25-11-2024 03:40 PM بتوقيت القدس المحتلة

المستقبل و«إنماء عكار والشمال»: تعيش وتفتكر!

المستقبل و«إنماء عكار والشمال»: تعيش وتفتكر!

يريد تيار المستقبل النهوض بمنطقة طرابلس وعكار، لكنّ شحّ المال السياسي يدفعه الى الاستعانة بصناديق المال العام. لهذه الغاية

 

 

ميسم رزق 

يريد تيار المستقبل النهوض بمنطقة طرابلس وعكار، لكنّ شحّ المال السياسي يدفعه الى الاستعانة بصناديق المال العام. لهذه الغاية، كانت فكرة إنشاء «مجلس إنماء عكار والشمال»، الذي طالب به نواب التيار أول من أمس، في مجلس النواب.

«عادت حليمة الى عادتها القديمة». هكذا علّق أحد السياسيين خلال متابعته المؤتمر الصحافي الأخير للنائب أحمد فتفت في مجلس النواب أول من أمس، إذ إن تيار المستقبل، في رأيه، يسعى مجدداً إلى «استعادة السياسة القديمة التي اعتمدها منذ دخوله الحياة السياسية اللبنانية في بداية التسعينيات»، وهي «المجالس والصناديق والهيئات على حساب الوزارات. فهناك تقلّ الرقابة ويكثر إمكان الإفادة»!

«مجلس إنماء عكار والشمال» هو جديد تيار المستقبل الذي طالب به عدد من نواب كتلته أول من أمس، تزامناً مع جلسة التمديد للمجلس النيابي. أراد هؤلاء استمالة الشارع الذي أفلت منهم لمصلحة «داعش» وأخواتها، وبعد المعركة التي خاضها الجيش أخيراً في الشمال، ولكن في ظل شحّ الأموال المخصّصة لصرفها في العمل السياسي، فضّل المستقبل، بدل الاستثمار من جيبه الخاص، اللجوء الى صناديق المال العام مجدداً. وحاول تمرير طرحه في معمعة التمديد.

للوهلة الأولى، كاد الجميع، في الجلسة التشريعية التي عُقدت في ساحة النجمة، ينسى أنها جلسة للتمديد لا للتشريع. انفرد نواب الشمال (المستقبليون)، يتقدّمهم فتفت، في توسيع النقاشات. فإزاء الواقع السلبي، سياسياً وتنظيمياً وشعبياً في عكار وطرابلس، وجد هؤلاء في الجلسة فرصة لتحقيق ما يرمون إليه.

 

«هي وسيلة سريعة لتحريك عجلة التنمية في مناطق محرومة كمناطقنا، ومن دون إجراءات». هذا مختصر نظرة تيار المستقبل، كما جاء على لسان نائب طرابلس سمير الجسر. يذكّر بأن تياره «لم يُعارض يوماً فكرة مجلس الجنوب، لأننا ندرك مدى حاجة القرى هناك إلى الإنماء نتيجة الاحتلال»، رافضاً الاتهامات بمحاولة استغلال الأحداث الأخيرة لاستنهاض الجمهور الذي انفضّ من حول المستقبل. يبرّر الجسر طلب نواب الكتلة بسعيهم إلى «محاربة الحرمان الذي تصيب شظاياه كل الوطن، لا فريقاً محدّداً. لذا كان لا بد لنا أن نبحث عن بديل للوسائل العادية، التي غالباً ما تدخلنا في متاهات من دون نتائج تذكر». وأشار إلى «وجود خطّة أخرى لم يُعلن عنها بعد، في حال عدم الموافقة على إنشاء المجلس».

زميل للجسر في كتلة المستقبل يستغرب «تكبير الموضوع». فهي «ليست المرة الأولى التي نطرح فيها هذا الأمر». يذكّر بأن «النائب هادي حبيش كان قد تقدّم باقتراح قانون لإنشاء مجلس إنمائي لعكار والبقاع، لذا لا داعي إلى تفسير الأمور في غير سياقها الطبيعي». وقال: «ما هو دور النائب غير المطالبة بإنماء المناطق التي يمثّلها؟ عندما نؤدي دورنا نُتّهم بالاستغلال؟».

يقول نواب المستقبل هذا الكلام برغم هجومهم الموسمي على الصناديق، وتحديداً مجلس الجنوب، في إطار التمريك على رئيس المجلس النيابي نبيه برّي. فعندما تكون العلاقة «سمن ع عسل» يتحول بري الى الإصلاحي الأول. وعندما تتأزم العلاقات يحضر مجلس الجنوب وارقامه وتجاوزاته على لسان نواب المستقبل، في سياق القصف السياسي الذي ينتهي عادة بثمن للسكوت. على الرغم من أن بيت المستقبل، الذي اسمه مجلس الإنماء والإعمار، من زجاج.


http://www.al-akhbar.com/node/219235

 

موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه