02-11-2024 09:33 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 28-10-2014: الجيش يربح معركة اخرى في حربه ضد الارهاب

الصحافة اليوم 28-10-2014: الجيش يربح معركة اخرى في حربه ضد الارهاب

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 28-10-2014 الحديث عن مجموعة من الاحداث والتطورات المحلية ابرزها معارك طرابلس بين الجيش اللبناني والمجموعات الارهابية المسلحة

 

 

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 28-10-2014 الحديث عن مجموعة من الاحداث والتطورات المحلية ابرزها معارك طرابلس بين الجيش اللبناني والمجموعات الارهابية المسلحة والتي انتهت بحسم الجيش المعركة لصالحه بعد فرار المسلحين الى جرود الضنية واحياء طرابلس مخلفين وراءهم اسلحتهم وعتادهم، كما تحدثت الصحف عن العملية النوعية التي قامت بها مخابرات الجيش اللبناني في صيدا حيث أجهضت مخططا خطيرا لشن هجومَين إرهابيَّين فجر أمس الإثنين: الأول على مجمع السيدة الزهراء (ع)، والثاني على مركز مخابرات الجيش عند ميناء صيدا مقابل المدينة القديمة.

اقليميا، تحدثت الصحف عن التطورات العسكرية والسياسية الاخيرة في الساحة السورية

 

السفير


إحباط هجومين إرهابيين لـ«جماعة الأسير» في صيدا

الشمال يلملم جراحه: الجيش يربح معركة في حرب


جولتنا تبدأ مع صحيفة "السفير"  التي كتبت تقول "وأخيرا.. قال الجيش «كلمته المرقطة» في طرابلس وعكار، لكن حماية الإنجاز لا تقل صعوبة عن تحقيقه، وبالتالي فإن الأيام المقبلة وحدها كفيلة باختبار مدى متانة التحول الذي طرأ على وضع الشمال.

ربح الجيش حتى الآن رهانه على قوته وتماسكه، فأمسك إلى حد كبير بالأرض، وفرض إيقاعه على السياسيين الذين استعادوا حجمهم الحقيقي هذه المرة، عندما قررت المؤسسة العسكرية أن تحسم أمرها، وترفض منطق التسويات الذي أساء إلى هيبتها في أكثر من مكان.

بعد سنوات من الاستنزاف لأهالي طرابلس، خصوصا في باب التبانة والأسواق الداخلية التي كانت رهينة المجموعات المتطرفة، تمكن الجيش من أن يحسم حربا طالت، وأن يحرر عاصمة الشمال من سطوة المسلحين، فكانت كلفة يومين من القتال، على ارتفاعها، أقل وطأة من فاتورة العبث اليومي المزمن بالأمن.

إن «الجراحة الدقيقة» التي أجريت لطرابلس بمبضع المؤسسة العسكرية يجب أن تُعمَّم على كل المناطق التي تشكو من خلل أمني، أو من تسرب للتطرف التكفيري المفخخ، مع الإشارة إلى أن هناك ثغرة وحيدة في مشهد النهاية للمعاناة الطرابلسية، وهي أن إثنين من أبرز المطلوبين وهما شادي المولوي وأسامة منصور تواريا عن الأنظار مرة أخرى، وأفلتا حتى الآن من قبضة الجيش في تكرار لسيناريو هروب شاكر العبسي من مخيم نهر البارد والشيخ أحمد الأسير من عبرا، ما يطرح تساؤلات حول هذا السر المتنقل.

إنقاذ صيدا

وبينما كان الجيش «ينظف» أسواق طرابلس وبساتين عكار من بقايا المجموعات الارهابية، كانت مخابراته في صيدا تحقق إنجازا أمنيا نوعيا أجهض مخططا خطيرا لشن هجومَين إرهابيَّين فجر أمس الإثنين: الأول على «مجمع فاطمة الزهراء»، والثاني على مركز مخابرات الجيش عند ميناء صيدا مقابل المدينة القديمة.

وقالت مصادر أمنية واسعة الاطلاع لـ«السفير» إن خلية تتبع للشيخ المتواري أحمد الأسير، مكونة من لبناني من آل سليمان وثلاثة سوريين، تقف وراء هذا المخطط، موضحة أنه تجري ملاحقتها، وأن المداهمات التي نفذها الجيش في الأسواق القديمة لصيدا أفضت إلى توقيف المدعو أنور أ.، وهو والد مطلوب موجود في مخيم عين الحلوة.

وأوضحت المصادر أن فلسطينيا على علاقة بأحد عناصر الخلية الإرهابية سلم نفسه إلى الجيش.

وتفيد المعلومات أنه كان سيتم تنفيذ الهجومَين في توقيت واحد عند الرابعة فجرا، على أن تنقسم المجموعة المنفذة إلى مجموعتَين تتألف كل منهما من شخصين.

ونفذ الجيش مداهمات استباقية للأماكن التي كان سينطلق منها الإرهابيون في صيدا القديمة، وفي محيط حسبة صيدا، وصادر قذائف «آر بي جي» وعبوات ناسفة.

في هذه الأثناء، نجحت الاتصالات المتعددة الأطراف في ثني «جبهة النصرة» عن قتل أحد الجنود المخطوفين لديها، بالتزامن مع العودة القريبة للمفاوض القطري لاستئناف وساطته.

وعلمت «السفير» أن تنظيم «داعش» طلب أمرا يبدو أن بمقدور الدولة اللبنانية التجاوب معه، من دون أن يمس «ثوابتها».

وفيما بحث الرئيس نبيه بري مع السفير الأميركي ديفيد هيل أمس في وضع الشمال، قال بري لـ«السفير» إنه يُسجل للجيش نجاحه في اجتثاث المجموعات الإرهابية في طرابلس وعكار من دون مساومة أو تفاوض، لافتا الانتباه إلى أن الجيش اللبناني هو من بين الجيوش القوية في المنطقة، لكن ينقصه العتاد والعديد الكافيان.

وعُلم أن بري أبلغ هيل أن هناك اعتراضات لبنانية كثيرة على توجهات مؤتمر «اللاجئين السوريين» المنعقد في برلين، بدءا من تسميته لأن هناك فارقا كبيرا في المعنى والدلالات بين مصطلحَي اللاجئين والنازحين، مؤكدا أن لبنان سيصر على اعتماد الورقة التي أعدها.

إلى ذلك شدَّد الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله على أن المسؤول الأول عن وقف انتشار الفكر التكفيري هو السعودية، وطائرات التحالف الدولي لن تستطيع وقف انتشاره.

واعتبر في كلمة له خلال إحياء المجلس العاشورائي، أمس، أن «التكفيريين يقدمون نموذجا مشوّهاً للإسلام»، داعيا إلى إقفال أبواب المدارس التي تُخَرِّج أتباع الفكر الداعشي، «وليس صحيحا أنه في مواجهة هذا التيار يجب اللجوء إلى الأمن والخيار العسكري فقط».

التبانة «تتحرر»

وبالعودة إلى طرابلس، أفاد مراسل «السفير» غسان ريفي أن سيناريو النهاية لمعركة التبانة في طرابلس لم يختلف كثيرا عن سيناريو نهايات المعارك السابقة في مخيم البارد وعبرا والأسواق الداخلية وبحنين وغيرها، لجهة تواري مسؤولي المجموعات المسلحة عن الأنظار، وهروبهم من المربعات التي يتحصَّنون فيها إلى جهات مجهولة.

وطرح ذلك، تساؤلات عدة حول أوجه الشبه بين تلك المعارك، وإخراجها على طريقة أفلام «الأكشن» بهروب «البطل» فيما يسقط كل من معه بين قتيل أو أسير.

وبغض النظر عن السيناريو والإخراج، فإن العملية العسكرية التي شنها الجيش على المجموعات الإرهابية في التبانة، شكلت نقطة مفصلية في تاريخ هذه المنطقة التي يبدو من الإجراءات المشدَّدة الاستثنائية التي يتخذها الجيش، أنها ستكون منزوعة السلاح إلى أجل غير مسمى، خصوصا أن الجيش دخل إلى مناطق في التبانة للمرة الأولى، وباشر مداهماته بحثا عن مطلوبين ومخازن أسلحة.

ومن المؤكد أن الجيش نجح من عاصون إلى أسواق طرابلس والتبانة وصولا إلى بحنين في تدمير البنى التحتية للإرهاب في تلك المنطقة، وفي قطع أوصال المجموعات المسلحة، التي أظهرت مخططاتها وتجهيزاتها العسكرية أنها كانت تسعى إلى التواصل أمنيا في ما بينها، وترجمة ذلك بالسيطرة على أكبر مساحة ممكنة تكون ملاذا للإرهابيين.

وصَبَّتْ نتائج العملية العسكرية في طرابلس، بالدرجة الأولى، في مصلحة المدينة وأهلها الذين كانوا ينتظرون هذه الجدية قبل عشرين جولة عنف.

ويمكن القول إن هذه العملية جاءت بمثابة التطبيق الفعلي للخطة الأمنية، في وقت تأكد أن طرابلس ليست بيئة حاضنة لأي مجموعة إرهابية، أو لأي أعمال مشبوهة يمكن أن تطال هيبة الدولة، الأمر الذي تُرجم بالاحتضان الشعبي الطرابلسي للمؤسسة العسكرية التي خاضت وحداتها معاركها في المدينة بظهر محصن.

وكان الجيش قد دخل فجر أمس إلى التبانة، بعد الهدنة الإنسانية التي أعطاها، وبعد الجهود السياسية والدينية التي ترافقت مع تحرك للمشايخ ووجهاء التبانة، وأسفرت عن إطلاق العسكري طنوس نعمة الذي اختطف من قبل مجموعة أسامة منصور.

وتحركت الآليات العسكرية في اتجاه ساحة الأسمر ومنها إلى البيكاديللي، والأهرام وستاركو، وسوق الخضار وصولا إلى مصلى عبد الله بن مسعود، من دون أي مقاومة أو أي ظهور مسلح.

واكتشفت الوحدات العسكرية أكثر من عبوة ناسفة زنة كل منها عشرة كيلوغرامات من المواد الشديدة الانفجار ومجهزة للتفجير عن بعد، مزروعة في محيط سوق الخضار والمصلى، سارعت فرق الهندسة إلى تفكيك بعضها وتفجير بعضها الآخر.

وبعد التأكد من خلو المنطقة من المتفجرات، بدأ الجيش يسير دوريات راجلة في تلك الشوارع تمهيدا للقيام بالمداهمات، فدخلت الوحدات العسكرية مصلى بن مسعود، ومنازل أسامة منصور وشادي المولوي وطارق خياط، وغيرهم من المسلحين من دون العثور عليهم، وصادرت كميات من المتفجرات والقذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة والذخائر. كما عثر على معمل لتصنيع العبوات الناسفة.

ونفت قيادة الجيش في بيان لها حصول أي تسوية مع المجموعات المسلحة، مؤكدة أن كل ما قيل يدخل في إطار الاستغلال السياسي لبعض السياسيين المتضررين من نجاح الجيش السريع والحاسم في استئصال هذه المجموعات التي طالما أسرت مدينة طرابلس وعاثت فيها تخريبا.

وكان واضحا من نزوح عشرات الآلاف من أبناء التبانة، أن ثمة قناعة ترسخت لدى الجميع بأن الجيش لن يتهاون هذه المرة، ما أدى إلى حالة رعب لدى المجموعات المسلحة التي استغل بعض عناصرها الهدنة للخروج مع المدنيين، وكان مصير بعضهم التوقيف من قبل الجيش وبينهم سوريون.

وفي بحنين واصل الجيش تعقب المسلحين في المرتفعات، في حين أعيد فتح الأوتوستراد بين طرابلس وعكار وتفقد الأهالي ممتلكاتهم، وأفيد ليلا عن ملاحقة الجيش لمجموعة مسلحة في ضهور بحنين.

اعتراف الميقاتي

وفي سياق متصل، اعترف الموقوف أحمد الميقاتي أنه كان يسعى عبر مجموعاته إلى احتلال قرى: بخعون عاصون سير الضنية بقاعصفرين كونها غير ممسوكة أمنياً بما فيه الكفاية، تمهيدا لإعلانها منطقة آمنة ورفع رايات «داعش» فوقها ومبايعة «أبو بكر البغدادي».

وأقر بأن هذه الخطوة كانت ستترافق مع أعمال أمنية في مدينة طرابلس ومحيطها، على أن يكون ذلك مرحلة أولى من مخطط أكبر يقضي بربط القلمون السورية بالساحل اللبناني. وأشار إلى أن كلا من شادي المولوي وأسامة منصور يعلمان بهذا المخطط الذي كان من المفترض البدء بتنفيذه بعد حوالي الشهر من تاريخه.

 

لافروف: التسوية السورية معقدة وفرص التفاوض تزداد

إدلب: هجوم «النصرة» يتحول إلى انتكاسة لها

 

علاء حلبي

 

عاشت مدينة إدلب، امس، ليلة هي الأعنف منذ اندلاع الحرب، حيث شن مسلحون من «جبهة النصرة»، يؤازرهم مسلحون من «جند الأقصى»، هجوماً على جميع جهات المدينة، تخلله تسلل مسلحين يرتدون أحزمة ناسفة إلى بعض المرافق الحكومية، في خطوة كانت تهدف الى السيطرة على المدينة، قبل أن ينتهي الهجوم بالفشل، فيما واصل المسلحون استهداف المدارس، حيث قتل ثمانية، وأصيب 50، غالبيتهم العظمى من الأطفال في سقوط قذائف على مدارس في حلب.

الى ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مقابلة مع وكالة «ايتار تاس» الروسية، أن «فرص استئناف المفاوضات حول الشأن السوري تزداد، لكن الحالة الراهنة لعملية التسوية شديدة التعقيد».

وأضاف لافروف «حتى تنجح المفاوضات فإنها يجب أن تكون شاملة من حيث تمثيل القوى المعنية بتسوية الأزمة في سوريا»، موضحا أن «حضور ممثلي الائتلاف الوطني ضمن وفد المعارضة ضروري، لكن يجب أن يضم هذا الوفد كذلك ممثلي المجموعات المعارضة الأخرى، بما فيها تلك التي تنشط داخل الأراضي السورية». وشدد على «ضرورة أن يمتد مبدأ شمولية العملية التفاوضية إلى اللاعبين الخارجيين أيضا»، معتبرا أن «عزل إيران والسعودية عن هذه العملية سيكون خطأ كبيرا».

الى ذلك، قال نائبه ميخائيل بوغدانوف، خلال لقائه مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون في موسكو، إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيقوم بزيارة البلاد، من دون تحديد موعد لذلك.

وأوضح مصدر ميداني، لـ«السفير»، أن الهجوم الذي تعرضت له إدلب بدأ بقصف عنيف على مختلف جهات المدينة، المفتوحة على الريف الذي يسيطر عليه المسلحون، عن طريق الدبابات والمدافع، بالتزامن مع هجوم عنيف على مختلف حواجز الجيش السوري، وقوات الدفاع الوطني الموجودة على أطراف المدينة، فيما كثف المسلحون هجماتهم على تلة المسطومة الإستراتيجية في محاولة لقطع طريق الإمداد نحو المدينة.

وبيّن المصدر أن الهجوم استمر ساعات عدة، وتخلله تسلل عدد من «الانغماسيين» (مسلحون يرتدون أحزمة ناسفة) إلى داخل مدينة إدلب، حيث تمكن عدد منهم من الدخول إلى مبنى المحافظة، والتمترس فيه قبل أن تصل مؤازرة من قوات الجيش والدفاع الوطني، وتشتبك مع المسلحين، حيث قتلوا جميعهم، فيما تمكن أحدهم من تفجير نفسه.

وفيما كانت المعارك تشتد على أطراف المدينة، قامت وحدات من القوات المسلحة السورية بتمشيط الأحياء بحثاً عن متسللين، حيث تم قتل ثلاثة انتحاريين كانوا يرتدون أحزمة ناسفة في منطقة الشيخ ثلث وعند فرع المرور، لتتدخل في وقت لاحق طائرات حربية وتشن سلسلة غارات على مواقع تمركز المسلحين، ليعيد الجيش السوري انتشاره من جديد ويثبت مواقعه، الأمر الذي أدى إلى فشل الهجوم بالكامل.

وفي وقت تزامن فيه الهجوم مع ضخ إعلامي متواتر من قبل وسائل الإعلام المؤيدة للفصائل المعارضة، لتصل إلى حد إعلان سيطرة «الثوار» على مدينة إدلب (علماً أن المهاجمين ينتمون إلى «النصرة»)، أكد مصدر عسكري أن الهجوم كان عنيفا جداً، وكان يهدف للسيطرة على المدينة إلا أنه باء بالفشل، مشدداً على أن عددا كبيرا من المهاجمين قتلوا، فيما تناقلت بعض المصادر أنباء عن القبض على عدد من المهاجمين وهم أحياء، وهو ما لم يؤكده أو ينفه المصدر العسكري، الذي اكتفى بتأكيد فشل الهجوم، ومقتل عدد كبير من المهاجمين، وتأمين طريق الإمداد عبر السيطرة على تلة المسطومة.

ومن الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام ما أشيع عن «القبض على محافظ إدلب الجديد خير الدين السيد» من قبل مسلحي «النصرة»، الأمر الذي رد عليه مصدر أمني ساخراً «المحافظ الجديد ما زال في دمشق ولم يصل إدلب بعد»، علماً أن المحافظ الجديد أدى اليمين القانونية أمام الرئيس بشار الأسد أمس الأول، أي قبل الهجوم بساعات.

وعن سبب فشل المسلحين في السيطرة على إدلب، أشار مصدر ميداني إلى أن عوامل عدة تساهم في حماية المدينة من الهجمات، أبرزها طبيعة المنطقة السهلية الممتدة، التي تجعل مراقبة محاورها أمراً سهلاً، إضافة إلى طريقة توزيع الحواجز العسكرية في محيط المدينة، وتنشيط دور اللجان الشعبية داخل الأحياء، ما يجعلها محصنة.

ويأتي فشل «جبهة النصرة» الجديد ضمن سلسلة انتكاسات يتعرض لها التنظيم التابع إلى «القاعدة» في سوريا، والذي يحاول البحث عن قاعدة جديدة لإطلاق عملياته على غرار تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»- «داعش»، الذي اتخذ من الرقة منطلقاً لعملياته، خصوصا بعد خسارة «النصرة» معارك عدة في ريف حماه ودرعا، في وقت عادت فيه الاشتباكات بين مسلحي التنظيم والمسلحين التابعين لـ«ثوار سوريا» بقيادة جمال معروف في البارة بريف ادلب.

وأوضح المصدر أن الحياة عادت إلى طبيعتها في مناطق عديدة في ادلب، فيما لزم معظم المواطنين منازلهم، وسط انتشار مكثف للحواجز، والدوريات المتنقلة التي تجوب الشوارع بحثاً عن متسللين.

حلب

يومان أسودان مرا على حلب، حيث سالت في شوارعها دماء أطفال اختارت «قذائف الموت» مدارسهم محطة لها، لتحول مقاعد الدراسة إلى بقايا متناثرة، حيث استهدف مسلحون متشددون، خلال اليومين الماضيين، ثلاث مدارس في الأحياء التي تسيطر عليها الحكومة في حلب بالقذائف المتفجرة، ما تسبب بسقوط قتلى وجرحى، جلّهم من طلاب المدارس.

وفي حلب، قال مصدر طبي إن 8 أشخاص، بينهم أطفال، قتلوا، وأصيب حوالي 50، جلهم من الأطفال، في سقوط «قذائف متفجرة» عدة على تجمع للمدارس في حي السريان، ومدرسة في حي الحمدانية خلال اليومين الماضيين.

وأوضح مصدر ميداني أن مسلحين متشددين أطلقوا قذائف عدة من حي بني زيد، الذي تسيطر عليه «جبهة النصرة»، طالت تجمع مدارس في حي السريان أمس الأول، تسببت بمقتل طفل وشاب، وإصابة نحو 25، موضحاً أن إحدى القذائف استقرت في باحة مدرسة اسكندرون، فيما استهدفت قذائف عدة أطلقها مسلحون متشددون من منطقة العامرية مدرسة الكمال في حي الحمدانية، وأدت إلى مقتل ستة أشخاص، وإصابة 27 جلهم من الأطفال، وهو ما وصفه سكان حلب بـ«مجازر ترتكب بحق الأطفال»، في المدينة التي أنهكتها الحرب.

من جهة أخرى، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، أن عناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش» قطعوا رؤوس أربعة من أفراد عشيرة الشعيطات التي قتل المئات من أبنائها على أيدي التنظيم التكفيري قبل نحو شهرين. وأوضح أن «تنظيم الدولة الإسلامية قام الأحد أمام مجموعة من المواطنين بقطع رؤوس أربعة رجال من عشيرة الشعيطات في مدينة البوكمال في محافظة دير الزور بتهمة التعامل مع النظام» السوري."

 

النهار



الوحدات العسكرية حسمت في طرابلس وتتعقّب المسلّحين في الضنّية

قيادة الجيش تنفي أيّ تسوية وتدعو فلول الفارين إلى تسليم أنفسهم

 

ومن جهتها، كتبت صحيفة "النهار" تقول "هدأت أصوات الانفجارات والتراشق الصاروخي وبالأسلحة الرشاشة، وبدأت طرابلس تلتقط أنفاسها بعد 48 ساعة عصيبة من الاشتباكات العنيفة بين الجيش والمسلحين في باب التبانة.

اذا كانت المعلومات المتوافرة من عاصمة الشمال لم تحدد مصير المسلحين وقادتهم، فإن الايام القليلة المقبلة قد تكون كفيلة بتظهير حقيقة المخرج الذي ساهم في وضع حد للحرب التي دارت في المدينة، والتي أفيد ان محصلتها شبه النهائية 12 شهيداً للجيش بينهم 3 ضباط، و91 جريحاً عسكرياً بينهم 9 ضباط، إضافة الى 10 قتلى مدنيين و63 جريحا.

وكان الجيش بدأ صباحاً بتنفيذ سلسلة عمليات دهم في المربع الامني لأسامة منصور وشادي المولوي، وعدد من اماكن وجود المسلحين المحتملين في احياء التبانة. ووصلت وحدات عسكرية الى محيط مسجد عبد الله بن مسعود في باب التبانة، بعدما عمل فوج الهندسة على تفجير قنابل غير منفجرة. وفي هذه الأثناء، سمعت أصداء رشقات نارية لم تعرف طبيعتها. وسيّرت دوريات مؤللة في شوارع المدينة.

وآزرت عمليات الدهم والتفتيش طائرة استطلاع عسكرية حلقت منذ ساعات الصباح الاولى في اجواء المدينة.

المنية - بحنين

وأفاد مراسل "النهار" في عكار ميشال حلاق أنه رغم الهدوء الذي خيم منذ ما بعد منتصف ليل الاحد - الاثنين على منطقتي بحنين والمنية، اثر سيطرة الجيش على المربع الامني للشيخ خالد حبلص و"مدرسة السلام" و"جامعة الشرق" عند المدخل الشمالي للمنية ومحيط هذا المربع، فإن وحدات الجيش واصلت تعقب عناصر المجموعات الارهابية التي فرت الى البساتين والاحراج الممتدة من بحنين وصولا الى جبال الاربعين، مرورا بمنطقة عيون السمك على امتداد مجرى النهر البارد الذي يعتبر الخاصرة الأمنية الرخوة التي طالما افادت منها المجموعات المسلحة في تحركاتها، من حوادث الضنية الى المواجهات مع مسلحي "فتح الاسلام".

وحظيت تدابير الجيش بدعم شبه كلي من ابناء عكار والضنية الذين يطالبون بإنجاز المهمة بالشكل الذي يحمي أبناء هاتين المنطقتين من تكرار ما حصل، ويجنبهم نار فتنة كان يراد منها ان تحصد الاخضر واليابس.

يذكر ان عمليات التمشيط تشمل كل هذه المنطقة الوعرة، حيث سيّرت دوريات وأقيمت الحواجز الثابتة والنقالة، ونفذت حملات دهم في اكثر من منطقة، أوقف خلالها عدد من المشتبه في تورطهم بإطلاق النار على الجيش. وقدر عدد الموقوفين بأكثر من 40 شخصا. وثمة تكتم ملحوظ لدى القيادات العسكرية ازاء الواقع القائم .

وحلقت طوافات الجيش واحدى طائرات الاستطلاع في أجواء هذه المنطقة على مدار الساعة، في إطار رصد تحركات المجموعات المسلحة التي توارت في الأماكن الوعرة وبين الاشجار الكثيفة التي تغطي مجرى البارد الفاصل بين قضاء المنية الضنية ومحافظة عكار.

قيادة الجيش

في اليرزة، أعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش ان "وحدات الجيش تستمر في تنفيذ عملياتها العسكرية في مدينة طرابلس ومحيطها، حيث تمكنت من دخول آخر معقل للجماعات الإرهابية المسلحة في منطقة التبانة، واعتقلت عدداً منهم، فيما تمكن آخرون من الفرار مستفيدين من طبيعة المباني السكنية، بعدما أقدموا على زرع عبوات وتفخيخات في الأحياء السكنية وخصوصاً في محيط مسجد عبدالله بن مسعود، حيث يعمل الجيش على تفكيكها. وقد عثر على مخازن أسلحة ومعمل لتصنيع المتفجرات". ونفت "حصول أي تسوية مع هذه المجموعات"، معتبرة أن "كل ما قيل يدخل في إطار الاستغلال السياسي لبعض السياسيين المتضررين من نجاح الجيش السريع والحاسم في استئصال هذه المجموعات التي طالما أسرت مدينة طرابلس وعاثت فيها تخريباً. وستواصل وحدات الجيش بعدما جرى تعزيزها باستقدام قوى جديدة، تنفيذ تدابيرها الأمنية، وتعقّب بقايا المجموعات الإرهابية، ودهم كل المناطق المشبوهة".

وفي بيان لاحق، دعت قيادة الجيش "فلول الجماعات المسلّحة الفارين، إلى تسليم أنفسهم الى الجيش اللبناني الذي لن يتهاون في كشف مخابئهم أو يتراجع عن مطاردتهم حتى توقيفهم وسوقهم إلى العدالة"، منبهة "هؤلاء العناصر الذين باتوا معروفين لديها إلى أخذ العبرة ممّا حصل، حيث لا بيئة حاضنة لهم ولا غطاء للجميع سوى الدولة والقانون".

اعترافات أحمد ميقاتي: ربط القلمون بالساحل!

أفادت مصادر عسكرية ان الارهابي الموقوف أحمد ميقاتي اعترف في التحقيقات الجارية معه أنه كان يسعى الى احتلال قرى: بخعو – عاصون – سير الضنية – بقاعصفرين، تمهيدا لاعلانها منطقة آمنة ورفع رايات داعش فوقها ومبايعة أبو بكر البغدادي، ما سيجعلها ملاذا آمنا للمقاتلين والثائرين على الظلم، وللعسكريين الذين سينشقون عن الجيش. وستترافق هذه الخطوة مع أعمال أمنية في مدينة طرابلس ومحيطها ما سيسهل تنفيذها. وعليه ستكون المرحلة الاولى من المخطط الاكبر القاضي بربط القلمون السورية بالساحل اللبناني. وأكد ان شادي المولوي وأسامة منصور كانا يعلمان بهذا المخطط الذي كان من المفترض البدء بتنفيذه بعد حوالي الشهر من تاريخه.

وأفاد ان علاقة تربطه بكل من الشيخ كمال البستاني والشيخ خالد حبلص والشيخ طارق خياط، والموقوفين في سجن رومية: فايز عثمان وغسان الصليبي.

ويشار الى ان ميقاتي خبير في مجال تصنيع المتفجرات وكان سيعمد الى تصنيع عبوات ناسفة لاستخدامها في مخططاته، وقد قام بتجربة احدى عبواته قبل حوالي عام في منطقة زغرتا.

 

أكراد سوريا يتهمون تركيا بالمماطلة وينفون تلقّي مساعدات من دمشق

 

اتهم رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي الكردستاني صالح مسلم تركيا امس بالمماطلة في تنفيذ اتفاق يسمح لمقاتلي البشمركة العراقيين الأكراد بالوصول إلى سوريا للمساعدة في إنهاء حصار مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) على الحدود مع تركيا، التي يحاصرها مقاتلو تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) منذ اكثر من خمسة اسابيع.

وقال لـ"رويترز" إن مقاتلي البشمركة مستعدون منذ ثلاثة أيام للدخول إلى كوباني التي يدافع عنها أكراد سوريا. وأضاف: "ولكننا لا نعرف ما يدور بينهم وبين تركيا. التأخير سببه تركيا. كان ينبغي أن يصلوا أمس. حتى الآن يبدو أن تركيا تضع بعض الصعوبات. لا نعرف تحديدا ما يحدث لأن هناك نوعا من الاتفاق بين (البشمركة) وتركيا".

ويشار الى ان "وحدات حماية الشعب" الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي هي التي تتولى الدفاع حاليا عن كوباني.

وتتردد تركيا في الانضمام إلى الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة في مواجهة "داعش". ولكن بعد ضغط من الحلفاء الغربيين قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأربعاء إن بعض مقاتلي البشمركة من العراق سيسمح لهم بالانتقال إلى كوباني عبر تركيا.

وقال مسؤول تركي اشترط عدم الإفصاح عن اسمه إن الأطراف المعنية لا تزال تبحث في تفاصيل الاتفاق. وأضاف: "تركيا جزء من هذه المناقشات. قلنا نعم من حيث المبدأ لنقل البشمركة... والبقية مجرد تفاصيل... لذا فليس من الصواب القول إننا نمنع (مرورهم)".

وأفاد وزير البشمركة مصطفى سيد قادر الصحافيين في برلمان كردستان: "حتى الآن لم تتوجه قوات البشمركة الى كوباني، ونحن على استعداد لارسالها. وننتظر موقف الدولة التركية، لذا لم نرسل اي قوات الى غرب كردستان"، في اشارة الى المناطق الكردية في شمال وشمال شرق سوريا.

 

وأوردت وسائل إعلام سورية أن دمشق قدمت دعما عسكريا للقوات الكردية لمساعدتها في قتال "الدولة الإسلامية" في تحرك يمكن أن يعني أن الرئيس بشار الأسد وخصومه الغربيين ربما يدعمون القوات نفسها التي تقاتل الإسلاميين المتشددين.

ونفى تقرير في الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" الأحد ادعاء قالت الوكالة إن بعض أعضاء الحكومة السورية الأكراد رددوه وهو أن دمشق لا تساعد الأكراد السوريين المحاصرين من "داعش".

ونقلت الوكالة عن مصدر إعلامي أن الدعم الذي تقدمه الحكومة للأكراد السوريين معروف وموثق وشامل ويضم دعما عسكريا.

لكن صالح مسلم قال إنه لم يصل دعم من دمشق. واضاف إن الحكومة السورية تنشر ما وصفه بدعاية غير حقيقية، مشددا على أنها دعاية خاطئة تماما. واكد أن دمشق لم تقدم أي شيء لكوباني.

وميدانيا، اعلنت القيادة المركزية الاميركية ان الولايات المتحدة قادت 11 غارة جوية ضد "داعش" في العراق وسوريا الاحد والاثنين، بينها ضربات قرب كوباني في سوريا واخرى قرب سد الموصل والفلوجة وبيجي وزمار في العراق.

وأفادت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إن المتوسط اليومي لتكاليف قتال "الدولة الإسلامية" ارتفع إلى 8٫3 ملايين دولار يوميا، وقد بلغ 580 مليون دولار في الفترة ما بين آب و16 تشرين الأول.

ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية التي تتخذ لندن مقراً لها عن منسق الائتلاف الدولي لمواجهة "داعش" الجنرال المتقاعد جون آلن إن الولايات المتحدة لا تتوقع من المقاتلين السوريين الذين تعتزم تدريبهم لمواجهة "الدولة الإسلامية" أن يقاتلوا أيضا قوات الرئيس الأسد، لكنها تراهم جزءا مهما من حل سياسي لإنهاء الحرب.

ورداً على سؤال عما إذا كانت عناصر "الجيش السوري الحر" ستقاتل قوات الحكومة السورية في النهاية، قال آلن: "لا. ما نود أن نراه أن يصير الجيش السوري الحر والقوة التي سنشكلها وندربها ونجهزها في النهاية هي القوة ذات الصدقية التي سيتعين على حكومة الأسد أن تعترف بها وتقرها في نهاية المطاف".

وفي الميدان السوري، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقراً له ان "جبهة النصرة" التي تمثل فرع "القاعدة" في سوريا وكتائب مقاتلة ضمن المعارضة السورية شنت فجر امس هجوما واسعا على مدينة ادلب، احد آخر معاقل النظام السوري في شمال غرب سوريا. لكنه قال ان القوات النظامية تمكنت من صد الهجوم.

لافروف

في موسكو، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن استبعاد إيران والسعودية من قائمة الأطراف المشاركة في المفاوضات حول سوريا يعتبر خطأ فادحا.

وكشف في حديث الى وكالة "تاس" الروسية الرسمية أن "المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دو ميستورا خلال زيارته الأخيرة لموسكو "عرض بعض الأفكار حول كيفية إطلاق عملية التفاوض مجددا". وقال: "إن دو ميستورا يرى من الضروري، من أجل إنجاح هذه المفاوضات، تمثيل جميع قوى المعارضة فيها، بما في ذلك الائتلاف الوطني ومعارضة الداخل التي ستكون المفاوضات من دونها غير شاملة".

وأضاف لافروف: "سنبذل كل الجهود من أجل معاودة هذه العملية في أقرب وقت ممكن"، لافتا إلى أن بلاده تتعاون مع الحكومة السورية وجميع أطراف المعارضة السورية بلا استثناء بشكل يومي".

لندن

في لندن، قال وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني توباياس إلوود أن الطبيب البريطاني عباس خان الذي توفي في أحد السجون السورية كان ضحية عملية قتل غير مشروعة على يد النظام السوري، مطالبا بتقديم المسؤولين عن قتله الى العدالة."

 

الاخبار



تسوية لقيطة تنهي حرب طرابلس

 

وبدورها، كتبت  صحيفة "الاخبار" أنه "توقفت المعارك في طرابلس والشمال. المسلحون اختفوا من دون أن يتم القضاء عليهم أوتوقيفهم. الجيش ينفي عقد تسوية، فيما القوى السياسية المعنية تصر على ان الامر كله كان للجيش. هي التسويةالتي لا يريد أحد الاعتراف بها، التسوية اللقيطة.

الثابت أنّ المعارك في طرابلس والشمال توقفت. والثابت أيضاً أنّ المسلحين التابعين لـ»جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» وبعض المجموعات المحلية، اختفوا. لم يتبخروا. انقسموا مجموعتين: إحداهما فرّت من طرابلس إلى مناطق مجاورة (مصادر أمنية قالت إن جزءاً منهم انتقل إلى جرود الضنية)، والثانية بقي أفرادها حيث هم، في طرابلس. لم يختلف أحد على هذه الوقائع. لكن ما لم يُتّفق عليه هو كيفية توقف المعارك.

السياسيون والأمنيون يتحدّثون عن تسوية أدت إلى رمي المسلحين لأسلحتهم، لكن قيادة الجيش تنفي ذلك. كان قائد الجيش العماد جان قهوجي في السرايا الحكومية (في اجتماع أمني ترأسه الرئيس تمام سلام، وبحضور وزراء الدفاع والداخلية والعدل وقادة الأجهزة الأمنية) عند التاسعة من صباح أمس يتحدّث عن استمرار الجيش في عمليته العسكرية إلى حين القضاء على المسلحين أو توقيفهم.

لكن بعد أقل من ساعتين، توقفت «الأعمال الحربية». قيادة الجيش أصدرت بياناً نسبت فيه الحديث عن تسوية إلى «السياسيين المتضررين من نجاح الجيش السريع والحاسم في استئصال هذه المجموعات». وبعد تزايد الحديث عن تسوية توصل إليها سياسيون من تيار المستقبل، نفت مصادر وزارية من فريق 14 آذار ذلك، قائلة إن قرار المعركة اتخذه الجيش، وقرار وقف القتال كذلك. ولفتت إلى أن انتهاء المعارك مرتبط بواحد من احتمالين: إما أن يكون الجيش قد اعتبر أن ما قام به هو أقصى ما يمكن تحقيقه أخذاً في الاعتبار نيته الحفاظ على أرواح المواطنين وممتلكاتهم، وإما أن تكون قيادته قد اعتبرت أنها حققت أهداف العملية العسكرية. ولفتت المصادر إلى أن توقف المعارك في طرابلس أمس لا يعني انتهاء الحرب في الشمال، «بل هي جولة وانتهت».

إعلان وسائل الإعلام وسياسيين طرابلسيين قبيل ظهر أمس توقف العمليات الحربية و»اختفاء» المسلحين من الشوارع أعقبه حديث عن تسوية حصلت على مرحلتين منفصلتين: الأولى قادها الرئيس نجيب ميقاتي، والثانية نواب المستقبل، وقضت بخروج المسلحين من الأسواق القديمة خوفاً من تدميرها. وقالت مصادر سياسية طرابلسية لـ»الأخبار» إن ميقاتي تواصل مع أحد المشايخ في المنطقة، الذي تواصل بدوره مع المسلحين وأقنعهم بالخروج من الأسواق. وكان رئيس فرع استخبارات الجيش في الشمال العميد عامر الحسن، هو من تولى التواصل في هذا الشأن من جانب الجيش.

تضيف الرواية التي ينفيها وزراء تيار المستقبل أن التسوية الثانية هي التي أدت إلى خروج المسلحين من باب التبانة فجر أمس. وبحسب ما يُشاع في عاصمة الشمال، فإن اللواء أشرف ريفي هو من تولى إخراج هذه التسوية التي نصت على وقف القتال في باب التبانة، وخروج المسلحين من طرابلس، أو تواريهم عن الأنظار فيها. وفي الحالتين، خرج المسلحون عبر مجرى نهر أبو علي.

كذلك تحدّثت معلومات عن أن تسوية جرى طبخها برعاية «هيئة علماء المسلمين» تقوم على أساس اختباء المسلّحين ودخول الجيش لتنفيذ عمليات دهم في أحياء التبانة، يتزامن ذلك مع تسليم جندي كان مخطوفاً. وهذا ما حصل بعد مبادرة المسلحين إلى إطلاق سراح العسكري المخطوف. وقد جرت مداهمة عدد من مخازن السلاح في التبانة، رغم تسجيل اعتراض في أوساط طرابلسية على اقتصار عمليات الدهم على المربع الأمني دون الإيغال في أحياء التبانة المشتبه في أن المسلحين التجأوا إليها أو خبأوا أسلحتهم فيها.

مصادر طرابلسية أهلية أشارت إلى أن عدد المقاتلين الجديين لم يتجاوز 150 مقاتلاً، وأن المجموعات الأكبر هي التابعة لشادي المولوي وأسامة منصور ولعمر الميقاتي (أبو هريرة).

الخسائر البشرية التي تكبدها الجيش كانت جسيمة. لكن المسلحين تلقوا ضربة قوية. يقول مرجع سياسي شمالي إن مشروع إيجاد منفذ بحري للنصرة وداعش قد تبدّد. لكنه يلفت في الوقت عينه إلى أن المسلحين لا يزالون قادرين على استجماع قواهم خلال الأشهر المقبلة.

في طرابلس، تنفّس المواطنون الصعداء بعدما توقفت المعارك. لكنّ كثراً منهم لم يستسيغوا «التسوية الجديدة»، بعدما ملّوا من تكرار السيناريو نفسه. معركة يسقط فيها قتلى وجرحى، تعقبها تسوية على شكل «تخريجة» يدهم فيها الجيش بعض الأماكن، فيما يتوارى المسلّحون إلى حين، ويبقى الجمر كامناً تحت الرماد في انتظار رياح جديدة.

وعلمت «الأخبار» أن الجيش يتحضّر لتمشيط مناطق بين المنية وعكار، يُحتمل أن يكون قد التجأ إليها الشيخ خالد حُبلص وجماعته. في المقابل، انهزم المسلحون المتحصّنون في التبّانة. وبعد اشتداد القصف، قام عدد منهم بحلق لحاهم واستبدال لباسهم العسكري للخروج مع المدنيين. غير أن استخبارات الجيش كانت متيقظة، بعدما زرعت مخبرين من التبانة على الحواجز لكشفهم. وكان من أبرز المسلحين الذين أوقفوا على الحواجز المنتشرة على باب التبّانة المطلوب داني دنش، الذي حلق شعر لحيته ورأسه في محاولة لتمويه هويته، علماً أن دنش يُعَدّ من أكثر المتشددين، إلى درجة أنه سبق أن قام بتكفير إمام مسجد التقوى الشيخ سالم الرافعي. وبحسب المعلومات، تم توقيف عدد كبير من المسلحين الفارين على مخارج التبّانة، لكن أبرز المطلوبين، شادي المولوي وأسامة منصور و»أبو هريرة» الميقاتي، لا يزالون متوارين في التبانة، علماً أن الأجهزة الأمنية تدّعي أن المولوي مصاب."

 

المستقبل

 

خاطفو العسكريين يواصلون الابتزاز.. وموفد قطر إلى بيروت لنقل مطالب «جديدة وجدّية»

طرابلس.. في كنف الدولة



ومن جهتها كتبت صحيفة "المستقبل" تقول "
على أرضيتها النابضة بالاعتدال والنابذة للتطرّف، شرّعت طرابلس مناطقها وأحياءها أمام تقّدم الوحدات العسكرية لتطهير المدينة من أوكار الإرهاب وتظهير صورتها الوطنية الرافعة للواء الشرعية والحاضنة للدولة ومؤسساتها. فما كان مطلباً مزمناً لأبناء طرابلس على مرّ الأزمات المتلاحقة والمتهافتة على مدينتهم بات بالأمس واقعاً مكتسباً كرّسته عاصمة الشمال بالروح والدم إعلاءً لراية الوطن فوق كل الرايات الميليشيوية الخارجة عن سلطان الدولة وكنفها. وأمام هذا الواقع نقلت مصادر مواكبة لـ«المستقبل» تقدير القيادة العسكرية للتعاطف الملحوظ الذي أبداه الطرابلسيون مع الجيش في مواجهة المجموعات المسلّحة، بحيث قطعت المعطيات الأهلية والميدانية خيوط الشك بيقين حاسم وجازم يثبت بما لا يقبل التشكيك أنّ أهل طرابلس هم أهل اعتدال وتفكير وطني لا أهل تطرّف وتكفير إرهابي.

وأوضحت المصادر أنّ «الجيش لمس على مدى أيام المعارك الأخيرة في طرابلس تأييداً جلياً من أهالي المدينة الذين أثبتوا مرة جديدة أنهم يجسدون فعلاً بيئة حاضنة للمؤسسة العسكرية وعصيّة على الإرهاب والتطرّف، بدليل أنّ الشهداء العسكريين الأحد عشر سقط منهم 6 في القتال المباشر مع المجموعات الإرهابية و5 بنيران الغدر أثناء انسحاب المسلحين من أحياء طرابلس تحت وطأة ضربات الجيش والموقف الوطني المؤازر لأبناء المدينة»، مع التشديد في الوقت عينه على كون «الوحدات العسكرية أوْلت في المقابل بالغ الحرص أثناء المعارك على ضمان أولوية تحييد المدنيين وضمان سلامتهم».

وإذ تمكن الجيش من توقيف 162 إرهابياً خلال المعركة، تواصل وحداته تعزيز انتشارها في «باب التبانة» وسائر أحياء طرابلس، بالتوازي مع تنفيذ عمليات دهم وتمشيط واسعة في جرود عكار وتلال بحنين تشارك فيها وحدات من مغاوير الجيش، وفق ما علمت «المستقبل»، بحثاً عن المسلحين الفارين. في حين أكدت المصادر أنّ «الجيش مصمّم على المضي قدماً في تعقّب المجموعات والخلايا الإرهابية بعدما بسط سيطرة الدولة على مناطق وأحياء عاصمة الشمال، لاعتباره أنّ ما حصل خلال الأيام الأخيرة لا يعدو كونه جولة من جولات الحرب المستمرة على الإرهاب وتنظيماته».

اجتماع أمني

وكان رئيس الحكومة تمام سلام، وقبيل مغادرته إلى ألمانيا للمشاركة في اجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان وفي مؤتمر برلين حول النازحين السوريين، ترأس اجتماعاً أمنياً في السرايا الحكومية شدد فيه على أنّ «الحكومة تقف صفاً واحداً وراء القوى العسكرية والأمنية في المعركة التي تخوضها لضرب الإرهابيين وإعادة الأمن والأمان إلى طرابلس والشمال». في حين نقلت مصادر المجتمعين لـ«المستقبل» عن قائد الجيش العماد جان قهوجي تأكيده خلال الاجتماع أنّ «الوضع بات محسوماً في طرابلس لا سيما بعد الدخول إلى عمق الأحياء الداخلية في التبانة ودحر المسلحين منها»، مشدداً في الوقت عينه على استمرار العمليات الهادفة إلى مطاردة المجموعات الإرهابية حتى توقيف أعضائها وإحالتهم إلى الجهات المختصة.

ولاحقاً، أكد رئيس الحكومة أمام الإعلاميين على متن الطائرة التي أقلته إلى برلين، حيث التقى فور وصوله المستشارة الألمانية انجيلا ميركل مشدداً أمامها على كون «ملف النازحين السوريين هو من أكبر وأهم وأخطر الملفات التي يواجهها لبنان اليوم»، إنّ «قرار الحسم مع الإرهاب اتخذ ولا يمكن الرضوخ أو الرجوع إلى الوراء في هذا الموضوع»، مسجّلاً في هذا السياق «الموقف الشعبي الحاضن للجيش وقوى الأمن لخوض هذا التحدي الكبير والنجاح فيه».

«العليا للإغاثة»

أما على صعيد الأعمال الإغاثية المواكبة للنازحين من مناطق المعارك في طرابلس، فقد أفادت مصادر الهيئة العليا للإغاثة «المستقبل» أنها كانت قد بدأت منذ أمس الأول «بتوزيع الفرش على مراكز إيواء النازحين»، مشيرةً في هذا السياق إلى أنّ «إحصاءات الهيئة الأوّلية أظهرت أنّ حوالى 300 شخص لجأوا إلى المدارس الرسمية نظراً لكون معظم أهالي باب التبانة الذين نزحوا قرّروا التوجّه إلى منازل أقرباء لهم في المدينة ومحيطها، علماً أنّ الساعات الأخيرة شهدت عودة عدد منهم إلى منازلهم بعد انتهاء المعارك وبسط سيطرة الجيش»

ولفتت المصادر إلى أنّ «فرق عمل الهيئة العليا للإغاثة تابعت أمس أوضاع الأسواق القديمة بحيث تم تشكيل لجنة خاصة لمسح المنازل المدمّرة والمتضررة تمهيداً لتأمين بدل إيواء لأصحابها، بالإضافة إلى الطلب من أصحاب المحلات تصوير الأضرار التي لحقت بها بغية التعويض عنها»، مشيرةً في ما يتصل بأحياء باب التبانة إلى أنّ «الهيئة تنتظر ريثما تنتهي الوحدات العسكرية من تفكيك الألغام والعبوات الناسفة التي خلّفها المسلحون في سبيل البدء بمسح الأضرار خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة وحصرها وتحديد حجم التعويضات الواجبة للأهالي».

العسكريون المخطوفون

في الغضون، يواصل خاطفو العسكريين اللعب على وتر أعصاب أهاليهم وابتزازهم باتصالات تهديدية تتوعد بتصفية أبنائهم. إذ تلقت زوجة الجندي خالد مقبل حسن أمس اتصالاً من خاطفيه أبلغوها خلاله بأنه في حال عدم تنفيذ مطالبهم التي طلبوها هاتفياً من الوزير وائل أبو فاعور فإنهم سيعمدون إلى قتل زوجها بالإضافة إلى زميله المخطوف سيف ذبيان. وعلى الأثر بادر ذوو العسكري ذبيان إلى قطع الطريق ليلاً بالإطارات المشتعلة عند مستديرة بيت الدين بعقلين، بينما سارع أبو فاعور إلى زيارة أهالي العسكريين المعتصمين في وسط العاصمة لتهدئة خواطرهم وطمأنتهم إلى أنّ الحكومة تواصل مساعيها لحل الأزمة.

وفي هذا الإطار، كشفت مصادر رسمية لـ«المستقبل» أنّ الوسيط القطري يصل إلى بيروت صباح اليوم موفداً من قيادة بلاده للعمل على حلّ قضية العسكريين اللبنانيين الأسرى لدى «جبهة النصرة» و«داعش»، موضحةً أنّ «الموفد القطري سيتوجّه خلال الساعات المقبلة إلى المنطقة الجردية في عرسال للتفاوض مباشرةً مع الخاطفين ونقل مطالب جديدة وجدّية منهم في سبيل تحرير العسكريين»، مع إشارتها إلى أنّ موفد قطر كان بصدد زيارة بيروت الأسبوع الفائت إلا أنّ أسباباً تقنية أدت إلى تأخير الزيارة.

ولفتت المصادر إلى أنّ الاجتماع الذي عقده رئيس الحكومة صباح أمس لخلية الأزمة المعنيّة بقضية العسكريين خُصص لمواكبة مستجدات هذه القضية لا سيما في ضوء ترقب المطالب الجديدة التي سينقلها الموفد القطري من الخاطفين بعدما أدت مطالبهم السابقة غير الواضحة وغير الجدّية إلى خربطة أطر التفاوض، خصوصاً بعد النمط العشوائي الذي اتبعه الخاطفون في تحديد مطالبهم والتخبط الذي ساد أداءهم منذ عشية عيد الأضحى وحتى اليوم»."

 

 

الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها