لا تزال لائحة المكتبات المعروفة طويلة جدّاً ولم يُذكر سوى قسمٌ بسيط منها. ولعلّ السائح بزيارته لهذه المكتبات سيكتشف ثقافات جديدة تغني رحلته وتزيد سفره متعةً وفائدة.
في هذا العصر الرقمي، يلجأ معظم النّاس الى قراءة الكتب على شبكات الإنترنت، فبنقرةٍ واحدة يحصل القارئ على المعلومات التي يحتاجها دون تكبّد أي جهد. إلّا أنّ بعض المكتبات حول العالم بتصاميمها الفريدة وأجوائها الدافئة تجعل القارئ يشتهي ملامسة الكتب وإمضاء ساعاتٍ طويلة من المطالعة والأبحاث. بتعبيرٍ آخر، تلعبُ هندسة المكتبات دوراً أساسيًا في جذب هواة القراءة وتشجيعهم على الحفاظ على العلاقة المميّزة التي تربط القارئ بكتابه.
المكتبة المركزية في سياتل - واشنطن في الأمم المتّحدة
مكتبة حديثة ومتطورة، تشدّ السوّاح من جميع أنحاء العالم، ففي عامها الأول زارها أكثر من مليوني سائح. وهي من تصميم المهندس المعماري الهولندي "ريم كولهاس" والمصمم الأميركي "جوشوا راموس". وقد استُهلّت الجولات السياحية فيها عام 2006، بعد افتتاحها بعامين. وتُعتبر هذه المكتبة عملاً هندسياً باهراً ونقطة فارقة في تصميم المكتبات حول العالم.
تشهد المكتبة على معارض فنية مختلفة، توقيع كتب وغيرها من النشاطات الثقافية على مدار السنة. تجدر الإشارة الى أنّه يمكن للزوّار التوقّف لتناول القهوة أو شراء الهدايا.
مكتبة كليّة "ترينيتي" في دبلن- ايرلندا
من أقدم المكتبات في ايرلندا، تأسست عام 1592 من قبل الملكة "اليزابيت الأولى". ليست مثيرة للإعجاب من الخارج فحسب، إنّما تحوي أكبر غرفة مكتبة في العالم المعروفة بال"Long Room" وتضّم أكثر من 200.000 من أقدم كتب هذه المكتبة. واحدة من المخطوطات الأكثر شهرة هي "كتاب كيلز: تحويل الظلام إلى نور"، والذي يجذب لوحده أكثر من 500 000 زائرٍ سنوياً.
مكتبة الاسكندرية في مصر
إحياءٌ لمكتبة الإسكندرية الملكية القديمة، أهّم مكتبة في العالم اليوناني. وقد بناها الاسكندر الاكبر قبل ما يقارب ال2300 سنة. ولدت هذه المكتبة من جديد عام 2002، على شاطئ البحر الأبيض المتوسط وبعد عشرة أعوام من التصميم، التخطيط والتنفيذ.
صُممت من قبل فريق مكتب "Snohetta"، الفائز في مسابقة دولية نظمّها الاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين، اليونسكو والحكومة المصرية. وتضّم المكتبة متاحف أثرية، مخطوطات اضافة الى 15 معرضاً دائماً ، بما في ذلك "الإسكندرية عبر العصور"، "الخط العربي" و"تاريخ الطباعة". كما وتتميّز بالمنحوتات والنقوش الأبجدية التي تغطّي وتزيّن أحد جوانب المبنى.
مكتبة مدينة "شتوتغارت" في المانيا
أحد أهم المباني في المنطقة، الى جانب متحف "بورش" الموجود على مقربةٍ منه. صمّم هذه المكتبة المهندس الكوري يي إيون- يونغ ، متأثرّاً بهندسة "البانتيون" القديم في روما. وتشهد هذه المكتبة على نشاطات ثقافية كالمعارض وتوقيع الكتب.
مكتبة "موساشينو"
في جامعة "موساشينو" للفنون في طوكيو، مكتبةٌ تشتهر بتصميمها المُبدع، خصوصا مساحاتها الواسعة وزجاجها الخارجي الذي يسمح بدخول الضوء وانعكاسه على الرفوف الخشبية المُنتشرة في أنحاء المكتبة.
تولّى المهندس المعماري "سو فوجيموتو" أعمال البناء ونجح في خلق زوايا مريحة يسهُل فيها الوصول الى الكتب والمجلّدات وتحلو فيها المطالعة ما يُشعر القارئ برغبة جامحة في ولوج هذا العالم.
المكتبة العامة في "فانكوفر"
من تصميم المهندس المعماري "موشيه سافدي" تحتوي هذه المكتبة على ما يقارب 9.5 مليون مرجعٍ بين كتب، مجلاّت أقراص مدمجة وأقراص الفيديو الرقمية. من أهّم المكاتب في كندا، تسقبل أعداد هائلة من محبي القراءة بحيث تؤمن لهم الأجواء المناسبة والمراجع المهمّة الكفيلة بخطفهم لساعات طويلة. هذا مع الإشارة الى أنّ المكتبة المذكورة لم تنجح في جذب الكبار فحسب إنّما يُمضي فيها الصغار أوقات مسليّة ومفيدة.
لا تزال لائحة المكتبات المعروفة طويلة جدّاً ولم يُذكر سوى قسمٌ بسيط منها. ولعلّ السائح بزيارته لهذه المكتبات سيكتشف ثقافات جديدة تغني رحلته وتزيد سفره متعةً وفائدة.