخول "الجيش الحر" كوباني
واشنطن تؤكّد أنّ الجيش العراقي في حاجة إلى أشهر لمهاجمة "داعش"
نفى رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري صالح مسلم ما أدلى به الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من أن الأكراد السوريين وافقوا على السماح لـ 1300 مقاتل من "الجيش السوري الحر" بدخول مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) السورية الحدودية لمساعدة المقاتلين الأكراد في التصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الذي يحاصر المدينة.
وأعلنت القيادة المركزية الاميركية ان طائرات الائتلاف الدولي شنت 12 غارة جوية في العراق وست غارات قرب كوباني.
وصدر هذا الاعلان بعدما تحدث الجيش الفرنسي عن اسقاط عشرات القنابل في عملية للائتلاف ليل الخميس -الجمعة على ترسانة اسلحة للتنظيم ومعسكر للتدريب في شمال العراق.
ويقول مسؤولون عسكريون أميركيون ان قوات الحكومة العراقية تحاول صد مسلحي "الدولة الاسلامية" على الطريق الرئيسي الذي يؤدي من بغداد شمالاً الى بيجي، الا ان عدداً كبيراً من القنابل التي زرعها مسلحون على جوانب الطرق أعاق عملها.
ورأى مسؤولون أميركيون الخميس أن احتمال سقوط كوباني في أيدي "داعش" تراجع بعد الغارات الجوية وبعد إسقاط قدر محدود من الأسلحة جواً، لكن التهديد يظل قائما.
وأفاد مسؤول عسكري اميركي طلب عدم ذكر اسمه ان القوات العراقية قادرة حاليا على شن هجمات ضيقة النطاق على "الدولة الاسلامية"، لكنها في حاجة الى وقت كي تصير مستعدة لشن عمليات ضخمة حتى في ظل المساعدة الجوية التي تؤمنها لها غارات الائتلاف الدولي على التنظيم المتطرف. وقال: "في امكانهم القيام بذلك خلال اشهر وليس سنوات... الامر ليس وشيكا".
وسئل عن المدة اللازمة كي يصير الجيش العراقي قادراً على شن هجوم لاستعادة مدينة الموصل، فأجاب المسؤول الاميركي ان هذه المدة قد تكون سنة واحدة.
وأقر مسؤولون في القيادة المركزية الاميركية بأن وتيرة الغارات الجوية في العراق محدودة لان الجيش العراقي لا يتقدم كثيراً ويتخذ موقفاً دفاعياً أكثر منه هجومياً.
وصرّح وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن الولايات المتحدة تتحرى صحة تقارير عن استخدام مقاتلي "الدولة الإسلامية" غاز الكلور ضد قوات الأمن العراقية.
وقال إنه لا يمكنه تأكيد التقارير الإعلامية التي تشير إلى استخدام غاز الكلور في الهجوم على الشرطة العراقية الشهر الماضي. وأضاف: "هذه المزاعم خطيرة جداً ونحن نسعى الى معلومات إضافية قبل أن نتمكن من تأكيد الأمر".
ونشرت صحيفة "الواشنطن بوست" ان 11 من رجال الشرطة العراقية نقلوا إلى مستشفى شمال بغداد الشهر الماضي يعانون أعراضاً مثل أعراض التسمم بغاز الكلور.
وقالت إن القوات العراقية أبلغت عن حصول هجومين بغاز الكلور في العراق منذ استيلاء مقاتلي "الدولة الإسلامية" على مساحات واسعة من الأراضي في البلاد.
وأكد كيري ان "استخدام أي أسلحة كيميائية ... مخالف للقانون الدولي وهذه المزاعم في الآونة الأخيرة تؤكد أهمية العمل الذي نقوم به في الوقت الحاضر"، لكن الهجوم المحتمل بغاز الكلور لن يؤثر على استراتيجية الولايات المتحدة في معركتها ضد "الدولة الإسلامية"."
الاخبار
تمرّد «قاعديّ» في طرابلس
وفيق قانصوه
وبدورها، كتبت صحيفة "الاخبار" أنه "انتهت كافة مفاعيل الخطة الأمنية في طرابلس، بعد 6 أشهر على بدء تطبيقها. المسلحون التابع معظمهم إلى «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» احتلوا شوارع المدينة، قبل أن يتدخل الجيش لمنعهم من احتلال عاصمة الشمال.
انفجر الوضع الأمني على نحو خطير في طرابلس مساء أمس، بعد أقل من 48 ساعة على الضربة الأمنية الاستباقية التي وجهها الجيش لخلية بلدة عاصون ـ الضنية، وإلقائه القبض على أحمد سليم الميقاتي الرأس المدبر للخلية المرتبطة بتنظيم «داعش». هذا الانفجار توسعت حدته ليل أمس، ليتحول إلى ما يشبه التمرد المسلح شمل مساحة واسعة من عاصمة الشمال. وقالت مصادر وزارية لـ»الأخبار» إن من يقود هذا التمرد هم المسلحون التابعون لـ»جبهة النصرة» و»داعش» وبعض القوى المحلية السلفية.
وقالت المصادر لـ»الأخبار» إن الجيش كان يتوقع حدوث اعتداءات عليه، بعد عملية عاصون أول من أمس. فرأس الخلية، أحمد سليم الميقاتي، على تماس مع مختلف القوى المتشددة في طرابلس، وتربطه صلات جيدة بمعظم المجموعات السلفية المقاتلة في المدينة. وسرت بين المقاتلين أمس شائعة تشير إلى أن الميقاتي فارق الحياة داخل مركز توقيفه التابع للجيش. وتعزّزت هذه الشائعات بمعلومات أشارت إلى أن ذوي الميقاتي تلقّوا اتصالاً من مجهول يطلب منهم تسلم جثة ابنهم.
وأكّدت المصادر الوزارية أن «المسكّنات لم تعد تنفع في طرابلس. نحتاج إلى عملية أمنية واسعة لإنهاء» هذا التمرد. وشدّدت على وجود قرار لدى قيادة الجيش والسلطة السياسية لتخليص المدينة من المظاهر المسلحة، كاشفة عن بدء الإعداد لهذه العملية.
وفي سياق متصل، أكّدت المصادر الوزارية أن التحقيقات بشأن خلية عاصون أظهرت وجود تواصل بين الموقوف الميقاتي وعضو كتلة المستقبل خالد ضاهر. وأشارت المصادر إلى عدم قيام الدليل على تورط ضاهر في إدارة عمليات إرهابية أو الإعداد لها، لافتة إلى أن دور النائب العكاري «اقتصر على تشجيع عمليات الفرار من الجيش». ورفضت مصادر عسكرية الإفصاح عمّا دار في التحقيق مع الموقوف الميقاتي، ناصحة بانتظار نتائج التحقيق.
ميدانياً، ساد التوتر شوارع طرابلس بعد اعتقال الجيش مطلوبين في منطقة المنكوبين، أحدهما من آل صالحة والآخر من آل ضناوي، بعد تبادل لإطلاق النار معهما. وفي ساعات الظهر، انتشر عددٌ من المسلحين المقنعين في الأسواق الداخلية للمدينة، حمل بعضهم أسلحة صاروخية ورشاشات متوسطة. وقرابة الثامنة والنصف مساءً، استهدف المسلحون دورية للجيش قرب خان العسكر، في داخل منطقة الأسواق القديمة، خلال قيام الجيش بعملية دهم في المنطقة بحثاً عن مطلوبين. وما لبث الاعتداء أن تطور إلى اشتباكات عنيفة امتدت خلال أقل من نصف ساعة لتشمل معظم منطقة الأسواق، من السويقة إلى أسواق البازركان والنحاسين والكندرجية والسوق العريض وخان الخياطين والسرايا العتيقة وسوق الصاغة والتربيعة، وهذه الأخيرة هي مسقط رأس الميقاتي وفيها يقع منزله الذي دهمه الجيش بعد إلقاء القبض عليه.
تطور الاشتباكات على هذا النحو دفع الجيش إلى إغلاق جميع الطرقات والشوارع المؤدية إلى المنطقة، وتحديداً عند محلة التل، وعند نزلة القلعة باتجاه منطقة أبي سمراء، وعند نزلة المشروع باتجاه منطقة القبة، وعند دوار نهر أبو علي باتجاه بولفار نهر أبو علي المؤدي إلى قلب منطقة الأسواق القديمة.
ومع أن الجيش قام بهذا التدبير من أجل تطويق المسلحين الموجودين داخل منطقة الأسواق، ومحاصرتهم ومنع تمدّدهم خارجها أو فرارهم منها، فقد كانت المفاجأة أن الاشتباكات لم تبق أسيرة هذه المنطقة فقط، إذ امتدت إلى خارجها، وسمعت أصوات الرصاص ورصاص القنص في مختلف أنحاء المدينة، كما سمعت أصوات انفجارات قذائف وقنابل، وخلت شوارع المدينة إلا من عربات الجيش اللبناني وسيارات الإسعاف التي كانت تعمل على نقل الجرحى إلى المستشفيات، الذين لم يعرف عددهم بعد، إلا أن معلومات تحدثت عن سقوط ثلاثة جرحى في صفوف الجيش اللبناني، وعن مقتل مسؤول أحد المجموعات المسلحة وجرح آخرين.
وطرأ تطور أمني لافت وخطير على الاشتباكات، لم يسبق أن حصل من قبل، تمثل في دخول مسلحين إلى كنيسة السريان الكائنة في شارع الكنائس في الزاهرية، التي لا تبعد سوى عشرات الأمتار عن منطقة الأسواق القديمة، والتحصن فيها، وأن الجيش ضرب طوقاً أمنياً حولها.
وإذا كان ظاهراً أن اشتباكات أمس نشبت بفعل عملية دهم للجيش، فإنها في المضمون جاءت ردّاً على عملية الجيش في عاصون، حيث خرجت الخلايا النائمة إلى العلن في طرابلس في توقيت واحد ومنظم على ما يبدو، مترافقة مع بث شائعات سبقتها عن وفاة ميقاتي، مرة جراء إصابته بطلق ناري أثناء توقيفه أو تحت التعذيب، لاستثارة العواطف والعصبيات.
لكن مصادر سياسية أوضحت لـ«الأخبار» أن «اشتباكات أمس ليست مجرد ردّ فعل فقط على توقيف الميقاتي والقضاء على خليته في الضنية، بل تهدف في الأساس إلى الاصطدام بالجيش، بعد حملة منظمة من التحريض عليه، وإجباره على الخروج من المدينة، أو من بعض أنحائها، تمهيداً لوضع مسلحين وتنظيمات اليد عليها، وتحويلها إلى قاعدة لهم»، مرجّحة أن «تشهد الساعات والأيام المقبلة سخونة أمنية لافتة».
وفي السياق، تعرّضت آلية تابعة للقوة الأمنية المشتركة صباح أمس لإطلاق نار على أوتوستراد العبودية ــ منجز عند مفرق قشلق. وفيما سرت معلومات عن أن إطلاق النار مصدره الجهة السورية، أشارت معلومات أخرى إلى أن «إطلاق النار على الدورية مصدره الجهة اللبنانية للحدود».
على صعيد آخر، أكد بيان صادر عن مديرية التوجيه في الجيش أنه بنتيجة فحوصات الحمض النووي الـDNA على إحدى جثث المسلحين الذين قتلهم الجيش في عاصون الضنية فجر أول من أمس، «تبين أنها عائدة للمجند الفار عبد القادر الأكومي».
لائحة المطالب غير رسمية
لم تصل مسألة العسكريين المختطفين لدى الإرهابيين في جرود عرسال المحتلة إلى أي تطوّر لافت عدا عن الحديث عن عودة الموفد القطري إلى الوساطة. ونقلت قناة «LBCI» ليلاً عن مصادر أن «الحكومة اللبنانية لا تعترف سوى بالقناة القطرية كقناة للتفاوض مع خاطفي العسكريين». وفي السياق، قال مصدر وزاري لـ«الأخبار»، تعليقاً على المعلومات عن تسلّم الحكومة لائحة بأسماء مطلوبين لمقايضتهم بالعسكريين، إن «الرسالة التي وصلتنا غير رسمية، ونحن لا نعرف إن كانت هذه مطالب حقيقية للخاطفين»."
المستقبل
سلام مرتاح لقرار «كل مكونات الحكومة» عدم تفجيرها
الجيش يصدّ «جماعة عاصون» في طرابلس
ومن جهتها كتبت صحيفة "المستقبل" تقول "لم ينتظر المسلحون الإرهابيون مرور 24 ساعة على العملية النوعية التي نفّذها الجيش اللبناني في بلدة عاصون في قضاء الضنية، حتى سارعوا إلى الردّ عليها أمس في طرابلس بالاعتداء على الوحدات العسكرية في منطقة «خان العسكر» وفي أسواق المدينة الداخلية، محاولين مرة جديدة تغيير صورة طرابلس التي تجمع اليوم كل قياداتها من مختلف الطوائف، لتأكيد صورتها المدنية والوطنية.
وكشف مصدر أمني بارز لـ «المستقبل» أن المسلحين يقودهم عمر الملقب بـ «أبو هريرة» وهو الابن البكر للموقوف أحمد سليم ميقاتي، فتحوا النار على عناصر من الجيش اللبناني الذي ردّ على مصادر النيران بالمثل فاندلعت اشتباكات عنيفة استمرت طيلة الليل.
وأضاف المصدر أن «أبو هريرة» الذي كان يقاتل مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في جرود عرسال والقلمون، حضر أمس إلى طرابلس بعد اعتقال والده في عاصون أول من أمس، وفجّر الوضع في المدينة، حيث قاد المسلحين الذين انتشروا في الأحياء القديمة لطرابلس، لكن وحدات الجيش عمدت إلى مطاردتهم بعدما أغلقت سائر الزواريب والمداخل المؤدية إلى «خان العسكر«.
وقد توسعت الاشتباكات في أسواق طرابلس الداخلية واستخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، لتمتد دائرة الاشتباك إلى السرايا العتيقة والسوق العريض ومدخل الزاهرية وصولاً الى إشارة شارع المئتين.
واستقدم الجيش تعزيزات الى مناطق الاشتباك، كما اتخذ إجراءات دفاعية في جميع مراكزه وقام بإغلاق طريق التل مقابل الـABC، وأغلق نزلة أبو سمرا، وأوقف عدداً من المسلحين ومن المشتبه بتورطهم في الاعتداء.
وأوضح أنه نتيجة الاشتباكات قُتل أحد المسلحين فيما تردّد أن ستة جنود للجيش اللبناني أصيبوا من بينهم ضابط برتبة ملازم أول من فوج التدخل الأول بجروح نقلوا على أثرها إلى مستشفيات المدينة للمعالجة.
جثة الأكومي
وكانت قيادة الجيش مديرية التوجيه، أعلنت بعد ظهر أمس أن فحوص الحمض النووي (DNA) التي أجريت على إحدى جثث المسلحين الذين سقطوا خلال مداهمة الجيش الشقة في عاصون «تبيّن أنها عائدة للمجند الفار عبد القادر الأكومي«.
يُشار إلى أن مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار دعا كل قيادات طرابلس من كل الطوائف إلى لقاء يُعقد اليوم في المدينة لإعلان «الثوابت الطرابلسية الوطنية»، وإصدار «وثيقة السلم الأهلي»، تأكيداً على هوية المدينة الوطنية والمدنية.
وتابع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام أوضاع طرابلس في اتصالات مكثّفة أجراها ليلاً شملت وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وهو سيتابع اليوم اتصالاته مع المعنيين لضبط الوضع هناك عشية سفره المقرّر صباح بعد غد الاثنين إلى ألمانيا للمشاركة في مؤتمر دولي حول النازحين السوريين.
وأوضحت أوساط سلام نهاراً لـ «المستقبل» أن رئيس الحكومة مرتاح لأجواء جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، حيث أظهرت كل مكونات الحكومة حرصها على تحمّل المسؤولية وقرارها بعدم تفجير الوضع الحكومي."
اللواء
«عملية عاصون» تتفجّر في طرابلس: عشرات الإصابات بين الجيش والمسلّحين
مشاورات التمديد تتركّز على عدم عزل عون .. وسابقة في نقابة المحامين: شطب عضوية فتّوش
وكتبت صحيفة اللواء تقول "لم تحجب النقاشات الدائرة على جبهة التمديد الاهتمام الزائد بالاشتباكات التي امتدت من الضنية الى الأسواق الداخلية في مدينة طرابلس، حيث أصيب ضابط بجروح بالإضافة الى 14 عسكرياً آخرين، معظمهم من الفوجين المجوقل والعاشر، أثناء عملية دهم في منطقة الدباغة، حيث تصدت لهم مجموعة من المسلحين المطلوبين والمناصرين لهم، بقيادة المدعو «أبو هريرة»، إبن الموقوف في عملية عاصون أمس الأول أحمد سليم الميقاتي، وبالتعاون مع إبن شقيقه بلال عمر ميقاتي الملقّب بأبو عمر والمتهم بذبح الرقيب في الجيش علي أحمد السيّد.
وتحدثت بعض المعلومات أن عملية الجيش كانت تهدف أيضاً الى البحث عن العسكريين الفارين محمد عنتر وشميطان، بالإضافة الى عدد من الشبان المؤيدين أو المغرر بهم، في ضوء التحقيقات الأولية التي جرت مع الموقوف ميقاتي، وبعد أن تأكد لقيادة الجيش أن الجثة المتفحمة في شقة عاصون تعود للجندي الفار عبد القادر الأكومي، وفقاً لفحوصات DNA .
وإلى منتصف الليل، كانت الاشتباكات مستمرة داخل الأسواق القديمة في طرابلس التي طوقتها وحدات الجيش من كل الجهات وتستقدم تعزيزات الى المنطقة بقصد حصر المسلحين داخله ومن ثم مطاردتهم.
ونفى مصدر أمني ما تردد عن توسع الاشتباكات الى أحياء أخرى من المدينة، وعن إلقاء قنابل في القبة والملولة ومحرم، عند مدخل المدينة الجنوبي، لكن الحركة انعدمت تماماً، ما عدا دوريات الجيش، وارتفاع وتيرة الاشتباكات التي انحصرت في محاور السويقة وباب الحديد والنحاسين إضافة الى الدباغة وخان الخياطين.
ولاحظت مصادر متابعة أن الجيش اضطر الى التعاطي في أثناء تبادل إطلاق النار بكثير من الدقة والحذر، نظراً لكثافة السكان في مناطق الاشتباكات حيث أفيد عن جرح مواطن من آل عز الدين، وحيث لم يتسن للناس مغادرة المنطقة.
واستحضر الجيش ليلاً المزيد من التعزيزات في مواجهة الاعتداءات، كما اتخذ اجراءات مشددة في محيط جميع المراكز العسكرية في المدينة تحسباً من تحرك لخلايا نائمة.
وكانت هذه الاشتباكات بدأت قرابة التاسعة ليلاً، أثناء قيام وحدة من فوج المجوقل بعملية دهم في سوق الدباغة بحثاً عن مطلوبين لهم صلة بمجموعة عاصون، فتعرض عناصر الجيش لإطلاق نار كثيف، مما اضطرهم للرد على مصادر النيران، ومن ثم مطاردة المسلحين، داخل الأسواق القديمة، حيث اتخذ المشهد طابعاً دراماتيكياً، مع انتشار المسلحين بكثافة في الأسواق الداخلية، ولا سيما في التربيعة والبازركان والحديد والعطارين والدباغة والنحاسين، وصولاً الى الزاهرية، حيث أفيد أن مجموعة دخلت كنيسة السريان في شارع الكنائس للاحتماء فيها.
التمديد
وسط هذه الأجواء الملتهبة، بقيت الاوساط النيابية والسياسية منشغلة بالاجواء المحيطة بجلسة التمديد، بعدما حسم القرار السياسي لدى كل الكتل الإسلامية في المجلس بأن الطريق لمنع الفراغ هو التمديد مرّة جديدة للمجلس النيابي، حتى يكتمل بولاية جديدة بدءاً من 21 تشرين الثاني حتى مرور سنتين وسبعة أشهر.
وتدور المتابعة حول نقطتين:
الاولى: ضمان الرئيس نبيه برّي مشاركة نصف عدد النواب المسيحيين في الجلسة، كدليل على ميثاقيتها.
والثانية: موقف تكتل الإصلاح والتغيير من المشاركة في الجلسة، والموقف الذي سيتخذه داخل هذه الجلسة أو خارجها.
وهنا تدور نقاشات داخل التكتل قبل الجلسة المتوقعة بعد الرابع من تشرين الثاني، وقبل اجتماعه الأسبوعي يوم الثلاثاء المقبل، حيث سيكون هذا الموضوع البند الرئيسي على جدول الأعمال.
وعلمت «اللواء» من مصدر نيابي أن فكرة طرحت لاتخاذ موقف مسيحي موحد من حضور الجلسة أو مقاطعتها في دوائر «التيار الوطني الحر»، لكن اوساطاً قريبة من 14 آذار قالت أن لا معلومات لديها حول اجراء أي تصالات من هذا النوع.
وكشف مصدر مطلع أن هناك اتجاهين داخل التيار العوني من موضوع المشاركة في الجلسة، أحدهما يدعو إلى الغياب شرط ضمان تضامن الأرمن وكتلة النائب سليمان فرنجية، بحيث يغيب عن الجلسة 23 نائباً، مع افتراض أن النائب المتوفي ميشال حلو كان محسوباً على التيار أيضاً من دون أن يصل العدد إلى نصف عدد النواب المسيحيين. ويمثل هذا الاتجاه النائبان زياد أسود ونبيل نقولا، والثاني يطالب بحضور الجلسة وعدم التصويت على التمديد، على ان يبقى الموقف مفتوحاً على احتمالات أخرى في ضوء ما يجري من بروز وقائع جديدة. ويمثل هذا الاتجاه النواب: نعمة الله أبي نصر وسليم سلهب وفريد الخازن. وحجة هذا الفريق ان التمديد اصبح تحصيل حاصل، وأن توفير النصاب من كتلتي القوات والكتائب ومسيحيي 14 آذار يجعل من موقف التكتل الذي لا يجاريه في موقفه لا الرئيس بري ولا «حزب الله» ولا حتى الكتلة القومية التي تضم النائبين اسعد حردان ومروان فارس، ولا حتى النائب ميشال المر، ناهيك عن كتلة فرنجية والطاشناق.
ووفقاً لمصادر أخرى، فان المشاركة في الجلسة بعد قرار التكتل الثلاثاء، يعني تجاوز مراجعة المجلس الدستوري، علماً ان حواراً يتم بين «حزب الله» والنائب ميشال عون لاقناعه بالسير بالتمديد نسبة للظروف القاهرة التي تملي هذا الخيار، بحسب معلومات نائب كتلة «الوفاء للمقاومة» كامل الرفاعي الذي اوضح ان الحزب يأمل في حال لم تفلح هذه المساعي ان يصل الى نتيجة وسط لعدم تقديم التكتل طعناً امام المجلس الدستوري، مشيراً إلى ان كتلته ترى أن خطورة الوضع الأمني على الساحة اللبنانية توجب التمديد بمعايير وشروط محددة وأسباب موجبة.
في المقابل، ذكرت معلومات أن حزب الكتائب الذي لم يعلن موقفه بعد من التمديد، اتخذ قراراً ضمنياً يقضي بحضور نوابه جلسة التمديد والتصويت ضد المشروع في حال اكتمل نصاب الجلسة من دونهم، خلافاً لموقف نواب «القوات اللبنانية» الذي يرتكز على قاعدة الحضور لتأمين النصاب والتصويت ضد التمديد.
وفي هذا السياق، أكّد نائب قواتي لـ «اللواء» أن جميع عناصر التمديد قد اكتملت وأصبحت سالكة، ولا سيما بعد الاجتماع الذي جمع رئيس حزب «القوات» سمير جعجع والرئيس سعد الحريري في المملكة العربية السعودية الذي كان ناجحاً مائة في المائة، حيث تمّ التوافق على أغلبية المسائل التي اثيرت في هذا الاجتماع.
وأشار النائب المذكور إلى ان الغطاء المسيحي بات متوفراً من خلال حضور نواب الكتائب والقوات والمسيحيين المستقلين، إضافة إلى نواب الطاشناق و«المردة» والمسيحيين في كتل «المستقبل» و«اللقاء الديمقراطي» و«التحرير والتنمية» و«القومي».
إلى ذلك، علمت «اللواء» انه بعد إنجاز ملف التمديد في الأسبوع الأوّل من تشرين الثاني، سيفتح ملف رئاسة الجمهورية، والذي يبدو أن طبخته وضعت على نار هادئة، خصوصاً بعدما بدأت مشاورات إقليمية ودولية حوله، وسط أجواء توحي بأن الرئيس المقبل من المرجح أن يكون من الوسط العسكري، من دون أن يعني ذلك حسم الاسم، بانتظار ما ستؤول اليه المشاورات بين كل من واشنطن وباريس والقاهرة والرياض وطهران.
ولم تستبعد بعض الأوساط، في حال ساعدت الأجواء الإقليمية في التهدئة، أن يتم إنجاز الاستحقاق الرئاسي قبل نهاية تشرين الثاني المقبل.
وعُلم في هذا المجال أن دمشق ليست بعيدة عن مسار هذه المشاورات.
وقالت مصادر في فريق 14 آذار، أن التمديد للمجلس من شأنه أن يُعبّد طريق الرئاسة، مشيرة إلى ان مرحلة ما بعد التمديد مباشرة ستظهر الموقف الموحّد لهذا الفريق الذي يسعى إلى الإفادة من المناخ الإقليمي لتمرير الاستحقاق الرئاسي ومنع استمرار ربطه بالأزمة السورية واستتباعاتها، بعدما بلغ منسوب القلق الأمني حده الأقصى، وتولى الدبلوماسيون نقل رسائل إلى السياسيين اللبنانيين كافة بضرورة الإسراع في انتخاب رئيس لتحصين الساحة من خطر الانهيار الأمني.
قضية فتوش
على صعيد آخر، طرأ تطوّر لافت على صعيد قضية النائب نقولا فتوش والموظفة في قصر عدل بعبدا منال ضو، تمثل بتبني مجلس نقابة المحامين في بيروت موقف النقيب جورج جريج الذي اعتبر كلام فتوش في مؤتمره الصحفي تعدياً موصوفاً على قرار وثقة الجمعية العمومية بالنقيب جريج، وتطاولاً على مقام النقيب، وانتهاكاً لقانون تنظيم مهنة المحاماة والنظام الداخلي للنقابة ونظام آداب المهنة، مما استلزم معه اتخاذ القرار المناسب بحق المحامي فتوش.
لكن البيان الذي صدر عن النقابة لم يكشف طبيعة القرار، الا أن معلومات ذكرت انه تقرر شطب اسم النائب فتوش عن جدول النقابة، علماً أن قرار الشطب يستلزم انعقاد المجلس التأديبي للنقابة لمحاكمة المحامي فتوش امام هذه الهيئة، وهو الأمر الذي لم يتم، وبالتالي ما يُبرّر عدم إعلان الشطب رسمياً."
الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها