وفي تبرير لا يسوّغه أي منطق علمي أشار مصدر من الجيش من المطلعين على الوثيقة إلى أن الجيش يستعمل مثل هذه المصطلحات لجمع البيانات والمعلومات عن عناصره والتأكد من عدم وجود "تمييز" أو "عنصرية" في التعامل بين الملتحقين به.
في خبر مختصر نشره موقع CNN بالعربية بأن مطبوعات تابعة للجيش الأميركي نشرت حديثاً، بأنه يمكن الإشارة إلى الأميركيين من أصول أفريقية بكلمة "negro"، أي "زنجي" التي كان يستخدمها الأميركيون البيض للإشارة إلى السود القادمين من أفريقيا حيث كان يُجلبون من القارة الفقيرة آنذاك للعمل "عبيداً" عندهم منذ نشاة أميركا في العام 1776.
وتاريخياً معروف نضال السود الأفريقيين في أميركا من أجل الحصول على حقوق المواطنة والمساواة مع البيض ونيل حريتهم والتحرر من نير العبودية في أميركا "بلاد الحرية والأحلام".
وعانت أجيالهم الكثير لتحقيق هذه المساواة في المعاملة الإنسانية لمدة قرن ونيف، حتى مجيئ القس مارتن لوثر كينغ الذي حوّل مجرى التاريخ في أميركا لصالح حقوق السود، إلا إنه على ما يبدو بعد مضي خمسين سنة على رحيل كينغ لا تزال روح العنصرية كامنة في أقوى مؤسسات الحكومة الأميركية وهي الجيش وألويته وعناصره.
فقد أكد الجيش أن هذه الكلمة تستعمل في "سياسات التسلسل القيادي" العسكري، ويمكن استعمال كلمة "أسود" أو "أميركي من أصل أفريقي". وفي تبرير لا يسوّغه أي منطق علمي أشار مصدر من الجيش من المطلعين على الوثيقة إلى أن الجيش يستعمل مثل هذه المصطلحات لجمع البيانات والمعلومات عن عناصره والتأكد من عدم وجود "تمييز" أو "عنصرية" في التعامل بين الملتحقين به.
وفي هذا التصريح تناقض فاضح بين إقرار التسمية مجدداً وبين الأسباب الموجبة لها وفق تصريح ذلك المصدر العسكري، فكيف يمكن التأكد من عدم وجود عنصرية بين عناصر الجيش في حين أنه يرسّخ العبارة السيئة الصيت في ملفاته الرسمية؟!..أو عجزت أميركا العظيمة على إيجاد وسائل لتقتفي أثار وجود للعنصرية في عناصر جيشها؟!..
والجدير بالذكر أن استخدام الجيش لهذه الكلمة العنصرية ليست أمراً جديداً في الجيش، وذلك باعتراف المقدم "جاستين بلات" الذي ورد في خبر الـCNN بأن وجود الكلمة في وثيقة السياسات التابعة للجيش ليس بالأمر الحديث، وقال: "إن الجيش يفتخر بمعاملته لأفراده بكرامة واحترام وبدون تمييز مبني على أساس الأصل أو اللون أو الديانة أو الجنس أو العرق."
أو ليس تثبيت كلمة "Negro" في ملف هوية الجندي الأميركي الأسود تمييزا واضحا أنه يتحدّر من "العبيد" القادمين من قارة أخرى .. تقول له ببساطة ما زلت تعدّ وافداً إلى بلادنا ولا زلت غريباً عنا ..! ولكنك مجبر على الخدمة ..!فأي احترام هو هذا؟!..