ولا شك في أنّ «بلا تشفير» تولى مهمة تنقية صفحته وإسقاط من أذهان الناس وصفه بـ «العميل» كما ختم بليق حلقته، ليبقى فقط في أذهانهم بأنّ «القضية سياسية» وهو حريص «على المقاومة « أكثر من الجميع.
أسئلة كثيرة تطرحها الإطلالات المفاجئة لشخصيات لبنانية حوكمت وسُجنت بتهمة «التعامل مع اسرائيل» على القنوات اللبنانية. والأكثر إثارة للأسئلة هو الجهد الذي يبذله بعض الإعلام المرئي في تبييض صفحة هؤلاء.
هذا ما شاهدناه في حلقة من برنامج «تحقيق» (حلقة 21 أيلول/ سبتمبر الماضي ــ الأخبار 3/10/2014) التي استضافت رئيس بلدية سعدنايل زياد الحمصي على mtv. في تلك الحلقة، اجتهدت مقدّمة ومعدّة البرنامج كلود أبو ناضر هندي لتبييض صفحة الحمصي كمتهم بالعمالة لصالح العدو الصهيوني وتصويره كبطل مقاوم «ألصقت» به هذه التهمة زوراً.
وأول من أمس، أطل علينا العميد فايز كرم في حلقة «بلا تشفير» (إخراج إيلي فغالي) على قناة «الجديد». علماً أنّ كرم حكم بالسجن لمدة عامين بتهمة الاتصال بالعدو الإسرائيلي وفق المادة 278 عقوبات.
حلقة اختلطت فيها السذاجة والتكرار مع نصب منصة دفاع لكرم كي يقول للناس أجمعين ”أنا بريء».
بعد زياد الحمصي، جاء دور استضافة فايز كرم ولم تغب الخلفية الأساسية للحلقة (عدا طبعاً استضافة كرم كسبق صحافي) مع تقديم كرم أوراق اعتماده مجدداً لدى العماد ميشال عون بعد استبعاده من التيار. ظهر ذلك من خلال تكراره طوال الحلقة عبارات ”النضال» و»التضحية» والتاريخ الذي يجمعه بعون.
عباراتا "النضال" و»المناضل» ما انفكتا أيضاً تتكرران على لسان مقدم ومعدّ «بلا تشفير» تمام بليق الذي وصف كرم بأنّه ”لطالما كان رمزاً للنضال والتمرّد في عهد الوصاية السورية». الزهو بعودة كرم من البوابة الإعلامية وتحديداً على منبر هذا البرنامج كان جلياً بعد غياب ثلاث سنوات عن الإعلام. تبعها زهو شخصي لبليق باستدارج كرم ليبخّر بالبرنامج الذي قبل «التحدي والمواجهة» لأن «صورته تشوّهت كثيراً». ولا شك في أنّ «بلا تشفير» تولى مهمة تنقية صفحته وإسقاط من أذهان الناس وصفه بـ «العميل» كما ختم بليق حلقته، ليبقى فقط في أذهانهم بأنّ «القضية سياسية» وهو حريص «على المقاومة « أكثر من الجميع.
الحلقة التي روت مسار المحاكمات وحشرت أنفها في تفاصيل شخصية في حياة كرم، بدت كأنها إعادة قراءة لمحاضر المحاكمة وتفاصيلها، وأعادت تظهير صورة كرم في مظهر الضحية. والمقصود هنا التحقيق الذي تولاه «فرع المعلومات» في الأمن الداخلي وقتها.
يبدو أنّنا أمام ظاهرة جديدة استنبطها الإعلام المرئي اللبناني بعد استنفاد سوق النجوم ربما! ولا بد من وقفة تأمل لما يحدث على الساحة الإعلامية التي تحولت الى أليس شبطيني أخرى تكمل نهجها في الاعتياد على العمالة وحتى تبريرها أحياناً.
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه