حذرت مليشيات "فجر ليبيا" التي تسيطر على العاصمة الليبية طرابلس الخميس من خروج سكان المدينة للتظاهر وإحياء الذكرى الاولى لما يعرف بـ"مجزرة غرغور" التي قتل وجرح فيها عشرات المدنيين.
حذرت مليشيات "فجر ليبيا" التي تسيطر على العاصمة الليبية طرابلس الخميس من خروج سكان المدينة للتظاهر وإحياء الذكرى الاولى لما يعرف بـ"مجزرة غرغور" التي قتل وجرح فيها عشرات المدنيين. وقال المكتب الاعلامي لـ"فجر ليبيا" عبر فيسبوك إنها "ستضرب بيد من حديد كل من يخرج في مظاهرة لاحياء الذكرى".
و"أحداث غرغور" وقعت في هذه المنطقة التي كانت تحوي منازل أركان النظام الليبي السابق من بينها منزل معمر القذافي وأبنائه، واتخذتها مليشيات تنحدر في مجملها من مدينة مصراتة شرقي العاصمة مقرا لها.
وفي 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، تظاهر عدد من سكان العاصمة في منطقة غرغور وسط المدينة للمطالبة بخروج المليشيات المسلحة من طرابلس تنفيذا لقرار اتخذه المؤتمر الوطني العام في ذلك الحين.
غير أنه وبعد وصول المظاهرة إلى هذا الحي الذي اتهم سكان العاصمة المليشيات التي تتخذه مركزا لها بارتكاب أعمال خطف وتعذيب وانتهاك لحقوق الإنسان، اطلق مسلحون النار على المظاهرة ما أودى بحياة نحو 53 مواطنا وجرح أكثر من 450 آخرين.
وقال بيان مليشيات فجر ليبيا إنه "يتوجه بنداء أخير وعاجل إلى كل أولياء الامور وكل من يعنيه الامر، بأن قوات فجر ليبيا لن تتهاون أبدا مع من يريد زعزعة أمن العاصمة، أو يثير بلابل من قفل طرقات وحرق إطارات أو ما شابه ذلك تحت أي مسمى كان".
واعتبر البيان أن "ماجرى في 15 نوفمبر الماضي بغرغور من قتل العشرات وإصابة المئات جريمة بشعة، رافضا تسييس هذه الحادثة للخروج في تظاهرات وإقفال الشوارع وحرق الاطارات في العاصمة".
وقال أنه "يذكر الجميع بأن أحداث غرغور المؤلمة والتي سقط فيها قرابة 53 شابا من الشباب الابرياء، لهي جريمة بشعة طالبنا ونطالب جهات الاختصاص القضائي بأن تبحث فيها، وتقتص من الجناة لاقامة العدل وإحقاق الحق حتى لا يتجرأ أحد على دماء الابرياء"، بحسب البيان.
وكانت الحكومة المؤقتة المعترف بها دوليا، حذرت في وقت سابق من ارتكاب "مجازر ضد المدنيين" في العاصمة. وقالت "نلفت نظر المجتمع الدولي إلى ضرورة تدارك الوضع مخافة ارتكاب مجازر ضد المدنيين عندما تتصاعد هذه التظاهرات وتنتشر في ربوع مدينة طرابلس والمدن الاخرى، خاصة مع اقتراب الذكرى الاليمة الاولى لمجزرة غرغور في الخامس عشر من هذا الشهر".
وقالت الحكومة في بيانها إنها "تتابع الحراك الشعبي في مدينة طرابلس وما يحدث من حراك عفوي عبر من خلاله المتظاهرون عن دعمهم الكامل وتأييدهم المطلق للبرلمان المنتخب والحكومة المنبثقة منه وأكدوا شرعيتهما".
وأضافت الحكومة في بيانها الذي حصلت فرانس برس على نسخة منه إن "هذا الحراك الشعبي تم بشكل سلمي وحضاري" وان "المجموعات المسلحة التي تنضوي تحت ما يسمى بـ فجر ليبيا والتي تسيطر على المدينة بقوة السلاح أبت إلا أن تواجه هذا الحراك الشعبي بكافة وسائل القمع والإرهاب".
وتابعت أن "هذه المجموعات انتهجت الأساليب الديكتاتورية في مصادرة الحريات العامة فاستخدمت الرصاص الحي لمواجهة المتظاهرين وإرهابهم وأطلقت حملات مداهمة ومطاردة واعتقال ضد كل من شارك في هذا الحراك".
ومنذ نهايةاغسطس، تسيطر "فجر ليبيا" على طرابلس وقسم كبير من الغرب الليبي، وقد نقلت الحكومة والبرلمان اللذان يعترف بهما المجتمع الدولي، مقريهما من العاصمة الى شرق البلاد.