كل عام نشهد مع إطلالة شهر محرّم الحرام، إطلاق شعار جديد يواكب هذه المناسبة الحزينة على قلوبنا.. ولهذا الشعار قصة وحكاية طويلة يُعمل عليها بأشفار العيون وبحب خالص لأبي عبدالله الحسين (عليه السلام)..
كل عام نشهد مع إطلالة شهر محرّم الحرام، إطلاق شعار جديد يواكب هذه المناسبة الحزينة على قلوبنا.. ولهذا الشعار قصة وحكاية طويلة يُعمل عليها بأشفار العيون وبحب خالص لأبي عبدالله الحسين (عليه السلام)..
الشاب الفنان علي بركات يروي لموقع المنار، كيف تبدأ الحكاية من قبل موعد المناسبة بحوالي شهرين تقريبا، أولا هم يعملون على تحديد المفاهيم الأساسية لملحمة عاشوراء التاريخية ويستخرجون منها المعاني والمضامين ويحددون بشكل أكثر دقة بعضاً من هذه المعاني ويشرّحونها بشكل مفصّل دراسة وبحثاً وإدراكاً.
وهم يتألفون من فرق وورش عمل عديدة، كل منها يضع تصوراته وأرائه. ويؤكد بركات أن هذا ليس محصورا بفرد دون غيره، بل هو فريق عمل متكامل من فنانين ومهندسي غرافيك وغيرهم فالمناسبة والشعار أكبر أن نحصرها بفرد محدد. ويشير "علي" إلى أن هناك قدرات هائلة موجودة لدى لشبان والشابات، وهم قادرون على العمل ضمن سياق هوية ثقافية فنية موحدة.
هذا العام برز أمامهم مفهوم "تقديم التضحيات" والقدرة على الثبات"، فمن هنا كان التساؤل ما هو الشعار الذي يمكن لنا من خلاله التعبير عن هذه الحال؟. ويقول بركات :"واستحضرنا إلى جانب ذلك بأن العام الماضي كان عام الرسول الأعظم (ص) الذي تعرضت سيرته الشريفة للتحريف والإساءة فقلنا له في مسيرات جماهيرية ضخمة "لبيك يا رسول الله". وكنا نقصد بذلك أننا ثابتون على الوفاء لرسول الإسلام وعلى المضي على عهده، وها نحن اليوم يجب علينا أن نجدّد هذا الولاء له عبر حفيده الشهيد الأكثر مظلومية في التاريخ ألا وهو الإمام الحسين.. فكان شعار لبيك..لنواسي به رسول الله في عزاء سبطه الحسين".
وما هي لبيك ؟!.. "لبيك أكثر من معنى .. "، يقول علي :"لبيك تعبر عن عين الطاعة والاستجابة للإرادة الإلهية، لبيك يعني الحب والوفاء والشهادة وتعني البذل والوفاء .. نحن نريد كلنا أن نعيش معنى كلمة لبيك، لنسجل أمام العالم إننا دائما على أهبة الاستعداد والجهوزية ونجدد العهد والبيعة للإمام الحسين.. ولنقول للعالم إننا نحن ثباتون وعندنا الصبر .. ولبيك أيضا لأننا دائما عندنا الأمل بالانتصار والفتح وليس فقط الشهادة .. "..
أما بالنسبة للألوان فلها حكاية أخرى، فبعد تأسيس الخلفية الثقافية والدينية والتوصل إلى تركيب الشعار تبدأ عملية تركيب الألوان واختيارها. فمثلا ما هي الألوان التي يجب استخدامها؟! فاللون الأسود لا يعني فقط الحزن بل البأس والحرب. والأبيض يرمز للنقاوة والطهارة والصفاء والسلام.. والأخضر هو الذي كان اللون الفارق والمميز في الحملة الذي هو اللون النبوي الشريف..فاللون الذي يقيم علاقة ربط قدسية الرسول الأعظم بالمناسبة فكان التركيز بالأخضر على كلمة رسول الله ..
لماذا هذا الاهتمام بصنع شعار متجدد في كل عام مع ذكرى عاشوارء؟.. يجيب علي بركات إن انطلاق المبادرات الفنية على نطاقها الفردي أثبتت نجاعتها، فكان العمل بشكل جماعي ورسمي منطلقا من هذه التجربة. وثانيا إن ازدياد التحديات كماً نوعاً على الصعيد وعي الناس إعلامياً وفنياً وفي ظل تفاعل وسائل التواصل الاجتماعي وكل وسائل الاتصال الجماهيري فرضت علينا مواكبة من نوع خاص متقدم ومتطور، خصوصا أننا لم نعد أمام عدو واحد وهو العدو الصهيوني بل بتنا اليوم أمام الفكر التكفيري ... فلا بد أن نثبت أننا على قدر المسؤولية والتحدي.