26-11-2024 11:36 AM بتوقيت القدس المحتلة

استراتيجية الجيش السوري.. و10 أحزمة ناسفة لم تجدِ نفعاً

استراتيجية الجيش السوري.. و10 أحزمة ناسفة لم تجدِ نفعاً

المرحلة الهجومية التي ينفذها الجيش السوري في حربه ضد المجموعات والفصائل المسلحة، أخذت طابعا مميزا،


خليل موسى – موقع المنار – دمشق

 

من الشمال إلى الجنوب، وخط تقاطع أفقي، شرقيٌ - غربي، والفوهَات التي تغطي كثافتُها النارية أغلبَ المناطق، أخذت  بدلا من متاريس يُدافع عنها، جبهاتٍ يكون للهجوم فيها معنىً حقيقي للانتصار الكبير القادم.

المرحلة الهجومية التي ينفذها الجيش السوري في حربه ضد المجموعات والفصائل  المسلحة، أخذت طابعا مميزا، أبرز ما فيه تغيير المواقع من الدفاع إلى الهجوم، في مراحل عدة من حربه على الإرهاب، حيث برز ذلك جليا في كثير من المناطق السورية، ومن خلال تحرير العديد من المواقع الهامة وصد الهجومات، وأبرز ما كان مؤخرا على الساحة، محاولة اقتحام إدلب حيث أفشلها الجيش وتعامل وفق استراتيجية فعالة.

موقع المنار كان له حديث خاص مع الخبير الاستراتيجي علي مقصود للدخول في تفاصيل تعامل الجيش وانتقاله من الدفاع الى الهجوم والذي بداه منذ زمن، ولتسليط الضوء على أحداث إدلب.

أكثر من عشرة أحزمة ناسفة.. ولم يفلح الهجوم..

مقصود بدأ كلامه بالحديث عن صراع بين الفصائل المسلحة فيما بينها، وهذا الصراع ليس جديدا عليهم، فمنذ بدايات تشكيل مجموعاتهم والتناحر قائم على المناطق التي يطمع كل تشكيل باحتلالها والسيطرة عليها، ومن أحد نتائجه اليوم اقتتال بين ما يسمى "ثوار سوريا" وجبهة النصرة، بغية أخذ مواقع داعش التي يقوم الجيش السوري بالقضاء على تجمعاته تباعا،  ما دفع النصرة لمحاولة السيطرة على إدلب، من خلال الهجوم من محاور عدة على حواجز الجيش، وكان أكبرها عند محور إدلب – أريحا، حيث وصل مسلحون يرتدون زيا عسكريا، تماما كالزي الخاص بالجيش العربي السوري.

يصف مقصود الهجوم: "وصل المسلحون المنتمون لكل من النصرة و"بيت المقدس" إلى دوار المتنبي، لكن حواجز الجيش بالتعاون مع قوات الدفاع الشعبي استطاعت إفشال الهجوم والقضاء على المجموعات المسلحة المهاجمة من 3 محاور التي كان من ضمن عناصرها أكثر من عشرة انتحاريين يرتدون الاحزمة الناسفة، من ثم دخلت قوات الدعم ليتم افشال الهجوم كاملا واحباط نوايا الإرهابيين بالسيطرة على إدلب".

انجازات هجومية من مورك إلى باقي الأماكن..

ما قام به الحيش السوري خلال الفترة الماضية مهد له في المراحل التالية ان يقوم بهجمات شاملة، منها في حلب أو حماة أو ريف إدلب، موسعا نطاق انتشاره ومسرح عملياته، ما وصفه مقصود بأنه انتزاع زمام المبادرة الذي أصبح روتينا في عمل الجيش، ليتابع بأنه هو ذاته العمل العسكري في الريف الشرقي لكل من حماه وحمص، حيث استطاع الجيش السوري أن يسترجع مواقع هامة وهي حقلي (حيان) و(الشاعر) وهما حقلا نفط وغاز، لتكون الصورة من خلال هذا كله واضحة عن إنجازات الجيش السوري، وخاصة بعد السيطرة على مورك ذات الاستراتيجية المكانية في ريف حماه.

الخبير الاستراتيجي علي مقصود انتقل بحديثه الى دير الزور  حيث تمكن الجيش من القضاء على المعقل الأخير والكبير في حويجة صكر والجبلية ومحيط مطار دير الزور القديم وفي عياش وعين ابو جمعة ومنها في اقصى الشمال الشرقي الى اقصى الجنوب السوري، واصفا تلك النقطة حيث أخذنا بحديثه انها آخر جبهة وهي المناطق الحدودية مع الكيان الصهيوني ليكون الجيش السوري قد وجه ضربات موجعة للمجموعات المسلحة ادت الى القضاء على العديد منها في مناطق مثل الحيمدية وام باطنة وخربة.

منذ متى بدأت استراتيجية الهجوم المجدية في عمليات الجيش؟...

يتابع مقصود "ان الجيش العربي السوري عندما تبني استراتيجية (الهجوم المعاكس العام)، كان هناك استراتيجية وتكتيك منسق، تبدأ باعتماد وضعية دفاعية لاحتوائه هجمات المجموعات المسلحة ومن ثم افقادها القدرة القتالية من خلال ضربات مركزة، الى ان يصل بعدها مرحلة معينة تؤهله للانتقال لخطوة الهجوم المضاد، وهذا ما قام به الجيش في محيط مدينة دمشق وريفها والقلمون والمنطقة الوسطى، بتوجيه هجمات قوية وشرسة ودقيقة على مواقع المسلحين ما اجبرهم على التراجع والانحسار، ليكون بالتزامن مع ذلك اتخاذ وضعية دفاعية في حلب وريفها ثم الانتقال الآن الى المرحلة الهجومية في حلب وادلب وريف حماه وفي المناطق الشرقية من القطر.

وكان في كلام الخبير الاستراتيجي علي مقصود انه منذ اكثر من عام بدأ الجيش بالاستراتيجية الهجومية التي أخذت أصداؤها حيزا كبيرا في الأوساط كافة الاعلامية السياسية وحتى بدأت تكون اداة تدريسية في مناهج التدريب العسكري في كثير من الاكاديميات الحربية.

مما تقدم تكون الخطوات القتالية المتبعة في الميدان السوري على اتساعه كاملا، قد اخذت مرحلة جيدة ولافتة، فكانت الدفة التي تحركها الذراع السورية قادرة على التحرك كما تشتهي سفنها، فوصلت إلى مكان يقدر الربان السوري تحديد وتوجيه الحرب حسب ما يناسب انتصاره، ليصل بر الامان، وهذا معاكس تماما لما يتمناه الإرهاب الذي أخذ يطلق نداءات الاستغاثة من رعاته قبل بدء انحساره وتراجعه وبدء هزائمه المؤكدة كما يجزم خبراء ومراقبو الميدان، بدءا من ريف دمشق، مرورا بالجرود، وصولا اليوم الى أزقة ضيقة في محافظات كان يتم العمل على جعلها "إمارات وولايات" يتسكع فيها الإرهاب.