23-11-2024 10:52 PM بتوقيت القدس المحتلة

فضل الله : ما يجري في الأقصى ينبغي أن يكون الدافع لمراجعة إسلاميّة شاملة

فضل الله : ما يجري في الأقصى ينبغي أن يكون الدافع لمراجعة إسلاميّة شاملة

إنَّ علينا أن نعترف بأنَّ العدو ما كان ليتجرأ على تدنيس الأقصى، والعمل على احتلاله، لولا قراءته للواقع العربي والإسلامي الراهن، وتقديره أن الوقت المناسب لذلك قد حان

فضل الله : ما يجري في الأقصى ينبغي أن يكون الدافع لمراجعة إسلاميّة شاملةرأى العلامة السيّد علي فضل الله، أنَّ العدوّ الصّهيونيّ، ما كان ليتجرأ على تدنيس الأقصى واستباحته، لولا قراءته للوضع الإسلامي والعربي الراهن، وتقديره أنَّ الوقت المناسب لذلك قد حان، في ظل الاحتراب الداخلي الَّذي مزق جسد الأمة.

ورأى سماحته أنّ ما يتحدَّث عنه الإعلام الصهيوني من إفساح المجال للسنة والشيعة كي يتقاتلوا أكثر، هو برسم الجميع من علماء ومرجعيات، داعياً إلى مراجعة عربية وإسلامية على جميع المستويات.

جاء ذلك خلال ندوته الأسبوعية التي يلقيها في المركز الإسلامي الثقافي، في مسجد الحسنين(ع)، في حارة حريك، والتي سئل فيها عما يجري في فلسطين المحتلة، وما إذا كان العدو الصهيوني وجد الأرض مهيأة لتنفيذ مشروعه الكبير، فأجاب: "لقد بات واضحاً الهدف الَّذي يسعى إليه العدوّ الصّهيوني في هذه المرحلة، وهو أن يكون له موقع في المسجد الأقصى، بتقسيمه زمانياً ومكانياً، لتحقيق حلمه الثابت في إزالة معالمه، لبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه.

إننا نوجّه التّحية للشَّعب الفلسطينيّ وللمقدسيين والمرابطين في المسجد الأقصى، الَّذين يخوضون المواجهة وحيدين، وقد باتوا يبتكرون أساليب جديدة لحماية المسجد الأقصى والقدس، حتى بدأنا نسمع أصواتاً جديدة من داخل الكيان، ومن الأشد تطرفاً، تدعو إلى عدم استفزاز المقدسيين.

إنَّ علينا أن نعترف بأنَّ العدو ما كان ليتجرأ على تدنيس الأقصى، والعمل على احتلاله، لولا قراءته للواقع العربي والإسلامي الراهن، وتقديره أن الوقت المناسب لذلك قد حان، وأن الأمة المعنية بالمسجد الأقصى والقدس، أصبحت في غيبوبة وفي غربة عن قضاياها، وأن التقاتل والاحتراب الداخلي قد مزقا جسدها.

لقد كان الإعلام الصّهيوني، في بعض نماذجه، أكثر صراحة عندما تساءل: لماذا نفتح ملف المسجد الأقصى، ولا ندع السنّة والشيعة يتقاتلون في الجوار؟ لماذا ندفع هؤلاء إلى الوحدة مجدداً؟! هذان السؤالان الصهيونيان، هما برسم الجميع؛ جميع العرب والمسلمين، وبرسم العلماء والمرجعيات الإسلامية، وخصوصاً أولئك الذين يستخرجون من القاموس كلّ كلمات الحقد والعصبيّة، عندما تتصل المسألة بصراعاتنا الداخلية، حيث باتت العلاقة مع العدو الصهيوني ممكنة، فيما لا مجال للتواصل بين المكونات الداخلية المتنوعة على المستوى الديني، أو المذهبي، أو القومي، أو السياسي، رغم كلّ القواسم المشتركة.. 

من هنا، وانطلاقاً مما يجري، نحتاج إلى مراجعة كبرى على جميع المستويات، لتبقى أولوياتنا هي مواجهة هذا العدو، الّذي تحدث كلّ هذه الفتن والصراعات لحسابه، ولخدمة بقاء وجوده قوياً، ولتمكينه أكثر من تدمير الأقصى والسَّيطرة الكاملة على فلسطين التاريخية، وتغيير معالمها وتراثها وتاريخها، ولذلك، علينا أن نجمد كلّ هذه الحروب والفتن الداخلية، وكل الحساسيات، تمهيداً لإلغائها بالكامل، لحساب قضايانا الكبرى وأجيالنا القادمة".