تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 31-10-2014 الحديث عن مجموعة من الاحداث والتطورات المحلية ابرزها ملف المخطوفين العسكريين والانتخابات الرئاسية
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 31-10-2014 الحديث عن مجموعة من الاحداث والتطورات المحلية ابرزها ملف المخطوفين العسكريين والانتخابات الرئاسية واجتماع مجلس الوزراء امس الذي بحث في موضوع النفايات الصلبة وتامين رواتب الموظفين في القطاع العام، كما اخذ نتشار الجيش اللبناني في منطقة التبانة في عاصمة الشمال حيزا كبيرا من اهتمام الصحف .
اقليميا، تحدثت الصحف عن التطورات العسكرية والسياسية الاخيرة في الساحة السورية.
وأتت افتتاحيات الصحف على الشكل التالي:
السفير
قهوجي: أول انتشار حقيقي للجيش في التبانة منذ عقود
إدارة قطرية جدّية لملف العسكريين.. بقرار أميركي
الجولة الصحفية تبدأ مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الستين بعد المئة على التوالي.
حُسم أمر التمديد النيابي، أما الفراغ الرئاسي، فلا مَخرَج له ولا مُخرِج، وثمة مبادرة من جانب «تيار المستقبل» في اتجاه «حزب الله» تحتاج إلى المزيد من التوضيح والتطوير ولو أنها تندرج في خانة التشجيع على ملء الفراغ الرئاسي.
أمنياً، يواصل الجيش اللبناني تثبيت إنجازه العسكري والأمني الأخير في طرابلس والشمال، فيما عقد مجلس الوزراء، أمس، جلسة ماراتونية استمرت سبع ساعات، كان البارز فيها اكتمال التواقيع على قانون فتح اعتماد إضافي في الموازنة العامة لتأمين رواتب الموظفين في القطاع العام حتى نهاية السنة الحالية، فضلاً عن إنهاء وصاية «سوكلين» على ملف النفايات.
ومع استمرار قضية العسكريين في واجهة الاهتمام، أفاد مراسل «السفير» في العاصمة الفرنسية أن رسائل فرنسية وأميركية وصلت مؤخراً إلى القيادة القطرية بوجوب التحرك سريعاً على خط ملف الأسرى اللبنانيين لدى تنظيمي «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، خصوصاً في ظل تجديد الإرادة الدولية بنزع أي فتيل تفجير في الداخل اللبناني، وهي الإرادة التي ترجمت بالحسم السريع لمعركة طرابلس.
وعلى أساس هذه الوجهة، برزت جدية قطرية في التعامل مع ملف العسكريين، غير مسبوقة على مدى ثلاثة أشهر من عمر قضية العسكريين، إذ إن القطريين، وفي خضم اشتباكهم المفتوح مع السعودية، كانوا يسألون عن مصلحتهم بطي ملف ستصب نتيجته في مصلحة ما يسمونها «تركيبة السعوديين اللبنانية (حكومة تمام سلام)».
وأشار مراسل «السفير» إلى أن الضغط الأميركي من جهة وحاجة القطريين من جهة ثانية إلى «تبييض سجلهم» وإعادة تلميع صورتهم في الغرب (أحد أهداف زيارة أمير قطر للندن) بأنهم لا يدعمون تنظيمات مصنفة إرهابية في المنطقة، كل ذلك ساهم في إعطاء دفع سياسي لملف العسكريين من خلال إعادة تزخيم المبادرة القطرية.
وفي هذا السياق، وصل الوسيط القطري إلى بيروت يوم الاثنين الماضي، أما التأخير في توجهه إلى جرود عرسال، «فمردّه ارتباط أمير «النصرة» أبو مالك التلي بمواعيد «خارج المنطقة»، وتبين أنه فور عودة الأخير، تواصل مع الوسيط القطري عبر «السكايب» واتفقا على موعد أمس. كما تواصل الوسيط نفسه مع أحد قادة «داعش» «أبو عبد السلام» الذي حدّد له موعداً للغاية نفسها.
ووفق المعلومات المتداولة، فإن الوسيط القطري يفترض أن يحمل معه للمرة الأولى مطالب كل جهة من الجهتين الخاطفتين، بالإضافة إلى لوائح اسمية بالعسكريين لدى كل منهما (أبلغه «داعش» أنه يحتجز 9 عسكريين وجثتين.. أما «النصرة» فيفترض أن تسلم اللوائح في الساعات المقبلة).
وتشير المعلومات إلى أن كل ما قيل سابقاً عن مطالب أرسلها الخاطفون «غير صحيحة نهائياً»، وأن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم أبدى انفتاح الجانب اللبناني على خوض مفاوضات حقيقية وجدية بعيداً عن الإعلام على غرار مفاوضات أعزاز وراهبات معلولا.. بما في ذلك التفاوض مع الخاطفين مباشرة برعاية القطريين، خصوصاً أن الأتراك حسموا أمرهم بعدم الدخول على خط الوساطة في هذا الملف نهائياً.
وبيّنت المعلومات بعد زيارة الوسيط القطري، أن «النصرة» قد جمّدت أية أعمال قد تهدّد حياة العسكريين، وأن التفاوض مع هذا الفصيل «يكتسب مرونة مختلفة عن التعامل مع «داعش»، لكن لا يمكن الركون إلى أية وعود لا من هنا ولا من هناك، بسبب ارتباط هذا الملف بمعطيات أمنية متحركة على الساحة اللبنانية»، وفق مراسل «السفير» في باريس.
وكانت «خلية الأزمة» قد استمعت، أمس الأول، إلى شرح مفصل قدّمه اللواء إبراهيم ووزير الصحة وائل أبو فاعور الذي يتواصل مع الخاطفين يومياً، عبر الشيخ مصطفى الحجيري، في ظل تقديرات متقاطعة بأن الأمور تحتاج «إلى وقت وصبر وعدم حرق المراحل، خصوصاً أننا نجد أنفسنا للمرة الأولى أمام محاولة جدية لمعرفة شروط الخاطفين ومطالبهم»، على حد تعبير أحد أعضاء الخلية.
قهوجي: الجيش للمرة الأولى في التبانة
من جهته، أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي «الاستمرار في ملاحقة كل المعتدين على العسكريين حتى توقيفهم وإنزال القصاص العادل بهم».
ووفق مراسل «السفير» في طرابلس، فإن زيارة قهوجي لطرابلس، أمس، وتفقده الوحدات العسكرية فيها، ساهمت في رفع معنويات العسكريين الذين ينتشرون في شوارع طرابلس ويقومون بمهام كان من المفترض أن تقوم بها قوى أمنية أخرى.
وقال قهوجي مخاطباً العسكريين إن الدولة اللبنانية تتواجد للمرة الأولى عسكرياً وأمنياً بهذه الطريقة الجدية والفاعلة في محلة باب التبانة، منذ تاريخ اندلاع الحرب الأهلية في العام 1975، ولا أبالغ في القول إنها ربما تكون المرة الأولى بهذه الأعداد والمهام والفاعلية منذ الاستقلال حتى الآن.
وأكد قهوجي للعسكريين أن «الحرب على الإرهاب مستمرة بلا هوادة». وقال «لولا هذه الحرب الاستباقية التي شنها الجيش على المجموعات الإرهابية، لكانت اجتاحت البلد وعممت الفتنة والموت والدمار». ودعا اللبنانيين إلى عدم الخوف «لأن جيشكم قويّ ومُصان».
«المستقبل» يمدّ يده إلى «حزب الله»
ورداً على سؤال لـ«السفير»، أوضح وزير الداخلية نهاد المشنوق، في ساعة متأخرة من ليل أمس، أن الموقف الذي أعلنه رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري، قبل ثلاثة أيام، «هو عبارة عن مبادرة وطنية استراتيجية نابعة من استشعاره بوجود مخاطر كبيرة تهدّد البلد بسبب الفتنة المذهبية المتنقلة»، مشيراً إلى أنه عندما يقول إن المبادرة عبارة عن دعوة للحوار مع كل القوى من دون استثناء، فإن تلك الدعوة تشمل «حزب الله» بطبيعة الحال، لأنه لا يجوز الاستمرار في الفراغ الرئاسي، وعلينا أن نبدأ من نقطة محددة وهي انتخاب رئيـس جديد للجمهورية.
السعوديّة تردّ على نصرالله
إلى ذلك، ردّ وزير الحرس الوطني السعودي الأمير متعب بن عبد الله على الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله، الذي قال يوم الاثنين الماضي إن «الذي يتحمل المسؤولية الأولى اليوم في العالم الإسلامي لوضع حد لانتشار هذا الفكر (التكفيري) هو المملكة العربية السعودية».
وقال متعب: «بات معروفاً مَن هي الجهات التي تحتضن وتهتمّ بالإرهاب». وقال، رداً على أسئلة الصحافيين في ختام جولة له في المنطقة الشرقية، إنّ «السعودية من أوائل الدول التي حاربت الإرهاب وتعرضت له وتضررت منه».
دي ميستورا يقترح حلب لـ«تجميد» الاشتباك فيها
تدفق غير مسبوق لـ«الجهاديين» على سوريا
قدم المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى مجلس الأمن الدولي، أمس، اقتراحاً بإقامة «مناطق مجمّدة» يتم فيها تعليق النزاع والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية، وهو أمر يشبه إلى حد كبير المصالحات التي تقوم بها السلطات السورية، فيما كشف المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين عن نية المبعوث تشكيل «مجموعة أصدقاء» الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الأزمة السورية، لتضمّ إيران والسعودية.
وفي حين كشف مسؤولون أميركيون عن أن النزاع السوري اجتذب أكبر عدد من «الجهاديين الأجانب» من كل الصراعات السابقة، أقرّ وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل أن السلطات السورية قد تستفيد من الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة على مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» لكن السياسة الأميركية ما زالت تؤيد تنحّي الرئيس السوري بشار الأسد.
واقترح دي ميستورا، بعد تقديم تقرير إلى مجلس الأمن الدولي، إقامة ما سمّاه «مناطق مجمّدة» في سوريا، يتم فيها تعليق النزاع والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية.
وقال «ليس لديّ خطة سلام، إنما لديّ خطة تحرك» لتخفيف معاناة السكان، معتبراً أن مدينة حلب قد تكون «مرشحة جيدة» لتجميد النزاع فيها. وأضاف «ينبغي أن يحصل شيء يؤدي إلى تجميد النزاع في تلك المنطقة، ويتيح الفرصة لتحسين الوضع الإنساني وللسكان لكي يشعروا بأنه، على الأقل هناك، لن يحدث مثل هذا النزاع».
وأشار إلى أن أعضاء مجلس الأمن عبروا عن قلقهم من أن «المناطق المجمّدة» قد تساعد طرفاً على الآخر في النزاع. وقال «يجب توقيف داعش، كيف؟ عبر معرفة ما إذا كان بإمكاننا تحقيق مناطق مجمّدة من أجل التأكد من أن بإمكاننا بناء عملية سياسية في تلك المناطق على المستوى المحلي أولاً وفي النهاية على مستوى الدولة. أعطوا أملاً على المستوى المحلي وتجنبوا مواصلة القتال، والذي يعطي دافعاً لداعش».
وشدد على أن بيان «جنيف 1»، الذي دعا إلى تأليف «هيئة حكم انتقالي» لا يزال صالحاً. وأشار إلى أنه يحضّر لجولة جديدة في المنطقة، تشمل دمشق.
من جهته، أكد المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن الحكومة السورية مستعدّة لـ«النظر» في اقتراح دي ميستورا، لكنها تنتظر تفاصيل إضافية من اجتماع سيعقد اليوم. لكنه أقر بأن هذه المبادرة تشكل «نقطة في بحر» مساعي السلام في سوريا.
إلى ذلك، أعلن تشوركين أن «موسكو مستعدة للعب دور نشط في تسوية الأزمة السورية بالتعاون مع دي ميستورا». وقال تشوركين إن «دي ميستورا أعلن نيته تشكيل مجموعة أصدقاء الأمين العام للأمم المتحدة حول الشأن السوري، لتكون إيران والسعودية من بين أعضائها».
ونقلت قناة «ان بي سي» الأميركية عن مسؤولين أميركيين وبريطانيين في مكافحة الإرهاب قولهم إن عدد المقاتلين الأجانب، والدول التي يأتون منها، والذين يتدفقون على سوريا غير مسبوق في تاريخ الصراعات.
وقال المستشار في مكتب مدير الاستخبارات الأميركية راندي بليك، خلال اجتماع لقادة الشرطة في العالم في فلوريدا، إن «نسبة السفر إلى سوريا أكبر مما رأيناه في أفغانستان قبل 11 أيلول. إنه أكبر من كل ما رأيناه في أفغانستان واليمن والصومال والعراق. إنه أكبر من كل ما رأيناه خلال الأعوام العشرة الأخيرة».
وأشار بليك إلى «ارتفاع عدد الغربيين الذين ذهبوا إلى سوريا بشكل كبير في الأسابيع الماضية». وتابع، في إشارة إلى شريط فيديو بث خلال الاجتماع، أن «الشريط يتحدث عن وجود حوالي 12 ألف مقاتل أجنبي في سوريا. نريد تحديث هذا العدد إلى حوالى 16 ألف مقاتل سافروا إلى سوريا من حوالى 80 دولة»، مشيراً إلى «وجود ألفي مقاتل غربي سافروا أو حاولوا السفر إلى سوريا، بينهم حوالى 500 من بريطانيا و700 من فرنسا و400 من ألمانيا وأكثر من 100 من أميركا».
وفي واشنطن، أقر هايغل بأن الأسد قد يستفيد من الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة على مقاتلي «داعش» لكن السياسة الأميركية ما زالت تؤيد تنحيته.
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» ذكرت أن هايغل وجّه مذكرة إلى البيت الأبيض انتقد فيها الاستراتيجية الأميركية في سوريا، وطالب واشنطن بالكشف عن نياتها إزاء النظام السوري.
وأكد مسؤول في وزارة الدفاع تقرير الصحيفة، موضحاً أن المذكرة أرسلت الأسبوع الماضي إلى مستشارة الرئيس للأمن القومي سوزان رايس.
عين العرب
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، «دخل عشرة عناصر من قوات البشمركة الكردية إلى عين العرب، عبر المعبر الحدودي الواصل بينها وبين الأراضي التركية»، فيما هاجم «داعش» بالقذائف المعبر الحدودي لمنع قافلة «البشمركة، التي تتألف من حوالي 40 آلية وتنتظر في مدينة سوروتش التركية، من الدخول إلى المدينة.
وقال «رئيس» إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، في بيان، إن «إرسال المساعدات إلى الأخوات والإخوة في كوباني، في الوقت الذي تعرّضت فيه إلى الهجوم، واجب قومي لمنع سقوط المدينة بيد الإرهابيين». وأكد أنه «سيتم إرسال المزيد من القوات في أي لحظة إن اقتضت الظروف الميدانية ذلك، وطلب منا هذا، وفسح الطريق أمامه، من أجل حماية كوباني ودحر الإرهابيين في غرب كردستان».
وفي القاهرة، أعلن رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض هادي البحرة، بعد اجتماع مع الأمين العام للجامعة العربية ووزير الخارجية المصري سامح شكري، أنه «لا يوجد حالياً» أي مبادرة مصرية رسمية لحل الأزمة السورية.
وذكرت وكالة «الأناضول» أن سلطات مطار القاهرة منعت عضو «الائتلاف» خالد الناصر من دخول مصر، وقامت بترحيله إلى تركيا تنفيذاً «لطلب إحدى الجهات الأمنية».
وفي ريف حمص، ذكر مصدر طبي لـ«السفير» أن نحو 40 جثة لعناصر من الجيش السوري والفصائل المؤازرة وصلت إلى مدينة حمص من حقل الشاعر للغاز الذي سيطر عليه «داعش».
وقال مصدر عسكري لـ«السفير» إن عناصر حماية الحقل انسحبوا عقب الهجوم إلى مطار «تي فور»، حيث تحصّنوا فيه، في حين يتم في الوقت الحالي الاستعداد لحملة عسكرية لاستعادة الحقل الاستراتيجي، للمرة الثانية، حيث كان الجيش السوري قد استعاد السيطرة عليه في تموز الماضي."
النهار
مساعدات عاجلة للشمال من الحكومة والحريري
للوساطة القطرية تتحرّك لحصر مطالب الخاطفين
ومن جهتها، كتبت صحيفة "النهار" تقول "وسط استمرار حملة الدهم الواسعة التي ينفذها الجيش، وخصوصا في مناطق الشمال، برزت امس حملة أخرى لاعادة اعمار المناطق المتضررة نتيجة الاشتباكات في طرابلس والمنية وسواها، فيما قام قائد الجيش العماد جان قهوجي امس بجولة ميدانية على المراكز العسكرية في الشمال.
وفي جلسة ماراتونية لمجلس الوزراء امس طغت عليها الضرورات المالية الملحة، سارعت الحكومة الى استدراك أزمة لاحت في الايام الاخيرة وكانت تنذر بتأخير دفع الرواتب للموظفين في القطاع العام ولا سيما منهم العسكريين والامنيين، فقرر مجلس الوزراء فتح اعتماد اضافي في الموازنة بما يمكّن من دفع الرواتب للعسكريين والموظفين في الاول من تشرين الثاني، كما قرر تخصيص سلفة بثلاثين مليار ليرة لاعادة تأهيل وانماء المناطق المنكوبة في الشمال للتعويض الفوري للمتضررين.
وبرزت خطوة اخرى في هذا المجال مع اعلان الرئيس سعد الحريري تخصيص مبلغ 20 مليون دولار للمناطق التي تضررت من جراء الأحداث الاخيرة في مدينة طرابلس، وفي باب التبانة خصوصا، ومنطقة بحنين في المنية، الى المناطق الاخرى التي شهدت مواجهات عسكرية في الشمال. وقال: "ما من شيء يمكن ان يعوّض الأهل الطيبين في طرابلس والشمال الخسائر التي طاولت أرواح الأبرياء وأوقعت الإصابات البالغة في صفوف العديد منهم، وان أي مشاركة لهم في مواجهة المحنة القاسية التي تعرضوا لها لا تساوي شيئا أمام المعاناة التي عاشوها وأمام الصبر العظيم الذي تحلوا به وإيمانهم الراسخ بأن كل التضحيات تهون امام كرامة طرابلس وعكار والضنية والمنية وكل جهات الشمال الحبيب".
وعبّر عن "تقديره واعتزازه بأبناء هذه المناطق، ولا سيما بأهل التبانة والأسواق القديمة في طرابلس، الذين واجهوا باللحم الحي تلك الظروف الأمنية القاسية، ورفضوا ان يكونوا قاعدة لأدوات التطرف في مواجهة الجيش اللبناني والخروج عن منطق الدولة". ورأى ان "الموقف الوطني المسؤول لأهل طرابلس والشمال هو الذي حسم الامر في النهاية وشكل الرد المطلوب على النافخين في رماد التحريض والباحثين عن أي وسيلة لتبرير مشاركتهم في الحرب السورية ووقوفهم الى جانب النظام القاتل لبشار الاسد".
مجلس الوزراء
وعلمت "النهار" ان الملفات الاساسية التي أمضى مجلس الوزراء سبع ساعات لمتابعتها هي: أحداث طرابلس وبعض مناطق الشمال، تطورات قضية المخطوفين، دفع رواتب العاملين في القطاع العام والخطة الشاملة للنفايات الصلبة.
في ما يتعلق بالملف الاول، كان اقتراح من رئيس الوزراء تمّام سلام لتخصيص 30 مليار ليرة لاعادة تأهيل المناطق المنكوبة في الشمال للتعويض الفوري للمتضررين، فكانت هناك موافقة فورية على الاقتراح رافقها تساؤل من وزير العمل سجعان قزي عن انتهاء المعارك وتالياً انتهاء "مشروع الارهاب المستدام" كما قال. فأكد الرئيس سلام ان الجيش إتخذ الخطوة الحاسمة لانهاء التوتر وهي خطوة ستتابع حتى النهاية. وأجمع المجلس على دعم الجيش. واقترح وزير العدل أشرف ريفي قيام لجنة وزارية بزيارة طرابلس للوقوف على اوضاعها، فلقي الاقتراح ترحيباً.
في ملف المخطوفين، تبلغ مجلس الوزراء ان الموضوع معقّد وشائك وصعب وطويل، إلا أن الحكومة لن تترك أي سانحة لتنهي محنة العسكريين المخطوفين. لكن المشكلة ان الخاطفين لا يتجاوبون مع الوسطاء، علما ان الوسيط القطري يفترض أن يحدث اختراقاً في الاتصالات في الساعات الـ24 المقبلة.
في ملف دفع الرواتب وبسبب تمنع وزراء الكتائب سابقا عن توقيع المرسوم الخاص بالامر، تمنى الرئيس سلام عليهم العودة عن هذا الموقف، فكان أن استأذن الوزير قزي لإجراء اتصالين برئيس الحزب الرئيس أمين الجميل والنائب سامي الجميّل وعاد بموافقتهما لاعتبارات متصلة بمتطلبات حياتية ونزولا عند تضحيات الجيش، فذهب وزراء الحزب الى توقيع المرسوم وسط ترحيب من زملائهم في المجلس.
في ملف النفايات، صرّح وزير البيئة محمد المشنوق لـ"النهار" بأن الملف "دخل مرحلة مناقصات جديدة على مستوى معالجة النفايات الصلبة في بيروت وجبل لبنان والشمال بما يفتح العمل امام القطاع الخاص مجددا، مع الامل في الوصول الى نتائج سريعة تحقيقا للاهداف البيئية الموضوعة. وعليه تم تكليف وزارة البيئة مع مجلس الانماء والاعمار إعداد شروط المناقصات، علما ان العقد الحالي مع شركة سوكلين ينتهي بعد شهرين و18 يوماً". وأوضح انه لن يجدد للشركة التي رأى انها قامت بـ"الافضل في الظروف التي مرت بها البلاد لجهة تحمل كميات نفايات مضاعفة عما هو وارد في العقد".
وشرحت مصادر في حزب الكتائب لـ"النهار" أن الحزب يصر على وضع دفتري شروط لتلزيم جمع النفايات الذي تتولاه حالياً شركة "سوكلين"، وأيضاً لتلزيم عملية فرز النفايات ومعالجتها وطمرها التي تتولاها شركة "سوكومي". وما حصل أن ما قُدم في مجلس الوزراء هو دفتر شروط واحد لتلزيم الجمع بعدما تم شبه استيعاب للإعتراضات السابقة من خلال محاصصة داخل سوكلين، مع العلم أنها تقوم بما عليها في شكل جيد بدليل النظافة الملحوظة في نطاقات عملها. في حين تكمن المشكلة في الفرز والمعالجة والطمر، وهذه لم يوضع دفتر شروط لتلزيمها عالمياً كي يستمر العمل فيها على غير هدى ومن دون خطة كما هو الحال منذ عام 2006 مما يبقي مشكلة مطمر الناعمة قائمة ولا يتقرر بديل منه، كما يبقي الصرف على الطمر غير العلمي بأسعار تفوق المعقول.
الوسيط في عرسال
والتقى سلام بعد الجلسة وفداً من اهالي العسكريين المخطوفين الذين اعلنوا وقف تصعيد تحركهم في انتظار عودة الموفد القطري من عرسال .
وكان المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم صرح لتلفزيون NBN: "إن الحكومة اللبنانية تنتظر شروط الخاطفين منذ ثلاثة أشهر، وهم يرفضون تسليمها إلا للموفد القطري، وبالتالي لا مفاوضات من دون إطار ومن دون شروط". وأضاف: "إن العسكريين اولادنا. ولا أحد اكثر حرصآ عليهم وعلى ارواحهم منا، لكن الفرق كبير بين التفاوض والابتزاز، ولن ننجر الى الابتزاز. وهناك من يريد استعمال قضيتهم في سوق المزايدات والزواريب".
وعلمت "النهار" انه كمبادرة حسن نية من اللواء ابرهيم، وبعد موافقة خلية الأزمة، أرسل المدير العام الى مخيمات اللاجئين السوريين في عرسال قافلة من ست شاحنات محملة بمواد غذائية وبطانيات للشتاء نقلها الموفد القطري معه الى عرسال بمواكبة من ضباط من الأمن العام اللبناني، قبل ان يتوجه الأخير الى الجرود لمتابعة عملية التفاوض مع "جبهة النصرة" و"داعش". ومن المحتمل ان تستمر مهمة الموفد القطري يومين على ان يعود بعدها بورقتي مطالب واحدة من "النصرة" والثانية من "داعش" موقعتين ومختومتين من الجهتين ليسلمهما الى اللواء ابرهيم.
وأكدت مصادر مقربة من اللواء ابرهيم لـ"النهار" ان الأخير استاء من التشويش الحاصل في ملف العسكريين المخطوفين، وظهر هذا التشويش من تصريحات الأهالي، وهو هدد بالفعل بترك الملف وعدم التدخل فيه اذا استمر هذا التشويش الذي اعتبره مقصودا. وقد أبلغ المعنيين بهذا الامر، طالبا مواكبة أجواء التفاوض بهدوء وترك القناة تعمل من دون الدخول على خط المزايدات لأن هذا الامر يضر بعملية التفاوض.
برّي والتمديد
الى ذلك، شدد رئيس مجلس النواب نبيه بري على توفير عامل الميثاقية في جلسة التمديد للمجلس الاربعاء المقبل، وهي "لا تتجسد في رأيه في حضور الجلسة فحسب لان النصاب مؤمن". وقال أمام زواره إن "الميثاقية تتمثل في المشاركة في اتخاذ القرار، وبالتالي فان ميثاقية الجلسة تتوقف على المشاركة المسيحية في التصويت على التمديد. ثمة نواب مسيحيون في كتل التنمية وجبهة النضال والمستقبل، فضلاً عن وجود نواب في كتل اخرى تمثل العصب المسيحي. وأتناول هذا التمثيل من خلال أحجام كتلهم في مجلس النواب ويأتي في المقدمة: نواب التيار الوطني الحر ثم القوات اللبنانية ، الكتائب ثم كتلة سليمان فرنجيه، واذا لم يحضروا لن تنعقد جلسة، وأكرر اذا لم يتوافر هذا العصب المسيحي في الجلسة ويكتفي بالحضور ولا يصوّت ستكون الجلسة عندئذ مهددة".
وأضاف: "بالطبع ليس المقصود بهذا العصب ان يصوت بأجمعه، لكن على الاقل القوى الاكثر تمثيلا من غير ان تصوّت جميعها".
كيري: ناقشنا مستقبل سوريا ومصير نظام الأسد مع الروس والإيرانيين والسعوديين توصلاً لتسوية
هشام ملحم
عبرت طليعة مقاتلي البشمركة العراقيين الحدود التركية الى عين العرب (كوباني بالكردية) السورية لتنسيق عملية دخول العشرات من رفاقهم المدججين بالسلاح الى المدينة الكردية، من أجل مساندتها في معركتها ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، وقت حملت دمشق على تركيا بعنف لسماحها بذلك. وكشف وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان الولايات المتحدة ناقشت المستقبل السياسي لسوريا ومصير نظام الرئيس بشار الاسد مع الروس والايرانيين والسعوديين للتوصل الى تسوية سياسية للنزاع السوري.
وقال "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له ان "عشرة عناصر من قوات البشمركة الكردية عبروا إلى مدينة عين العرب عبر المعبر الحدودي الذي يصلها بالأراضي التركية". واوضح ان "هذا الوفد سيقوم بمهمة تنسيق دخول القوة" التي وصلت امس برا وجوا من العراق الى تركيا، مضيفاً أن "من المنتظر دخول بقية عناصر البشمركة خلال الساعات المقبلة".
الى ذلك، أكد قائد وحدة في "الجيش السوري الحر" ان نحو 400 من مقاتلي الجيش المعارض للنظام السوري يقاتلون الى جانب القوات الكردية في كوباني.
ورأت وزارة الخارجية السورية في بيان ان تركيا أقدمت على "خرق الحدود السورية في منطقة عين العرب بالسماح لقوات اجنبية وعناصر ارهابية تقيم على اراضيها بدخول الاراضي السورية". وقالت ان ذلك "يشكل انتهاكا سافرا للسيادة السورية".
وصرح مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان أن الحفاظ على وحدة الأراضي والسيادة الوطنية السورية هو لمصلحة الشعب السوري وجميع دول المنطقة، مشدداً على أن مساعدة أهالي كوباني يجب ألا تتحول عاملاً للتدخلات الأجنبية.
كيري
وقال كيري خلال حوار في سياق أعمال مؤتمر لمؤسسة "آسبين" للابحاث :" طائراتنا تغير على سوريا، وسوريا لا تحاول اسقاطها، ونحن نستهدف داعش". وأوضح ان الدعم الاميركي للمعارضة السورية يهدف "للتأثير على صنع القرار لدى الاسد، كي نستطيع العودة الى الطاولة للتفاوض في شأن اتفاق سياسي، لاننا كلنا نعلم انه لا حل عسكريا في سوريا". واضاف: "هذا ما نحاول العودة اليه. لقد تحدثنا مع الروس، وكانت هناك حوارات مع الايرانيين، وحوارات مع السعوديين. نحن نحاول ان نجمع الاطراف معا".
ولاحظ انه لو لم تتدخل واشنطن عسكريا في العراق بعد اجتياح "داعش" شمال العراق في الصيف " لم نكن لنعرف الى اين وصلت اليوم، ربما في بغداد، وهذا كان سيؤدي الى حرب كبيرة، وكان يمكن ان يدفع ذلك ايران للتدخل أكثر من اجل حماية مصالح الشيعة" في العراق الذي قال كيري ان عدد سكانه من الشيعة يصل الى 80 بالمئة. وتساءل: "ما الذي كان سيحدث للاسد مع انهيار الوضع واذا سيطر داعش على المزيد من الاراضي؟" في سوريا.
ووصف "داعش" بانه تنظيم ارهابي لا سابق له من حيث حجم الاراضي التي يسيطر عليها والاموال التي يملكها، قائلا إنه يشكل الان تهديدا لاوروبا والغرب . واعتبر ان واشنطن نجحت في بناء ائتلاف حقق للمرة الاولى جمع خمس دول عربية "ألقت بالفعل القنابل في سوريا على السنّة المتطرفين. هذا امر لا سابق له".
هيغل
وصرح وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل في مؤتمر صحافي بأن الولايات المتحدة والائتلاف الدولي يقصفان يوميا المتطرفين السنة في العراق وسوريا "دعما للحكومة العراقية ولتأمين مجمل الشرق الاوسط".
وقال: "في الواقع، نعم، الاسد قد يستفيد" من الحملة الجوية للائتلاف الدولي بقيادة واشنطن على جهاديي "الدولة الاسلامية" في سوريا والعراق. لكن الولايات المتحدة ستستمر، على رغم ذلك، في الدعوة الى تنحي الرئيس السوري.
وقد ترضي هذه التصريحات خصوم استراتيجية الرئيس باراك اوباما في شان النزاع السوري، لكنها توحي ايضا بشكوك هيغل في هذه الاستراتيجية والتي يعبر عنها في الكواليس.
ووجه الوزير مذكرة الى البيت الابيض انتقد فيها الاستراتيجية الاميركية في سوريا وطالب واشنطن بكشف نياتها حيال نظام الاسد.
ميدانيا، أعلن مقاتلو"داعش" انهم سيطروا على حقل غاز الشاعر في محافظة حمص بعد معارك مع القوات الحكومية.
وقال المرصد السوري إن غارات شنتها القوات الجوية السورية خلال الأيام العشرة الاخيرة أدت الى مقتل 221 مدنيا على الأقل ثلثهم أطفال."
الاخبار
تهريب أموال لخاطفي العسكريين
وبدورها، كتبت صحيفة "الاخبار" أنه "لا يبدو خاطفو العسكريين في جرود عرسال على عجلة من أمرهم. يواصلون ابتزاز الدولة ويحصلون على مطالبهم، أموالاً ومساعدات طبية وغذائية تضمن استمرارهم في احتلالهم للجرود، فيما لا تملك الحكومة إعطاء أهالي المخطوفين أي تطمينات أو ضمانات.
ست شاحنات من المساعدات الغذائية والطبية أدخلت أمس الى عرسال، ستنتهي على الأرجح في أيدي الخاطفين الذين يواصلون ابتزاز الدولة اللبنانية ويتلاعبون بها، وبأهالي المخطوفين، من دون أن يقدموا على أي خطوة إيجابية في القضية، كإطلاق بعض العسكريين أو أحدهم.
وآخر «فنون» الابتزاز توجّه الموفد القطري في القضية، السوري أحمد الخطيب، الى جرود عرسال أمس لاستكمال المفاوضات مع خاطفي العسكريين ومحاولة الحصول منهم على لائحة خطية وواضحة بمطالبهم.
وهو قاد «رتلاً» ضم ست شاحنات محملة بالمواد الغذائية والمساعدات الطبية بحجة نقلها إلى مخيمات النازحين السوريين في جرود عرسال. وفيما قالت مصادر أمنية وسياسية إن «هذه المساعدات ستصل حصراً إلى النازحين السوريين»، أكّدت مصادر مطلعة على مسار المفاوضات أن «هذه المواد ستتسّرب إلى المجموعات الخاطفة التي تحتل جرود عرسال». وقالت المصادر إن «نقل المواد إلى الجرود هو أسهل ما جرى في الأيام الماضية».
فخلال الأسبوعين الماضيين، نقلت الى الخاطفين من بيروت مبالغ مالية كبيرة. وقد أوقف الجيش اللبناني السبت الماضي سيارة في طريقها الى عرسال وعثر داخلها على أكثر من 250 ألف دولار أميركي. وتبيّن أن سائق السيارة كان ينوي تسليم الأموال إلى وسطاء في عرسال، بهدف نقلها إلى الخاطفين. ونتيجة تدخلات من «مراجع سياسية عليا»، تم الإفراج عن السيارة وسائقها والأموال التي في حوزته. وفيما تكتّم المعنيون بالمفاوضات على مصدر الأموال،
أشارت مصادر معنية إلى أن مصدر الأموال قطري، بينما أشارت مصادر أخرى الى أن مصدر الأموال لبناني، موضحة أن الأموال فدية طلبها الخاطفون للتراجع عن ذبح أحد المخطوفين.
وقبيل منتصف الليل، أفيد أن الخطيب غادر منطقة جرود عرسال متوجهاً إلى بيروت بعد لقائه ممثلين عن «جبهة النصرة» و«داعش» وسط تكتم شديد حول سير المفاوضات. وحتى ليل أمس، لم يكن الخاطفون قد سلّموا الجانب اللبناني أي لائحة خطية أو شفهية بمطالبهم.
وكانت دورية لاستخبارات الجيش أوقفت الموفد القطري في منطقة الطريق الجديدة أول من أمس بعدما اشتبهت فيه أثناء تجواله في المنطقة بسيارة ذات زجاج داكن اللون. وتبيّن أن دورية من جهاز أمني ثانٍ كانت تواكبه، فحصل تلاسن بين عناصر الدوريتين. وبقي الخطيب موقوفاً لنحو 8 ساعات، قبل أن تؤدي وساطات سياسيين وأمنيين الى إطلاقه.
الى ذلك، علمت «الأخبار» أنه بات هناك خطّان للتفاوض بين الدولة وخاطفي العسكريين، أحدهما يقوده المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وآخر يتولاه وزير الصحة وائل أبو فاعور. وأفادت المعلومات أن الأخير اضطر، في إحدى مراحل المفاوضات، إلى الانتقال إلى عرسال حيث التقى شخصيات تتواصل مع الخاطفين، علماً بأن أبو فاعور يتواصل مع الشيخ مصطفى الحجيري (أبو طاقية).
في غضون ذلك، قرّر أهالي العسكريين أمس تأجيل التصعيد الذي هدّدوا به بعدما كانوا قد التقوا رئيس الحكومة تمام سلام الذي وضعهم في أجواء المفاوضات «منذ 3 أشهر حتى اليوم». وقال طلال طالب، والد المخطوف محمد طالب، باسم الأهالي، «إننا ننتظر عودة الموفد القطري من جرود عرسال، ورئيس الحكومة لم يعطنا أي تطمينات أو ضمانات».
برّي: العصب المسيحي
سياسياً، دعا الرئيس نبيه برّي إلى جلسة نيابية عامة ظهر الأربعاء المقبل. وقال بري مساء أمس إن «اقتراحي قانونين يتعلّقان بتمديد ولاية مجلس النواب مدرجان في جدول أعمال جلسة الأربعاء المقبل المتضمنة أيضاً بنوداًَ أخرى عددها سبعة. الاقتراح الأول يتعلق بتمديد تقني مرتبط بالمهل الواردة في قانون الانتخاب، والثاني بتمديد لسنتين وسبعة أشهر. وأوضح أنه «سيطرح الاقتراحين تباعاً على الهيئة العامة، وفي حال لم يؤيد النواب الاقتراح الأول يذهب الى الثاني، إلا أنه سيبلغ النواب حتمية التصويت على أحدهما، سواء تمديداً تقنياً قصيراً أو تمديداً طويل الأجل، وإلا ذهب مجلس النواب الى الفراغ المحتم». وشدّد بري على تمسّكه بميثاقية جلسة الأربعاء المقبل قائلاً إنها «لا تتجسد فقط في حضور الجلسة لتأمين النصاب، لأن النصاب مؤمن سلفاً، بل تكمن الميثاقية في المشاركة في اتخاذ القرار والتصويت على التمديد، وتالياً فإن ميثاقية الجلسة تتوّقف على المشاركة المسيحية في التصويت وليس الحضور فحسب، لأن الأفرقاء السّنة والشيعة والدروز أيّدوا التمديد، بينما الفريق المسيحي يعارضه بأساليب مختلفة. هناك نواب مسيحيون في كتلتي وكتل حزب الله وتيار المستقبل ووليد جنبلاط، لكنّ هناك كتلاً مسيحية أخرى هي التي تمثل العصب المسيحي، وأنا أتحدث هنا عن التمثيل الذي تجسده الكتل المسيحية وأحجامها في مجلس النواب وليس في الشارع، لأنني غير معني بهذا الجانب. تأتي في طليعة كتل العصب المسيحي كتلة العماد ميشال عون ثم كتلة القوات اللبنانية ثم كتلة حزب الكتائب ثم كتلة النائب سليمان فرنجية. إذا لم يحضروا جميعاً فلن تكون هناك جلسة، وإذا لم يكن العصب المسيحي متوافراً في الجلسة عند التصويت وليس فقط الحضور، فستكون لي كلمة والجلسة ستكون مهددة. طبعاً ليس المقصود بالعصب تصويت كل هؤلاء مع التمديد، بل على الأقل القوى الأكثر تمثيلاً التي توفر غطاء العصب المسيحي من دون أن يكونوا جميعاً حاضرين بالضرورة».
وعلّقت مصادر في عين التينة بالقول إن ما حصل أول من أمس من لقاءات بين بري وكل من العماد ميشال عون والنائب جورج عدوان «أعطى غطاءً مسيحياً للتمديد، حتى ولو أنهم لن يصوّتوا على المشروع، لكنهّم أكدوا للرئيس برّي أنهم سيحضرون الجلسة». وأكدت المصادر أن «دعوة الرئيس برّي أتت نتيجة وضوح المواقف، باستثناء موقف حزب الكتائب الذي لا يزال غير مفهوم حتى الساعة»، فهو «تارة يريد الحضور للتصويت ضد، وتارة أخرى يريد المقاطعة»، فيما لفتت مصادر كتائبية الى أن «الكتلة تتجّه إلى حضور الجلسة بعدما رأت أنه لن تكون هناك معركة نصاب».
الجميّل يستكمل جولته
الى ذلك، التقى النائب سامي الجميل رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية في بنشعي. مصادر المردة قالت لـ«الأخبار» إن «البحث تركّز على موضوع رئاسة الجمهورية، وطُرحت أفكار للتوصل إلى حل لا يحرم المسيحيين من انتخاب رئيس يناسبهم». ولفتت المصادر إلى أن «التقارب الذي حصل في الفترة الأخيرة بين الكتائب والمردة انعكس إيجاباً على الحوار الذي دار بين الرجلين، والذي تطرّق إلى الأزمة السورية وانعكاسها على لبنان»، إضافة إلى «ملف النازحين السوريين والوضع الأمني وما حصل في طرابلس أخيراً». وطبعاً كان « لموضوع التمديد حيّز واسع من النقاش، إذ أكد الجميّل موقف الحزب الرافض، لكنه لم يحسم أمام الوزير فرنجية قرار مشاركة الكتائب في جلسة الأربعاء».
غضب شعبي في باب التبانة
علمت «الأخبار» أن معلومات وصلت الى تيار المستقبل، والرئيس سعد الحريري بشكل خاص، تتحدّث عن وجود غضب لدى الأهالي في مدينة طرابلس نتيجة الدمار الكبير الذي لحق بها، تحديداً في منطقة التبانة. وتقول المعلومات إن «الناس ليسوا مع المسلحين، لكن، في المقابل، هناك مزاج يتنامى وينذر بالابتعاد عن التيار نتيجة إحساس الشارع بأنه وحيد ومتروك في هذه المعركة». من جهة أخرى، أظهر المسح الأولي للمدينة أنها بحاجة إلى 60 مليار ليرة لإعادة الإعمار، ونتيجة عدم قدرة الحكومة اللبنانية على تأمين المبلغ كاملاً، أعلن الرئيس سعد الحريري في بيان له أمس «تخصيص 20 مليون دولار للمناطق المتضررة في طرابلس، خصوصاً باب التبانة وبحنين في المنية». كذلك سيقوم بخطوات أخرى بهدف تهدئة الناس في المدينة. وكان مجلس الوزراء عقد أمس جلسة عادية، تحدّث فيها الرئيس تمام سلام عن أحداث طرابلس. وخصّص المجلس 30 مليار ليرة للتعويض الفوري على المواطنين وإعادة تأهيل المناطق المنكوبة."
الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها