28-11-2024 04:45 PM بتوقيت القدس المحتلة

زاهر الخطيب لموقع المنار: سورية لن تسقط.. وتركيا لن تجني سوى الخيبة!

زاهر الخطيب لموقع المنار:
سورية لن تسقط.. وتركيا لن تجني سوى الخيبة!

أكد رئيس رابطة الشغيلة في لبنان زاهر الخطيب أنّ المحاولات اليائسة من قبل ما أسماه الحلف الأميركي الصهيوني الرجعي العربي ستبوء بالفشل،


حسين عاصي

محاولات الحلف الأميركي الصهيوني ستبوء بالفشل

سورية متينة في داخلها.. ومحصّنة من الخارج

الخطوة التركية متأخرة.. ومشكوك بصدقيتها

الاصلاحات انطلقت ولكن المطلوب النيل من سورية


تركيا مرشحة لتحل محل مصر وتونس وفق صفقة

من يدّعي أنه معارض للنظام بسورية ليس وطنيا

لبنان وسورية.. ساحة نضال وكفاح واحدة!

 أكد رئيس رابطة الشغيلة في لبنان زاهر الخطيب أنّ المحاولات اليائسة من قبل ما أسماه الحلف الأميركي الصهيوني الرجعي العربي ستبوء بالفشل، مؤكداً أنه لا يخشى مطلقاً على سورية كونها متينة في داخلها ومحصّنة من الخارج بفعل التوازنات السياسية الجديدة.

وفي حديث خاص لموقع "المنار" الالكتروني، اعتبر الخطيب أنّ سورية اليوم مستهدَفة بسبب مناعتها الوطنية والقومية، ملاحظاً أنّ جوقة الاعلام والفضائيات الموظفة لتنال من سورية كنظام ممانع وحاضن لخيار المقاومة لا تريد إصلاحاً وإنما تريد بأي ثمن إن لم يكن إضعاف النظام إسقاطه.

وفيما وصف الخطيب الدور التركي بـ"المموّه"، معتبراً أنّ الخطوة التركية المستجدّة من خلال طرد سفير الكيان الصهيوني وتعليق العلاقات التجارية والعسكرية مع العدو جاءت متأخرة وربما مشكوكاً بصدقيتها، حذر من أنّ تركيا في محاولاتها هذه لتلميع صورتها لن تجني سوى الخيبة.

وإذ أكّد أنّه لا يعوّل أبداً على الموقف العربي الرسمي، حذر من أنّ ما سيجري في سورية سينعكس مباشرة على لبنان، مشدداً على عدم جواز الفصل بين الساحتين اللبنانية والسورية اللتين تجسّدان ساحة كفاح واحدة في مواجهة الحلف الأميركي الصهيوني كما كانت ساحة نضال واحدة في مواجهة الانتداب الفرنسي.

 
الأسد استجاب.. ولكن!

النائب السابق زاهر الخطيب أوضح لموقع المنار أنّ سورية مستهدَفة اليوم من قبل ما أسماه بالحلف الأميركي الصهيوني الغربي والرجعي العربي وفي طليعتهم قطر والآن الدور المموّه لتركيا، لافتاً إلى أنّ سبب هذا الاستهداف هو مناعة سورية الوطنية والقومية. ولم يشكّك الخطيب أنه كان لا بدّ من إصلاحات في سورية لكنّها إصلاحات استجاب لها النظام، بحيث كان الرئيس السوري بشار الأسد صادقاً ومصداقاً عندما لبّى مطالب واحتياجات شعبه باعتبارها حقوقاً وبدأ بالاصلاحات التي باتت معروفة بدءاً من إلغاء قانون الطوارئ وصولاً حتى إقرار قوانين الأحزاب والانتخابات والاعلام وغيرها.

ولفت الخطيب إلى أنّ الرئيس الأسد لم يستجب للاصلاحات الضرورية فحسب بل طرح أيضاً فكرة الحوار الوطني حيث عقدت الجلسة الأولى لهذا الحوار في دمشق ولم يكتف الأسد بذلك أيضاً فطرح فكرة الحوار على المستوى الشعبي وأن يطال كلّ المحافظات، وهو الأمر الذي يُفترض أن يكون قد بدأ يوم الأربعاء.

 
توازنات جديدة تعزّز موقع سورية

واعتبر الخطيب أنّ كلّ ما سبق يؤكد حقيقة أنّ الاصلاحات انطلقت ولكنّه لفت إلى أنّ جوقة الاعلام والفضائيات الموظفة لتنال من سورية كنظام ممانع وحاضن لخيار المقاومة لا تريد إصلاحاً وإنما تريد بأي ثمن إن لم يكن إضعاف النظام إسقاطه، "ولذلك نسمع بين الحين والآخر بل نرى بأمّ العين عمليات التزوير التي تلجأ إليها هذه الفضائيات من خلال الترويج لصور مركّبة تحت شعار أنّ هناك احتجاجات في حين يثبت ميدانياً على أرض الواقع أنّ المناطق التي شهدت احتجاجات هي بمعظمها مناطق على الحدود وقد جرت تسوية الأمور فيها".

وفيما لفت الخطيب إلى أنّ عدد المحتجّين هو ضئيل نسبياً باعتبار أنّ سورية تضمّ نحو 23 مليون مواطن، أعرب عن ارتياحه للوضع السوري انطلاقاً من وجود توازنات جديدة على المستوى السياسي تعزّز موقع سورية، علماً أنّ أيّ نظام لا يسقط إلا من الداخل والخارج. وأوضح أنّ سورية متينة في داخلها وذلك انطلاقاً من وعي قيادتها وإدراك شعبها وتماسك جيشها. أما على الصعيد الخارجي، فلفت الخطيب إلى أنّ سورية محصّنة بالجمهورية الاسلامية الايرانية إضافة إلى موقف روسيا والصين والهند والبرازيل. وإذ أكّد الخطيب أنه لا يخشى مطلقاً على سورية، أعرب عن اعتقاده بأنّ المحاولات اليائسة من قبل الحلف الأميركي الصهيوني الرجعي العربي ستبوء بالفشل.

 
محاولة تركية لتلميع صورتها

وتطرّق رئيس رابطة الشغيلة إلى الدور التركي من بوابة الموقف المستجد لتركيا التي قامت بطرد سفير الكيان الصهيوني على أراضيها وتعليق كل الاتفاقيات العسكرية والسياسية مع العدو الاسرائيلي، فتحدّث عن محاولة من تركيا لتلميع موقفها وقد انكشف ذلك ليس فقط من خلال تخفيض التمثيل الدبلوماسي بل بالتوقيت الذي جعل هذه الخطوة التي جاءت متأخرة وربما مشكوكاً بصدقية متزامنة مع السماح لحلف شمال الأطلسي بإقامة نظام رادار مبكر على الأراضي التركية موجّهاً ضدّ إيران وسورية والأنظمة الممانعة في المنطقة.

واعتبر الخطيب أنّ الهدف الثاني من محاولة التلميع هذه هو خدمة الصفقة التي جرت مع الغرب لجعل تركيا مشرفة على الأمة العربية والاسلامية تحت شعار أنها هي المرشحة لتحلّ كحركة تيارات معتدلة محل تونس ومصر وهي المقدّر لها أيضاً أن تلعب دوراً مع عصابات التخريب وما يسمى بالمعارضة في سورية. وشدد الخطيب على أنّ المعارضة في سورية ليست وطنية ذلك أنّ من يكون معارضاً للمقاومة وحركات المقاومة فهو حتماً غير وطني باعتبار أنّ المقاومة هي قمة الوطنية، "ومن يدّعي أنه معارض للنظام فهذا ليس معارضاً ولا وطنياً لأنّ النظام وطنيّ".

وخلص الخطيب أنه، أمام هذه المعادلة وبعد أن وقفت إيران وسورية إلى جانب المقاومة ضدّ الحلف الأميركي الصهيوني الرجعي العربي، فإن تركيا في محاولاتها لن تجني سوى الخيبة.

 
تبعية عربية عمياء للغرب

وتعليقاً على الموقف العربي من الأحداث السورية في ضوء الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب وما نتج عنه من حديث عن مبادرة سلام عربية وعن زيارة مرتقبة للأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى سورية، لفت النائب السابق زاهر الخطيب إلى أنّ الموقف العربي الرسمي لم يكن يوماً على مستوى طموحات الشعب العربي. وأشار إلى أنه لا يعلق أهمية كبيرة على الموقف العربي الذي لم يعد يهمّه إلا أن يبقى دائراً في فلك النفوذ الأميركي ومنصاعاً لارادة مجلس الأمن والهيئات الدولية التي تكون فيها الكلمة الأخيرة لأميركا.

وفيما أكد أنه لم يعد يعوّل على موقف الجامعة العربية بعد أن شهدنا ما شهدناه، حذر من أنّ حركة الشعوب تكاد تُجهوض لركوب موجتها وتجيير حركات الاحتجاج لتيارات تدور في الفلك المعادي لارادة الشعوب كي تبقى الأمة العربية والاسلامية في ظلّ تبعية عمياء للحلف الغربي.

 
علاقة نضال ومسار كفاح

وختاماً، توقف الخطيب عند احتمال انعكاس الأحداث السورية على الواقع اللبناني، فأوضح أنّ ما يجعل الانعكاسات والتداعيات على الوضع اللبناني حتمياً هو العلاقة التاريخية والجغرافية التي تجعل بين لبنان وسورية وهي العلاقة القائمة منذ ما قبل النظام السوري الحالي ومنذ ما قبل النظام اللبناني الحالي. ولفت إلى أنّ هذه العلاقة هي علاقة نضال ومسار كفاح ضدّ الانتداب الفرنسي كما أنّها علاقة قربى وجغرافيا فضلاً عن كونها علاقة وحدة نقدية في الخمسينات.

وفيما استبعد أن تتطور الأحداث السورية بطريقة سلبية من خلال ما يُدبّر لها في الوقت الحاضر، أكّد أن ما سيجري في سورية في مثل هذه الحالة سيكون له انعكاساته السلبية على لبنان بطبيعة الحال. وشدد على عدم جواز الفصل بين الساحتين اللبنانية والسورية اللتين تجسّدان ساحة كفاح واحدة في مواجهة الحلف الأميركي الصهيوني كما كانت ساحة نضال واحدة في مواجهة الانتداب الفرنسي.