اعترف أفراد عصابة في جنوب المكسيك بانهم قتلوا واحرقوا جثث الطلاب الـ43 المفقودين منذ نهاية ايلول/سبتمبر
اعترف أفراد عصابة في جنوب المكسيك بانهم قتلوا واحرقوا جثث الطلاب الـ43 المفقودين منذ نهاية ايلول/سبتمبر، كما افاد وزير العدل المكسيكي الجمعة، في اول ترجيح حكومي بأن ضحايا هذه الجريمة التي هزت البلاد والعالم قضوا جميعا الامر الذي رفض ذوو الطلاب تصديقه.
وقال الوزير خيسوس موريلو كرم في مؤتمر صحافي ان ثلاثة من الموقوفين في هذه القضية اعترفوا بانهم قتلوا الطلاب بعدما تسلموهم في منطقة تقع بين مدينتي ايغوالا وكوكولا في جنوب البلاد من رجال شرطة بلدية مرتبطين باحدى اكبر عصابات تهريب المخدرات في البلاد، كارتيل المقاتلين المتحدين (غيهيروس اونيدوس). واضاف ان الموقوفين اعترفوا ايضا بانهم امروا بجمع بقايا الجثث المحترقة في اكياس بلاستيكية ورميها في نهر قريب.
ولكن الوزير كرم أقر بأنه سيكون من الصعب التعرف على هويات اصحاب البقايا البشرية المتفحمة وبالتالي فان السلطات ستظل تعتبر الطلاب مفقودين رسميا الى حين تثبت فحوصات الحمض النووي هوياتهم. واوضح وزير العدل انه بعدما تسلم افراد العصابة الطلاب الـ43 من الشرطة البلدية وضعوهم في سيارات ونقلوهم في نفس الليلة الى مكب للنفايات قريب من كوكولا، وبوصولهم الى المكان كان حوالى 15 طالبا قد توفوا اختناقا. واضاف ان "الموقوفين اشاروا الى انهم في هذا المكان قتلوا بقية الطلاب الناجين ثم القوهم في الشطر المنخفض من المكب واحرقوا جثثهم".
واوضح ان جثث الطلاب وضعت فوق اكوام من الخشب والبلاستيك وسكب فوقها البنزين وتم احراقها في عملية استمرت 14 ساعة. وقال "النيران استمرت من منتصف الليل وحتى الساعة الثانية بعد ظهر اليوم التالي، المجرمون لم يتمكنوا من تحريك الجثث طيلة ثلاث ساعات بسبب شدة الحرارة". واضاف انه بعدها قام المشتبه بهم بتفتيت الجثث المتفحمة ووضعوا البقايا في اكياس بلاستيكية ورموها في نهر. وتابع ان "النيران فتتت الجثث الى مستويات عالية جدا يصعب معها استخراج الحمص النووي الذي يتيح عملية تحديد هويات اصحابها، ولكننا لن ندخر جهدا في استنفاد كل الامكانيات العلمية".
ولم يحدد المشتبه بهم عدد الطلاب الذين قتلوهم باستثناء واحد منهم اكد انهم كانوا اكثر من 40 طالبا. وقبل مؤتمره الصحافي، ابلغ الوزير ذوي الطلاب المفقودين بهذه المعلومات الا ان العائلات رفضت تصديقها طالما انه لم يتم اثبات مقتل الطلاب بواسطة خبراء جنائيين ارجنتينيين مستقلين يحققون في هذه القضية.
وفور اعلان الوزير وعد الرئيس المكسيكي انريكي بينا نييتو ذوي الطلاب بالاقتصاص من القتلة. وقال "الى ذوي الشبان المفقودين والى المجتمع بأسره اؤكد اننا لن نتراجع ابدا الى ان يتم احقاق الحق". واضاف الرئيس الذي تعتبر هذه القضية اسوأ ازمة تواجهه منذ توليه السلطة في كانون الاول/ديسمبر 2012 ان "القاء القبض على المحرضين لا يكفي. سنعتقل كل اولئك الضالعين" في الجريمة.
بدورهم عقد ذوو الطلاب المفقودين مؤتمرا صحافيا في مدرسة ابنائهم اعلنوا فيه انهم لا يصدقون افادات الشهود المزعومين وانهم يرفضون ان يصدقوا ان ابناءهم قتلوا. وقال فيليبي دي لا كروز المتحدث باسم الاهالي انه "طالما انه ليست هناك ادلة فان اطفالنا احياء".
وفي 26 ايلول/سبتمبر كان الطلاب يجمعون اموالا في ايغوالا حين هاجمتهم الشرطة المحلية مدعومة بعناصر من غيهيروس يونيدوس. وكانت الحصيلة سقوط ستة قتلى و43 مفقودا. وتتراوح اعمار الطلاب المفقودين بين 17 و21 عاما وهم من مدرسة ايوتزينابا المعروفة كبؤرة احتجاج. وكان هؤلاء وصلوا في 26 ايلول/سبتمبر مع عشرات الطلاب الاخرين من المؤسسة نفسها الى ايغوالا على بعد 100 كلم من مدرستهم، لجمع اموال والتظاهر.