تستحوذ قضايا ومواضيع كثيرة على اهتمام اللبنانيين، من الوضع الحكومي إلى الوضع في سورية وقانون الانتخابات النيابية وسلاح حزب الله والمحكمة الدولية.
تستحوذ قضايا ومواضيع كثيرة على اهتمام اللبنانيين، من الوضع الحكومي إلى الوضع في سورية وقانون الانتخابات النيابية وسلاح حزب الله والمحكمة الدولية. حول هذه المواضيع وغيرها، استطلعت "الدولية للمعلومات" في الفترة ما بين 25 آب - 27 آب 2011، بواسطة الهاتف، رأي عينة من 500 لبناني توزعوا وفقاً لحجم التمثيل الطائفي والمناطقي ومختلف الشرائح العمرية والجندرية.
1- الحكومة والالتزام بالبيان الوزاري: 45% لن تلتزم
تعتقد أكثرية 45% من المستطلعين أن الحكومة اللبنانية الحالية لن تلتزم وتنفذ جميع ما ورد في بيانها الوزاري، يخالفهم 40% ويعتقدون بأنها ستلتزم بنود البيان، وأجاب 15% لا أعرف. وفي توزع الإجابات تبعاً للطائفة فان 61% من المستطلعين الشيعة يعتقدون أن الحكومة ستلتزم بالبيان الوزاري مقابل فقط 22% من السنة، 33% من الموارنة وترتفع النسبة إلى 46% لدى كل من الأرثوذكس والدروز ويتساوى الموقف لدى الكاثوليك (35%).
2- الحكومة والانجازات الإنمائية: 47% ستحقق انجازات أكثر من الحكومة السابقة
يعتقد (47%) أن الحكومة الحالية ستكون قادرة على تحقيق انجازات اقتصادية وإنمائية أكثر من الحكومات السابقة، بينما ينفي هذا الأمر (41%). وأجاب 12% لا اعرف. وفي تفصيل هذا الموقف تبعاً للطائفة فان 71% من المستطلعين الشيعة ينظرون ايجابياً إلى قدرة الحكومة على تحقيق الانجازات، مقابل 27% لدى السنة و43% لدى الدروز و42% لدى الموارنة و59% لدى الأرثوذكس و42% لدى الكاثوليك.
3- الحكومة والتعيينات الإدارية: 49% لا كيدية مقابل 25% كيدية
بدأت الحكومة منذ شهر تموز الماضي باجراء بعض التعيينات الإدارية الخجولة والمحدودة بينما الشواغر في الإدارة كبيرة ويتهم البعض الحكومة أنها تعتمد الكيدية في التعيينات، وقد أفادت أكثرية 49% من المستطلعين أن الحكومة لا تتعامل بكيدية في موضوع التعيينات الإدارية مقابل 25% أي ربع المستطلعين يعتقدون أنها تعتمد الكيدية وأجاب 26% لا اعرف.
4- الانتخاب وفقاً للنظام النسبي: 64% يؤيدون
يكثر الحديث في هذه المرحلة عن قانون الانتخابات النيابية الذي سوف تجري على أساسه الانتخابات النيابية في العام 2013 ويؤكد وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل ان اقتراح القانون الذي سيتقدم به إلى مجلس الوزراء في نهاية شهر أيلول سيكون وفقاً للنسبية كما جاء في البيان الوزاري.
بعض القوى السياسية أعلنت عن رفضها وأخرى عن تأييدها للاقتراع النسبي وهناك قوى أخرى لا تزال تنتظر. وتبعاً للاستطلاع الحالي فإن أكثرية 64% من المستطلعين أعربت عن تأييدها لاعتماد النسبية في قانون الانتخابات النيابية الجديد، مقابل 16% أعلنوا من رفضهم وأجاب 20% لا أعرف. ولكن اللافت للانتباه ان 28% فقط من المستطلعين يعتقدون ان الحكومة ستنجز قانوناً عصرياً وديموقراطياً للانتخابات بعيداً عن المحاصصة ويخالفهم 48% ان نحو نصف المستطلعين، وأجاب 24% لا أعرف.
5- اعتمادات الكهرباء: 67% مع تخصيص اعتمادات الكهرباء
أثير منذ عدة أسابيع جدل سياسي حول إعطاء وزارة الطاقة والمياه اعتماد بقيمة 1,722 مليار ليرة لتحسين الكهرباء وهو الموضوع الذي دخل في البازار والمساومات السياسية بينما تبقى الكهرباء أزمة قائمة. ويؤيد 67% من المستطلعين إعطاء وزارة الطاقة والمياه الاعتمادات المطلوبة لتأمين التيار الكهربائي ويعارض الأمر 26% وأجاب 7% لا أعرف.
6- الموقف من سلاح حزب الله: 61% مع بقائه حتى حل الأزمات
ينقسم اللبنانيون في الموقف من سلاح حزب الله. وبينما تؤيد أكثرية 61% من المستطلعين إبقاء سلاح الحزب الى حين إيجاد حلول لأزمات المنطقة، يخالفهم الرأي نحو ربع المستطلعين (26%) ويطالبون بنزع سلاح حزب الله فوراً وأجاب 13% غير معني. وفي تفصيل هذه المواقف تبعاً للطائفة فان أكثرية 96% من المستطلعين الشيعة هم مع إبقاء السلاح وتنخفض نسبة المؤيدين وتبلغ أدناها (41%) لدى السنة بحيث تقترب النسبة من موقف المعارضين (38%).
وفي مقارنة مع نتائج استطلاع سابق أجرته «الدولية للمعلومات» في الفترة ما بين 11 - 15 آب 2009 فقد عبّر 60% عن تأييدهم لبقاء سلاح حزب الله، مقابل 26% مع نزعه فوراً و14% مع بقائه حتى تحرير مزارع شبعا.
7- المحكمة الدولية الخاصة بلبنان 54% مسيّسة مقابل 26% نزيهة ومحايدة
منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005 والتحقيق الدولي والمحكمة الدولية يشكلان محوراً أساسياً من محاور الخلاف السياسي ـ الطائفي في لبنان، وقد عبّر أكثر من نصف المستطلعين (54%) عن اعتقادهم ان المحكمة الدولية مسيّسة، وخالفهم نحو ربع المستطلعين (26%) الذين اعتبروا أن المحكمة نزيهة ومحايدة وغير مسيّسة، ويعتبر 3% أنها في نقطة وسط بين التسييس والنزاهة، وأجاب 17% غير معني.
وتبعاً للطائفة فان الموقف الحالي من المحكمة يبين ان أكثرية 87% من الشيعة يعتبرونها مسيّسة مقابل 30% لدى السنة وهم النسبة الادنى الذين يعتبرون المحكمة مسيّسة.
وفي مقارنة مع نتائج استطلاع سابق أجرته الدولية للمعلومات قبل سنة (12 - 16 آب 2010) نتبين شبه ثبات في الموقف مع ميل إلى التراجع المحدود في الموقف من تسييس المحكمة إذ عبّر 60% عن اعتقادهم أن المحكمة مسيّسة مقابل 20% يعتقدون أنها نزيهة ومحايدة وأجاب 20% لا أعرف وغير معني. علماً ان نسبة معتبرة من الأرمن (47%) والأرثوذكس (23%) والسنة (22%) اعتبروا انهم غير معنيين بالمحكمة.
8- الأوضاع في سورية: 57% مع بقاء النظام الحالي
تستحوذ الأوضاع في سورية على متابعة دقيقة من قبل قسم كبير من اللبنانيين لاعتقادهم بتأثر الأوضاع في لبنان بما يجري في سورية، وفي حين اعتبر ربع المستطلعين (25%) أنهم غير معنيين بما يجري في سورية وأنهم لا يتدخلون بالموضوع، أيدت أكثرية 57% من المستطلعين بقاء النظام الحالي (9% مع بقائه كما هو و48% مع بقائه وتطبيق الإصلاحات السياسية) وفضل 18% رحيل النظام. وفي مقارنة مع نتائج استطلاع سابق أجرته الدولية للمعلومات في الفترة ما بين 23 نيسان - 3 أيار 2011. نتبين ثبات الموقف تجاه ما يجري في سورية، مع ميل إلى تأييد للنظام، إذ أفاد حينها 56% أنهم مع بقاء النظام الحالي (3% مع بقائه كما هو و53% مع بقائه وتطبيق الإصلاحات السياسية) و17% مع رحيل النظام وأجاب 27% لا أعرف.
9- اللبنانيون بين القلق والاستقرار: 54% قلقون
إزاء الأوضاع التي يمر بها لبنان والمنطقة والظروف المخيمة على لبنان فإن أكثرية 54% من المستطلعين عبروا عن شعورهم أنهم يعيشون حالة من الشعور بالقلق وعدم الاطمئنان في هذه الأيام، وخالفهم الشعور 38% من المستطلعين وأجاب 8% لا أعرف. ومن الناحية الطائفية فان الأكثر قلقاً هم السنة (67%)، يليهم الموارنة (59%) والكاثوليك (58%)، والأقل قلقاً هم الشيعة (41%) والدروز (43%) والروم الأرثوذكس 46%.
قراءة في نتائج الاستطلاع
في ضوء نتائج الاستطلاع يمكننا إبراز التالي:
ـ انقسام حاد في الموقف من الحكومة التي يمكن القول أنها تحظى بتأييد 47% من المستطلعين ومعارضة 41%.
ـ أكثرية كبيرة مؤيدة لاعتماد النظام النسبي في الانتخابات النيابية القادمة.
ـ لا تزال أكثرية تؤيد الإبقاء على سلاح حزب الله.
ـ لا يزال الموقف هو ذاته من المحكمة الدولية التي يصنفها أكثر من نصف المستطلعين بأنها مسيّسة مقابل نسبة اقل (26%) اعتبرها نزيهة.
ـ لا يزال الموقف هو ذاته من النظام السوري مع تأييد الأكثرية لبقائه.
ـ القلق والخوف يخيم على أكثر من نصف اللبنانيين.
إذا كان موضوع سلاح حزب الله والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان هما الموضوعان الأكثر إثارة للاهتمام وللانقسام أيضاً فان نتائج هذا الاستطلاع ومقارنتها مع نتائج سابقة تظهر ثبات اللبنانيين على مواقفهم تجاه الموضوعين بالرغم من التطورات والتبدلات التي تحصل ما يكشف أن مواقف أكثرية اللبنانيين لا تتأثر وهي محددة مسبقاً ولا تغيرها أو تبدلها أية تطورات.