تقرير الصحف والمواقع الاجنبية ليوم الجمعة 24- 10- 2014
ديلي ستار: ماذا الآن بالنسبة للمسلحين في لبنان؟/ نيكولاس بلانفورد
يبدو إن اشتباك ليل الثلاثاء قرب معسكر فلسطيني في الجبال فوق قرية قوسايا البقاعية كان أحدث محاولة من قبل المسلحين السوريين للبحث عن نقاط ضعف على طول الحدود الشرقية للبنان مع سوريا من اجل ايجاد مأوى بديل قبل وصول ثلوج الشتاء. ولكن يبدو أن خياراتهم محدودة، حيث انهم محاصرون من كل جانب من قبل القوات السورية، ومقاتلي حزب الله والجيش اللبناني. وقد بدأ نشر القوات على طول الحدود الشرقية يتعزز فيما يعد جميع الاطراف أنفسهم متوقعين اندلاع المزيد من الاشتباكات في الأسابيع والأشهر المقبلة.
على الجانب السوري من الحدود في القلمون، تسيطر الجماعات المتمردة على حزام من التضاريس الجبلية غرب رأس المعرة، جبة وعسل الورد، وفقا لمعلومات دبلوماسيين إقليميين ومصادر المتمردين السوريون. كما انهم يسيطرون أيضا على شريط من الأرضي جنوب الطفيل وبلدة الزبداني والمناطق المحيطة بها. بدوره، يسيطر النظام السوري على الطريق التي تربط يبرود في الطرف الشمالي من القلمون بدمشق، مرورا بصرخة، معلولا وصيدنايا. على الجانب اللبناني، يتحصن المسلحون السوريون في الجبال والأراضي الزراعية شمال شرق وجنوب شرق عرسال. حيث يواجههم الجيش اللبناني حول عرسال، وحزب الله في التلال جنوبا.
وقد حسّن الجيش موقفه الدفاعي بشكل كبير في منطقة عرسال منذ أوائل شهر آب، عندما اجتاح مسلحون سوريون البلدة لفترة وجيزة. وهناك دعم إضافي يأتي من موقع عسكري بُني مؤخرا على تلة صغيرة شرقي رأس بعلبك، والذي يتسع لسرية ومجهز بكاميرات مراقبة طويلة المدى، وفقا لمصادر دبلوماسية وعسكرية. ومن المقرر بناء موقع عسكري آخر مماثل في مكان أقرب إلى عرسال. وقد تعززت قدرات الجيش الاستطلاعية بفضلاستحواذ الأخير على منصات مراقبة محمولة على مقطورات، والتي يمكن سحبها الى قمم التلال حول عرسال لمهام مراقبة مؤقتة. وقد اغلقت هذه التدابير المعززة المدينة فعليا امام المسلحين في الجبال المجاورة. حيث كانت عرسال مصدرا للغذاء والحاجات الأخرى للمسلحين، الذين يعيشون في الكهوف والمزارع المهجورة.
والجيش ليس وحيدا في إعداد الدفاعات على طول الجهة الغربية لسلسلة جبال لبنان. فحزب الله قد قسم الأراضي إلى قطاعات تشغيلية مرقمة وبنى سلسلة من المواقع العسكرية الحصينة على قمم الجبال في محاولة لمنع عبور المسلحين السوريين بين عرسال والمناطق التي يسيطر عليها المتمردون في القلمون. وتشمل الأسلحة في المواقع مدافع هاون ورشاشات ثقيلة وصواريخ مضادة للدبابات، فضلا عن مدافع 23و57 المضادة للطائرات، والتي هي أيضا أسلحة فعالة ضد المركبات البرية التي يقودها الناشطون السوريون.
المونيتور: البقاع ممرّ إلزاميّ لـ"داعش" إلى شمال لبنان/ إسبرانس غانو/
يؤمن تنظيم "داعش" بأنّه "دولة" كاملة متكاملة، وهو يعمل على توفير كلّ المقوّمات الضروريّة لها. لقد باتت له أرضه بعد الغزوات التي قام بها في العراق وسوريا، وله أميره وشعبه ومقاتلوه، إلاّ أنّه ما زال يفتقد إلى منفذ بحريّ، يعدّ من عناصر قوّة أيّ دولة، وهو يسعى للحصول عليه في لبنان، بعدما لم يتمكّن من نيله حتّى الآن في العراق وسوريا، وهذا ما أكّده قائد الجيش العماد جان قهوجي في حديثه الأخير إلى صحيفة le Figaro. وهذا المنفذ البحريّ لا يمكن أن يمرّ إلاّ عبر شمال لبنان، بما أنّ بلوغ "داعش" و"جبهة النصرة" الشاطىء اللبنانيّ من محافظات أخرى مستحيل بحكم وجوده في مناطق سوريّة قريبة من الحدود الشرقيّة الشماليّة اللبنانيّة. وفي هذا السياق، تندرج مقولة "سعي داعش إلى وصل القلمون السوريّة بعكار اللبنانيّة". وتتميّز محافظة عكار بخصوصيّة، من حيث موقعها الجغرافيّ والديموغرافيّ، فنصف سكّانها من الطّائفة السنيّة، وهي تقع على تماس مع الحدود السوريّة شمالاً، وتحدّها من الشرق محافظة الهرمل، وجنوباً قضاء الضنيّة ذات الغالبيّة السنيّة. ولقد جزمت لـ"المونيتور" مصادر أمنيّة مواكبة للملف بأنّه يستحيل على "داعش" أن يبلغ الشمال اللبنانيّ، إلاّ عبر طريقين لا ثالث لهما: إمّا من خلال إعادة السيطرة على حمص السوريّة ليقترب من الشمال ويتمكّن من ولوجه، إمّا عبر إخضاع البقاعين الغربيّ والأوسط اللبنانيّين لسيطرته، مما يخلق له حزاماً أمنيّاً يمهّد لخوض معركة في الشمال وبيئة حاضنة للسيطرة على القرى الشماليّة اللبنانيّة.
إنّ عمليّة بريتال، لو نجحت، كانت ستضع التنظيمين على طريق تحقيق الهدف عبر وصل البقاع الغربيّ بالبقاع الأوسط، وهي خطوة ضروريّة لإنشاء الحزام الأمنيّ الذي يمهّد لها للتوسّع نحو الشمال. ووفق المصادر، فإنّ عمليّة الوصل هذه ترتكز على بلدة شبعا – القرية السنيّة الأكبر في الجنوب والواقعة عند تخوم الحدود السوريّة – اللبنانيّة، والتي تشكّل محطّة للاّجئين السوريّين. ولبلوغ شبعا، ينبغي المرور بعدد من القرى البقاعيّة، غالبيّتها سنيّة ومسيحيّة ودرزيّة. واستناداً إلى التّجارب السابقة في العراق وسوريا، لم ترفع أيّ قرية سنيّة السلاح في وجه التنظيمين الإرهابيّين. أمّا القرى المسيحيّة فخائفة وغير قادرة على مواجهة هذا الإرهاب، خصوصاً بعد ما حلّ بالمسيحيّين في دول أخرى. أمّا القرى الدرزيّة مثل راشيا وحاصبيّا فلن تخوض مواجهة مع "داعش" و"النصرة" وستسقط. وفي هذا الإطار، وضعت المصادر الزيارة الأخيرة للزعيم الدرزيّ النائب وليد جنبلاط لهذه المناطق حيث أعطى التّوجيهات إلى أبناء طائفته بضرورة تجنّب أيّ إشكال مع النّازحين السوريّين. ثمّ أطلّ في حديث تلفزيونيّ لم يتوان خلاله عن الإعلان أنّه "لا يعتبر جبهة النصرة تنظيماً إرهابيّاً".
وإنّ نجاح "داعش" والنصرة بإنشاء هذا الحزام الأمنيّ يعني أنّ "الدولة الإسلاميّة" أصبح لها موطىء قدم، فهذا الواقع الجديد سيغري مناطق أخرى لتشرّع أبوابها أمام التّنظيمين، ممّا يمهّد لهما بالتوجّه شمالاً. وهنا، يأتي دور الخلايا الإرهابيّة النائمة، وهو ما كان أكّده أيضاً العماد قهوجي عندما قال: "إنّ داعش يعتمد على هذه الخلايا في طرابلس وعكار، فضلاّ عن دعم بعض الهوامش من المجموعات السنيّة". إذاً، إنّ الشمال اللبنانيّ مفخّخ من الداخل، ويتمّ الرّهان على الدور الذي يلعبه بعض المجموعات الموجودة في طرابلس وعكار في تهيئة الأرض لـ"داعش"، بعدما كان سبق وبايع هذا التّنظيم. وهناك أكثر من مؤشّر يدل على أنّ الشمال، وتحديداً عكّار، يعيش على غليان بركان، فمتعدّدة هي المرّات التي تمّ فيها استهداف عناصر للجيش اللبنانيّ هناك، وكان آخرَها استشهاد عسكريين في عكار. ومن دلائل التوتّر أيضاً توقيف "شبكة فنيدق" (تحمل اسم بلدة عكاريّة) في تمّوز 2014 التي ارتبط اسمها بخلايا كانت تخطّط لتنفيذ عمليّات إرهابيّة في لبنان، والقبض على عناصرها في فنادق عدّة كما تمّت مداهمة الإرهابيّ منذر الحسن في طرابلس وقتله، وهو المتّهم الرئيسيّ في هذه الشبكات وكان يزوّد الانتحاريّين بالأحزمة الناسفة. وميدانيّاً، تفيد التّقارير الواردة إلى الأجهزة الأمنيّة أنّ هناك تحرّكات واسعة لمسلّحين في الجرود غير المأهولة لبعض القرى العكاريّة، خصوصاً في وادي خالد والبقيعة.
وكلّ هذه التوتّرات تغذّيها خطابات بعض رجال الدين السنّة المتطرّفين الذين أعطوا غطاء شرعيّاً للتّعاون مع "داعش و"جبهة النصرة"، وكان لهم دور كبير في فرار بعض العسكريّين أخيراً من المؤسّسة العسكريّة، ومعظمهم من بلدات عكاريّة، ومن أبرزهم مؤسّس التيّار السلفيّ في لبنان الشيخ داعي الإسلام الشهال. كما أنّ هذا الخطاب التحريضيّ تغذّيه تصريحات بعض نوّاب الشمال، الذين يهاجمون المؤسّسة العسكريّة باستمرار. وجاء مشهد رفع علم "داعش" في طرابلس ليشكل مؤشّراً خطيراً جديداً، تضاف إليه كتابة شعارات لـ"داعش" والنصرة على عدد من جدران المباني في عكّار. ويعتمد "داعش" على كلّ هذه المكوّنات الشماليّة لتنفيذ مخطّطه بالاستيلاء على الشمال، ولعلّه يعتمد أيضاً على سيناريو العراق، حيث أدّت سيطرته على منطقة إلى سقوط أخرى، ولكن إذا كان الخطر الأمنيّ يتربّص الشمال المفخّخ من الداخل، فإنّ البقاع يواجه قبلَه خطر هجوم خارجيّ من قبل "داعش"، وعليه تتركّز الأنظار الآن.
في صفوفها من جراء شعورها بالمظلوميّة من جراء تصرّفات "حزب الله" في لبنان وقمع نظام الأسد للثورة السوريّة. فالقيادات السنيّة تجد نفسها بين حدّين: ضرورة استيعاب غضب شارعها من جهة، وضرورة الدفاع عن الدولة ومؤسّساتها من جهة أخرى. وقال فايد: "هناك ملاحظات شعبيّة عامّة حول أداء الجيش كونه لا يؤدّي دوره كاملاً على كلّ الأراضي اللبنانيّة، وهناك شيء من الانتقائيّة في الممارسة. بعض الفئات يصار إلى معاقبتها وبعضها الآخر خارج العقاب". وتابع: "ما هو الإرهاب سوى اعتداء على القانون والسيادة". ولماذا تتمّ ملاحقة البعض ومعاقبته على قاعدة فرديّة، والمقصود هنا الأفراد المتّهمون بمناصرة الثوّار السوريين، ويغضّ النّظر عمّن يخرق القانون والسيادتين السوريّة واللبنانيّة خلف راية حزبيّة، والمقصود هنا "حزب الله"؟.
من جهته، قال مسؤؤل أمنيّ سابق في مدينة طرابلس المعروفة بعاصمة السنّة في حديث إلى "المونيتور": "هناك امتعاض سنيّ واضح من سياسة المكياليين، من تساهل الجيش في مناطق، وتشدّده في مناطق أخرى. ولا بدّ من الاعتراف بأنّ الجيش أظهر أخيراّ بعضاً من الليونة والتفهّم لهذا الواقع الشعبيّ، وهو لم يدخل بلدتي عرسال ومجدل عنجر رغم ضغوط بعض الأطراف، فإنّ البلدتين شهدتا تواجداً لمسلّحين متعاطفين مع الثوّار السوريّين، والأمر في غاية الحساسيّة، خصوصاً أن ٤٨ في المئة من عديد الجيش ينتمي إلى الطائفة السنيّة". وفي محصّلة الأمر، لم تبلغ الانشقاقات داخل المؤسّسة العسكريّة أعداداً تدعو إلى الهلع، ولكن ما يثير القلق هو تنامي الخلاف بين القوى السياسيّة وغياب شبه كامل لسياسات احترازيّة لظاهرة كهذه في بلد متعدّد الطوائف والولاءات، حيث الأمن يرتكّز أوّلاً على التّوافق السياسيّ، وتنامي الخلاف لا يدعو إلى الإطمنان.
المونيتور/ البقاع ممرّ إلزاميّ لـ"داعش" إلى شمال لبنان/ إسبرانس غانو/ 24- 10- 2014
يؤمن تنظيم "داعش" بأنّه "دولة" كاملة متكاملة، وهو يعمل على توفير كلّ المقوّمات الضروريّة لها. لقد باتت له أرضه بعد الغزوات التي قام بها في العراق وسوريا، وله أميره وشعبه ومقاتلوه، إلاّ أنّه ما زال يفتقد إلى منفذ بحريّ، يعدّ من عناصر قوّة أيّ دولة، وهو يسعى للحصول عليه في لبنان، بعدما لم يتمكّن من نيله حتّى الآن في العراق وسوريا، وهذا ما أكّده قائد الجيش العماد جان قهوجي في حديثه الأخير إلى صحيفة le Figaro. وهذا المنفذ البحريّ لا يمكن أن يمرّ إلاّ عبر شمال لبنان، بما أنّ بلوغ "داعش" و"جبهة النصرة" الشاطىء اللبنانيّ من محافظات أخرى مستحيل بحكم وجوده في مناطق سوريّة قريبة من الحدود الشرقيّة الشماليّة اللبنانيّة. وفي هذا السياق، تندرج مقولة "سعي داعش إلى وصل القلمون السوريّة بعكار اللبنانيّة". وتتميّز محافظة عكار بخصوصيّة، من حيث موقعها الجغرافيّ والديموغرافيّ، فنصف سكّانها من الطّائفة السنيّة، وهي تقع على تماس مع الحدود السوريّة شمالاً، وتحدّها من الشرق محافظة الهرمل، وجنوباً قضاء الضنيّة ذات الغالبيّة السنيّة. ولقد جزمت لـ"المونيتور" مصادر أمنيّة مواكبة للملف بأنّه يستحيل على "داعش" أن يبلغ الشمال اللبنانيّ، إلاّ عبر طريقين لا ثالث لهما: إمّا من خلال إعادة السيطرة على حمص السوريّة ليقترب من الشمال ويتمكّن من ولوجه، إمّا عبر إخضاع البقاعين الغربيّ والأوسط اللبنانيّين لسيطرته، مما يخلق له حزاماً أمنيّاً يمهّد لخوض معركة في الشمال وبيئة حاضنة للسيطرة على القرى الشماليّة اللبنانيّة.
وإذا كان الممرّ الأوّل عبر حمص دونه مصاعب عدّة لأنّه يتطلّب إسقاط مدينة خاض النظام السوريّ أشرس المعارك لاستعادته، فإنّ طريق البقاع ليست بأسهل. وقالت المصادر: إنّ ما يسعى إليه تنظيما "داعش" و"النصرة" حاليّاً هو ممر آمن للخروج من جرود عرسال، حيث يزداد المكوث فيه صعوبة مع اقتراب الشتاء، وبعدما فصل الجيش اللبنانيّ البلدة عن جرودها. ولهذه الغاية، يشترطان الحصول على ممرّ آمن بين عرسال وجرودها للافراج عن العسكريّين المحتجزين لديهما، إلاّ أنّ الرّفض الحاسم من قبل الجيش لهذا الشرط دفع التّنظيمين بالتفتيش عن ممرّ آمن آخر، فوجداه في اتّجاه منطقة "عسال الورد" الجبليّة السوريّة، وهي المدخل الآمن الوحيد للمسلّحين إلى سوريا، لكن اصطدام "داعش" بـ"حزب الله" المتواجد في هذه المنطقة دفعه، مرّة جديدة، إلى تغيير خطّته. عندها، وجّه البوصلة نحو بريتال حيث نفّذ هجوماً في مطلع تشرين الأوّل عام 2014 في محاولة للتوغّل نحو القرى البقاعيّة، فتصدّت له عناصر "حزب الله" وحصلت اشتباكات عنيفة بين الطرفين.
إنّ عمليّة بريتال، لو نجحت، كانت ستضع التنظيمين على طريق تحقيق الهدف عبر وصل البقاع الغربيّ بالبقاع الأوسط، وهي خطوة ضروريّة لإنشاء الحزام الأمنيّ الذي يمهّد لها للتوسّع نحو الشمال. ووفق المصادر، فإنّ عمليّة الوصل هذه ترتكز على بلدة شبعا – القرية السنيّة الأكبر في الجنوب والواقعة عند تخوم الحدود السوريّة – اللبنانيّة، والتي تشكّل محطّة للاّجئين السوريّين. ولبلوغ شبعا، ينبغي المرور بعدد من القرى البقاعيّة، غالبيّتها سنيّة ومسيحيّة ودرزيّة. واستناداً إلى التّجارب السابقة في العراق وسوريا، لم ترفع أيّ قرية سنيّة السلاح في وجه التنظيمين الإرهابيّين. أمّا القرى المسيحيّة فخائفة وغير قادرة على مواجهة هذا الإرهاب، خصوصاً بعد ما حلّ بالمسيحيّين في دول أخرى. أمّا القرى الدرزيّة مثل راشيا وحاصبيّا فلن تخوض مواجهة مع "داعش" و"النصرة" وستسقط. وفي هذا الإطار، وضعت المصادر الزيارة الأخيرة للزعيم الدرزيّ النائب وليد جنبلاط لهذه المناطق حيث أعطى التّوجيهات إلى أبناء طائفته بضرورة تجنّب أيّ إشكال مع النّازحين السوريّين. ثمّ أطلّ في حديث تلفزيونيّ لم يتوان خلاله عن الإعلان أنّه "لا يعتبر جبهة النصرة تنظيماً إرهابيّاً".
وإنّ نجاح "داعش" والنصرة بإنشاء هذا الحزام الأمنيّ يعني أنّ "الدولة الإسلاميّة" أصبح لها موطىء قدم، فهذا الواقع الجديد سيغري مناطق أخرى لتشرّع أبوابها أمام التّنظيمين، ممّا يمهّد لهما بالتوجّه شمالاً. وهنا، يأتي دور الخلايا الإرهابيّة النائمة، وهو ما كان أكّده أيضاً العماد قهوجي عندما قال: "إنّ داعش يعتمد على هذه الخلايا في طرابلس وعكار، فضلاّ عن دعم بعض الهوامش من المجموعات السنيّة". إذاً، إنّ الشمال اللبنانيّ مفخّخ من الداخل، ويتمّ الرّهان على الدور الذي يلعبه بعض المجموعات الموجودة في طرابلس وعكار في تهيئة الأرض لـ"داعش"، بعدما كان سبق وبايع هذا التّنظيم. وهناك أكثر من مؤشّر يدل على أنّ الشمال، وتحديداً عكّار، يعيش على غليان بركان، فمتعدّدة هي المرّات التي تمّ فيها استهداف عناصر للجيش اللبنانيّ هناك، وكان آخرَها استشهاد عسكريين في عكار. ومن دلائل التوتّر أيضاً توقيف "شبكة فنيدق" (تحمل اسم بلدة عكاريّة) في تمّوز 2014 التي ارتبط اسمها بخلايا كانت تخطّط لتنفيذ عمليّات إرهابيّة في لبنان، والقبض على عناصرها في فنادق عدّة كما تمّت مداهمة الإرهابيّ منذر الحسن في طرابلس وقتله، وهو المتّهم الرئيسيّ في هذه الشبكات وكان يزوّد الانتحاريّين بالأحزمة الناسفة. وميدانيّاً، تفيد التّقارير الواردة إلى الأجهزة الأمنيّة أنّ هناك تحرّكات واسعة لمسلّحين في الجرود غير المأهولة لبعض القرى العكاريّة، خصوصاً في وادي خالد والبقيعة.
وكلّ هذه التوتّرات تغذّيها خطابات بعض رجال الدين السنّة المتطرّفين الذين أعطوا غطاء شرعيّاً للتّعاون مع "داعش و"جبهة النصرة"، وكان لهم دور كبير في فرار بعض العسكريّين أخيراً من المؤسّسة العسكريّة، ومعظمهم من بلدات عكاريّة، ومن أبرزهم مؤسّس التيّار السلفيّ في لبنان الشيخ داعي الإسلام الشهال. كما أنّ هذا الخطاب التحريضيّ تغذّيه تصريحات بعض نوّاب الشمال، الذين يهاجمون المؤسّسة العسكريّة باستمرار. وجاء مشهد رفع علم "داعش" في طرابلس ليشكل مؤشّراً خطيراً جديداً، تضاف إليه كتابة شعارات لـ"داعش" والنصرة على عدد من جدران المباني في عكّار. ويعتمد "داعش" على كلّ هذه المكوّنات الشماليّة لتنفيذ مخطّطه بالاستيلاء على الشمال، ولعلّه يعتمد أيضاً على سيناريو العراق، حيث أدّت سيطرته على منطقة إلى سقوط أخرى، ولكن إذا كان الخطر الأمنيّ يتربّص الشمال المفخّخ من الداخل، فإنّ البقاع يواجه قبلَه خطر هجوم خارجيّ من قبل "داعش"، وعليه تتركّز الأنظار الآن.
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها