05-05-2024 09:06 AM بتوقيت القدس المحتلة

سلسلة من تقارير مخابرات داعش 4/4

سلسلة من تقارير مخابرات داعش 4/4

تقرير يكشف خفايا هزيمة عشيرة الشعيطات في مواجهة داعش...

نضال حمادة


تقرير يكشف خفايا هزيمة عشيرة الشعيطات في مواجهة داعش...

في الجزء الرابع والأخير من سلسلة من مخابرات داعش ننشر تقريرا لمخبر يعمل لدى جماعة "الجيش الحر" او لدى فصيل غير سلفي، ويتحدث المخبر في تقريره عن  هزيمة عشيرة الشعيطات امام مسلحي تنظيم (داعش) في  محافظة  دير الزور، ويتحدث عن وجيه من وجهاء الشعيطات الذي باع صفقة سلاح لتنظيم "احرار الشام" كان وعد بها عشيرته.

ويكشف المخبر عدد قتلى الشعيطات الذين سقطوا في المواجهات مع تنظيم داعش ويقدرهم ب 200 قتيل،  وهذا العدد أقل بكثير من العدد الذي ذُكر والذي يبدو أنه جرى تضخيمه.
يتحدث المخبر التابع لجماعة "الجيش الحر" عن الاسباب التكتيكية واللوجستية التي سببت هزيمة الشعيطات.
يذكر اسم عميل لجهاز المخابرات البريطاني يدعى (كمال ابو الشامات) ، وكيف باع وجيه عشيرة الشعيطات السلاح لـ"احرار الشام" عبر ابو  الشامات، كما ويتحدث التقرير عن دور ابو الشامات في تجارة الاثار السورية...

التقرير:

رافع العكلة الرجو وهزيمة الشعيطات الأخيرة على يد داعش :


بعد الهزيمة التي مُني بها ثوار الشعيطات في ريف ديرالزور الشرقي على يد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية كان لا بد من الوقوف على الأسباب التي أوجبت هذه الهزيمة والتي راح ضحيتها ما لا يقل عن 200 من ثوار الشعيطات .
وتتلخص أسباب الهزيمة في محورين أساسين (تكتيكي – ولوجسيتي ). 
تكتيكيا وبحسب تقاطع المعلومات الميدانية هناك وسير هذه المعارك، أخطأ ثوار الشعيطات بعدم استثمار النجاحات الأولى ، واكتفى الثوار بتنظيف وملاحقة ما تبقى من عناصر التنظيم داخل المناطق التي سيطروا عليها ، وكان الأجدر هو زرع الكمائن على طرق الإمداد المحتملة للتنظيم ، وأن لا يجلسوا ويحتشدوا في مكان واحد ، ما يسهل على التنظيم تطويقهم وبالتالي إنهائهم ، وهذا ما جرى . أضف الى ذلك ان ثوار الشعيطات لم يقرؤوا تكتيك التنظيم جيدا في مسرح العمليات بالحشد والانسحاب والانتقال الى الهجوم المضاد ، وهذا ناتج عن سوء فهم وادارة لموازين القوى الامر الذي دفع بهم لمواجهة التنظيم وجها لوجه لتقول موازين القوى العسكرية فيما بينهم كلمتها وتحسمها ، فبينما يمتلك ثوار الشعيطات الاسلحة الخفيفة والمتوسطة كان التنظيم يستخدم في المقابل الدبابات وعربات الدفع الرباعية التي غنمها من الجيش العراقي ومستودعات السلاح التي سيطر عليها في الموصل .

ومن الناحية اللوجستية : كان لطرق الإمداد والذخيرة التي لم يؤمنها ثوار الشعيطات جيدا النصيب المهم في هزيمتهم. وهنا لا بد لنا من الإشارة الى الشيخ رافع العكلة الرجو ، وهو احد شيوخ عشائر الشعيطات من قرية البو حمام ، وهو تاجر سلاح من قبل الثورة السورية ، وتحول بعدها إلى تجارة الأثار والنفط .
الرجل طبعا وعد ثوار الشعيطات مرارا وتكرارا انه في حال انطلقت معركتهم مع تنظيم الدولة سوف يقوم بتأمين السلاح لهم وما يلزم ، وفعلا قام رافع بادخال السلاح من تركيا الى سوريا في خضم اشتباكات الثوار مع التنظيم إلا ان السلاح لم يصل للثوار باعتراف الكثير منهم، وبحسب ما توفر لنا من معلومات فان السلاح ذهب طبعا في صفقة بيع وشراء الى احرار الشام عن طريق وسيط بتجارة السلاح يدعى كمال ابو الشامات ، وللامانة ان احرار الشام لم تعرف من وراء هذه الصفقة أو أنها اصلا كانت ستذهب الى الثوار في دير الزور بحسب ما ورد من معلومات حتى نكون منصفين في الأمر ، ولا نميل لطرف .  
عدة بيانات من ثوار الشعيطات توعدت هذا الرجل بالقصاص كونه اقترف فعل الخيانة بحقهم وورطهم في معركة خاسرة من دون امداد وذخيرة  .  
ومن الاسباب التي حاز من خلالها الرجل على ثقة ثوار الشعيطات أنه اخبرهم انه على إرتباط مع غرفة العمليات الدولية في الأردن والتي تسمى (المم ) وانه مندوب هذه الغرفة للمنطقة الشرقية ، لكن الرجل في الحقيقة لا يمت لهذه الغرفة بصلة نهائيا ، وانما على تواصل مستمر مع جهاز (MI6) ، ويقوم بتزويدهم بكل ما يحصل عليه من معلومات من الجبهة الشرقية للثوار من اسماء ثوار وكتائب إلى تفاصيل تخص تنظيم الدولة الأسلامية .
 
الرجل أيضا مطلوب حيا أو ميتا لآل دادا في الرقة بنفس التهمة التي يطلبه بها ثوار الشعيطات حيث ورطهم مع تنظيم الدولة ما سبب مقتل عدد من قادتهم وقطع رؤوسهم من قبل التنظيم وهم الذين كانوا يديرون معبر باب السلامة الحدودي .
وحتى لا ننسى الرجل نفسه قبل أشهر باع تمثالا أثريا من الذهب يزن 9 كغ في بيروت لتاجر اثار "ح ا". هذا الرجل الذي يدعى رافع العكلة  كان أيضا سببا هاما في الهزيمة اللوجستيه  لثوار الشعيطات .