21-11-2024 12:59 PM بتوقيت القدس المحتلة

تقرير الصحافة والمواقع الأجنبية ليوم الخميس 06-11-2014

تقرير الصحافة والمواقع الأجنبية ليوم الخميس 06-11-2014

أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الخميس 06-11-2014


أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الخميس 06-11-2014

واشنطن بوست: النواب اللبنانيون يؤجلون الانتخابات، بشكل يثير فزع وغضب الناخبين
قال أحمد فتفت، عضو البرلمان في تحالف 14 آذار، انه صوت لصالح تأجيل الانتخابات لأن الأجهزة الأمنية في لبنان ليست مستعدة للمساعدة في إجراء مثل هذه الانتخابات. وقد وضعه ذلك في توافق نادر مع خصومه في حزب الله، الذي قال انهم صوتوا لصالح تأجيل الانتخابات لأن قواتهم مشغولة في القتال في سوريا. ويمثل فتفت منطقة في شمال لبنان يشتاظ سكانها السنة غضبا من قرار حزب الله للقتال ضد التمرد الذي يقوده السنة في سوريا...


نيويورك تايمز: اسرائيل تراقب الفوضى السورية من على مرتفعات الجولان
فيما عززت إسرائيل وجودها في مرتفعات الجولان بوحدة جديدة من الجيش، قال قائد الوحدة يوم  الاربعاء انه أحصى 15 هجمة متعمدة منذ منذ شهر اذار عبر الحدود السورية التي كانت هادئة ذات يوم، ومعظمها نُسب إلى "جماعتين تعملان بالوكالة"، مدعومتان من قبل حزب الله وإيران. وقال الجنرال اوفيك بوخريس إن الهجمات - بما في ذلك إطلاق الصواريخ وزرع عبوات ناسفة قرب السياج الحدودي – تشكل ازعاجا اكثر منه تهديدا خطيرا. وقد شهدت المنطقة هناك أيضا حوالي 100 حادثة منذ بداية الأزمة السورية في العام 2011 سقطت فيها ذخائر للجيش السوري على الجانب الإسرائيلي من السياج. وقال الجنرال بوخريس أن إسرائيل اعتبرت ذلك امتدادا غير مقصود.
لكن المسؤولين العسكريين يقولون ان جماعات متمردة مثل جبهة النصرة، تسيطر الآن على الجانب السوري من خط وقف إطلاق النار الذي يمتد 43 ميلا باستثناء قرية درزية واحدة. وقال الجنرال بوخريس إنه واثق أنه لحد الآن لا الثوار ولا الرئيس بشار الأسد ولا حزب الله، الميليشيا الشيعية  اللبنانية التي تساعده، يرغبون في الاشتباك مع إسرائيل، لكننا نفترض ان ذلك سيتغير "عاجلا أم آجلا".
وقال الجنرال بوخريس، الذي أنشأت وحدته باشان في وقت مبكر من هذا العام حول هجوم محتمل لجبهة النصرة "يمكن أن يقع الأسبوع المقبل، أو الشهر المقبل، أو العام القادم، أو العقد القادم". "نحن نجهز المنطقة، ونعلم ما يحدث على الجانب الآخر، نحن نجهز الحدود، عبر انشاء بنى تحتية واشياء من هذا القبيل، لكي نكون مستعدين جيدا لليوم الذي نحتاجها فيه". "نحن نأمل أن لا يأتي هذا اليوم. ولن نقوم بما من شأنه تعجيل ذلك ".
في لقاء للصحفيين الدوليين في هذه القاعدة بالقرب من الخط، قدم مسؤولون عسكريون عرضا يؤرخ تقدم المتمردين السوريين وسيطرتهم على البلدات والقرى على الجانب الآخر على مدار هذا العام. كما عرضوا شريط مراقبة بالأسود والأبيض يظهر ثلاثة رجال يسيرون بالقرب من السياج مع ما قالوا انه عبوة مزروعة على الطريق تبلغ زنتها 40 باونا فُجرت في الاول من شهر اذار في الهجوم المتعمد الاول. وجاء انفجار مماثل في 18 آذار جُرح فيه أربعة جنود إسرائيليين. الهجوم المتعمد الأخير، قال الجنرال بوخريس، جاء في نهاية شهر آب. واضاف "انها منظمة وكيلة، ولذلك بإمكان الجميع نفي مسؤوليته". وأوضح "حزب الله يعطيهم العبوات الناسفة والإيرانيين يمنحوهم الإلهام"، مشيرا إلى العبوات الناسفة، أو القنابل المزروعة على جانب الطريق...


كاونتر بانش: قائمة الغرب السوداء؛ الأغلبية الساحقة من مسيحيي لبنان يعتقدون أن حزب الله يحمي بلدهم
... وضع "الغرب" (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا بشكل رئيسي) حزب الله على قائمته السوداء كمنظمة "إرهابية" وسعى  لسنوات لالصاق تهمة اغتيال الحريري به، والتي يعتقد الكثيرون الآن أن إسرائيل هي التي نفذتها، وربما حتى بأمر من السعودية، بشكل كاد يثير حربا أهلية أخرى. وقد حذر مسؤولو حزب الله مرارا وتكرارا أن وضع المنظمة على قائمة "الإرهاب" هو "خطأ كبير"، خطأ من شأنه يلحق الضرر اكثر بمكانة الغرب في المنطقة. في الواقع، إن هذا لم يعد موضع شك، نظرا لمحاولة الناتو اليائسة حاليا التسلل مرة أخرى الى العراق والتدخل للمرة الأولى في سوريا نفسها. ليس لدى حلف شمال الاطلسي الآن أي خيار سوى تحمل كلا من الدعم  الإيراني للقوات العسكرية والأمنية العراقية. وهذا التحمل يجب أن يمتد الآن بشكل طبيعي إلى سوريا، حيث يسعى حزب الله التعامل بحسم مع الارهاب انطلاقا من الخليج وتركيا واسرائيل قبل أن يغمر لبنان أيضا.
من الواضح أن الأحداث المحيطة بالصراع السوري قد ألقت شكوكا عميقة بنوايا وكفاءة الغرب في الشرق الأوسط. وقد تسربت هذه الشكوك إلى دوائر صنع السياسات الغربية لبعض الوقت وبشكل دبلوماسي في جميع أنحاء العالم، وداخل الدوائر الاستخباراتية نفسها.
منذ سنوات، وفي ظل الحكومة السابقة وقبل أن تضع كندا حزب الله على لائحة الإرهاب، حذر محللون أمنيون كنديون وبعض وزراء الحكومة الاتحادية من منع شامل كهذا. قرار الحكومة الليبرالية السابقة، وفق ما اتضح، قد استند الى كلام نقلته صحيفة الواشنطن تايمز (الظريفة) عن بروفسير زعم أن زعيم حزب الله حسن نصر الله قد أصدر دعوة عالمية لتنفيذ "حملة تفجيرات انتحارية" . ويحدث أن مزاعم "البروفيسور" تأتي في سياق التحذيرات الإسرائيلية التي تطلقها الاخيرة منذ سنوات للدول الغربية بشأن المقاومة اللبنانية. غير أن التفجيرات الانتحارية، الآن وفي ذلك الوقت ، كانت سبيلا ينتهجه الارهابيون الوهابيون في الحرب غير المتكافئة، وليس حزب الله.
لقد قلصت التطورات منذ ذلك الحين أثر وضع حزب الله على قائمة كندا السوداء الى حد التفاهة. ذلك أن كندا قد فقدت معظم نفوذها الدبلوماسي بفضل الطابع الايديولوجي العميق والاسلوب المتعجرف لرئيس الوزراء المحافظ ستيفن هاربر. لقد شكك العديد من الكنديين بحكمة وضع حزب لديه أعضاء منتخبين في البرلمان وفي مجلس الوزراء اللبناني على القائمة السوداء. ويشكل هذا العام نقطة تحول جديدة: فقلة في كندا أو في الغرب واثقون من الجانب الذي يقفون عليه وفقا لحكومتهم.
بالنسبة لمسيحيي لبنان، إن هذا التردد لم يكن واردا لأنه ينطوي على عواقب وخيمة بالنسبة لهم ولبلدهم. يمكن للمرء أن يتذكر فقط دعوة هيلاري كلينتون الحادة لأصدقاء سوريا: "سيد بوتين، انك تقف على الجانب الخطأ من التاريخ! "


المونيتور: طرابلس أسقطت حلم داعش
بيروت - ضربة موجعة ونوعيّة وجّهها الجيش اللبنانيّ لمخطّط داعش في لبنان عبر المعركة التي خاضها أخيراً في طرابلس بالشمال، إثر الاعتداء الذي تعرّض له من قبل مجموعات مسلّحة تحرّكت انتقاماً لتوقيفه المطلوب أحمد سليم ميقاتي في بلدة عاصون (قضاء الضنيّة- الشمال) في 23 تشرين الأوّل/أكتوبر 2014، بعدما ثبت انتماؤه إلى تنظيم داعش وإنشاؤه خلايا لصالحه داخل لبنان بهدف تنفيذ أعمال إرهابيّة وقيامه بتجنيد عناصر من الجيش بعد فرارهم من المؤسّسة العسكريّة، وكانت التّسجيلات التي يعلنون فيها انشقاقهم تتمّ في الشقّة التي يقيم فيها . فما أهميّة هذه المعركة التي خاضها الجيش ضدّ الإرهاب في طرابلس؟ خصوصاً بعدما اعترف ميقاتي بأنّه كان يسعى إلى احتلال عدد من القرى التي تقع في قضاء الضنيّة، تمهيداً لإعلانها منطقة آمنة ورفع رايات "داعش" فوقها ومبايعة أبو بكر البغدادي، ممّا سيجعلها ملاذاً آمناً للمقاتلين والعسكريّين الذين سينشقّون عن الجيش. وهكذا، تكون تمّت الخطوة الأولى في اتّجاه تنفيذ مخطّط ربط القلمون السوريّة بالساحل اللبنانيّ. وهل الأحداث الأخيرة في طرابلس تشكّل جولة أولى أم هي المعركة الحاسمة؟
إلى جانب أهميّة تواجد الدولة اللبنانيّة، للمرّة الأولى، عسكريّاً وأمنيّاً بهذه الطريقة الجديّة والفاعلة في هذه المنطقة من طرابلس منذ اندلاع الحرب الأهليّة عام 1975، وهذا ما أعلنه قائد الجيش العماد جان قهوجي، رأت مصادر عسكريّة متابعة للعمليّات على الأرض أنّه عبر توقيف ميقاتي ومعركة طرابلس الأخيرة، أسقط الجيش اللبنانيّ مشروع داعش في لبنان من خلال العمليّة الاستباقيّة التي نفّذها قبل أن يبلغ الإرهابيّون مرحلة الجهوزيّة التامّة لتنفيذ مخطّطاتهم. وهذا يعيد إلى الأذهان المعركة التي خاضها في عرسال أيضاً إثر توقيفه المطلوب الخطير أحمد جمعة في آب 2014، مجنّباً لبنان المشروع نفسه، وهو إقامة الدولة الإسلاميّة على أراضيه.
كذلك، من خلال معركة طرابلس نجح الجيش في تفكيك الخلايا النّائمة المنتشرة في مختلف المناطق الشماليّة، وخصوصاً عكار التي كانت ستشكّل نقطة انطلاق للارهابيّين ليلاقوا تحرّك المسلّحين داخل طرابلس وينضمّوا تحت لوائهم. وكان يتمّ الرّهان على تكرار سيناريو العراق، حيث أدّت سيطرة التّنظيم على الموصل إلى مبايعة كلّ الخلايا المنتشرة في المناطق المجاورة له، ممّا سمح بتوسّع انتشاره من دون معارك. ولقد أظهرت التّوقيفات الأخيرة في عكار تعدّد هذه المجموعات في القرى ومدى انتشارها، وأبرزها "خليّة حبلص" و"خلية غالي حدارة". كما أنّ عدد الموقوفين في أحداث الشمال فاق الـ150.
وأشارت المصادر نفسها إلى أهميّة توقيف أحمد سليم ميقاتي، الذي شكّل صيداً ثميناً لأنّه أبرز أدوات مشروع داعش في لبنان ويعتبر الرأس المدبّر لعمليّة إسقاط الشمال اللبنانيّ تحت سيطرة هذا التّنظيم الإرهابيّ. كما أنّ مجموعته تعتبر الأكثر نشاطاً في طرابلس. وكشفت لموقعنا أنّ التّحقيقات معه أظهرت ارتباطه بالعديد من الإرهابيّين خارج الأراضي اللبنانيّة، من بينهم أبو أيّوب العراقيّ، الذي كان يعمل معه لتأسيس خليّة لداعش في طرابلس من خلال توحيد المجموعات المقاتلة في المدينة، وهو كان يدير حوالى 10 مجموعات مقاتلة تضمّ نحو 150 مسلّحاً إرهابيّاً، وهي منتشرة في مناطق عدّة في الشمال.
إذاً، ميقاتي كان يخطّط لحصول داعش على ما افتقده في سوريا والعراق، وهو المنفذ البحريّ. ونجاح هذا المشروع كان سيشكّل أوراق اعتماد يقدّمها إلى التّنظيم لإعلان إمارته على الأراضي اللبنانيّة، بعد أن يكون قد أثبت قدرة المجموعات الموجودة في شمال لبنان على تأمين أرضيّة له وخدمات استراتيجيّة، أبرزها هذه الواجهة البحريّة للدولة الإسلاميّة والفوائد النّاتجة من امتلاك مرفق حيويّ مماثل، ومنها تأمين الواردات للتّنظيم خصوصاً بعدما بات يبيع النّفط، وإدخال الأسلحة عبره وتأمين حركة دخول وخروج للمقاتلين قد تكون بديلة عن تركيا، إذا خضعت للضغوط الدوليّة وأصبحت شريكة في محاربة داعش وفرضت قيوداً على حركة المسلّحين عبر معابرها للدخول إلى سوريا.
وكشفت المصادر أنّ المداهمات في طرابلس أدّت إلى العثور على أكثر من 50 عبوة مجهّزة، زنة كلّ واحدة تبلغ 10 كلغ، إضافة إلى 3 سيّارات مفخّخة ومعمل لتصنيع المتفجّرات، متسائلة: ما الهدف من كلّ هذه المضبوطات غير شنّ عمليّات في مناطق أخرى للسيطرة عليها؟ إنّ ثلاثيّة "عرسال - عكارـ طرابلس" تختصر مخطط داعش، وفق المصادر. ومعركة طرابلس أدّت إلى تفكيك الحلقة الأخيرة وانهيار مشروع إنشاء إمارة ذات منفذ بحريّ في الشمال، أقلّه في المدى المنظور. وبعد هذه التطوّرات، لا شكّ في أنّ المجموعات المسلّحة ستحاول لملمة نفسها، وسيعمد داعش إلى إعادة تأهيل فلول الخلايا وإيجاد أخرى لتشكّل نواة جديدة لمشروعه، في حين يتركّز عمل الجيش الآن، وبعد انتهاء العمل العسكريّ، على الشقّ الأمنيّ لمواصلة تفكيك الخلايا والقضاء عليها.
إرهاب داعش حاول ضرب لبنان من بوّابة عرسال بقاعاً ولم ينجح ، ثمّ عبر طرابلس شمالاً حيث فشل أيضاً، غير أنّ المعركة لم تنته بعد، والتّهديد سيبقى قائماً طالما أنّ ظاهرة داعش موجودة، ولم ينجح الائتلاف الدوليّ الذي يشنّ حرباً ضدّها على القضاء عليها. وفي حين يؤكّد الجيش اللبنانيّ محاربته الإرهاب على كلّ الأراضي اللبنانيّة حتّى القضاء على هذه الظواهر الغريبة عن بيئته، يبقى السؤال: أين ستكون الجولة المقبلة؟


وول ستريت جورنال: ما وراء الإنسحاب الأمريكي من العراق
غالباً ما يُلقى اللوم في النجاح الباهر الذي حققه تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش»)، أو «الدولة الإسلامية» - الذي كان يُدعى سابقاً «تنظيم القاعدة في العراق» - في أوائل 2014 على فشل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في تأمين وجود للقوات الأمريكية في العراق بعد عام 2011. وكسفير سابق للولايات المتحدة في العراق في الفترة 2010 - 2012، كنت أعتقد أن بقاء القوات في العراق كان أمراً بالغ الأهمية. ومع ذلك، فإن أسباب فشل الولايات المتحدة تتعدى إدارة الرئيس أوباما. وتعود القصة إلى عام 2008، عندما أجرت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الإبن مفاوضات مع العراق حول "اتفاقية وضع القوات" تُمنح بموجبها القوات الأمريكية في البلاد حصانات قانونية، وهو شرط لا بد منه لتمركز القوات الأمريكية في أي مكان، ولكن مع تحفظ واحد يقوم على سحب تلك القوات بحلول نهاية عام 2011.
وبحلول عام 2010، اعتقد العديد من القياديين الأمريكيين والعراقيين أن الوجود العسكري الأمريكي في العراق بعد عام 2011 كان أمراً محبذاً على المستويين الأمني (تدريب القوات العراقية والسيطرة على المجال الجوي ومكافحة الإرهاب) والسياسي (استمرار مشاركة الولايات المتحدة وتوفير الطمأنينة لدول الجوار). وفي ذلك الوقت، بدأت وزارة الدفاع الأمريكية تخطط لوجود عسكري مستمر، إلا أن الجمود الذي استمر ثمانية أشهر حول تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات العراقية في آذار/مارس 2010 أدى إلى تأجيل الموافقة النهائية في واشنطن.
في كانون الثاني 2011، عندما تشكلت حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي، قرر الرئيس أوباما، بموافقة من مستشاريه، إبقاء القوات في العراق. لكنه لم يكن مستعداً بعد لإخبار رئيس الوزراء المالكي أو الشعب الأمريكي بذلك. أولاً، كان على واشنطن أن تحدد حجم القوة التي ستبقى في العراق. وقد استمر ذلك الوضع مع بذل الجيش الأمريكي جهوداً للحصول على قوة أكبر، وسعي البيت الأبيض إلى إبقاء وجود محدود يصل إلى 10 آلاف جندي أو أقل من ذلك، نظراً إلى التكاليف وإلى الموقف السابق للرئيس الأمريكي المتمثل بـ "عملية الانسحاب الكامل". وفي حزيران/يونيو اتّخذ الرئيس القرار بشأن حجم القوات (5000 جندي في النهاية) وحصل على موافقة السيد المالكي على إجراء محادثات جديدة حول "اتفاقية وضع القوات".
وقد كانت إدارة أوباما على استعداد لـ "نقل" بنود "اتفاقية وضع القوات" التي وُقعت في عام 2008 إلى الاتفاقية الجديدة، طالما صدّق البرلمان العراقي على الإتفاقية الأخيرة، كما فعل مع الإتفاقية الأولية.
وفي هذا السياق، راجَع قادة الأحزاب العراقية مراراً بنود "اتفاقية وضع القوات"، لكن بحلول تشرين الأول/أكتوبر 2011 وصلوا إلى طريق مسدود. فقد وافقوا جميعهم على وجود القوات الأمريكية، باستثناء كتلة "التيار الصدري" برئاسة مقتدى الصدر، رجل الدين الشيعي المناهض للولايات المتحدة، الذي شغلت قائمته نحو 40 من أصل 325 مقعداً في البرلمان العراقي. لكن في ما يتعلق بالحصانات، كانت الأحزاب الكردية، التي شغلت حوالي 60 مقعداً، هي الوحيدة التي قدمت لها الدعم. ولم يقُم المالكي، الذي كانت تشغل قائمته حوالي 120 مقعداً، ولا رئيس الوزراء السابق إياد علاوي، زعيم قائمة "العراقية" العربية - السنية إلى حد كبير - التي كان لها أكثر من 80 مقعداً، باتخاذ قرار نهائي بتقديم دعم مماثل. وحيث بدأ الوقت ينفذ، ونظراً إلى السياسة الأمريكية طويلة الأمد التي تقوم على المبدأ القائل بأن القوات المتمركزة في الخارج يجب أن تحظى بحصانة قانونية، انتهت المفاوضات واكتملت عملية انسحاب القوات.
وبناءً على النجاح الذي تم تحقيقه من خلال عقد "اتفاقية وضع القوات" في عام 2008، فالسؤال هو ما الذي أدى إلى هذا الفشل؟ أولاً، لم تكن الحاجة إلى القوات الأمريكية بديهية في عام 2011. فقد بدا العراق مستقراً، إذ وصلت صادرات النفط إلى مليوني برميل يومياً بسعر حوالي 90 دولار للبرميل الواحد، وتحسّن الوضع الأمني كثيراً. ثانياً، انقلب التوجه السياسي ضد وجود القوات. فأتباع "الحركة الصدرية" المعادية بشدة للولايات المتحدة كانوا نشطين في البرلمان، وكان العرب السنّة أكثر تبايناً تجاه الولايات المتحدة، كما أن استطلاعات الرأي أشارت إلى أن أقل من 20 في المائة من سكان العراق أرادوا بقاء القوات الأمريكية.
فهل كان يتوجب على الإدارة الأمريكية أن تستخدم المزيد من النفوذ، كما أكد الكثيرون؟ ومرة أخرى، تمثلت العقبة الرئيسية في الحصانات. فالواقع هو أن القوات الأجنبية، على أي أرض كانت، لا تحظى عموماً بشعبية وبالتالي فإن منحها الحصانة أمر معقّد. ففي نظام ديمقراطي دستوري تتطلب هذه الحصانة تنازل البرلمان عن قوانينه الخاصة. وبالتالي لن يكون اتفاق يوقعه السيد المالكي من دون موافقة البرلمان، كما اقترَح، كافياً. (إن الوضع القانوني للعدد الصغير من القوات الأمريكية "غير المقاتلة" التي تمت إعادة نشرها في الوقت الحالي في العراق يشكّل استثناءً خاصاً بحالات الطوارئ لسياسة "اتفاقية وضع القوات" المعتادة.)
ويرى البعض أنه كان بإمكان واشنطن جعل المساعدات الاقتصادية أو عمليات تسليم الأسلحة مشروطة بـ "اتفاقية وضع القوات". ولكن بحلول عام 2011 كانت الولايات المتحدة تقدم مساعدات اقتصادية ضئيلة نسبياً إلى العراق، كما أن عمليات تسليم الأسلحة كانت ضرورية لأمن الولايات المتحدة والعراق. فهل كان عدد القوات الذي بلغ 5000 جندي محدوداً جداً لتحفيز العراقيين؟ لم يقدم لي أي عراقي هذه الحجة، فبشكل عام تلقى القوات الصغيرة قبولاً أكبر. هل كان لشخص غير السيد المالكي أن يكون أكثر دعماً، وهل كان الإيرانيون سيعارضون ذلك؟ بالطبع، ولكن سواء [بدعم] السيد المالكي والإيرانيين أو بدونهما واجهت الولايات المتحدة مقاومة شديدة من قبل البرلمانيين وعامة الناس.
هل كان بإمكان السيد أوباما إظهار المزيد من الحماس؟ هذا صحيح، إذ بدا أن الرئيس الأمريكي يشعر بأنه لا يستطيع إجبار الشعب العراقي على التوقيع على اتفاقية غير مرغوب بها، كما وأنه لم يتعاون مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي كما فعل الرئيس السابق بوش. إلا أن الرئيس أوباما تحدث مع السيد المالكي أو اجتمع به ثلاث مرات في عام 2011، وكان نائب الرئيس جو بايدن على اتصال مستمر برئيس الحكومة العراقية. لكن بالنسبة إلى السيد المالكي لم يكن الوفاق هو الأمر الأكثر أهمية في هذا الإطار، بل كان ذلك حساب النقاط الإيجابية والنقاط السلبية التي تؤثر على حظوظه السياسية بدم بارد. ومن ناحية أخرى، تعطّلت المفاوضات مراراً وتكراراً من قبل العاملين في البيت الأبيض، إذ أتت التصريحات العلنية لتعلن بشكل غير دقيق عن تخفيض عدد القوات ولتسيء تفسير القرارات العراقية.
يُذكر أن عملية سحب القوات سمحت للرئيس أوباما بأن يعلن بأنه "ينهي الحرب في العراق"، وهو أمر غريب نظراً إلى أن الانتصارات العسكرية لإدارة الرئيس السابق بوش والمفاوضات الناجحة حول "اتفاقية وضع القوات" في عام 2008 هي التي حددت الجدول الزمني لانسحاب القوات الأمريكية. وفي وقت لاحق، في خلال المناظرات الرئاسية في عام 2012، أنكر الرئيس أوباما، ولسبب غير مفهوم أنه قام حتى بمحاولة إبقاء القوات في العراق.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل كان بإمكان قوة متبقية أن تحول دون انتصارات «داعش»؟ لو كانت هناك قوات [أمريكية] في العراق، لكانت الولايات المتحدة [قادرة] على الحصول على معلومات استخباراتية أفضل عن «تنظيم القاعدة في العراق» ومن بعده تنظيم «الدولة الإسلامية»، ولكانت واشنطن تولي انتباهاً أكبر للأمر، ولكان الجيش العراقي أفضل تدريباً من دون شك. بيد، إن الحجج الشائعة حول هذا الموضوع التي تقول بأنه كان باستطاعة القوات الأمريكية أن تحدث تأثيراً يؤدي إلى نتائج مختلفة في السياسة العراقية ليس سوى هراء. فالانقسامات الطائفية العراقية، التي استغلتها «داعش»، عميقة ولم تكن قابلة لعلاج دائم من قبل القوات الأمريكية عندما كانت في أوجها، ناهيك عن 5000 مدرِّب يعملون في ظل القيود العراقية.

الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها